سودانايل:
2025-04-25@08:49:28 GMT

الجثث الملقاة في الشوارع تتراكم في الخرطوم

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

المصدر: الحدث.نت
كانت جنازة لم يتخيلها أحد، فقد تم دفن جثمان صادق عباس في قبر لا تميزه أي علامة في العاصمة السودانية الخرطوم على عجالة، بعد الفجر بقليل.
وقال عوض الزبير، أحد جيران المتوفى، حتى الأعداد القليلة من أفراد الأسرة والجيران الذين تمكنوا من الحضور كانوا يتلفتون حولهم بحثاً عن أي تحذير أو إشارة إلى إطلاق نار قريب، وهو ما لم يحدث لحسن الحظ.


بعد نحو أربعة أشهر من معارك الشوارع الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أصبح تشييع الجنازات شبه مستحيل في الخرطوم. ويقول السكان ومنظمات طبية محلية إن الجثث يصيبها العفن في العاصمة، وسط صراع لا يظهر أي علامات على التهدئة.
وقال الزبير: "إذا سألتني أين موقع دفن جثته (جاره عباس) بدقة، فلن أستطيع إخبارك في ظل هذه الظروف".
ولا توجد بيانات كافية عن الضحايا في السودان. فقد صرح وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، في يونيو بأن الصراع أسقط أكثر من 3000 قتيل، لكن لم يظهر أي تحديث للأعداد منذ ذلك الحين. ومن المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير، بحسب أطباء ونشطاء سودانيين.
كذلك لم تعرض أي مجموعة طبية عدداً للجثث غير المدفونة، خاصة مع الكشف عن مقابر جماعية وأعمال قتل عرقية واسعة في ولاية جنوب دارفور.

من جهتها، أعلنت نقابة أطباء السودان أن معظم الضحايا المدنيين في الخرطوم قتلوا في تبادل لإطلاق النار، حيث تحولت العاصمة إلى ساحة معركة حضرية. ولقي آخرون حتفهم لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على علاج، بينما قيل إن البعض مات جوعاً، محاصرين بسبب المعارك المسلحة التي تجري في الشوارع.
في زمن آخر كانت جنازاتهم ستكون ذات شأن كبير وستدوم أياماً. فمن الشائع في السودان أن يقوم الآلاف بتشييع الموتى، ثم دفنهم في مقابر يحفرها أفراد الأسرة. وقال سبعة من سكان العاصمة السابقين والحاليين لوكالة "أسوشيتد برس" إن الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع حطم هذا التقليد. وتحدث ثلاثة منهم بشرط تكتم هوياتهم خشية الانتقام.
وقال كثيرون إنه ثبت أنه من المستحيل الوصول إلى أي من حوالي عشرين مقبرة في العاصمة، عندما كانوا يسعون لدفن أفراد من الأسرة أو أصدقاء أو غيرهم.
فمثلاً، ألقي القبض على أكثر من 100 طالب جامعي في جامعة الخرطوم عندما اندلع الصراع في 15 أبريل الماضي. وقال زميل للطالب خالد إنه أصيب برصاصة طائشة في الصدر، ومات بعد قليل من إصابته.
وقال مشترطاً تكتم هويته خشية استهدافه: "قمنا بجر جثته إلى طابق سفلي بمبنى لمنع تعفنها". ثم قام مع آخرين بتكفين الجثمان ودفنه في حرم الجامعة تحت شجرة، بعد موافقة عائلته.
وذكر قاسم أمين أوشي، وهو من سكان منطقة بيت المال في أم درمان، على الجانب الآخر من نهر النيل من الخرطوم، أن قوات الدعم السريع منعت الجيران من دفن أحد أفراد الأسرة في مقبرة قريبة، وبدلاً من ذلك دفنوا المرأة، التي توفيت لأسباب، طبيعية في فناء مدرسة.
وأكد معظم السكان أن قوات الدعم السريع كثيراً ما تكون السبب وراء الاضطرابات. ففي الأيام الأولى من الصراع قصف الجيش معسكرات قوات الدعم السريع في العاصمة، ما دفع تلك الأخيرة إلى اقتحام منازل المدنيين وتحويلها إلى قواعد، فقام الجيش بقصف المناطق السكنية جواً وبالمدفعية، بحسب ما نقلته ومالة "أسوشيتد برس" عن السكان.. ووفق بيانات الأمم المتحدة فر أكثر من 2.15 مليون شخص من ولاية الخرطوم.
وقال الزبير إن جاره عباس قُتل بالرصاص بعد أن داهمت قوات الدعم السريع منزله واكتشفوا أن أحد أشقائه ضابط بالجيش والآخر ضابط استخبارات. وأضاف أنه بعد نقل جثمان عباس إلى المستشفى منعت قوات الدعم السريع دفنه، دون إبداء الأسباب، لكنها وافقت بعد ذلك على طلب الأسرة.
إلا أنه استطرد قائلاً إن معظم الناس إما كانوا يخشون حضور الجنازة يوم 30 يونيو، أو لم يعلموا بها، إذ تعاني البلاد من انقطاع الكهرباء والإنترنت منذ اندلاع الصراع. وقال الزبير: "الهواتف المحمولة غير مفيدة في الاتصال، وكأنها علبة سجائر".
من جهته، قال يوسف عزت، متحدثاً باسم قوات الدعم السريع لـ"أسوشيتد برس" إن القيادة لم تصدر أوامر بمنع دفن المدنيين، وإنه إذا تم حظر الدفن يكون ذلك بسبب قتال عنيف دائر في الجوار.
هذا ووصف السكان قوات الدعم السريع بأنها خارجة على القانون، وأن دوافعها كثيراً ما تكون "الملل والتسلية"، إلا أنها في بعض الأحيان "تقوم بتصرفات تنم عن طيبة".
فقال أحد سكان جنوب الخرطوم إنه رغم سرقتهم لسكان في حي يقطنه عمه، عرضت مجموعة من مقاتلي الدعم السريع نقل جثة العم ودفنها عندما مات لأسباب طبيعية في يوليو الماضي.
ومنذ يونيو يقوم الهلال الأحمر السوداني بجمع الجثث ودفنها في العديد من مناطق العاصمة. وقال إنه انتشل ودفن ما لا يقل عن 102 جثة، معظمها لمقاتلين مجهولين من الجانبين. وقال أحد العاملين في الهلال الأحمر إن الجثث التي جمعت تم تصويرها وإصدار أرقام لها.
لكن مع تعذر الوصول إلى العديد من الأحياء التي دارت بها معارك، من المحتمل أن تظل آلاف الجثث بلا دفن في العاصمة، بحسب منظمة إنقاذ الطفولة. والشهر الماضي دعت مجموعة من حي بحري شمالي العاصمة الجماعات الطبية إلى جمع جثث حوالي 500 من مقاتلي الدعم السريع تحللت على الطرق. وفي الأسابيع الأخيرة أحصى صحافي في "أسوشيتد برس" ما لا يقل عن 26 جثة، معظمها لمدنيين وقوات الدعم السريع، ملقاة في شوارع جنوب الخرطوم. وقال إنه بالقرب من مسكن الزبير في حي الصحافة بالخرطوم تحللت إحدى الجثث الملقاة في الشارع، إلى درجة أن العظام ظهرت وباتت مرئية للعيان.
عادة ما يتم نقل الجثث مجهولة الهوية إلى مشارح. وقال الدكتور عطية عبد الله عطية، سكرتير نقابة أطباء السودان، إن ما لا يقل عن أربعة مستشفيات في العاصمة توقفت عن العمل بسبب القتال، بينما لا تزال خمسة أخرى فقط تعمل من بين حوالي عشرين مستشفى بالمدينة.
ومع قدوم موسم الأمطار في السودان تخشى منظمات دولية وجماعات حقوقية من احتمال سقوط المزيد من القتلى وحدوث المزيد من الأضرار بالبنية التحتية. وكانت فيضانات العام الماضي قد قتلت العشرات.
كما يمكن أن تسهم الجثث المتعفنة في تلويث مصادر المياه. وفي هذا السياق، قال الدكتور الصادق النور، المدير المحلي لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم: "كثير من الناس في العاصمة باتوا يشربون الآن من الآبار أو من نهر النيل مباشرةً يأساً من الحصول على ماء نظيف".  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع أسوشیتد برس فی العاصمة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  

