أثار نائب الرئيس المصري السابق، محمد البرادعي جدلا، بعد تغريدة انتقد فيها ما وصفها بـ"عقود الاستبداد والتجهيل والتهميش" في مصر، ومتحدثا عن صعوبة "المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية والحرية".

وكتب البرادعي، عبر حسابه في منصة "إكس": "كلما طالت عقود الاستبداد والتجهيل والتهميش كلما اصبحت المرحلة الانتقالية من اجل بناء انظمة ديموقراطية اكثر صعوبة وتعقيدا".

وتابع نائب الرئيس المصري قائلا: "استنادا على التجارب فى انحاء مختلفةً من العالم يتوقف نجاح الانتقال الى الحرية على: درجة التوافق بين قوى وأطياف المجتمع على المبادئ الاساسية لشكل النظام الجديد وتقنينها في دستور ديمقراطي يحمي الحقوق والحريات".

وأردف أن الشرط الثاني هو "القدرة على بناء سلطات الدولة المدنية واعادة هيكلة مؤسسات الدولة العميقة وفتح المجال امام المجتمع المدني قبل الدخول فى مرحلة التنافس الانتخابي".

اقرأ أيضاً

رسائل البرادعي للسيسي تتواصل: الإفراج عن سجناء الرأي خطوة بديهية

ومضى نائب الرئيس المصري سابقا بالقول: "يعلمنا التاريخ المعاصر أن الاكتفاء بصرح هش غير مكتمل الأساسات سواء بجهل أو بسوء نية يؤدي الي وضع العربة قبل الحصان وفي اغلب الامر ينتهي بالعودة الى الوراء".

كلما طالت عقود الاستبداد والتجهيل والتهميش كلما اصبحت المرحلة الانتقالية من اجل بناءً انظمة ديموقراطية اكثر صعوبة وتعقيدا . أستنادا على التجارب فى انحاء مختلفةً من العالم يتوقف نجاح الانتقال الى الحرية على:
- درجة التوافق بين قوى واطياف المجتمع على المبادئ الاساسية لشكل…

— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) August 10, 2023

ولقيت التغريدات ردود أفعال منتقدة من مؤيدين للسلطة اعتبروا أنه يريد استعادة ذكريات فترة يرون أنها سيئة في تاريخ مصر متعلقة بالثورات، وحتى معارضون طالبوه بعدم الحديث، بعدما شارك في وأد أول تجربة ديمقراطية عاشتها مصر بعد انتخاب الرئيس المدني الراحل محمد مرسي، حيث كان البرادعي أحد أركان مشهد الإطاحة بمرسي في يوليو/تموز 2013.

وحاول طرف ثالث الاشتباك مع مضمون تغريدة البرادعي، ورصد المعوقات التي تحول دون الانتقال الديمقراطي في مصر، مثل الانقسام، وشيوع ثقافة المصالح على حساب البلاد، وغيرها من الأسباب.

وتساءلت إحدى المؤيدات للسلطة عن سبب عودة البرادعي للحديث مجددا عن الأوضاع السياسية، قائلة: "ما كنا ارتحنا من الناس دي".

ايه اللي طلعه تاني ماكنا ارتحنا من الناس دي

— om abdulrahman (@omabdlrhman333) August 11, 2023

وكتبت أخرى: "مش عاوزة ديمقراطية انت موافق  عليها لأنها تكون فوضى وخراب..".

مش عاوزة ديمقراطية
انت موافق عليها
و الغرب يرحب بها
لأنها تكون فوضي و خراب
اصلا انت وش خراب https://t.co/Z9T3DYPi4f

— ???????? mona arafa???????? (@monanoor70) August 11, 2023

وقال مستخدم ثالث، منتقدا البرادعي، قائلا إنه كان من المشاركين في وأد أول تجربة ديمقراطية في مصر.

البرادعي كان من الناس اللتي وأدت الديمقراطية الأولى في مصر لذلك قولوا لهذا ال.....اخرس

— Ale (@fatim03415619) August 11, 2023

اقرأ أيضاً

البرادعي يشن هجوما حادا على الإسلاميين.. ماذا قال؟

وتساءل آخر عن سبب مشاركة البرادعي في مشهد 2013 قياسا إلى ما أسماه "ثقافته وخبراته" في مجال الديمقراطية.

سؤال نفسي الاقي ليه اجابة
ازاي واحد زي حضرتك بثقافتك وخبراتك تقع وتكون اداة يستغلها العسكر بالقفز على الديمقراطية وبالانقلاب اللي حصل ؟
ازاي حضرتك مكنتش شاكك ان ممكن يحصل انقلاب والسيطرة على الحكم لدرجة انك قبلت تكون نائب للرئيس؟
مش الديمقراطية هي الارتضاء باختيار الشعب؟

— Ahmed Alnasser (@AhmedAl21502057) August 10, 2023

وطالبه مستخدم بالعودة إلى مصر والمشاركة في "بناء وطن ديمقراطي" بدلا من التنظير من الخارج.

