لبنان ٢٤:
2025-01-26@06:24:21 GMT
هل ينتخب مجلس النواب الحالي رئيس الجمهوريّة؟
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
لا مؤشّرات تُوحي حتّى الآن بتفاؤل بانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، فحراك الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان واجتماع سفراء الدول الخمس لا يعنيان أنّ هناك جديدا على صعيد الرئاسة، مع تمسّك كلّ طرفٍ لبنانيّ بالتعطيل وبالشروط عينها التي لم تتبدلّ منذ حوالى السنتين. ومع استمرار الفراغ والتوقّع بأنّ يطول أكثر، يعود بعض النواب بين الحين والآخر الى طرح إجراء إنتخابات نيابيّة مبكرة أو الإنتظار للعام 2026 لتجديد البرلمان، ريثما يحصل فريق معيّن على الأكثريّة التي تُخوّله حلّ العقد الدستوريّة.
في المقابل، يبدو أيضاً الحديث عن إجراء إنتخابات نيابيّة في غير مكانه، فهناك أحزاب تمرّ فعليّاً بأزمة سياسيّة داخليّة، وقد أتت نتائج الإنتخابات الأخيرة مُخيّبة للآمال ليس فقط لبعض الأفرقاء السياسيين وإنّما للعديد من اللبنانيين وخصوصاً من هم في بلدان الإغتراب. من هذا المُنطلق هناك عدم حماسة شعبيّة وسياسيّة للتحضير لمعركة إنتخابيّة جديدة، وقد يجد البعض أنّ مجلس النواب الحاليّ أفضل من الذي قد يُنتخب.
كذلك، فإنّ قانون الإنتخاب أصبح يُشكّل مشكلة لبعض الأفرقاء، كما أنّ من كان يُطالب بالنسبيّة بات يُريد إدخال تعديلات عليه، لأنّ أيّ إنتخابات مُقبلة قد تُخفض عدد نواب الكتل أو ترفعها في ظلّ الأزمة السياسيّة المُعقّدة بين فريقين: الأوّل يُطالب برئيس سياديّ والآخر بشخصيّة "تحفظ ظهر المقاومة".
ولأنّ هناك صعوبات لإجراء الإنتخابات وأيضاً تبقى إحتماليّة التمديد للمجلس الحاليّ واردة، فإنّ البرلمان المُنتخب في العام 2022 قد يكون بالفعل من سينتخب رئيس الجمهوريّة المقبل حتّى لو استمرّت أزمة الشغور إلى مدّة طويلة، فهناك تعويلٌ على حصول تسويّة قد تكون دوليّة وربما تُبصر النور بعد انتهاء الحرب في غزة قد تشمل دعم الدول الغربيّة لأحد المرشّحين. وفي هذا السياق، فإنّ الموفد الأميركيّ آموس هوكشتاين لديه طروحات شاملة للمشكلة اللبنانيّة تتعدى النزاع في غزة والمعارك بين "حزب الله" وإسرائيل، وتصلّ إلى حدّ إنهاء مُعضلة ترسيم الحدود البريّة الجنوبيّة وإعادة الأراضي المحتلّة إلى لبنان، إضافة إلى تقديم رؤية تتعلّق بحلّ مشكلة الرئاسة والنهوض الإقتصاديّ.
وبالنسبة لبعض الكتل التي تُريد أنّ تكون مُشاركة بقوّة في الحكم الجديد، فإنّ الفرصة سانحة أمامها في حال انتخاب رئيس لتكون ممثلة في الحكومة المُقبلة، مستفيدة من وجود معارضة ترفض أنّ تكون شريكاً لها في إدارة البلاد. فكما يُشدّد "الثنائيّ الشيعيّ" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" والحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" وغيرهم من الكتل والأحزاب على ضرورة إجراء الحوار للخروج بتوافقٍ، هناك أيضاً تشديد على أنّ تكون الحكومة الأولى للرئيس المقبل جامعة لكافة المكوّنات الوطنيّة، لحلّ المشاكل الإقتصاديّة والماليّة بشكل جماعيّ من دون إقصاء أيّ فريقٍ.
