سودانايل:
2024-12-23@14:48:17 GMT

لن يتخلفوا عن دورهم المنتظر

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

كلام الناس
نورالدين مدني
علاقتي بالجركة التشكيلية السودانية سابقة لتشكيل عائلتي التشكيلية إذ كنت من المداومين على حضور احتفالات كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بخريجيها كل عام قبل أن يظهر شياطين الإنس والجن ليحاربوا الفنون ما استطاعوا.
تابعت الحراك التشكيلي الذي تطور وتعددت مدارسه التي تأثرت بتطور التكنولوجيا وأنماط الفنون الجميلة الأخرى لكنني ظللت منحازاً للمدرسة الواقعية التي هي أم المدارس التشكيلية.


شهد العالم أجمع المشاركة الفاعلة للتشكيليات والتشكيليين السودانيين في دفع الوعي وسط الجماهير الثائرة التي أفلحت في إسقاط سلطة حكم الانقاذ في ديسمبر2018م
للأسف حدثت خلافات سياسية وسط التشكيليين أدت لانقسامهم بين موالين لقوى الحرية والتغيير وبين قوى التغيير الجذري المتهم بقيادتها الحزب الشيوعي السوداني.
ليس المجال الان المفاضلة بين هؤلاء وهؤلاء ومن كان على حق ومن أخطأ التقدير، خاصة بعد أن وقع فأس إنقلاب الخامس والعشرين من 2021م على حكومة الثورة المدنية وما حدث بعد ذلك من تداعيات مؤسفة اخرها الحرب العبثية بين الإخوة الأعداء.
نحن على يقين بأن كل قوى الثورة السياسية والمهنية والمجتمعية قادرة على لملمة جراحها وسد الفرقة وسط صفوفها وإعادة اللحمة فيما بينها لوقف الحرب وتحقيق السلام وبسط العدالة وتنفيذ برنامج الإسعاف الاقتصادي وتهيئة المناخ للانتقال للحكم المدني الديمقراطي
أثق في قدرة قبيلة التشكيليات والتشكيلين على الإصطفاف في قلب الحراك الجماهيري الثوري لتعزيز الوعي بأهداف ثورة ديسمبر الشعبية وشعاراتها الحية حتى يسترد الشعب عافيته الديمقراطية والمجتمعية.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إلتمسوا الصفاء – مداخلة لمقال دكتور الخضر هارون

د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي

الجمعة الفائتة العشرون من هذا الشهر ، طالعت أحد روائع أدبيات السفير الخضر هارون ، مقاله دعوة للصفاء وحلاوة الإيمان في تذوق معطيات رحاب الطبيعة البكر (العنوان: إلتمسوا الصفاء وحلاة الإيمان في رحاب الطبيعة البكر) شدني هذا المقال خاصة وقد جاء في نهاية سنة كانت كئيبة وكبيسة ليس على الوطن السودان. فحسب وكل أبنائه البررة بل حزينة وكبيسة على كل أفريقيا والشرق الأوسط و سوف لن تندمل جراح تلك المنطقة لعقود طويلة قادمة ، للأسف إلا أن يكرمها الله بمعجزة تتنزل من السماء
صدَر الدكتور الخضر هارون الحديث عن الجمال الذي يحيل الجماد إلى مخاطب حي كما ورد في القصيدة الشهيرة لأمير الشعراء أحمد شوقي في مخاطبة جبل التوباد على لسان قيس بن الملوّح في روايته "مجنون ليلي"، أذكر أننا حفظناها لجمال روعة الرسم بالكلمات فيها وكاننا قد صحبنا قيسا ومحبوبته ليلى ولعبنا معهما وبنينا الأربعا ونحن مراهقين ومرهفي الخيال في سنوات مضت بالمدرسة المتوسطة . أحببت أن أضمنها هنا لجمال الشعر ونبض الروح فيها الذي لا يموت؛
جبــل التوبــاد حيــاك الحيـا
وســقى اللــه صــبانا ورعــى

