كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ كتاب يجيب (1من2)
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
الكتاب: "كيف انتهى الحكم العماني في شرق أفريقيا؟ زنجبار أندلس أفريقيا المفقود، دراسة وثائقية"
الكاتب: صالح محروس محمد محمد
الناشر: مؤسسة الانتشار العربي، الإمارات، 2023م
عدد الصفحات: 208
حظيت زنجبار بمكانة خاصة في المحيط الهندي، حيث تتميز بموقع استراتيجي، وتعد محطة تجارية مهمة في طريق التجارة بين الشرق والغرب، وزادت أهميتها بعد حفر قناة السويس بالإضافة إلى ما تتمتع به من ثراء في الثروة الطبيعية خاصة المحاصيل الزراعية مثل القرنفل، وجوز الهند.
يسأل محروس في دراسته الوثائقية عن الكيفية التي انتهى بها الحكم العماني في شرق أفريقيا" أندلس أفريقيا المفقود؟، وحجم المؤامرة الدولية للوجود العربي العماني في شرق إفريقيا الذي استمر بشكل رسمي حوالي ثلاثمائة عام، والعلاقات التجارية الممتدة منذ آلاف السنيين حيث تكشف أسباب هذه المؤامرة، وتفاصيل أحداثها، وكذلك الموقف البريطاني، والإسرائيلي، والأمريكي، والعربي من تلك الأحداث، وكذلك الآثار التي خلفها هذا الغزو الأجنبي على شرق أفريقيا عموماً (خاصةً زنجبار). فكيف انتهى الحكم العماني لشرق أفريقيا؟ وكيف سقطت سلطنة زنجبار، والحكومة الشرعية بها في يناير 1964م، هذه الإشكالية حاول الكتاب معالجتها وكشف الغموض الذي اكتنفها والمغالطات التاريخية التي لحقت بها.
أسهمت بريطانيا بشكل مباشر في أحداث الغزو الأجنبي 12 يناير عام 1964 عن طريق مساعدة المتمردين بتسريح مسؤول الشرطة البريطاني لرجال الشرطة، وأخذ مفاتيح مخازن السلاح من العدد القليل من رجال الشرطة التي كانت موجودة، ورفض التدخل في زنجبار لمساعدة السلطان سواء منها أو من دول شرق أفريقيا، وعندما تمرد الجيش في كل من تنجانيقا وأوغندا وكينيا سارعت القوات البريطانية التي كانت موجودة في كينيا بقمع هذه التمردات بسرعة، مما يوضح الدور البريطاني المتعاون مع الإسرائيلي لتحقيق هدف واحد وهو القضاء على الحكم العربي في زنجبار.
بين محروس في دراسته عوامل نهاية الحكم العُماني، التي كان لبريطانيا الدور الأكبر في ذلك خاصة صناعة الطائفية في مجتمع كان مسالما لا يعرفها قط، وكيف اجتمعت قوى داخلية مثل حزب الأفروشيرازي، الذي أنشأته بريطانيا، وحزب الأمة مع قوى خارجية مثل نيريري واسرائيل ليصنعوا العنف في جزيرة زنجبار التي عاش أهلها في سلام على مدار عدة قرون في ظل الحكم العماني.
ما حدث في زنجبار ليس ثورة شعبية بل هو انقلاب لأن منفذيه لم يكونوا زنجباريين فقائد الانقلاب جون أوكيلو أوغندي الأصل، قاد حركة عنصرية موجهة ضد العنصر العربي، انقلاب عسكري دون مشاركة الشعب صاحب السيادة، انقلاب باركته ودعمته كل من بريطانيا وإسرائيل والحركة الشيوعية..قدم لهذا الكتاب السفير العماني بالقاهرة/ عبد الله بن ناصر الرحبي فيقول: "بدأت علاقات عُمان بشرق إفريقيا في شكل علاقات تجارية لتفوق عمان البحري في المحيط الهندي، تبعها الهجرات العمانية إلى شرق إفريقيا مثل هجرة النباهة وبني الحارث، وبني الجلندي وفق الظروف السياسية في عمان. ثم كان الدور العماني التاريخي الذي قامت به أسرة اليعاربة في طرد البرتغاليين من شرق إفريقيا".