إذاً، ورغم العقبات الكثيرة التي تُواجه الإستحقاق الرئاسيّ، فإنّه لا مفرّ حتّى لو طال الفراغ من إنتخاب رئيس للجمهوريّة، ففي كافة المُناسبات منذ نهاية ولاية الرئيس إميل لحود وحتّى انتخاب الرئيسين ميشال سليمان وميشال عون، مرّت البلاد بشغور بسبب الإنقسام السياسيّ، وكانت دائماً هناك تسويّة حاضرة إنّ عبر حوار وإنّ عبر تحالفات نيابيّة تفضي إلى انتخاب رئيسٍ. وفي هذا الإطار يقول مرجع نيابيّ بارز إنّ البلاد لا يُمكن أنّ تبقى من دون رأس الهرم، وقد يُنتخب الرئيس اليوم أو غداً أو بعد سنة أو أكثر، لكن الأكيد أنّ المجلس الحاليّ هو من سينتخب رئيس البلاد، ولا يُمكن القول إنّ الحراك الخارجيّ والداخليّ غير بنّاء، فهذه المُحاولات والمُبادرات والإجتماعات أفضل من الجلوس دون عمل أيّ شيء. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الجمهوريّة يكثف اتصالاته كيلا يصاب عهده بنكسة
كتب كمال ذبيان في"الديار": لبنان امام استحقاق مصيري يوم الاحد في 26 كانون الثاني الحالي، مرتبط بانسحاب الاحتلال "الاسرائيلي" بعد اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، والذي خرقه العدو منذ اليوم الاول، ومنع عودة الاهالي الى 72 مدينة وبلدة، فكان يكشف عن اهدافه بانه لن ينسحب نهائياً من مناطق او مراكز في الشريط الحدودي المتاخم لشمال فلسطين المحتلة.يمسك العدو بالقرار الذي تتجه حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو، الى البقاء في نقاط عسكرية محددة تبلغ ما بين 3 و5 نقاط، وفق ما تكشف تقارير عسكرية صهيونية عن ضباط في جيش العدو، ومنهم قائد المنطقة الشمالية الذي يؤكد ان لا عودة لمستوطني شمال فلسطين المحتلة، الا باقامة "حزام امني" بعمق ما بين 5 و7 كلم، يكون للجيش "الاسرائيلي" مواقع ثابتة فيه، وهي تقع في نقاط استراتيجية، يمكن من خلالها مراقبة اي تحرك لحزب الله.
واجتمعت الحكومة "الاسرائيلية" المصغرة برئاسة نتنياهو للبحث في الانسحاب"الاسرائيلي"، وهي تتجه الى تمديد الاحتلال مهلة اضافية، لانها غير مطمئنة ان الجيش اللبناني يقوم بدوره في مداهمة مراكز لحزب الله ومخازن اسلحة له، وهي لا تبلغ سوى 20% من قدرته العسكرية التي دمرها العدو ، ودخل الى انفاق بناها حزب الله، اضافة الى انه لو انسحب فانه سيسلم الجيش اللبناني والقوات الدولية ارضا محروقة، لن تمكن حزب الله من ان يعيد بناء قوة عسكرية جديدة له، وهو ما يخطىء العدو في حساباته، لان مقاتلي المقاومة هم من اهالي هذه البلدات، وقاوموا واستشهدوا فيها، وما زالت جثث بعضهم بين الدمار، تقول مصادر في المقاومة، التي تنتظر الاحد المقبل لتقرر ماذا تفعل، فان بقي الاحتلال ، فان المقاومة جاهزة للتصدي له.
وتقدمت الحكومة "الاسرائيلية" بطلب من الادارة الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، للتمديد 30 يومأً للاحتلال في الجنوب، وهذا ما كشفه ايضاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عن رئيس لجنة المراقبة العسكرية لتنفيذ وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز، بان العدو سيمدد مهلة 60 يوماً، وهو ما رفضه ميقاتي، وابلغه بان لبنان ينتظر اليوم 60 ليرى الانسحاب الكامل للعدو ، والا فان الوضع سيكون خطراً، وقد تتجدد المواجهة العسكرية.
فاليومان المقبلان حاسمان للبنان، وهو الذي ينتظر الانسحاب "الاسرائيلي" مع بداية عهد جديد، توج بانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وتسمية نواف سلام رئيساً للحكومة الذي يجهد لتشكيل الحكومة، التي ما زالت متعثرة، ولكن طريقها ليست مسدودة، فيتزامن التشكيل مع تنفيذ الانسحاب "الاسرائيلي"، الا اذا قررت الادارة الاميركية تمديد مهلة تطبيق الاتفاق، فان الرئيس عون الذي يلقي تأييداً داخلياً ودعما عربياً ودولياً، سيكون امام نكسة يصاب بها مع بداية ولايته، التي ما زالت في شهرها الاول، ويعمل رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف الذي كان مندوباً للبنان في الامم المتحدة، على تكثيف الاتصالات مع لجنة المراقبة، لا سيما الممثل الاميركي فيها، ليكون الانسحاب كاملاً فجر 27 كانون الثاني، فيعطى العهد الجديد دعماً قوياً، ويعطي للدولة والجيش قوة، وبانه سيتولى الدفاع عن السيادة اللبنانية.