فيـك ناغينـا الهـوى فـى مهـده
ورضـــعناه فكنـــتَ المرضــعا

وعلـــى ســـفحك عشــنا زمنــا
ورعينـــا غنــم الأهــل معــا

وحــدونا الشــمس فــى مغربهـا
وبكرنـــا فســبقنا المطلعــا

هــذه الربــوة كــانت ملعبــا
لشـــبابينا وكـــانت مرتعـــا

كــم بنينـا مـن حصـاها أربعـا
و انثنينــا فمحونــا الأربعـا

وخططنـا فـى نقـى الرمـل فلـم
تحفــظ الريـح ولا الرمـل وعـى

لــم تــزل ليلـى بعينـى طفلـة
لــم تـزد عـن أمـس إلا أصـبعا

مـــا لآحجـــارك صـــما كلمــا
هـاج بـى الشـوق أبت أن تسمعا

كلمــا جئتــك راجعــت الصــبا
فـــأبت أيـــامه أن ترجعـــا

قــد يهــون العمــر إلا سـاعة
وتهـــــون الارض إلا موضـــــعا

أما الحديث عن جمال الخلق في السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والدعوة للتفكر فيه فقد ورد كثيرا في القران لأن في ذكره آيات لؤلي الألباب الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض. وأيضاً في كتاب الله: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ البقرة (164)
أود هنا الحديث عن تجربة شخصية في عالم تذوق الجمال الذي أصفه بذلك الطيف الحاضر وغائب عندنا لكننا برغم ذلك كلنا نعيشه كل لحظة وكل ساعة وكل يوم لكن في زحمة الحياة لا نعيره إلا في سوانح قليلة من مجالس طرب تجمع أو أثناء رحلات ترفيهية قلما يجود بها زمننا هذا الصعبة ومتواترة مستجداته.

أذكر أنني في سنوات مضت كنت ضيفاً مدعواً على قناة النيل الأزرق في برنامج مساء جديد. حاولت ان ألفت من خلاله نظر القائمين على تخطيط المدن وإدارة شؤون البلديات وأسهبت في تعديد الأماكن الجميلة التي تكتنفها العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاثة ولكن لسوء التخطيط وتعدد المسؤلين الذين يتم تعيينهم سياسياً وليس مهنياً ويتغيرون بسرعة حسب الطلب وهوى الحاكم الذي نفسه لا يختلف عن من يختارهم فكلهم من اصل قروي قح ، جلف، لا ذائقة يتمتعون بها تميزهم لذلك نجد قبحاً من ستار تستتر خلفه أروع المناظر الطبيعية التي هي الحمدلله والشكر لله نعمة حباها الله لهذا الوطن العظيم لكنها لم تجد عين ويد مسؤول يكون فنانا وشاعرا مثالا يتذوق الجمال فيترجم حتى ما وراء خيال جمال تلك المواقع إلى مشاهد حقيقية وحية تشجع السياحة العالمية والمحلية لزيارة تلك المواقع الفريدة من وطننا الجميل. وما مقرن النيلين إلا بركة علينا يا أحباب وهبة النيلين يلتقيان في حب وعناق أبدي، علينا أن نعضّ عليه بالنواجذ ونستثمره لقرون تأتي بعدنا وليس بأحد مشاريع "صبق الجوع" كما ورد في المثل الشعبي. المثل يعني "إتخاذ خطط عشوائية إسعافية سريعة " لكنها تفتقر دراسة النوعية والجودة و الإستدامة والنماء الواعي وواعد

كذلك أذكر أنني سؤلت لماذا أرسم او أصور بالكاميرا وهل هناك علاقة بين المهنة والهوايات ؟ أختصر هنا إجابتي على سؤال ذلك اللقاء كما هو أدناه:

تحدثت عن مجمل تنوع الوسائل الفنية وتقنية :
الفن التشكيلي ( الرسم، التلوين،التصميم، الخزف، النسيج،الخط، التصوير، الشعر، الموسيقي بأنواعها وفن الغناء والتطريب)
كلها تستعمل من زمان قديم مضى وحالياً التطبيق لتلك الفنون الوارد وهام نعيشه في إستعمال تقنيات التواصل الحديثة من تليفزيونات وإذاعات وتيليفونات وانترنيت أو فى الدعايات والإعلانات التجارية والثقافية ووسائل التدريس
السمات الجمالية نشاهدها علي الطبيعة كل يوم نعيشها بداية فى بيوتنا وفي شكل وتنوع الإنسان في الشارع والمواقف والمواصلات والمكاتب والأسواق وفي شكل الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور والحشرات والزواحف وفي تعدد أشكال المعمار ( مهما كان نوعه سواءاً في البدو أو الحضر)

الفنون في السودان: قديمة قدم العصور ( آثار الحضارات المروية وغيرها )
الفنون الحديثة بدأت في السودان خلال الأربعينات من القرن الماضي ( تأثيث بخت الرضا)
ظاهرة فن القهاوي ( مثلاً لوحات تجمل قهوة الزئبق بالخرطوم )
تأثيث كلية الفنون الجميلة
بعثات طلابها إلي لندن، مثلاً أحمد شبرين، إبراهيم الصلحي، مجذوب ربَّاح وكملا إسحق ( عودتهم وظهور مدرسة الخرطوم لشبرين والصلحي ومدرسة الواحد لأحمد عبدالعال)
تأثير تاريخ الفنون في أروبا ( عصر النهضة)

علاقتي بالفنون
ولدت معي وأنا طفل قد إكتشفتها حولي فى كل شيء
المؤثرات: البيئة ومحور الطفولة وتأثير الأحاجي وقصص العامة والفنون الشعبية والتراثية من حرف يدوية في بربر ( خزف وجلد وصناعة القفاف والطباق والعتانيب وطواقي المنسج ونسيج الثياب عند أقباط المدينة) ومزارع وبساتين وطيور موسمية وتغيرات الفصول والمناسبات كالأعراس والأعياد والمولد النبوي
دور المدرسة الأولية: جداً كان مؤثراً ( حصص الأعمال اليدوية ووسائل التدريس من رسومات وكتب ملونة وتعليم الخط )

