سكاي نيوز عربية - أبوظبي

أثار قصف طيران الجيش مقر قيادته في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، عاصفة من الجدل، مع بروز روايات متباينة للأسباب وراء الواقعة الغريبة.

وأشار بيان للقوات المشتركة التابعة للجيش إلى تعرض الطائرة التي نفذت الغارة إلى "تشويش" أدى لقصف المقر بالخطأ، بينما ذهبت روايات أخرى إلى اتهام الجيش بقصف المقر عمدا بهدف "تحيبد" مخازن الأسلحة كانت هدفا لقوات الدعم السريع، إلى جانب إحباط محاولة كان يقوم بها ضباط وجنود للفرار من المدينة.



وعزا بيان منسوب لقيادة القوات المشتركة، التي تضم الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه، على منصة "إكس"، الحادثة إلى "تشويش" تعرضت له إحدى الطائرات التي نفذت عدد من الغارات الجوية على مدينة الفاشر.

ووفقا للبيان، فإن رئاسة الفرقة تعرضت لضربة جوية راح ضحيتها عدد من الأفراد بعد "الخطأ الذي حدث أثناء تنفيذ الطيران ضربات جوية على مواقع لقوات الدعم السريع".

وقال البيان إن "القصف غير المقصود أدى لمقتل 5 أفراد برئاسة الفرقة السادسة وإصابة 9 آخرين"، إلا أن تقارير مستقلة قدرت عدد القتلى والمصابين بنحو 170، من بينهم ضباط كبار.

لكن في الجانب الآخر، وفي ظل الجدل الكبير الذي احتدم بعد مقتل مئات المدنيين في غارات جوية مكثفة خلال الأشهر الماضية، ظل الجيش السوداني ينفي الاستهداف العشوائي، ويؤكد على دقة ومهنية ضرباته الجوية، ويقول إنها توجه فقط لمواقع الدعم السريع.

في المقابل، يواجه الجيش اتهامات بالاستماع لأصوات مجموعات سياسية ومغردين داعمين له، طالبوه بقصف مخازن الأسلحة، لمنع قوات الدعم السريع من الاستفادة منها.

وبعد احتدام القتال في الفاشر بساعات قليلة، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي تغريدات تطالب الجيش بقصف مخازن الأسلحة في مقر قيادته في المدينة.

وكتب أحد المغردين في صفحته على "فيسبوك": "يجب ألا يتكرر الخطأ الذي حدث في مدينتي نيالا (عاصمة جنوب دارفور) وزالنجي (عاصمة وسط دارفور). إذا شعر الجيش بدنو سقوط الفرقة عليه أن يتعامل مع مقر الفرقة دون أي اعتبارات. يجب ألا تقع الذخائر ولا العتاد الحربي في يد الدعم السريع".

وبعد تقدم قوات الدعم السريع نحو قيادة الفرقة نهار السبت، حذرت تغريدات أخرى الجيش من وقوع مخزون الأسلحة الضخم الموجود في المقر في يد هذه القوات.

ماذا يحدث في الفاشر؟

كثفت قوات الجيش من هجماتها الجوية على مدينة الفاشر تزامنا مع الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، وسط غموض بشأن الموقف الميداني.

وفي حين شنت قوات الدعم السريع هجوما مكثفا أدى إلى تقدمها في أكثر من محور، قصف طيران الجيش مواقع في المدينة من بينها مقر قيادته، وطال القصف أيضا مناطق مدنية مما أدى إلى مقتل عدد كبير من السكان.

وقال "المرصد الوطني لحقوق الإنسان"، إن القصف الجوي والمدفعي الذي نفذه طرفا القتال خلف عشرات القتلى والجرحى خلال الأيام القليلة الماضية، بجانب دمار هائل في مساكن المواطنين وأضرار أخرى لحقت بمؤسسات صحية وخدمية.

واتهم المرصد الطيران الحربي بقصف أحياء وسط مدينة الفاشر ومعسكري نيفاشا وزمزم للنازحين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنيا وإصابة العشرات بجروح خطيرة.

كما اتهمت قوات الدعم السريع بقتل وإصابة العشرات أيضا، بسبب القصف المدفعي الذي نفذته في تلك المناطق.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

مجـ.ـزرة في مستشفى .. قصف قوات الدعم السريع يودي بحياة 6 ويصيب 38 في الخرطوم

في تصعيد خطير للأوضاع الأمنية في السودان، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 38 آخرين جراء قصف نفذته قوات الدعم السريع على أحد المستشفيات في العاصمة الخرطوم.

 يأتي هذا الهجوم وسط استمرار المواجهات العنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي دخلت شهرها العاشر، متسببة في كارثة إنسانية غير مسبوقة.  

بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة السودانية، تعرض أحد المستشفيات الكبرى في الخرطوم لقصف مباشر أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، بينهم مرضى وطواقم طبية. ولم يتم الكشف بعد عن اسم المستشفى المستهدف، لكن تقارير محلية تشير إلى أنه كان لا يزال يقدم خدمات طبية محدودة رغم القتال الدائر في العاصمة.  

كارثة إنسانية متفاقمة 
 

الهجوم على المنشآت الصحية في السودان ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن تعرضت العديد من المستشفيات للقصف أو الإغلاق القسري بسبب الاشتباكات. 

وتؤكد منظمات حقوقية وإنسانية أن استهداف المستشفيات والبنية التحتية الطبية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويزيد من تفاقم الأوضاع الصحية المتدهورة في البلاد.  

  
أثار الهجوم ردود فعل غاضبة على المستويين المحلي والدولي. فقد نددت نقابة الأطباء السودانية بالاعتداء على المنشآت الطبية، معتبرة أنه جريمة حرب تستوجب محاسبة المسؤولين عنها. 

كما طالبت المنظمات الإنسانية الدولية بوقف استهداف المرافق الصحية وضمان وصول المساعدات الطبية إلى المدنيين المتضررين.  

الوضع الميداني المتدهور

  منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، تشهد الخرطوم ومدن سودانية أخرى صراعًا دمويًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف، إضافة إلى نزوح الملايين داخل وخارج البلاد. 

ومع غياب أي حل سياسي في الأفق، تتواصل معاناة المدنيين وسط تصاعد الانتهاكات والهجمات العشوائية.  

ومع استمرار القتال، يحذر الخبراء من أن السودان يسير نحو كارثة إنسانية أكبر، حيث تنهار الخدمات الأساسية، بما فيها النظام الصحي. في ظل هذا الواقع، تتزايد المطالبات للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العنف وحماية المدنيين.

مقالات مشابهة

  • السودان يهاجم جنوب السودان .. اعتراف بمشاركة مرتزقة مع الدعم السريع
  • الجيش يعلن تحرير مناطق جديدة في الخرطوم من الدعم السريع
  • تطورات مهمة في الفاشر .. غارات جوية عنيفة وإسقاط مسيرات مفخخة
  • مقتل وإصابة 44 مدنيا بينهم كادر طبي في قصف قوات الدعم السريع مستشفى بأم درمان
  • مجـ.ـزرة في مستشفى .. قصف قوات الدعم السريع يودي بحياة 6 ويصيب 38 في الخرطوم
  • الجيش السوداني يستعيد آخر معاقل الدعم السريع بالجزيرة
  • السودان.. القوة المشتركة تتصدى لهجوم عنيف من “الدعم السريع” على 3 محاور في الفاشر
  • معركة الفاشر هل تكون فاصلة ؟
  • السودان.. قتلى وجرحى بقصف عنيف لطيران الجيش في نيالا
  • قوات الدعم السريع تغتال عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الفاشر و13 آخرين