بسم الله الرحمن الرحيم
نعود للتطواف في سوح الكتابة وظروف الكتابة واوجاعها في زمن الحرب ونحاول ان نستكشف اغوارها بصفة عامة واحوالها وقت الحرب واهوالها وعلى وجه الخصوص..
نحاول ان نغوص في بحر المجال الابداعي بالذات لانها تتعلق بإعمال الفكر وشحذ الهمم وهنا يفكر العقل وينبض القلب والعقل والقلب توأمان متلازمان ومركزي الالهام العاطفي والتفكير
وقد طوفنا بكم في السابق على عدة امور تتعلق بالكتابة وبينت لكم الحالة النفسية التي اصابتنا في مقتل، نتيجته خمول كتابي لم نفق منه إلا بالشديد القوي.
كنت ومازلت شغوف في معرفة تلك الطريقة التي يكتب بها عباقرة الزمن الماضي, وفي بحثي حول هذا الموضوع عثرت على مقال يشرح فيه كاتبه عن الكيفية التي كان يكتب بها كل من الاستاذه العقاد، وطه حسين وتوفيق الحكيم وانيس منصور والشاعر احمد شوقي ثم الفيلسوف الوجودي عبد الرحمن بدوي وهذا الاخير قيل بانه كان يكتب بخط جميل وكانت حروفه كانها مطبوعة بآلة طباعة من روعتها وجمالها اما العقاد فكان يكتب بقلم الحبر الأحمر اما صاحب حمار الحكيم ويوميات نائب في الارياف توفيق الحكيم فقد كان يكتب بقلم الرصاص، أحمد شوقي امير الشعراء كان يكتب على اي شيءٍ يجده امامه واظن ان شيطان الالهام إذا داهم الشاعر فما عليه إلا اللجوء الي التسجيل والا فسوف يزعل ذلك الملهم وتتبخر الأبيات..اذكر ايام كنا طلاب بمدرسة سنار الثانوية حكى لنا احد الزملاء كيف ان الشاعر اسماعيل حسن كأن إذا ادركه شيطانه الشعري يبرك في الارض ويسجل مطلع القصيدة ثم يحضر كراسي لكي يحفظ بهما ماسجله على الارض حتى لا يمحي ثم يعود في الصباح الباكر لينقل تلك الابيات ويتم بقية القصيدة..
اما صاحبكم فما زال يمارس الكتابة على كيبورد ومستلق على سريري انها العادة ياسادتي والانسان أسير عاداته..واظن اني لست الشخص الوحيد الذي يفعل ذلك فقد كنت ارى صديقي واستاذي عبد الماجد محمد عبد الماجد عند زياراتي لهم في منزلهم ببري الدرايسة يقرأ ويدون وهو متوهط في نص السرير وتلك كانت طقوسه للكتابة والقراءة التي يمارسها وماجد قارئ نهم وشاعر وفنان محترف له طابع خاص وتغلب على اعماله الفنية الرسم بقلم الرصاص ويميل الي البورتريه.. ماجد حكاء من الدرجة الاولى وان جالسته فسوف يحكي لك الكثير عن مدينة النهود وعن انسانها وتاريخها الاجتماعي وعن كلية الاداب بجامعة الخرطوم وعن لندن وسنوات المعارضة على عهد نميري ورفقة الشريف حسين الهندي وتلك محطة مهمة له فيها مخزون من الأسرار عشمنا ان يعود ابو سيف الدوله للكتابة لكي نتعلم منه..
ونختم ونقول اننا لسنا دعاة حرب ولا نحب حتى ان نسمع سيرتها ولكنها الاقدار ياسادتي
حكمت علينا بهذه الحرب الضروس وقدر الله لابد ان يحصل..وقد تكون هذه الحرب فرصةً لنا لكي نرى عيوبنا ودرسًا نستفيد منه للنهض كأمة متماسكة..هذا غيض من فيض وسنعود
بإذن الله ..