دور المدرسة الثانوية: تدريس مادة الفنون كمادة تعليمية وتثقيفية مرتين كل أسبوع
تأثير الإختلاط المباشر حسب العلاقة الأسرية التي تربطني مع أساتذة الفنون ( شبرين ورباح)
عامل آخر وهو حبي للسفر والمطالعة ( المجلات المصرية المصورة، مجلة العربى والدوحة سابقاً)
عامل المجهود الشخصي: إقتناء كتب ودوريات تقنية الرسم والتلوين والتصوير الفوتوغرافي
الإشتراك في ورش تصوير وتلوين وعضويات فنية
زيارة المتاحف والمعارض الفنية وأماكن بيع اللوحات وأدوات الفنون
المداومة علي الرسم وأثر تشجيع أهل الفن بعد مشاهدتهم أعمالي
هكذا وجدت نفسي قد ولدت وأنا أرسم وألون تارة في الخيال وأخري في عالم الواقع المحسوس

أما علاقة الفنون بالطب أيضاً كل طبيب يعايشها كل يوم أثناء فترة عمله لأن
الإعتماد عليها مستخدما وأساسيا في وسائل التدريس و التشخيص الإكلينيكيّ والبحوث العلمية (الأشعة والمناظير والموجات الصوتية وعلوم المختبرات وحتى تطبيقات الطب الشرعي وتوثيق الجرائم وآثار الحروب والكوارث الطبيعية والأخرى )
الفنون وبراعة التصميم عامل جداً مهم في تبسيط وسرعة نقل المعلومة للمريض لكي يفهم مباشرة المقصود من الفحوصات أو نتائج التشخيص أو نوع العملية الجراحية التي قد تجرى عليه إذا وافق على إجرائها. كل ذلك الشرح عن طريق الصور أو البروشورات يتم فهمه بسهولة
التأثير المباشر علي الطبيب الفنان فى ذوقه وفي مظهره العام وطريقة تعامله مع مرضاه و نجاحه فن التشخيص السليم واختيار العلاج المناسب وحتى الإرتقاء بفن التعامل الراقي مع مرضاه ( لا فائدة من مراجعة طبيب لا رحمة عنده عابسا وجهه في وجوه مرضاه أو أقاربهم). ممارسة التشكيل أو الفنون الأخرى كالموسيقيّ أو الرياضة تجلب راحة نفسية للطبيب وغيره من جراء عناء ضغوط المهنة ومسؤلية تلك المهنة الإنسانية المهمة وجدا المفروض تكون نزيهة وشرعية شريفة
وختام المسك روعة متعة تذوق الجمال المطلق في كل صنوف الإبداع والحياة التي نعيشها هي نعمة عظيمة على كل من أكرمه الله بها وخصه بها. رحم الله إليا أبو ماضي في قصيدته الهادفة ورائعة ؛ "
أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ

كَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلا

إِنَّ شَرَّ الجُناةِ في الأَرضِ نَفسٌ

تَتَوَقّى قَبلَ الرَحيلِ الرَحيلا

وَتَرى الشَوكَ في الوُرودِ وَتَعمى

أَن تَرى فَوقَها النَدى إِكليلا

هُوَ عِبءٌ عَلى الحَياةِ ثَقيلٌ

مَن يَظُنُّ الحَياةَ عِبءً ثَقيلا

وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ

لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا"

وختامها: " أيها الشاكي وما بك داء
كن جميلاً ترى الوجود جميلا "

drabdelmoneim@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • تواضع العلماء.. خُلق سامٍ ودعوة للأخلاق الجميلة
  • إلتمسوا الصفاء – مداخلة لمقال دكتور الخضر هارون
  • رؤية النخب السودانية حول الحراك الثوري والتحولات السياسية
  • «الفنون التشكيلية» يفتتح معرضي «حصاد السنين» ومصطفى الفقي
  • الفنانة التشكيلية «مريم الوهيبية» لـ «عمان»: أحب رسم الوجوه لأن عنوان الحكاية دائما يبدأ منها
  • قصة «الجميلة النائمة» على قمة إيفرست.. ماذا حدث لها بعد رحلة الصعود؟
  • ‏الأكاديمية المصرية الفنون بروما تحتفل بمرور ٩٥ سنة على تأسيسها
  • صحم تحتفي بلوحة من الفنون الشعبية ضمن "مهرجان صحار"
  • أيام المراهقة الجميلة.. راندا البحيري تستعيد ذكريات تصوير «العيال هربت» |صور
  • يجمع بين الفنون والثقافة والتراث.. انطلاق فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة»