سودانايل:
2024-09-18@23:03:54 GMT

لعنة الانتهاكات يجب أن تطاردهم جميعا!

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

نعم القتل والاغتصاب والسلب والنهب، وكل الانتهاكات ضد المواطن السوداني سبب موضوعي وأخلاقي جدا لإشهار الكرت الأحمر في وجه أي طرف عسكري لإخراجه من الملعب السياسي الذي يجب أن يكون خارجه أصلا حتى بدون انتهاكات!

ولكن لو طبق هذا المبدأ بعدالة فان الكرت الأحمر يجب إشهاره في وجه الجيش (سبعين سنة انتهاكات ونهب للثروة القومية وعمالة مذلة لمصر) وهيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن وكتائب الظل، وابوطيرة (أبشع منتهكين في السودان)، والدعم السريع الذي انتهك انتهاكات بشعة خلال هذه الحرب وارتكب جرائم يجب أن لا تسقط بالتقادم، كلهم يشهر في وجوههم الكرت الأحمر على حد سواء، بمعنى تجريدهم من المشروعية السياسية وتحميلهم الوزر الأخلاقي ووضعهم جميعا في خانة المؤسسات المأزومة التي يجب أن تكون هدفا لإعادة التأهيل الأخلاقي والفني كشرط لامان المواطن من شرور انتهاكاتهم.



لم أفهم حتى الآن ما هو المنطق الذي يجعل الانتهاكات سببا في استئصال الدعم السريع وحده والمطالبة بمحوه من الوجود، بينما يتم تتويج الجيش ومليشيات الحركة الكيزانية الإجرامية وجهاز أمنها أبطالا وحكاما أبديون للسودان! لا المعايير الأخلاقية تسمح بذلك ولا منطق الميدان العسكري يسمح بذلك! ولا حتى منطق أخف الضررين واختيار الأقل شرا يسمح بذلك، فلو قلنا يجب الاصطفاف خلف الجيش للتخلص من الجنجويد، فإن هذا المنطق تهزمه حقيقة أن سبب وجود الجنجويد هو الخلل البنيوي في الجيش الذي يعتمد في مهامه القتالية على تكوينات عسكرية خارج هياكله، وهذا الخلل ما زال مستمرا حتى هذه اللحظة إذ ما زال الجيش متكئا على المليشيات الإسلاموية والحركات المسلحة في خوض هذه الحرب، بمعنى أن جنجويد المستقبل حاضرون الآن في صفوف الجيش!

الجنجويد لم يهبطوا من السماء!

انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في السودان لم تبدأ يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣! وحتى لو تاريخها بدأ مع حرب الخامس عشر من أبريل فالجيش لديه انتهاكات على رأسها قصف الطيران الذي قتل مئات المواطنين، واعتقالات الشبهة، والتعذيب، والقتل على الهوية العرقية وسرقة الإغاثة وبيعها في السوق والناس يموتون جوعا فضلا عن جز الرؤوس وبقر البطون ومضغ الأحشاء.

التعامل المبدئي المحترم مع قضية الانتهاكات يقتضي إدانة كل الأطراف التي تمارسها، أما استخدامها كسكينة لذبح أحد أطراف صراع السلطة لصالح إعادة تمكين الطرف الآخر، فهذا تدليس واحتيال وابتذال مفهوم جدا من الكيزان الظاهرين والمستترين وصحافتهم التافهة،

ولكنه غير مفهوم أبدا من أناس يزعمون أنهم حراس بوابات حقوق الإنسان!

خسرنا الكثير في هذه الحرب، وربما هناك خسائر أفدح وأفظع في الطريق، ولكن المكسب الوحيد الذي يجب أن لا نفرط فيه أبدا هو “استخلاص الوعي الصحيح” من هذه التجربة القاسية، وبناء سرديتنا الخاصة عنها، ومن ثم ضبط بوصلتنا الفكرية والسياسية باتجاه الضفة الصحيحة من التاريخ: الديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم المدني الراشد.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: یجب أن

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يسجل تقدماً نوعياً بحساب التكتيك والمبادرة

• بقراءة شاملة للمعارك العسكرية الجارية والساكنة يسجل الجيش السوداني تقدماً نوعياً بحساب التكتيك والمبادرة والمبادأة النوعية في جبهات القتال براً وجواً ..

• تصرخ مليشيات التمرد و يتعالي نباح كلاب صيدها في الأسافير لأن الضربات الجوية الأخيرة حققت وتحقق أهدافها بدقة عالية أفزعت عصابات المليشيا وشتت مراكز قيادتها ومواقع تخزين أسلحتها وذخائرها ووضعت قوافل إمدادها ومجموعات فزعها التي تناقصت وتتناقص بصورة مريعة منذ أشهر تحت رقابة عين الصقر التي لا تنام ..

• ليس سراً ولاغريباً أن يستخدم الجيش السوداني القوة الممكنة والمشروعة لحسم التمرد السريع .. ولهذا يتساءل المرء : هل تتوقع مليشيات التمرد من طائرات الجيش السوداني ومسيّراته المقاتلة أن تقذفها نسور الجو بالشوكولاتة والزهور عِوضَاً عن القنابل المميتة والحارقة ؟!

• إنها الحرب ..( مافيها فجغتني ) ..
• هذه الحرب ستُطْوَي صفحاتها بنصرٍ عزيز لهذا الشعب الصابر ..
• نصرٌ من الله وفتحٌ قريب ..

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اعتداء وحشي من عناصر مليشيا الحوثي على بائع متجول في إب وسط تصاعد الانتهاكات ضد السكان
  • حسن إسماعيل: هذا هو السبب الذي اشعل الحرب في السودان(….)
  • عقوبات أميركية على إيرانيين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان
  • الرئيس العراقي اتّصل بميقاتي.. وأدان الاعتداء الذي تعرّض له لبنان
  • أوكرانيا: عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي وصل إلى 637 ألفًا و10 جنود
  • إعلام إسرائيلي: الجيش نقل الفرقة 98 من قطاع #غزة إلى القيادة الشمالية استعدادا لاحتمالية توسعة الحرب ضد #حزب_الله في جنوب #لبنان
  • جبريل إبراهيم: الجيش قوة شرعية له الحق في الحصول على السلاح من أي مكان
  • خالد مشعل: الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف
  • جنرال إسرائيلي: هكذا فشل الجيش في قراءة المستقبل
  • الجيش السوداني يسجل تقدماً نوعياً بحساب التكتيك والمبادرة