حمل الباب الأول من دراسة الكاتب عنوان: الوجود العماني في شرق أفريقيا، والتكالب الاستعماري، وتطرق فيه للوجود العربي في شرق أفريقيا، والتكالب الاستعماري الأوروبي على الإمبراطورية العمانية في شرق أفريقيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
زنجبار اسم يطلق على مجموعة جزر تابعة لتنزانيا في شرق إفريقيا، أهمها زنجبار وبمبا "الجزيرة الخضراء، وتقع في غرب المحيط الهندي، ثاني أكبر جزيرة به بعد جزيرة مدغشقر، وزنجبار معناها ساحل الزنج، ويمتد تاريخ زنجبار في أعماق التاريخ فالمرحلة الأولى حملت اسم ساحل الزنج ولم يشهد خلالها قيام دولة سياسية موحدة، أعظم دولة ظهرت فيها هي دولة الزنج، وعاصمتها كلوه، بالإضافة إلى عدد من الإمارات الإسلامية، وكان لكل إمارة أمير يدافع عن استقلالها السياسي والاقتصادي، وعنها يقول الكاتب: "كانت حضارات هذه الإمارات تفوق حضارة البرتغال نفسها في بداية القرن السادس عشر". (ص25)
أما المرحلة الثانية من تاريخ ساحل الزنج فهي مرحلة استعمار البرتغال لهذا الساحل لأهميته الاقتصادية، ووقوعه في طريق التجارة بين الشرق والغرب والانتقام من المسلمين، الذين حكموا شبه جزيرة أيبريا، والاتصال بمملكة القس يوحنا، المسيحية بالحبشة للتحالف معها ضد الوجود الإسلامي في مدن ساحل شرق إفريقيا، ودولة المماليك في مصر.. (ص27).
فعليا يرجع اتصال العرب الأوائل بساحل شرق إفريقيا إلى عدة قرون قبل الميلاد، وكانت هجرتهم بغرض التجارة، ليس الاستيطان واختلطوا بالأفارقة عن طريق الزواج، فكان العرب أقدم الأمم اتصالاً بالجماعات البشرية المقيمة على سواحلها قبل غيرها، وكان هذا مقصوراً على التبادل التجاري، وتصريف منتجات سكان إفريقيا الشرقية في شتى الأسواق، وربط المنطقة بأهم مصادر الإنتاج العالمي في الشرق الأقصى، في بلاد البحر الأبيض المتوسط أي أن النشاط التجاري كان على أساس العلاقات التي كانت بين العرب عُمان وشرق افريقيا.(ص28)
يقول الكاتب عن أسباب التوجه البحري العماني: "طوال السواحل العمانية، واحتوائها على عدد كبير من الموانئ الصالحة للملاحة خاصة صحار ومسقط، وأعطت تلك الموانئ لأهلها دور الوساطة في المناطق التي تقع على جانبيها بين سواحل شرق إفريقيا، وسواحل المحيط الهندي، والخليج العربي"، بالإضافة للعامل البشري المهم في قوة العلاقة بين العرب وشرق افريقيا، التي تتمثل في تفوق العرب بالأخص عرب عمان في ركوب البحر حيث أنهم عرفوا الانتقال عبر المحيط الهندي بحدوده المترامية، مما قوى العلاقة الاقتصادية بين الطرفين .
لعل أبعد الهجرات الإسلامية أثراً في تاريخ المسلمين بشرق إفريقيا تلك الهجرات التي أتت من شيراز في القرن العاشر الميلادي، واستقرت في القسم الجنوبي من الساحل، أو ما يقابل تنجانيقا ( تنزانيا)، وأسست دولة سواحيلية عرفت باسم (دولة الزنج) على يد علي بن الحسين الشيرازي الذي أنشأ مدينة كلوه، على أن الدور الأعظم في نشر الإسلام في شرق إفريقيا كان على يد السيد سعيد بن السلطان، الذي اتخذ من زنجبار مقراً لحكمه لعُمان وزنجبار معاً، وأخذت السلطنة في الاتساع، والشهرة العالمية، وانتشر الإسلام في عهده من الساحل إلى الداخل مع حركة القوافل التجارية (ص35).
على الرغم من الدور العماني الواضح في نشر الإسلام في شرق إفريقيا، وزنجبار لم ينتشر المذهب الإباضي، وهو مذهب أل بو سعيد بشكل واسع، والسبب أن الحكام البو سعيديين كانوا يقدمون المصالح التجارية على الشؤون السياسية والدينية، وظل المذهب الشافعي سائداً بين مسلمي شرق إفريقيا.