طيب ماتيجي حضرتك وتبني وطن ديمقراطي حقيقي لو عندك جديه ولا مش فالحين غير في الكلام

— احمد عبدالمجيد (@mdbdlmj58455869) August 10, 2023

ورد أحدهم متندرا: "انت لسه مصدق نفسك ان دي مرحلة انتقالية".

انت لسه مصدق نفسك ان دي مرحلة انتقالية ????????

— رمضان محمد علي RMA74???? (@RMohammedAli5) August 10, 2023

وكتب آخر أن المشهد بات معقدا وأن محاولة إنشاء أي نظام ديمقراطي في مصر حاليا "باتت من رابع المستحيلات".

المشهد الحالى يادكتور أصبح للأسف الشديد أكثر تعقيداً عن عامى 2011 أو 2013 وأصبح أى أمل فى محاولة إنشاء أى نظام ديمقراطى من رابع المستحيلات صدقنى يابوب المصالح الخاصة تعمقت وتوغلت فى كل مناحى الحياة.. تحياتى????

— Ahmed Roshdy (@AhmedRo74399613) August 10, 2023

وتحدث مستخدم عن مشكلة أخرى تحول دون الانتقال الديمقراطي في مصر، وهو  الانقسام المجتمعي الذي بات سائدا منذ 2013.

المجتمع السياسى المصرى مسموم :
منقسم رأسيا بين علمانيين واسلاميين
منقسم أفقيا بين عشرات الاتجاهات على الجانبين
ثم ـ وهذا هو الاهم ـ : مخترق من أجهزة الامن .
فماتسعى اليه مستحيل عمليا .
الحل الوحيد هو تكرار التجربة الثورية الوحيدة التى حققت نجاحا فى تاريخنا : ثورة 19 وحزب الوفد

— magdy kinawy (@magdykinawy51) August 10, 2023

واستنكر مستخدم طرح البرادعي، قائلا: "احنا لسه هنعمل كل ده تاني.. بكام بقى لو سمحت يادكتور وهل حضرتك على ثقة بإن ده الحل؟.. وإيه الضمانات اللي حضرتك ممكن تقولها إن الشعب يستحمل ده؟.. وفيه حد يقدر يعمل ده حاليا وازاي؟".

احنا لسه هنعمل كل ده تاني . بكام بقي لو سمحت يادكتور وهل حضرتك علي ثقه بان ده الحل وايه الضمانات الي حضرتك ممكن تقولها ان الشعب يستحمل ده وفيه حد يقدر يعمل ده حاليا وازاي

— Muhammed Adly (@AdlyMuhammed) August 10, 2023

وفي مارس/آذار 2011، بعد خلع حسني مبارك من السلطة، أعلن البرادعي على قناة مصرية خاصة أنه يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه عاد في 14 يناير/كانون الثاني 2012 ليعلن انسحابه من سباق الرئاسة، منتقدا أداء المجلس العسكري في إدارة البلاد، والأجواء التي ستجري فيها الانتخابات.

اقرأ أيضاً

البرادعي يثير الجدل بتعليق حول أنظمة الحكم

وأسس البرادعي، في 28 أبريل/نيسان 2012  "حزب الدستور"، الذي انضوى تحت راية جبهة الإنقاذ الوطني التي شكلت كتلة المعارضة الرئيسية أثناء فترة حكم الرئيس المصري المنتخب، الراحل محمد مرسي، والتي لم تدم إلا عاما واحدا، وكان أحد أركان مشهد الإطاحة به.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الانتقال الديمقراطي مواقع التواصل الاجتماعي الديمقراطية الرئیس المصری فی مصر

إقرأ أيضاً:

مع اقتراب الانتخابات.. أحداث فارقة في مسيرة الديمقراطية الأمريكية

قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أثار المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مخاوف من تجدد الأحداث غير المسبوقة، التي رافقت إعلان خسارته أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن في 2020.

وقال ترامب في تصريحات صحافية إن خسارته، الثلاثاء المقبل، لن تحدث إلا في حال حدوث تلاعب أو غش، على غرار الادعاءات التي كررها قبل 4 سنوات، بعد أن رفض الاعتراف بالهزيمة.
وشكلت أعمال الشغب التي وقعت آنذاك سابقة، ستظل بارزة في التاريخ الانتخابي الأمريكي.
لكن هذا التاريخ لا يخلو من الأحداث والقصص المثيرة، التي غيّرت مسار السياسة في البلاد، وأثّرت في الرأي العام. انتخابات عام 1800

شكلت تلك الانتخابات سابقة باعتبارها من أوائل الانتخابات المتنازع عليها بشدة، عندما تعادل توماس جيفرسون وآرون بور في أصوات الهيئة الانتخابية.

واضطر مجلس النواب إلى التصويت مرات عديدة، قبل أن يفوز جيفرسون بالرئاسة، مما أدى لاحقاً إلى تعديل الدستور لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمة.

