سودانايل:
2025-03-18@13:15:17 GMT

الجنرال حمدي والكوميديان ياسر العطا !

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

مناظير الاثنين 16 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* ظللت أستمع لتهريج ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش، وأقرأ ردود الفعل عليه، بدون أن احاول الكتابة منتقدا ما يقول لأنني كنت وما زلت اعتقد أنه شخص مخبول مختل العقل، أو ساعيا للحصول على الترندات مثل بنات واولاد (التك توك)، أو انه مثل كثيرين من العسكر يظن ان (المسدس) هو اساس الحكم وليس العقل والتعليم والتخطيط السليم والسياسات الصحيحة .

.إلخ، لذلك لم اعلق على تهريجه وتخاريفه وأحاديثه الفجة التي تفضح ما تنضح به دواخله الفارغة، خاصة انه ظل منذ الايام الاولى للحرب يؤدي بجدارة يُحسد عليها دور الكوميديان الغبي، فيخرج على الناس من حين لآخر متوعدا المليشيا المتمردة بالهزيمة الساحقة وواعدا الشعب الذي يعاني الويلات بسبب الحرب وتداعياتها بحسم الحرب، تارة في ست ساعات، ثم (إزبوع ازبوعين) بدون ان تتحقق نبوءته، الى ان وصلت المدة اخيرا الى (1000 عام) حسوما، ولا يدري احد كم من السنوات أو القرون سيبشرنا بها في الفصل الكوميدي القادم!

* وان نسيت فلن أنسى ابدا الفقرة الكوميدية المثيرة التي اماتنا بها من الضحك في احدى المرات ناصحا المواطنين بالإبتعاد عن منازلهم (بيت بيتين) أو (حيطة حيطتين) حتى يتمكن الجيش من تدمير المنازل فوق رؤوس قوات الدعم السريع بدون ان يصيب المواطنين اى اذى، ولا ادري اى اذى اكثر من الخراب والتدمير، ولقد خرج علينا أخيرا متحدثا عن نظرية خلود القائد العام للجيش في الحكم وجلوسه على رأس الدولة (اربعة خمسة دوراط إنتخابية- دوراط بالطاء)، ولا أدري لماذا (خمسة دوراط) وليس مدى الحياة، أم أنه يأمل في أن يحل محله بعد ان تنتهي الدوراط الخمسة، فهل مثل هذا المخبول يستحق الرد عليه؟!

* على خلفية نظرية الخلود في الحكم وتفوق الجنس العسكري على الجنس البشري لصاحبها العلامة العارف بأمر الله (ياسر بن عبد الرحمن بن العطا)، يقول زميلنا الكاتب القدير (رمزي المصري)، متحدثا عن سبب فساد السودان وضياعه:

* في كتابه القيم جداً (سنوات في دروب العسكرية والسياسة)، وضع الجنرال ( المتقاعد ) حمدي جعفر وهو من أبناء عبري البررة، وأحد الذين قضوا سنوات طويلة في دهاليز العسكرية والسياسة، يده بكل إحترافيه على مكمن داء الحكم في السودان منذ الإستقلال وحتى تاريخ اليوم.

* يصف (حمدي) في سرد مشوِّق بعض تفاصيل حياته قبل الإلتحاق بالكلية الحربية عندما كان طالباً في المرحلة الثانوية في إحدى مدارس الخرطوم، وحرصه على قضاء إجازاته السنوية في مسقط رأسه (عبري)، حيث كان يسافر من الخرطوم مستقلاً إكسبريس حلفا ممتطيا سطح القطار، وفي أفضل الأحوال راكبا في الدرجة الثالثة، أو محشورا في إحدى ممرات القطار المزدحمة بالركاب، ثم ممتطيا ظهر اللوري من وادي حلفا إلى عبري وهو في غاية السعادة لانه سيقضي إجازته وسط أقرانه وأصدقائه، يلهون في البحر أو في يلعبون كرة القدم خلال ساعات النهار، ثم يقضون سهراتهم في النادي.

* ولكن تعالوا لنرى ماذا حدث له عندما قرر زيارة مسقط رأسه بعد تخرجه من الكلية الحربية برتبه ضابط ملازم وعلى كتفه نجمة واحدة، قبل الإنخراط في العمل العسكري.

* رفض الضابط الشاب ركوب قطار إكسبريس حلفا إلا في درجة النوم أو الدرجة الأولى الممتازة في أسوأ الاحوال، وبعد وصوله لوادي حلفا رفض الركوب في ظهر اللوري وأصر أن يجلس بجوار السائق (مقعد أمامي) رغم وجود عدد من الرجال والنسوة الكبار على ظهر اللوري، وعند وصوله لعبري لم يستطع الإنخراط مع أصدقائه وأقرانه كما كان يفعل!

