الراي:
2024-10-02@00:17:32 GMT

«تلفزيون لبنان» خارج الخدمة... مَن أطفأ شاشته؟

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

بأعمدة من الألوان، دشّن تلفزيون لبنان مرحلةً سوداء في تاريخه الممتد على مدار أكثر من 55 عاماً بتوقفه عن البث تحت وطأة المشاكل المادية التي يعانيها والإضراب المفتوح الذي بدأه موظفوه في 3 الجاري.

وبعدما كان الإضراب المفتوح من الموظفين على خلفية تدني قيمة رواتبهم في ظل الانهيار المالي «وحتى ننال مطالبنا ومستحقاتنا كاملة»، يشمل التوقف بشكل تام عن العمل، بما في ذلك نشرات الأخبار، مع الاكتفاء بعرض برامج من الأرشيف، فوجئ اللبنانيون صباح اليوم (الجمعة) بأن التلفزيون الرسمي انقطع عن البث وسط تقارير عن أن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري قرر قفْله بسبب المشاكل التي يعانيها منذ مدة بفعل أزمة الرواتب ورفض الموظفين الاستمرار بعملهم رغم المحاولات الحثيثة لإيجاد حلول.

ولكن مكاري أعلن بعد الظهر أنّ «تلفزيون لبنان لم يُقفل ولا نية لديّ بذلك وكلّ ما نُشر كذب ونحن نُحاول معالجة المشاكل»، كاشفًا أنّ «مطالب الموظفين تم تحقيقها والأمر محلول وقد أخذوا حقوقهم»، مشيراً إلى «أنني لا أعلم ما سبب الإضراب من الموظفين».

وفي تصريح لقناة الـ«إم تي في»، اعتبر «أنّ قرار رئيسة نقابة مستخدمي تلفزيون لبنان ميرنا الشدياق تتحمل هي مسؤوليته»، موضحاً أنّ «تلفزيون لبنان سيعاود البث ونعمل مع جزء من الموظفين». ماذا وراء التصعيد الأميركي باتجاه الشرق الأوسط؟ منذ يومين أفريقيا تتمرّد على الغرب 3 أغسطس 2023

وبعد ما كان التلفزيون الذي يختزن «ذاكرة» لبنان السياسية والثقافية والفنية و«العصر الذهبي» للدراما اللبنانية اكتفى منذ إعلان الإضراب المفتوح الأخير ببث الموسيقى الكلاسيكية، قالت الشدياق «إنّ الموظفين فوجئوا اليوم بقرار توقف البث»، مشيرةً إلى أنّ «هذه الشاشة لم تتوقف عن البث في أحلك الظروف».

وأضافت أنّ «قرارنا بالإضراب كان للمطالبة بحقوقنا، فنحن نتقاضى بين مليون و5 ملايين ليرة (بين 10 و50 دولاراً) ومنذ 3 سنوات لم نأخذ حقّنا، وتحرّكنا ليس موجهاً ضد وزير الإعلام الذي أبلغه المستخدمون منذ البداية الوقوف بجانبه من أجل تحصيل الحقوق».

وفي تصريح بعيد إعلان الإضراب المفتوح أوضحت الشدياق أن «كل المساعدات التي أقرَّت (للقطاع العام) في مجلس الوزراء، وزيادة 6 رواتب على الراتب الأصلي، حرمنا منها، رغم كثرة الوعود، التي يعود مطلقوها لاحقاً بالتذرع بحجج عدّة، لتبرير التأخر في دفع المستحقات والحقوق المادية لموظفي التلفزيون، الذين كانوا قد التزموا الحضور 14 يوماً تبعاً للمقرّرات». وأشارت إلى أن «المعاملة المتعلقة بالتلفزيون تنتقل في أروقة وزارة المال من دون معرفة أسباب العرقلة، والذرائع حيناً تتصل بتوقف المولد الكهربائي وأخرى بخطأ في المعاملة، وغيرها، وبالنتيجة التأخر مستمرّ بقبض مستحقاتنا وتسيير معاملاتنا». وأكدت «عدم العودة إلى العمل قبل أن نحصل على كامل المستحقات التي تآكلت قيمتها في ظلّ الانهيار النقدي، لكنها تبقى أفضل من راتب لا يتجاوز المليون ليرة وبحدّ أقصى يصل إلى 5 ملايين ليرة».