إبراهام لينكون عام 1860 يعد فوز لينكون نقطة تحول كبيرة في السياسة الأمريكية، إذ أشعل نزاعاً حاداً حول قضية العبودية.
أدى فوز لينكون إلى تصاعد التوترات، وسرعان ما أعلنت عدة ولايات جنوبية انفصالها عن الاتحاد، وأشعلت فتيل الحرب الأهلية الأمريكية.
اعتبر الجنوبيون فوز لينكون تهديداً مباشراً لنمط حياتهم القائم على العبودية، بينما رأى الشماليون فوزه بمثابة خطوة نحو إنهاء الرق. وجسدت هذه الانتخابات الانقسام العميق في الولايات المتحدة، وكانت بمثابة الشرارة التي أشعلت واحدة من أكثر الفترات دموية في تاريخ البلاد. الصفقة القذرة عام 1876 شهد ذلك العام انتخابات، تنازع فيها المرشح الجمهوري رذرفورد هايز، والديمقراطي صامويل تيلدن، لم تُحسم النتيجة حتى توصل الطرفان إلى صفقة تقضي باعتراف الجنوب بفوز هايز، مقابل انسحابه من الجنوب، وإنهاء عصر إعادة الإعمار.
أدت هذه الصفقة إلى تخلي الحكومة الفيدرالية عن حماية حقوق الأفارقة الأمريكيين في الجنوب. إعادة انتخاب فرانكلين روزفلت عام 1940

كانت هذه المرة الأولى التي يُعاد فيها انتخاب رئيس أمريكي لولاية ثالثة، ما كان سابقة تاريخية نظراً للعرف السائد بعدم تجاوز الرئيس ولايتين.

جاء ذلك في ظل ظروف استثنائية مع بداية الحرب العالمية الثانية، وأدت إلى تعديلات دستورية لاحقاً، لمنع تولي أي رئيس أكثر من ولايتين.

سحر التلفزيون عام 1960

في أول مناظرة رئاسية تلفزيونية، ظهر الديمقراطي جون كينيدي بشكل واثق وجذّاب، على عكس الجمهوري ريتشارد نيكسون الذي بدا مرهقاً.

كان لهذه المناظرة تأثيراً كبيراً على الناخبين، وأظهرت أهمية الصورة التلفزيونية في التأثير على الرأي العام.

إعادة الفرز في فلوريدا عام 2000 تنافس الجمهوري جورج بوش الابن والديمقراطي آل غور في سباق شرس، حيث تركزت الأنظار على فلوريدا.
تأخر إعلان النتيجة عدة أسابيع، قبل أن توقف المحكمة العليا عملية إعادة الفرز، ليُعلن بوش فائزاً، في حادثة أثارت الجدل حول النظام الانتخابي الأمريكي. عام 2008.. فوز باراك أوباما

أصبحت هذه الانتخابات تاريخية بفوز أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي، باراك أوباما، الذي قدم رسالة أمل وتغيير ألهمت الملايين داخل الولايات المتحدة وخارجها، وجعلت من انتخابات 2008 محطة فارقة في تاريخ البلاد.

"التدخل الروسي" عام 2016 اتهمت الاستخبارات الأمريكية روسيا بمحاولات للتأثير في الانتخابات لصالح ترامب، من خلال حملات تضليل عبر الإنترنت.
أدت هذه القضية إلى تحقيقات استمرت لفترة طويلة، وطرحت مخاوف حول التدخل الأجنبي في النظام الانتخابي الأمريكي. انتخابات 2020 و"أزمة الثقة"

شهدت هذه الانتخابات، التي تنافس فيها الجمهوري ترامب والديمقراطي بايدن، أجواء استثنائية بسبب جائحة كورونا، واعتماد التصويت عبر البريد.

رغم فوز بايدن، رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة، وزعم وجود تزوير، مما أدى إلى اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، وهو ما أثار جدلاً غير مسبوق حول مصداقية الديمقراطية الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • التبرع بالدم.. عمل إنساني نبيل يحث عليه الإسلام وفق شروط محددة
  • نجم الأهلي السابق: طاهر أصبح ركيزة أساسية في صناعة لعب وهجوم الأحمر
  • معلومات جديدة في قضية التسريب.. وهجوم حاد من المعارضة الإسرائيلية على نتانياهو
  • اعلان لمكتب المبعوث الأممي عقب لقاءاته مع أطراف يمنية
  • عدوان "إسرائيل" على لبنان يدخل يومه الـ 43
  • مجلس النواب يلتقي مسؤولي المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات
  • عبد السلام فاروق يكتب: انتخابات على أطراف الأصابع
  • بويصير: ما أبهى الديمقراطية.. أدليتُ بصوتي في الانتخابات الأمريكية
  • مع اقتراب الانتخابات.. أحداث فارقة في مسيرة الديمقراطية الأمريكية
  • الغويل يكشف عن تيسيره لقاء بين تكتل أحزاب سياسية للتواصل مع أطراف أميركية