ذاع صيت زنجبار في العالم آنذاك، وأصبحت ذات شهرة عالمية في عهده حيث سعت الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية؛ لإقامة علاقات اقتصادية وسياسة مع السلطنة العربية الإفريقية الآسيوية في عهد السيد سعيد بن سلطان، فكانت زنجبار أولى الدول العربية التي عقدت معاهدة رسمية مع الولايات المتحدة الأمريكية عام1833م، وأقامت قنصلية لها عام 1835م تولى أعمالها التاجر الأمريكي ريتشارد ولترز".. المصالح الأمريكية في شرق إفريقيا تتمثل في كونها مصدراً للرقيق الذي أخذته للعمل في مزارع القطن، وسعت للتجارة مع زنجبار للحصول على العاج، وتوريد الأسلحة، وبيعها في شرق إفريقيا" (ص42).
قامت بريطانيا بدور فاعل في تفتيت أوصال الإمبراطورية العمانية في شرق إفريقيا، فكانت ترمي إلى تثبيت سلطنة مسقط لزنجبار، بل إنها كانت تعترض أية محاولة من جانب زنجبار لضم مسقط، وأي محاولة من جانب مسقط لضم زنجبار.
يقول الكاتب: "الحقيقة أن إنجلترا كانت تعمل على تقسيم السلطنة العربية العمانية حتى تتمكن من السيطرة عليها بسهولة، وأتتها الفرصة عقب وفاة السيد سعيد حيث تم تقسيم السلطنة إلى قسمين الأول في مسقط يحكمه ثويني، والثاني في زنجبار يحكمه ماجد ولقد رفض السيد ثويني مبدأ التقسيم مؤكداً أنه هو الذي يجب أن تؤول إليه شرعاً، باعتباره الأبن الأكبر"، فتدخلت بريطانيا، وأصدرت قرار التحكيم الذي أصدره كاتنج حاكم الهند البريطاني عام 1861م، الذي قضى بإقامة سلطتين منفصلتين إحداهما في مسقط، وتتبعها عمان وملحقاتها في الخليج العربي، والثانية في زنجبار وتتبعها المستعمرات العربية على ساحل إفريقيا الشرقية (ص 44).
يرجع اتصال العرب الأوائل بساحل شرق إفريقيا إلى عدة قرون قبل الميلاد، وكانت هجرتهم بغرض التجارة، ليس الاستيطان واختلطوا بالأفارقة عن طريق الزواج، فكان العرب أقدم الأمم اتصالاً بالجماعات البشرية المقيمة على سواحلها قبل غيرها، وكان هذا مقصوراً على التبادل التجاري، وتصريف منتجات سكان إفريقيا الشرقية في شتى الأسواق، وربط المنطقة بأهم مصادر الإنتاج العالمي في الشرق الأقصىزادت الأهمية الاستراتيجية لزنجبار عام 1840م، كونها محطة مهمة في طريق التجارة بين الشرق والغرب، ومستودع للمواد الخام الآتية من إفريقيا، وزادت أهميتها بعد حفر قناة السويس عام 1869م، حيث أصبحت هناك حاجة لمحطات تخدم الملاحة في الطريق للهند، والأهمية الزراعية لزنجبار حيث أنها تتمتع بخصوبة التربة وتمركز زراعة القرنفل، فهي تنتج 80% من الإنتاج العالمي، على كل تم تقسيم ممتلكات زنجبار بين ألمانيا وبريطانيا عام 1886م، اعترفت فيها ألمانيا وبريطانيا بسيادة السلطان على جزر زنجبار، وبمبا، ولامو ومافيا، ومنح الحماية الألمانية على سلطنة ويتو وممرها إلى البحر على خليج ماندا، وتقسيم الأراضي الواقعة بين نهري روفوما وتانا بما فيها مقديشو على أنها منطقتي نفوذ ألمانية وبريطانية، ومن ثم حصلت بريطانيا على كينيا وأسمتها إفريقيا الشرقية البريطانية، وأخذت ألمانيا تنجانيقا وفقد السلطان معظم أملاكه. (ص55).
استعرض الكاتب في الباب الثاني أسباب المؤامرة الدولية على إنهاء الوجود العماني في زنجبار12 يناير عام 1964م، والمساعي البريطانية لإنهاء الوجود العربي في زنجبار، ورغبة إسرائيل في إنهاء الحكم العربي الإسلامي في زنجبار، والتوجه الإسرائيلي لشرق أفريقيا.