لكم مودتي التي تعرفون..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com
////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کان یکتب
إقرأ أيضاً:
احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
قوي سياسية وناشطون علي السوشل ميديا لا يكفون عن التلاعب بأمن هذه البلاد و امن شعبها وخاصة من يسمون أنفسهم الاخوان الجمهوريون وغيرهم من مجموعات الحرية والتغيير التي تشظت الي مجموعات كلها علي نهج الخيانة والغدر والعمالة للأجانب علي حساب الوطن واستقراره وامنه وسلامة انسانه بعد انقسام تقدم الي صمود و غيرها يدفعهم من وراء المساس بالأمن و الأجهزة الامنية الوطنية سهوة السلطة ولو علي سنابك خيول الغزاة والمرتزقة القادمين من وراء البحار ومن تحت الشمس كأنهم ياجوج وماجوج من شدة فسادهم في الأرض وطغيانهم علي الناس وصولتهم علي أبناء هذه الأمة الصابرة المحتسبة التي كما يقول شاعرها السودان :
همي اشوفك عالي ومتقدم طوالي
وما بخطر علي
بالي غير رفعة شأنك
وتقدم انسانك
بحبك من ما قمت
بحبك يا سودان
بحبك رغم الكان
٢-
لم يكتفي المتربصون بالاجهزة الامنية من جيش وشرطة وجهاز أمن وطني باستهداف هذه الأجهزة بحلها تحت مسمي الديمقراطية والحرية كما حدث مع جهاز الامن القومي عقب الانتفاضة في ٦ ابريل ١٩٨٥م .ولا التامر علي الأجهزة الأمنية عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٩م والشعارات المرفوعة ضد الشرطة بقصد تحقيرها والحط من دورها كنداكة جات بوليس جرا .بوليس بحب الجرجرة … معليش معليش ما عندنا جيش وتم تريد هذا الشعار أمام رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في الذكري الاولي للثورة وهو يتبسم لجوقة العابثين .
اما جهاز الأمن الوطني والمخابرات فقد تم تجريده عقب الثورة من صلاحياته وصارت مهمته جمع المعلومات وتحليلها ورفعها للمسئولين .وعندما قام الجهاز برفع المعلومات لا احد يأبه لها حتي تسللت عناصر داعش الي داخل الخرطوم ودفع جهاز الامن والمخابرات ثمنا غاليا في التصدي لها واستشهد أكثر الضباط ذكاءا افضلهم تدريبا في المواجهات مع الإرهابيين داخل الخرطوم التي تمكنوا من الوصول إليها .من غير حياء يتحدث كل من الامين العام للمؤتمر السوداني خالد عمر يوسف والقيادية بحزب الامة مريم الصادق المهدي داعين المجتمع الدولي للتدخل في السودان حماية لنفسه من هذه الرقعة الواسعة ودافعهم الحقيقي هو تعطيل تحرك القوات المسلحة صوب دارفور وكردفان للقضاء علي مليشيا ال دقلو الإرهابية التي يتحالفون معها عبر ميثاق سياسي يمكنهم من تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع المزعومة .
٣ –
بعد اندلاع الحرب التي اشعلوها تحت نير الاتفاق الاطاري والتدخل الدولي والرباعية الدولية والاتحاد الافريقي وما قامت به مليشيا الدعم السريع من احتلال لمنازل المواطنين والانتشار في المدن السودانية وتهديد الولايات الآمنة وعلي رأسها نهر النيل والشمالية .
أمام كل هذه المخاطر والتهديدات وأعلان القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس السيادي الاستنفار العام خرجت المقاومة الشعبية المسلحة لدعم القوات المسلحة عندها ظهر سحرة فرعون من مكونات قحط الذين تحدثوا عن تجييش الشعب وكتائب إسناد القوات المسلحة مثل لواء البراء ابن مالك بانهم كيزان وإرهابيين .
