تشويش أم تحييد؟.. قصف الجيش لمقره يشعل الجدل في السودان
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
أثار قصف طيران الجيش مقر قيادته في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، عاصفة من الجدل، مع بروز روايات متباينة للأسباب وراء الواقعة الغريبة.
وأشار بيان للقوات المشتركة التابعة للجيش إلى تعرض الطائرة التي نفذت الغارة إلى "تشويش" أدى لقصف المقر بالخطأ، بينما ذهبت روايات أخرى إلى اتهام الجيش بقصف المقر عمدا بهدف "تحيبد" مخازن الأسلحة كانت هدفا لقوات الدعم السريع، إلى جانب إحباط محاولة كان يقوم بها ضباط وجنود للفرار من المدينة.
وعزا بيان منسوب لقيادة القوات المشتركة، التي تضم الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه، على منصة "إكس"، الحادثة إلى "تشويش" تعرضت له إحدى الطائرات التي نفذت عدد من الغارات الجوية على مدينة الفاشر.
ووفقا للبيان، فإن رئاسة الفرقة تعرضت لضربة جوية راح ضحيتها عدد من الأفراد بعد "الخطأ الذي حدث أثناء تنفيذ الطيران ضربات جوية على مواقع لقوات الدعم السريع".
وقال البيان إن "القصف غير المقصود أدى لمقتل 5 أفراد برئاسة الفرقة السادسة وإصابة 9 آخرين"، إلا أن تقارير مستقلة قدرت عدد القتلى والمصابين بنحو 170، من بينهم ضباط كبار.
لكن في الجانب الآخر، وفي ظل الجدل الكبير الذي احتدم بعد مقتل مئات المدنيين في غارات جوية مكثفة خلال الأشهر الماضية، ظل الجيش السوداني ينفي الاستهداف العشوائي، ويؤكد على دقة ومهنية ضرباته الجوية، ويقول إنها توجه فقط لمواقع الدعم السريع.
في المقابل، يواجه الجيش اتهامات بالاستماع لأصوات مجموعات سياسية ومغردين داعمين له، طالبوه بقصف مخازن الأسلحة، لمنع قوات الدعم السريع من الاستفادة منها.
وبعد احتدام القتال في الفاشر بساعات قليلة، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي تغريدات تطالب الجيش بقصف مخازن الأسلحة في مقر قيادته في المدينة.
وكتب أحد المغردين في صفحته على "فيسبوك": "يجب ألا يتكرر الخطأ الذي حدث في مدينتي نيالا (عاصمة جنوب دارفور) وزالنجي (عاصمة وسط دارفور). إذا شعر الجيش بدنو سقوط الفرقة عليه أن يتعامل مع مقر الفرقة دون أي اعتبارات. يجب ألا تقع الذخائر ولا العتاد الحربي في يد الدعم السريع".
وبعد تقدم قوات الدعم السريع نحو قيادة الفرقة نهار السبت، حذرت تغريدات أخرى الجيش من وقوع مخزون الأسلحة الضخم الموجود في المقر في يد هذه القوات.
ماذا يحدث في الفاشر؟
كثفت قوات الجيش من هجماتها الجوية على مدينة الفاشر تزامنا مع الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وسط غموض بشأن الموقف الميداني.
وفي حين شنت قوات الدعم السريع هجوما مكثفا أدى إلى تقدمها في أكثر من محور، قصف طيران الجيش مواقع في المدينة من بينها مقر قيادته، وطال القصف أيضا مناطق مدنية مما أدى إلى مقتل عدد كبير من السكان.
وقال "المرصد الوطني لحقوق الإنسان"، إن القصف الجوي والمدفعي الذي نفذه طرفا القتال خلف عشرات القتلى والجرحى خلال الأيام القليلة الماضية، بجانب دمار هائل في مساكن المواطنين وأضرار أخرى لحقت بمؤسسات صحية وخدمية.
واتهم المرصد الطيران الحربي بقصف أحياء وسط مدينة الفاشر ومعسكري نيفاشا وزمزم للنازحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنيا وإصابة العشرات بجروح خطيرة.
كما اتهمت قوات الدعم السريع بقتل وإصابة العشرات أيضا، بسبب القصف المدفعي الذي نفذته في تلك المناطق.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الحكومة السودانية: قتيل و17 جريحا في قصف مدفعي للدعم السريع بالخرطوم، القصف استهدف منطقة كرري بمدينة أم درمان، وفق بيان لوزارة الصحة
الأناضول/ أعلنت السلطات السودانية مقتل شخص وإصابة 17 آخرين بقصف مدفعي لقوات "الدعم السريع" على منطقة كرري بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وقالت وزارة الصحة في بيان، مساء السبت: "واصلت المليشيا المتمردة (الدعم السريع) اليوم السبت، قصفها الممنهج ضد المواطنين المدنيين الآمنين بمناطق متفرقة من منطقة كرري خلال تزودهم بمياه الشرب من الآبار بعد انقطاع الكهرباء عن المحطات النيلية جراء استهداف المليشيا لسد مروي والخط الناقل للكهرباء بأم درمان".
وأضافت الوزارة أن القصف أدى إلى "وفاة مواطن وإصابة 17 شخصا آخرين بإصابات متفاوتة، تم إسعافهم إلى مستشفيي النور التعليمي وسواعد بأم درمان لتلقي العلاج".
والاثنين، أعلن الجيش السوداني، عن هجوم بطائرات مسيّرة من قبل قوات الدعم السريع على سد مروي بالولاية الشمالية، تسبب في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق، الأمر الذي لم تعلق عليه قوات الدعم السريع حتى اليوم.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع"، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.