 

الخرطوم - أعلن الجيش السوداني، الخميس 24 ابريل 2025، قتله 60 عنصرا من قوات "الدعم السريع"، خلال تصديه لهجوم شنته على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.

وقالت الفرقة السادسة مشاة بالجيش في الفاشر، عبر بيان، إن "قوات الجيش والقوات المساندة تمكنت من صد هجوم عنيف شنّته عناصر مليشياوية (تقصد "الدعم السريع") متسللة باتجاه المحور الجنوبي الغربي للمدينة أمس الأربعاء".

وأضافت: "قتل 60 من عناصر ميليشيا الدعم السريع، وأصيب 52 آخرون، وفر بقية المهاجمين، مخلفين وراءهم القتلى والجرحى".

وتابعت أن "قوات الدعم السريع قصفت الفاشر مدفعيا على فترات متقطعة، ما أدى إلى استشهاد 5 مدنيين وإصابة 40 آخرين، بينهم نساء بإصابات بليغة".

وحتى الساعة 10:45 "ت.غ" لم يصدر تعقيب من قوات "الدعم السريع".

تأتي هذه التطورات بعد أيام من هجوم لـ"الدعم السريع" على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور وإعلانها السيطرة عليه بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، خلّفت 400 قتيل وعشرات آلاف النازحين حسب الأمم المتحدة.

ومنذ 10 مايو/ أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ويخوض الطرفان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وبوتيرة متسارعة، تتناقص في الفترة الأخيرة مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في أغلب ولايات السودان الـ18.

وتسارعت انتصارات الجيش في ولاية الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد "الدعم السريع" تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 ولايات من أصل 5 بإقليم دارفور (غرب).

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مخيم زمزم للنازحين في غرب السودان “شبه خال” بعدما سيطرت عليه قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • الدعم السريع: لم نقصف أيّ مرفق خدمي من قبل ولو بالخطأ
  • الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
  • ناشطون: الدعم السريع تصعد الانتهاكات ضد المدنيين في أم درمان
  • تحاول فرض “الموازية” بقوة السلاح.. الدعم السريع تواصل قصف المدنيين في الفاشر
  • أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور  
  • الدعم السريع يستهدف ود الزاكي بالمدفعية الثقيلة
  • “كمين المندرابة”.. الجيش السوداني يلقي القبض على قائد بقوات الدعم السريع وضباطه وجميع قواته