إن ما حصل في زنجبار في صباح الأحد الثاني عشر من شهر يناير 1964م، من قتل موجه وتشريد ضد العرب دفع النازحين للفرار إلى الدول العربية تاركين موطنهم زنجبار، وألقي الكثير منهم في البحر واعتقل الكثير لمجرد أنه عربي، وبالأخص عرب عمان، وكان كل ذلك رغبة بريطانية لإنهاء الوجود العربي في زنجبار، فما حدث في زنجبار ليس ثورة شعبية بل هو انقلاب لأن منفذيه لم يكونوا زنجباريين فقائد الانقلاب جون أوكيلو أوغندي الأصل، قاد حركة عنصرية موجهة ضد العنصر العربي، انقلاب عسكري دون مشاركة الشعب صاحب السيادة، انقلاب باركته ودعمته كل من بريطانيا وإسرائيل والحركة الشيوعية.. ص66.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب الإمارات نشر الإمارات كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إفریقیا الشرقیة فی شرق إفریقیا المحیط الهندی الحکم العمانی الإسلام فی العربی فی فی زنجبار التی کان عن طریق
إقرأ أيضاً:
خط عمان دراسة تشريحية استكشفت سمات الخط العماني وفنّدته
ياسر منجي: الخط منذ قديم الأزل يعطي اللغة جسدا، والحروف تعطي اللغة تعيُّنا
سلمان الحجري: وجود خط رقمي طباعي عماني له أهمية كبيرة في هذا العصر الرقمي
أقام بيت الزبير بالتعاون مع شركة إبانة جلسة حوارية ناقشت "خط عمان الطباعي من المخطوطات إلى الرقمنة"، و"خط عمان" مشروع خرج بخط حاسوبي مستلهم من الإرث الثقافي العماني بعد دراسة تشريحية استكشفت وفندت سمات الخط العماني من غيره. وحاورت سارة المسعودية في الجلسة الدكتور سلمان الحجري أستاذ التصميم الجرافيكي المشارك بكلية التربية، قسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس، والدكتور ياسر منجي أكاديمي وناقد ومؤرخ فني، معار من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان لقسم التربية الفنية بجامعة السلطان قابوس.
وفي الحديث عن المنطلقات التي بدأ منها المشروع أشار الدكتور ياسر منجي إلى أن المنطلقات البحثية جاءت بعد تفكير، وقال: "عندما رجعنا للتاريخ وقفنا نتأمل كثيرا، وهناك من المصادر ما يحير ورحلة الخط العربي مرت رحلة تاريخية طويلة من التطور إلى أن وصلت إلى شكلها المتطور، وكان أمامنا خيارين إما أن ننطلق من النقوش إلى الخطوط أو ننطلق من المخطوطات، وذهبنا مع الخيارالثاني لأنه يحمل سمة البصمة العمانية الفارقة وتحديدا في خط النسخ، بصمة لا تشبهها بصمة في منطقة أخرى، فالعمانيون ضربوا بسهم وافر في هذا المجال".
وأشار الدكتور سلمان الحجري إلى أنهم واجهوا تباينا في الخطوط وتعددية في الكتابات والأشكال في الكتابة العمانية، وعلى الرغم من القواسم المشتركة بين الكثير من الكتابات العربية عولوا على البصمة العمانية التي كانت واضحة في كثير من المخطوطات وقال: "تم الوصول إلى أشكال متنوعة باختلاف الفترات، كما أن الكتابات الموجهة إلى السلاطين أو الكتابات السياسية كانت مختلفة نسبيا، ويستطيع الباحثون التمييز بين الكتابات الخطية العمانية وغيرها وهذا يعتمد على القدرة على مقارنة الكتابات الأخرى خاصة إذا كانوا مهتمين بفن الخط".
وأضاف منجي أن هناك سمات للخط العماني لها خصوصية عمانية، وعزا ذلك إلى تنوع المصادر وعلى رأسها فهرس المخطوطات العمانية، وأشار أنه من خلال فرزهم للمخطوطات التي أدت إلى هذا التراكم عبر فترات زمنية مختلفة حيث غطت كل منها فترات ومجالات مختلفة.