وبالتوازي قال بيان صادر عن النقابة حينها: «إذا كانت ثمة أصوات تنادي بإقفال التلفزيون، فليبدؤوا بالمؤسسات التي تهدر المال العام على عينك يا تاجر، وليس بمحاصرة التلفزيون الوطني وعدم حمايته وتحصينه والتعامل معه كأنه مقفل، إن كان لناحية تمويله أو منعه من وضع خطط نهوض ذاتية، للقول بعدها إن هذا التلفزيون لا جدوى منه فيما هو يضم خيرة الكفاءات الإعلامية والفنية والتقنية وتختزن من أرشيفه كل المؤسسات الإعلامية وهو ذاكرة لبنان والعالم العربي المرئية، ومن أراد القضاء على هذه الذاكرة فليُقدم ويتحمّل المسؤولية».

وفي 28 يوليو الماضي علّق مستخدمو تلفزيون لبنان قراراً بالتوقف عن العمل بعد وعود بنيل المستحقات كحد أقصى 2 الجاري «ولكن فوجئنا بأن هناك خطأً في المعاملة سيؤخر نيلنا المستحقات، وهي الحجة نفسها التي نسمعها مراراً وتكراراً منذ أشهر، ولا نزال ننتظر هذه الوعود التي لم يعد يصدقها الموظف في تلفزيون لبنان».

وأعلنت إدارة التلفزيون في اليوم نفسه أنها تبلغت من دوائر وزارة المال أنه يُعمل على تحويل الأموال أصولاً بعد إخضاع المعاملة لرقابة ديوان المحاسبة، وبالتالي، فإن صرف المستحقات قد يحتاج إلى أيام قليلة.

وقال أحد كبار الموظفين في قسم الأرشيف إلى موقع «سكاي نيوز عربية»: «وزارة المال لم تحول رواتب الموظفين والمتعاقدين مع تلفزيون لبنان مند قرابة شهرين بالرغم من أن وزير الإعلام قد زود المعنيين بالمستندات المطلوبة دون جدوى».

وتعليقاً على توقف بث تلفزيون لبنان، أعلن الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان: «إنّها مفاعيل تردّدات جهنّم وفضائل شياطينها جعلت مؤسسة تلفزيون لبنان الذي انطلق قبل أيّ إعلام مرئي يسقط ويقفل كأنّه يمسح صفحات تراثية من ذاكرة الوطن. حان الوقت للصحوة».

المصدر: الراي

كلمات دلالية: تلفزیون لبنان

إقرأ أيضاً:

"لا تسوية بدون غزة"

 

سعيدة بنت أحمد البرعمية

 

قالها السيِّد حسن نصر الله الذي استشهد مُدافعًا عن أرضه ومؤازرًا لغزة: "لا تسوية بدون غزة"، انفرد بموقفه الشجاع ورفض المُقايضة أو التَّسوية في حرب لبنان دون غزة، وهذا ما لم يُعجب مُشعلي الحرب فلم يكن منهم إلاّ أن يلجأوا لغدرهم المُعتاد، لاشك أنَّ المُصاب جلل والفقد عظيم ولكن الدفاع عن الأوطان ثمنه غال، تشتد الحرب على العرب ضراوة وقسوة، جميعنا نتابع بقلق ما يحدث من الأحداث والتطورات، وبات الحدث وحده ما يُحدد سعادتنا أو حزننا من كثر ما نرى من قسوة الإنسان على الإنسان ومن بيع الأخ لأخيه، ومن حجم التغاضي والمبررات والانبطاح والتفرّج؛ لقد أصبحنا جميعًا في الخندق النفسي للحرب الإجرامية على المستويين الميداني والنفسي ولعب الإعلام دورا كبيرا في ذلك.

هل سيُهزم العرب باستشهاد القادة!

الخلود وحده للفكرة أما الأجساد فمصيرها الفناء، يبدو لي أن هذا ما عجز عن فهمه الكيان الصهيوني؛ فمُخطط حصد رؤوس القادة يتطور تطورًا بالغًا، يظنون أن الحرب ستنتهي بموت القادة، ولكن الفكرة موجودة والمقاومة مدرسة تصنع قادة يؤمنون بضرورة الموت في سبيل الوطن، وأن أرواحهم ترقى للجنان ويبقي خلفهم من يستلم الراية، لهم المجد والخلود ولنا الرحمة فهم الأحياء ونحن الأموات.

انتهج الكيان نهج إبادة القادة ويلوحون بضرورة الإقدام على الحرب الشاملة، وهل عمليات الاجتياح البري نجحت  في غزة حتى تنجح في لبنان، أم أن النصر المفقود في غزة سيتحقق في لبنان؟!

