مخيم العروب.. هوية أرض فلسطينية للينابيع العذبة
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
على الطريق الواصل بين القدس والخليل، وفي منطقة وادي الصقيع، أقامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عام 1949، مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين على مساحة 238 دونما على بعد 15 كم إلى الجنوب من مدينة بيت لحم، ويقع على الشارع الرئيسي الرابط بين بيت لحم والخليل، ويبعد 35 كلم إلى الجنوب من مدينة القدس.
يحد مخيم العروب من الشمال قرية بيت فجار، وعين العروب، ومن الشرق أراضي بلدتي سعير، والشيوخ، ومن الجنوب أراضي بلدة حلحول، ومن الغرب بيت أمر.
ومثله مثل باقي المخيمات في الضفة الغربية، فقد بني فوق قطعة من الأرض قامت "الأونروا" باستئجارها من الحكومة الأردنية. وينحدر أصل سكان المخيم من 33 قرية تابعة للرملة والخليل وغزة.
ويعود اسم المخيم إلى أصل كنعاني عربي ويعني المياه العذبة نسبة إلى المنطقة التي اشتهرت بينابيعها العذبة.
وحسب تقديرات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء و"أونروا"، بلغ عدد سكان المخيم عام 1967 حوالي 3600 نسمة ارتفع إلى 4900 نسمة عام 1987، وبلغ عدد السكان حوالي 6775 نسمة حسب إحصاءات 1995.
ويبين تعداد السكان الذي أجري في عام 2007 أن عدد سكان المخيم بلغ 7941 نسمة، وفي عام 2008 بلغ حوالي 9000، أما في عام 2019 فقد وصل إلى نحو 10,400 لاجئ مسجل. وهنالك تقديرات بأن العدد يصل إلى 15000 نسمة.
ويتكون المخيم من عدة حارات وتجمعات سكانية احتضن كل تجمع أبناء القرية التي هجروا منها مثل حارة العراقوية نسبة إلى بلدة عراق المنشية، وحارة الزكارنة نسبة إلى بلدة زكريا، وحارة العجاجرة المنتسبة إلى بلدة عجور، وحارة الفوالجة نسبة إلى قرية الفالوجة، وحارة الدوايمة وغيرها كثير.
وجاء إطلاق أسماء القرى المهجرة على حارات المخيم، لتأكيد الانتماء لتك القرى وبقاء قضية اللاجئين حية في وجدان الشعب الفلسطيني.
ويحيط بمخيم العروب مستوطنة "أفرات" من الجهة الشمالية، ومستوطنة "كفار عتصيون" من الجهة الغربية، ويوجد حاجز عسكري دائم عند مدخل المخيم، كما يعاني سكان المخيم من الحواجز الطيارة الأمر الذي يشكل صعوبة أمام حركة تنقل المواطني.
وعند التطرق إلى رأي اللاجئين الفلسطينيين في مخيم العروب عما قدمته السلطة لقضيتهم ولتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، تؤكد الغالبية أن أداء السلطة كان سلبيا فمن وجهة نظر اللاجئين لا يعتبرون أن هناك تقدما ملموسا لحل مشكلة اللاجئين، بالإضافة إلى ذلك لا يوجد تقدم بالنسبة لوضعهم الاقتصادي والاجتماعي فلا يسمح لهم بالتوسع في البناء.
كحال كل مخيمات الضفة الغربية الفصيل الرسمي الموجود بالمخيم وله مقرات هي حركة "فتح" ودائرة شؤون اللاجئين في المخيمات، وهنالك وجود لأغلب الفصائل الفلسطينية ولها أنشطة وبرامج ومؤسسات منها: حركة حماس، حركة الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، وهنالك انتخابات للجان الشعبية في المخيم وتشارك فيها فصائل منظمة التحرير.كما يعاني سكان العروب من انعدام الخدمات الحياتية الرئيسية كانقطاع المياه صيفا والكهرباء شتاء والشوارع غير المعبدة بين أحيائه إضافة إلى انعدام وجود مؤسسات شبابية أو أخرى تهتم بالأطفال وتحتويهم، وكذلك لا توجد مؤسسات تتعلق بالمرأة في المخيم.
وتتقاسم السلطة الفلسطينية والاحتلال السيطرة على المخيم إذ إنه يقع في المناطق المصنفة "ب"، وفقا لاتفاق أوسلو.
كحال كل مخيمات الضفة الغربية الفصيل الرسمي الموجود بالمخيم وله مقرات هي حركة "فتح" ودائرة شؤون اللاجئين في المخيمات، وهنالك وجود لأغلب الفصائل الفلسطينية ولها أنشطة وبرامج ومؤسسات منها: حركة حماس، حركة الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، وهنالك انتخابات للجان الشعبية في المخيم وتشارك فيها فصائل منظمة التحرير.
ويعاني المخيم كباقي مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية من ممارسات إسرائيلية قاهرة تحول حياة أبناء وبنات المخيم إلى جحيم يومي لا يتوقف. وفي كل يوم يقوم الجنود بتوقيف المارة وتفتيشهم والتنغيص عليهم وفحص هوياتهم والتنكيل بهم، كل ذلك حتى يحمي الاحتلال الشارع الاستيطاني الذي تم شقه بمحاذاة المخيم.
كما أن الاعتقالات شبه يومية والاقتحامات باتت شبحا آخر يطارد أهالي المخيم الذين جرب معظمهم الاعتقال لدى الاحتلال، وحاليا لا يقل عدد أسراه عن 100 بينهم أطفال وأحكام عالية، بينما استشهد من أبنائه العشرات بسبب استهداف الجنود للمواطنين بأسلحتهم ورصاصهم.