* تساءل حمدي بينه وبين نفسه .. ماذا حدث له، وما هذا التغيير الكبير في حياته، وما هو هذا الزهو الذي بدأ يشعر به بعد أن أصبح ضابطاً في الجيش السوداني؟!

* ويجيب، إنه لم يكن سعيداً بهذا التغيير المفاجيء في حياته والذي حدث بدون رغبته، وانما بسبب ما تم تغذية عقولهم به أثناء الدراسة في الكلية الحربية، بأنهم ــ أى ضباط الجيش ــ مواطنون من الدرجة الاولى، أما بقية الناس فدون ذلك (إنتهى حديث الجنرال حمدي)!

"لا شك ان حديث الجنرال (حمدي) يجسد لنا بالضبط المشكلة الحقيقية التي ظل السودان يعاني منها بسبب منهج الدراسة في الكلية الحربية الذي يُخرِّج للمجتمع ضباطاً يعتقدون إنهم فوق الجميع خُلقوا ليحكموا، ويطيعهم الآخرون، ويلبون أوامراهم ورغباتهم!

* يتخرج ضابط الكلية الحربية وهو يعتقد اعتقادا جازما إنه فوق الكل، ناظرا الى الباقين على أنهم مجرد أشياء لا تفقه شيئاً، وإنه وحده الذي يملك العقل ويمتلك ناصية حب الوطن، والتضحية من أجله، لذلك فإنه الوحيد الذين يحق له الحكم والقول الفصل في شؤون الدولة ومصيرها!!

* بعد أن قرأتُ كتاب ( سنوات في دروب العسكرية والسياسة ) تأكد لي تماماً إن من أوجب واجبات إصلاح السودان (بعد الحرب) مراجعة وتنقيح ما يتم تدريسه في الكلية الحربية ومراجعه منهجها جيداً وتعديله بما يتوافق مع مصلحة الوطن والشعب!

* ما أقوله ليس انتقاصاً من مؤسسه الجيش ولكنها محاولة لكشف مكامن الداء في هذا الجيش. نريد بناء جيش وطني يحترم أبناء شعبه ولا يحتقر الذين يتحملون بالضرورة عبء بناء الوطن جنباً إلى جنب مع الجيش القومي!

• شكرا للجنرال حمدي على الاعتراف الصريح بفساد المناهج في الكلية الحربية السودانية، ولكن مشكلة ياسر اكبر من المنهج. منهج وغباء وعوارة!

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الکلیة الحربیة

إقرأ أيضاً:

ياسر جلال: «جودر 2» تحدٍ فني مزدوج

علي عبد الرحمن (القاهرة) 

أخبار ذات صلة راشد القبيسي: «عام المجتمع» مصدر إلهام لدورتنا الرمضانية 2025 جمعة علي: «سكواد» و«البوم».. تجسيد لدراما الواقع رمضانيات تابع التغطية كاملة

للعام الحادي عشر على التوالي، يسجل ياسر جلال بصمته في الدراما الرمضانية، وللعام الثاني يتألق على «قناة أبوظبي»، ليعيد أسطورة «جودر»، بشخصية «شهريار» بصورة عميقة، وليس مجرد إعادة نسج أمجاد شهرزاد وشهريار.
مع انطلاق الموسم الجديد، لا تزال رحلة «جودر» مليئة بالمنعطفات الحادة، حيث تتشابك خيوط المؤامرات، ويشتد الصراع بين الطامعين الذين يسعون لاستغلاله كأداة للبحث عن الكنوز الأربعة، في عالم يختلط فيه الحق بالباطل، والصديق بالعدو، ولم يكن الجزء الثاني مجرد امتداد لما سبق، بل عقدة وحبكة جديدة لحكاية لم تقل عن مفاجآت وصراعات ملحمة درامية مشوقة، لتستمر الحكاية.

تحولات عميقة
عن تطور شخصية «جودر» في الجزء الثاني، كشف ياسر جلال عن تحدٍ فني مزدوج، حيث يجسد شخصيتين متباينتين، «شهريار» الذي يستمع إلى الحكاية، و«جودر» الذي يعيشها، فيغدو الحاضر والماضي متداخلين، وكأن الأسطورة تعيد تشكيل ذاتها عبر الأزمان.
ونرى «جودر» يعبر مراحل عمرية مختلفة، يبدأ شاباً في الثلاثين، وتتوالى به السنون حتى الخامسة والأربعين، وترتسم ملامح الزمن على وجهه، وتنقش التجارب أثرها في روحه، ومعها تتغير نبرات الصوت، وطريقة المشي والتعبير، حتى تظهر التحولات العميقة التي تمر بها الشخصية.

