أ. بابكر فيصل
رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي

15 سبتمبر 2024

في حوار صحفي نشر يوم الخميس 12 سبتمبر الجاري، سُئلت القيادية بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني أميرة الفاضل عن موقفها من الحوار والتفاوض كوسيلة لإيقاف الحرب، وجاءت إجابتها كالتالي:

"أنا لا أفهم أن كل من ينادي بوقف الحرب يُخوَّن ويُجرَّم, بالنسبة لي الإعلام ينبغي أن يلعب دوراً في تصحيح هذه المسألة والحرب ستنتهي بالتفاوض .

.. التفاوض لا يعني التنازل عن حقوقك، أنت من خلال التفاوض بالإمكان أن تكسب حقوقك وتثبت للعالم وجهة نظرك الصحيحة، ولكن إذا أغلقت أبواب التفاوض والحوار، العالم والمجتمع الدولي سيتحرك من غيرك فأنا من أنصار الحوار".

وعندما سُئلت عن الأطراف التي يجب التفاوض معها قالت : "مع الميليشيا وكل الجهات التي ثبت دعمها للتمرد سواءً كانت دول جوار أو الإمارات أو الخليج، يعني أنا حينما أتفاوض وأتمنى أن تذكر هذه الجملة (عندما تتفاوض لا تتفاوض مع صديقك وإنما العدو)، بالنسبة لي إذا حددت العدو "الدعم السريع" لا بد أن أتفاوض معه، وإذا حددت الإمارات أو تشاد أو أي دولةٍ أخرى لا بد".

إجابة الأستاذة أميرة أعلاه تتطابق تماماً مع ما ظلت تقوله قوى الحرية والتغيير وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) منذ اليوم الأول لإنطلاق الحرب, وهى إجابة صحيحة تجد منا كامل الإشادة, ومع ذلك فهى تثير العديد من الأسئلة :

لماذا يتم تخوين قوى الحرية والتغيير و (تقدم) وكافة القوى المدنية التي رفعت شعار "لا للحرب" عندما تدعو للحوار والتفاوض بين الطرفين المتقاتلين وتقول أنه لن يكون هناك نصراً عسكرياً حاسماً في هذه الحرب ؟

لماذا يتم إتهام (تقدم) بالعمالة عندما تطالب بمشاركة دولة الإمارات في التفاوض بإعتبارها طرفاً مؤثراً في معادلة الحرب؟ علماً بأن قيادة الجيش قد وافقت على ذلك وشاركت عملياً في التفاوض الذي تم في المنامة في شهر يناير 2024 الذي كانت دولة الإمارات طرفاً أصيلاً من أطراف وساطته !

هل العدو الحقيقي للمؤتمر الوطني هو الدعم السريع أم قوى الحرية والتغيير وتقدم؟ وتجدُر في هذا السياق الإشارة لحديث القيادية الأخرى بالمؤتمر الوطني سناء حمد التي قالت أنهم لا يمانعون في التفاوض مع الدعم السريع ولكنهم لن يجلسوا مع قوى الحرية والتغيير؟

غير أن الأمر الذي لا يدعو للتفاؤل بتصريحات الاستاذة أميرة هو أن التيار الحربي في الحركة الإسلامية، وهو التيار صاحب الشوكة الذي أشعل الحرب، يرى أن الصراع الحالي يمثل معركة وجودية فاصلة يتحدد بموجبها مستقبله، وهى الفرصة الأخيرة للقضاء المبرم على ثورة ديسمبر وقضية التحول الديمقراطي.

ولبلوغ هدفه أعلاه لن تردع التيار الحربي أي مآلات خطيرة للصراع الجاري بما فيها موت الآلاف ونزوح الملايين و تفكك البلد وانقسامه ( بدأت نذره بالتلويح بتشكيل حكومة) وفتح الباب واسعاً أمام الفوضى الشاملة والتدخل الخارجي السالب بما في ذلك الحركات الإرهابية العنيفة.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوى الحریة والتغییر

إقرأ أيضاً:

السودان يدعو بريطانيا للتعامل معه “كأصدقاء” بدل المواجهة

الأناضول/ دعا وزير الخارجية السوداني علي يوسف، السبت، بريطانيا إلى التعامل مع بلاده "كأصدقاء بدلا عن المواجهة في المنابر الدولية"، جاء ذلك خلال لقائه المدير العام للشؤون السياسية بوزارة الخارجية البريطانية كريستيان تيرنر، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن بنسخته الـ61 الذي انطلق الجمعة في ألمانيا، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وقدم يوسف "شرحا لتطورات الأوضاع في السودان، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتيسير وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين".

ودعا إلى أن "يتعامل السودان وبريطانيا كأصدقاء بدلا عن المواجهة في المنابر الدولية، لأن ذلك أثبت عدم جدواه" .

وأضاف يوسف: "أي مبادرات أو أنشطة تتعلق بالسودان يجب أن تتم بالتشاور مع الحكومة وبموافقتها وإلا فلن يكون لها أثر فعلي" .

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رحبت حكومة الخرطوم باستخدام روسيا سلطة النقض "فيتو" بمجلس الأمن الدولي، ضد مشروع قرار بريطاني بشأن الحرب الدائرة في السودان، رأت أنه "يفرض الوصاية على الشعوب ويخدم أجندة بعض القوى".

وكانت بريطانيا قدمت مشروع قرار بشأن الحرب في السودان للتصويت في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا، يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزق البلاد منذ أبريل/ نيسان 2023، دون تحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذ ذلك.

ويخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.  

مقالات مشابهة

  • مسؤول ألماني يدعو إلى التفاوض مع طالبان لترحيل أفغان
  • ساكنة الحوز يستعدون لمواجهة مصيرهم المجهول، مع اقتراب نهاية فترة الدعم الاستثنائي الذي قررته الحكومة
  • السودان يدعو بريطانيا للتعامل معه “كأصدقاء” بدل المواجهة
  • الحكومة السودانية: مشاركة غوتيريش وموسى فكي في مؤتمر الإمارات بأديس أبابا محاولة تبييض صفحة أبوظبي الملطخة بدماء أهل السودان
  • الإمارات تخصص 200 مليون دولار مساعدات للسودان وتدعو لوقف الحرب خلال رمضان
  • الاتحاد الإفريقي يدعو لوقف فوري للقتال في السودان
  • نيجيرفان بارزاني يؤكد حاجة العراق لإستمرار الدعم الدولي للقضاء نهائيا على داعش
  • "CDT" تدعو لإعادة النظر في الدعم الذي يستفيد منه المستوردون والتجار الكبار دون أي أثر على الأسعار
  • أمريكا وروسيا على طاولة التفاوض.. الإمارات تعرض الوساطة
  • الإمارات‬⁩ تدين عملية الدهس بمدينة ميونيخ الألمانية التي أدت إلى إصابة عدد من الأشخاص الأبرياء