وتصاعدت بشكل كبير بعد العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حيث يقوم الاحتلال باقتحامات وعمليات إطلاق نار وتدمير للبنية التحتية في المخيم واعتقال للشبان. وترد المقاومة الفلسطينية على هذه الجرائم بما يتيسر لها من أسلحة ووسائل قتالية بسيطة.
المصادر:
ـ فيحاء شلش، "مخيم العروب "ينتشل" ذاكرة النكبة إلى واقع أكثر مرارة"، عربي21، 15/5/2019.
ـ "حارات العروب..تسميات تغرس الانتماء وتعزز الأمل بالعودة"، المركز الفلسطيني للإعلام، 18/5/2017.
ـ مخيم العروب للاجئين، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".
ـ موسوعة المخيمات الفلسطينية.
ـ عوني فارس وحسن قدومي، "اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية ديمومة الحياة وإصرار على العودة"، أكاديمية دراسات اللاجئين ومركز العودة الفلسطيني، لندن، 2013.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير مخيم العروب الفلسطينيين فلسطين تاريخ هوية مخيم العروب تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة مخیم العروب سکان المخیم فی المخیم نسبة إلى
إقرأ أيضاً:
مجزرة في مخيم البريج وخطة إسرائيلية لتوسيع الهجمات بغزة
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة مجزرة في مخيم البريج وواصل قصف المناطق السكنية في قطاع غزة، في حين تستعد حكومة بنيامين نتنياهو لإقرار خطة لتوسيع الهجمات.
فقد أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 8 فلسطينيين إثر غارة إسرائيلية على منزل في وسط مخيم البريج وسط القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية إن المنزل يعود لعائلة أبو زينة، مشيرة إلى أن القصف وقع فجرا.
وبالتوازي مع الغارة الجوية، نفذت قوات الاحتلال قصفا مدفعيا شمال مخيمي البريج والنصيرات.
ألعاب ودُمى أطفاله… شاب من عائلة وشاح يستخرج ألعاب وملابس أطفاله وعائلته الشهداء من تحت ركام منزله الذي قصفه الاحتلال في مخيم البريج، ويضعها أمام خيمته تخليدًا لذكراهم. pic.twitter.com/45WzTkVRCC
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 1, 2025
وفي الساعات القليلة الماضية، استهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مناطق من شمال القطاع إلى جنوبه، وقالت مصادر طبية للجزيرة إن القصف أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا منذ الفجر.
واستشهد 3 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل في منطقة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، بينما تعرضت الأحياء الشرقية للمدينة لقصف مدفعي.
كما تعرضت المناطق الشمالية الغربية لبلدة بيت لاهيا شمالي القطاع للقصف، وفقا لمصادر فلسطينية.
إعلانوفي جنوب القطاع، استشهد طفل في قصف مسيّرة إسرائيلية منطقة قيزان النجار في خان يونس، كما استشهاد فلسطيني متأثرا بإصابته في قصف سابق على خيام نازحين في منطقة المواصي المكتظة بالنازحين غرب المدينة.
كما تعرضت مدينة خان يونس نفسها لغارات، وفي رفح القريبة نسفت قوات الاحتلال مربعات سكنية في منطقة مصبح شمالي المدينة.
واستأنفت إسرائيل عدوانها على غزة في 18 مارس/آذار الماضي بعد أن رفضت الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وأسفرت هجماتها مذاك عن استشهاد أكثر من 2300 شخص وإصابة 6 آلاف آخرين.
في غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اليوم الجمعة مشاورات أمنية بمشاركة وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير وقادة المؤسسة الأمنية للتصديق على خطط عسكرية لتوسيع نطاق العمليات في غزة.
وأضافت الهيئة أن نتنياهو قد يوافق على توسيع العمليات في غزة خلال المشاورات بسبب تعثّر المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن الجيش أن هدفه الأعلى الآن هو إعادة المحتجزين وتدمير حكم حركة حماس، مشيرا إلى ما سماها حاجة أمنية ماسة لزيادة عدد الجنود.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إسرائيل حققت انجازات كبيرة وإستراتيجية أدت إلى تغيير وضع الواقع الأمني في الشرق الأوسط.
وأضاف أنه مستمر في عملياته حتى تحقيق أهداف الحرب، وخاصة إعادة المحتجزين وإخضاع حماس، وفق تعبيره.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إنه رغم الضغوط العسكرية في غزة لا تزال حركة حماس متمسكة بموقفها في المفاوضات.
وذكرت المصادر أن حماس مصرة على عدم نزع سلاحها، كما أنها متشددة بشأن مدة مراحل صفقة تبادل الأسرى.
إعلانومنذ استئناف العدوان، توغل الجيش الإسرائيلي في عدة محاور بقطاع غزة، إذ احتل أجزاء من مدينة رفح وما يسمى محور موراغ الذي يمتد بينها وبين مدينة خان يونس، كما احتل مجددا محور نتساريم الذي يفصل جنوب القطاع عن شماله، وفي الشمال توغل في محيط بيت حانون وبيت لاهيا وفي أطراف الأحياء الشرقية لمدينة غزة.
في المقابل، كبّدت المقاومة الفلسطينية القوات المتوغلة خسائر في عدة مناطق بينها بيت حانون، وأكدت كتائب القسام أمس الخيمس أنها قتلت وجرحت جنودا إسرائيليين في عملية بحي تل السلطان غربي مدينة رفح.