الشتات يمثل حالة معقدة يتفاعل فيها الإنسان مع عوامل بيولوجية، أنثروبولوجية، تاريخية، وسرديات سياسية، مما يؤثر بشكل كبير على هويته وتصوراته للعالم من حوله.

1. البعد البيولوجي: البشر في الشتات يواجهون تحديات مرتبطة بالتكيف الجسدي والذهني. البيئة الجديدة قد تفرض تغيرات في العادات الغذائية، المناخية، وحتى في الصحة العامة.

كما أن تأثير الهجرة والنزوح قد ينعكس على الصحة النفسية بسبب الانفصال عن البيئة المألوفة، والتوتر الناتج عن الغربة.

2. البعد الأنثروبولوجي: الشتات يعيد تشكيل هوية الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه. من خلال الأنثروبولوجيا، يتم دراسة كيفية احتفاظ الناس بعاداتهم وتقاليدهم في سياق جديد، وكيف يتم اندماجهم أو مقاومتهم للثقافة الجديدة. الشتات يخلق نوعًا من "الهوية المزدوجة" حيث يتفاعل الأفراد مع الثقافة الجديدة بينما يحتفظون بجذورهم الثقافية.

3. البعد التاريخي: الهجرة والنزوح جزء من التاريخ الإنساني. كثير من الجماعات البشرية في الشتات تأسست نتيجة لأحداث تاريخية مثل الاستعمار، الحروب، أو الاضطهاد السياسي. هذا السياق التاريخي يلعب دورًا في تشكيل فهم الأفراد لموقعهم الحالي في العالم، ويؤثر على كيفية إعادة بناء حياتهم في المنفى.

4. السرديات السياسية: الشتات ليس مجرد هجرة أو انتقال جغرافي؛ إنه موضوع سياسي بامتياز. السرديات التي تتبناها الدول والمنظمات السياسية حول الهجرة تؤثر بشكل مباشر على حياة اللاجئين والنازحين. تُستخدم السرديات السياسية لتبرير سياسات الترحيل، الاستقبال، أو الإدماج، كما تلعب دورًا في تشكيل الهويات الوطنية والجماعية.

الإنسان في الشتات إذاً هو كائن يتأرجح بين هذه العوالم المتعددة، حيث تتداخل تجربته البيولوجية مع إرثه الثقافي والتاريخي، في ظل السرديات السياسية التي تحاول تعريفه وإعادة تشكيله.

هشام عثمان..

hishamosman315@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الشتات

إقرأ أيضاً:

مشيرب: الشريف «أبو سهمين» هو الواجهة السياسية الحقيقية لثورة فبراير

رأى خطيب مسجد نابي في طرابلس، عبد الرزاق مشيرب، أن رئيس المؤتمر الوطني السابق وتيار يابلادي، نوري أبو سهمين، هو الواجهة السياسية الحقيقية لثورة فبراير، واصفا إباه بـ«الشريف»، بحسب تعبيره.

وقال مشيرب، في منشور عبر «فيسبوك»: “«أبو سهمين» هو الواجهة السياسية الحقيقية لثورة فبراير. دافع بكل ما أوتي من قوة عن الثورة والثوار أمام أعداء الداخل والخارج”، وفقا لحديثه.

وأضاف “لما تٱمروا عليه خذله تيار فبراير وتركوه وحيدا ومن معه من ثلة قليلة من الشرفاء في المواجهة لوحدهم. واليوم يتباكون على عدم وجود قيادة”، على حد قوله.

الوسومأبو سهمين» فبراير ليبيا مشيرب

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يدرس 10 خيارات لتحرك دبلوماسي ضد إسرائيل بشأن انتهاكها لحقوق الإنسان
  • نصيحة ساعر لنتنياهو بشأن صفقة غزة: تجاهل التهديدات السياسية
  • المشهد الفلسطيني .. قسوة التاريخ ومنطق البطش
  • الحرب على التاريخ أيضا في غزة
  • وزارة البيئة تحظر استيراد البراميل والخزانات والأجهزة الإلكترونية المستعملة لحماية الصحة والبيئة
  • مشيرب: الشريف «أبو سهمين» هو الواجهة السياسية الحقيقية لثورة فبراير
  • خوري وأغانين يناقشان الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا
  • "ملتقى الأخصائيين الاجتماعيين" في عبري يبحث "تعزيز الصحة النفسية في البيئة الأكاديمية"
  • الاعلان عن نتائج البكالوريا في هذا التاريخ
  • البيئة ملوثة والمزارع مسمومة.. صنعاء تواجه كارثة غذائية بتواطؤ حوثي