ولفت الحجري إلى أن المشروع ذو طبيعة علمية بالمنهجية البينية وهي المنهجية الأسلم للوصول إلى النتائج وتعددية التخصصات والمراحل والخط الرقمي. كما أن دراسة تاريخ الخط ودراسة المخطوطات وتتبعها وتحقيقها وتحليلها جماليا، أما المرحلة الثانية فتمثلت في ورش للخطاطين للاستهلام من هذه المحارث وكتابة الخط العماني، مشيرا إلى دور شركة إبانة الكبير.
وحول آلية اختيار الحروف والأنماط الشكلية لصناعة خط عمان، أشار منجي إلى بعد الدراسة واستخلاص السمات بدأت مرحلة تحويلها إلى شكل بصري عن طريق الخطاطين لتحويلها إلى مقروئية واضحة حتى يخرج بشكله العماني المميز.
وقال الحجري:لو لم تتبع هذه المنهجية سترتفع خطورة ارتكاب الأخطاء في الانتاج الرقمي، لأنه لو لم يمر شكل المحارف بطريقة علمية تؤكد شكلها الموثق، لتكشفت الأخطاء بسهولة، ما يزعزع موثوقية الخط. وأضاف: وجود خط رقمي طباعي عماني له أهمية كبيرة في هذا العصر الرقمي حيث أدوات الثقافة ليست كما كانت، وهناك أدوات أفرزها العصر والخط منذ القدم أداة من أدوات الثقافة وعمان تستزيد دائما من هده الأدوات.
وحول التحديات أوجزها منجي في الفترة الزمنية الممتدة، التي استغرقت وقتا أطول بسبب التباعد الاجتماعي وتعذر الاطلاع على المخطوطات واستعانتهم بما ينوب عنها من صور دقيقة أو كتب.
وعرج الحجري على تحدي "الأسلوب الفردي للخطاطين"، وأشار إلى أن التحدي الأكبر كان عملية الرقمنة".
ولاقى مشروع "خط عمان" ردود فعل تجاه المشروع أو الخط إيجابية منذ تدشينه في وسائل التواصل الإجتماعي ورغبت الجمهور في استخدامه، إلى جانب القبول الذي حظي به عند المسؤولين في المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث بدأت وزارة الأوقاف باستخدامه في المراسلات الداخلية والمنشورات، إلى جانب جامعة السلطان قابوس ومكتب محافظ ظفار وغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة.
وحول إمكانية استخدام الخط في مجالات غير الكتب، أشار منجي أنهم وقبل كل شيء طلبوا من الباحثين أن ن يدلوا بدلوهم في مجالات التاريخ وعلم الإنسان لأن هناك مجالات لم تغطى فيما يتعلق بالخط، واكد على أن الخط بشكله الحالي ينتج أشكالا فنية لا متناهية، ودعا الفنانين إلى استراج مكنوناته في تصاميم معاصرة.
وأضاف الحجري، إمكانية استخدامه في الوسائط والتطبيقات الهواتف والصحف والجرائد، إلى جانب استخدام الفنانين أشكال بصرية وزخارف وتصاميم مستوحاة من الخط، وأما المستوى الرقمي والتشكيلي لفت الحجري إلى "ويندوز" و" الحزمة الافتراضية" حتى يتمكن المستخدم العادي من استخدام خط عمان.
وعن الآفاق الجديدة خارج المشروع قال منجي: "كل شيء محتمل، وأعتقد أن التراث العماني حتى خارج سياق الخط نفسه هناك الكثير من المخبوء الجدير بالنبش مثل الزخارف والتراث الشعبي وفي كل سمة من سماته يمكن أن توجد دراسة جديرة بالخروج بنتائج ثرية، فالخط منذ قديم الأزل يعطي اللغة جسدا، والحروف تعطي اللغة تعيُّنا في هذا الوجود وتحويل اللغة إلى شكل بصري وتحويل الشكل الشكل البصري إلى شكل رقمي أمور جديرة بفتح آفاق لا حصر لها".
وعول الحجري على الدعم وأهميته للأبحاث العلمية، من أجل تفريخ مواضيع متصلة بالتراث البصري الممتد في عمان ينقصها الدعم المادي والتقني.
وعلى هامش الجلسة تم توقيع مذكرة تعاون بين مؤسسة بيت الزبير وشركة إبانة فيما يخدم مجالات التعليم ونشر الثقافة والاستفادة من الحلول الرقمية المعززة لتحقيق أهداف المؤسستين.