جبال المغرب
أما عن الصعوبات التي واجهته في هذا الجزء، فيشير جلال إلى أن أصعب لحظة كانت خلال التصوير في جبال المغرب، وسط طقس قارس البرودة، وكنا نصور مشاهد مكثفة كي ننجز العمل، ولكن هذه التحديات صنعت تجربة استثنائية، وأضفت على المشاهد طابعاً واقعياً.
بجانب أن التحدي الحقيقي كان في طبيعة العمل، فهو ليس مجرد مسلسل، بل رحلة معقدة في قلب الأسطورة، تتطلب دقة في التفاصيل وإتقاناً في التنفيذ، وكل شخصية فيه كانت تحدياً مستقلاً، فالعالم الذي قدمناه ليس واقعياً بالمفهوم التقليدي، بل مزيج من الخيال والتاريخ والأسطورة، مما جعل كل مشهد أشبه بلوحة فنية يجب أن تخرج بأعلى درجات الإتقان.

مغامرة
وأضاف جلال: «منذ أن وقّعت على العمل، أدركت أنني أخوض مغامرة لن تكون سهلة، فالمسلسل يحمل تحديات على مستوى القصة، أماكن التصوير، الأداء، والمؤثرات البصرية، لكن مع كل الصعوبات، خرج العمل في أبهى صوره، والجهد الذي بذله الفريق أثمر نجاحاً نفتخر به.
وكشف عن أنه لم يخرج من عباءة جودر خلال فترة التصوير التي استغرقت عامين، حيث كنت أعيش مع الشخصية حتى في فترات التوقف، بتفاصيلها وملامحها وتعابير وجهها، حتى أصبحت جزءاً من حياتي.

سلاح ذو حدين
وعن تقديم جزء ثانٍ من أي عمل، قال ياسر جلال إن الفكرة سلاح ذو حدين، وتعتمد على مدى قابلية القصة للاستمرار، وفي حالة «جودر»، كان الأمر استجابة طبيعية لحبكة متواصلة، وصنعنا عملاً مشرفاً للدراما المصرية والعربية.
وعن التعامل مع الذكاء الاصطناعي في «جودر»، أشار إلى أن التجربة تحمل إمكانيات كبيرة، لأنه ليس مجرد تقنية، بل نافذة تفتح آفاقًا جديدة للإبداع، إذا ما تم توظيفه بشكل صحيح، وقد منحنا القدرة على تجسيد عوالم بخيال جامح وإمكانيات هائلة، وهو ما جعل تجربة «جودر» أكثر إبهاراً وثراءً بصرياً.

فخور بقنوات أبوظبي
وأعرب جلال عن فخره وسعادته بعرض العمل على شبكة قنوات أبوظبي، التي منحت «جودر» نافذة واسعة للوصول إلى جمهور عربي متنوع يمتد عبر دول وثقافات مختلفة، خاصة وأن قنوات أبوظبي تمثل صرحاً إعلامياً راسخاً له تأثيره في المشهد الدرامي العربي، فهي تحمل إرثاً من الأعمال المتميزة، وتخاطب جمهوراً يمتلك وعياً وذائقة فنية رفيعة، الأمر الذي جعل عرض المسلسل عبر شاشتها خطوة مهمة في انتشاره.

منصة روسية
عن عرض «جودر» على إحدى المنصات الرقمية الروسية، يرى ياسر جلال أنه انتصار للدراما المصرية والعربية، فوصول حكاياتنا إلى العالم، وروايتها بلغات أخرى مختلفة، دليل على أن تراثنا لا يزال حياً وثرياً وقادراً على أن منافسة الإنتاجات الضخمة عالمياً.

مقالات مشابهة

  • تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء قطاع غزة
  • ياسر جلال: «جودر 2» تحدٍ فني مزدوج
  • التميمي يكرم آمرى الكلية العسكرية السابقين بتوكرة
  • الأمير حميدتي يسجد لشمس منيرة سوداء
  • طبيبان جمعهما الحب والموت.. حمدي وأسماء كانا ينتظران زفافهما وانقلبت بهما السيارة
  • بتعليمة مصنفة “سري للغاية”.. أوامر فرنسية بتعميم التعذيب ضد الشعب الجزائري
  • الحوثيون: استهدفنا حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” والقطع الحربية التابعة / فيديو
  • لجنة المحتوى الهابط تتخذ الاجراءات القانونية بحق ياسر سامي
  • تعيين الجنرال كيث كيلوج مبعوثًا أمريكيًا خاصًا إلى أوكرانيا
  • مروان حمدي ورمضان صبحي يقودان هجوم بيراميدز أمام إنبي بكأس مصر