يبدو أنَّ نتنياهو لم يعد يجد طريقة يلهي بها غضب شعبه المتشرذم والتفكك الداخلي والانقسامات في كيانه والتهجير من مدن الشمال سوى البحث عن نصر خارج غزة، وهذا ما يُحاول صنعه في لبنان من خلال الاغتيالات البشعة؛ ظاناً أنه يُحقق أهدافا فيمتص قليلاً ما يضمره له الداخل الإسرائيلي، وهذا التفكير ليس بغريب على مجرم حرب يسعى لسفك المزيد من الدماء ليواري إجرامه خلف أيّ نقطة يسجلها وإن كانت خارج غزة، وبالفعل استطاع الكيان تسجيل نقطة خارج غزة باغتيال مجموعة من القادة، الأمر الذي فشل بتسجيله في غزة، وإذا فكرنا ملياً بالأمر نرى أنَّ أكثر القادة الذين استطاع الكيان اغتيالهم هم من حزب الله؛ الأمر الذي يرجح أحد الأمرين، إما فشل استخبارات الكيان في غزة ونجاحها خارج غزة سواء في لبنان أو إيران، أو وجود خلايا للخيانة في صفوف حزب الله، في المُقابل فشل الكيان فشلاً ذريعاً في الوصول للسنوار بالرغم من كل الإغراءات والمكافآت التي وضعها لمن يأتي عنه بخبر.

هذا يُشير إلى أنَّ صمام الأمان للقسام على مستوى عالٍ من الأمان ووحدة صفوف الغزاويين على الهدف والفداء بالرغم من قلة الإمكانيات الحربية لديهم، فقد استطاع الكيان اغتيال السيد حسن نصر الله في غضون هذه المدة القصيرة وفشل مرارا في اغتيال السنوار على مدى ما يقارب العام، ممّا يُشير إلى أنَّ الحرب في غزة كانت ولا تزال الأصعب على الكيان والتي أرهقته ومازالت ترهقه وتظل سلاسل الإجرام فيها وإجراءات التطهير العرقي فيها وصمة عار تلاحقه مهما حاولوا تسجيل نقاط نصر وقوة خارج غزة.

يأتي الآن الكيان الصهيوني ويصرّح بأنّ عملية الاغتيال للسيد نصر الله تمت وفق استخبارات الموساد الدقيقة جدًا والمعتمدة على التكنولوجيا في تتبعها وجمعها المعلوماتي؛ ليُعيد إلى الأذهان هيبة وعظمة الموساد التي أبادها السابع من أكتوبر من أذهان شعوب العالم، وليداري من جانب الخونة الذين يتاجرون معهم بالقيادات العربية المجاهدة، ولا عجب أن يعود الصهاينة للمحاولة مرارا بالتلاعب علينا بالمزيد من الأكاذيب لنهاب موسادهم وقوتهم كالسابق.

لكن ما يُثير في رأسي التساؤل: أين قوتهم التي لا تُقهر واستخباراتهم الدقيقة في العثور على قادة السنوار ورجاله، وأين استخباراتهم عن الصاروخ اليمني المُتزامن مع وصول نتنهم من واشنطن في مطار بنغوريون!

 

برأيي، هذه الحرب التي استنزفت راحتنا وأكلت تفكيرنا منذ أحد عشر شهرًا، فتحت باب جهنم على الصهاينة ونهايتهم باتت قريبة خاصة بعد تصعيدهم الأخير في لبنان واغتيال مجموعة من القادة؛ فغزة باقية وقادتها باقون يقودون الحرب، وحزب الله باقٍ ولديه بدل القائد قادة.

لقد أذاق العرب الصهانية لأول مرة مذاق التهجير والخوف والقلق والاضطراب ومختلف الإعاقات النفسية والجسدية والفرار للخارج ودخلوا في متاهة الجنون والموت على حد السواء، ومازال "العود في الطبل" على قول المثل الشعبي، لا أستطيع التكهن بالقادم ولكن حتماً سيرد حزب الله وسيكون الرد قاسياً على العمق الإسرائيلي والشمال، وربما الأيام القادمة تسوق إليهم مجددا سيف صلاح الدين بيد قادة آخرين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • التلفزيون الإيراني الرسمي: 80% من الصواريخ المطلقة على إسرائيل أصابت أهدافها
  • "لا تسوية بدون غزة"
  • بولندا تعتزم خفض عدد الموظفين بسفارتها في لبنان
  • السكر بكام؟.. صرف المستحقات التموينية لـ شهر أكتوبر 2024 اليوم
  • هيئة البث الإسرائيلية تنشر فيديو لأليات تحمل جنودا في طريقها للحدود الشمالية
  • هيئة البث الإسرائيلية: تحرك شاحنات تحمل جنودا باتجاه الحدود الشمالية مع لبنان
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان
  • نائب أمير حائل يستقبل مشرف تلفزيون المنطقة
  • فيديو من داخل مستوطنة... طائرة لـحزب الله تُحلّق في أجواء إسرائيل
  • اسرائيل تستهدف خزانات الوقود الفارغه بمينائي الحديدة ورأس عيسى ومطاراً خارج الخدمة غرب اليمن