٤-
بعد تحرير الخرطوم علي يد القوات المسلحة الباسلة و عودة قوات الشرطة لاستكمال دورها ووجودها …بدات إدارة الشرطة المجتمعية في التواصل مع المجتمع وهي من الإدارات المعروفة في الشرطة قررت الانطلاق والعودة ولكن سرعان ما ظهر جماعة (( الم اقل لكم)) بأن الكيزان يريدون العودة للسلطة والدليل هو عودة الشرطة المجتمعية والشرطة المجتمعية هي نفسها الشرطة الشعبية و هي شرطة النظام السابق ونسيت عصابة الجمهوريين ا سلاف القراى أن قوات الشرطة الشعبية وأصدقاء الشرطة نشأت بقانون في عهد مايو وكل ما جاءت به الإنقاذ بخصوص الشرطة الشعبية أنها فعلت القانون وظلت الشرطة الشعبية تتبع لقوات الشرطة الموحدة الي ان جاء نظام الحرية والتغيير الذي اختطف ثورة الشباب واستهدفت قحط مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة الشعبية وعمت الجريمة المنظمة وسيطرت تسعة طويلة علي الخرطوم كما سيطر الجنجويد بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣م علي الاوضاع في السودان .
٥-
كانت ٩ طويلة عصابات اجرام منظمة لها إمكانات علي رأسها الدراجات النارية والأسلحة ودقة التنظيم والانسحاب المنظم والاعتداء علي رجال الشرطة أنفسهم و تصويرهم الأمر الذي يعتبر مران علي حرب الشوارع والمدن التي انخرطت فيها مليشيا الدعم السريع بموجب الخطة ب بعد المحاولة الانقلابية ومن غير سابق إنذار عادت تسعه طويلة الي ولاية نهر النيل وقد تمكنت قوات المباحث من القبض علي عصابة قامت بنهب مبلغ مالي وهواتف من مواطنين تحت تهديد السلاح في الأيام القليلة الماضية وهذا ما تريده جماعات الفوضي الخلاقة التي تحرك آليات الإجرام عبر هذه المجموعات قبل أن تضع الحرب أوزارها بصورة نهائية وتتسلم قوات الشرطة مقارها وتستجمع قواها وتضع خططها الأمنية والشرطية .
ختاما
الشعب السوداني قادر علي إسناد ودعم قوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات مثلما دعم القوات المسلحة بالمستنفرين ويمكن أن يعود العسس وكان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقوم بالعسس أو العمل الشرطي ليلا لتأمين المدينة المنورة من المجرمين وهو من الأعمال التي تكون مدعاة لدخول الجنة لقوله صلي الله عليه وسلم : عينان لا تمسهما النار يوم القيامة عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله .
المرحلة القادمة من تاريخ السودان تستوجب نفرة شعبية واسعة مع قوات الشرطة لتأمين الاحياء السكنية والمنشآت وحماية مراكز البوليس نفسها .
الاحياء السكنية عليها أن تشرع في إعادة مواقع بسط الأمن الشامل والشرطة المجتمعية والشرطة الشعبية قبل الماء والكهرباء علي أن يتولي أبناء الحي عمليات الحراسة وتلقي البلاغات في المواقع وبقاء الارتكازات الحالية من المستنفرين وقدامي المحاربين وقدامي رجال الشرطة والأجهزة الأمنية والدفاع الشعبي وقوات الاحتياط .
إذا لم يقم السودانيون بهذ ه المهام الأمنية مباشرين لها بأنفسهم فسوف يدفعون الثمن من جديد في شكل اغتيالات وتصفيات وتفجيرات وتدوين مدفعي ومسيرات لأن حرب الإمارات العربية المتحدة لن تنتهي بهزيمة مليشيا الجنجويد والقضاء عليها وسوف تخرج الخلايا النائمة من اجحارها ومعها غاضبون وديسمبر يون بكل ما فيها من شر مستطير .
د.حسن محمد صالح
الاربعاء
٢٣ ابريل ٢٠٢٥م