«حب وكرامة».. أهالي الصعيد يحيون ذكرى مولد الرسول بمواكب ووجبات ومدائح (صور)
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
مواكب وحلقات حب صوفية ومدائح، وكثير من الأجواء الكرنفالية بمشاركة شعبية واسعة تحفها البهجة، وتجمع جميع أفراد الأسرة، رجالاً ونساء، شبابًا وأطفالًا.. تلك الاحتفالات شهدتها مختلف المحافظات وفي القلب منها الصعيد، احتفالًا بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وسط رفرفة الأعلام الخضراء وطواف الجمال تحمل فوق ظهورها مُجسَّدًا للكعبة.
وشهدت إحدى قرى محافظة المنيا إحياء ذكرى المولد النبوي عبر تنظيم موكب احتفائي ضخم احتفالاً بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي غلب عليه الطابع الكرنفالي والحضور الشعبي، بمشاركة المئات، حيث تقدم موكب المولد النبوي الذي يتم تنظيمه كل عام، وسط إنشاد ديني وصوفي يملأ أرجاء الطرقات، وترديد الأغاني التراثية والصوفية، ومنها «صلى الله على محمد.. صلى الله عليه وسلم».
وتُعد ذكرى المولد النبوي الشريف إحدى أهم المناسبات التي يحتفل بها المصريون كل عام، عبر ترديد المدائح والأهازيج الشعبية، وداخل شادر كبير يمتد لعدة كيلو مترات أعدت مجموعات في قرية القيس بمحافظة المنيا، حلقة ذكر ومديح للنبي، وسط توزيع البعض للحلوى والمشروبات.
وقال الدكتور بدر بكير، أحد القائمين على تنظيم الاحتفالية، إنّه اعتاد تنظيم كرنفال الاحتفال بالمولد النبوي كل عام بنفس الطريقة التي ورثها عن آبائه وأجداده، مشيرًا إلى أنّهم يحرصون على إقامة الموائد وإطعام كافة المشاركين في الاحتفالية والزوار بوجبة «كشك ولحم»، ابتهاجًا بذكرى مولد خير الخلق صلى الله عليه وسلم.
ويروى «بكير»، في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، أنّهم يستعدون لتنظيم تلك الاحتفالية قبلها بأكثر من شهر، لتخرج في أبهى صورة، موضحًا أنّ أهالي القرية بالكامل حريصون على المشاركة فيها بمختلف الأعمار، وخصوصًا الشباب.
ويذكر الشيخ درويش البحيري البيومي أنّهم توارثوا الاحتفال بالمولد النبوي أجيالًا بعد أجيال، ويحرصون على وجود الجمل في الاحتفال، نظرًا لكونه مستحباً كما أنّه يُعتبر سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المولد النبوي ذكرى المولد النبوي احتفالات المولد النبوي مولد النبي مولد النبي 2024 حلوى المولد النبوي صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
"عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة
شهر شوال أوشك على الرحيل، وهو شهر مبارك، فيه تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عائشة رضي الله عنها فى السنة الأولى للهجرة، وهو أول أشهر الحج: "شوال، ذو القعدة، ذو الحجة"، وفيه يبدأ استعداد المسلمين لهذه الفريضة العظيمة، وقد شهد العديد من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، من أبرزها: غزوة بني قينقاع التى حدثت في السنة الثانية للهجرة، وكانت هذه الغزوة نتيجة لنقض بني قينقاع ـ وهم إحدى قبائل اليهود في المدينة ـ للعهود والمواثيق مع المسلمين، ومحاولتهم الاعتداء على امرأة مسلمة، وانتهت الغزوة بانتصار المسلمين وإجلاء بني قينقاع عن المدينة، وفيه غزوة أحد التى وقعت في السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة، ثم غزوة الخندق "الأحزاب": وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، حيث حاصرت فيها قوى مشركة متحالفة المدينة المنورة، وبفضل الله أولا، ثم بحكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومشورة سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، استطاع المسلمون الصمود وهزيمة الأحزاب. وغزوة حنين: كانت في شوال من السنة الثامنة للهجرة، حيث واجه المسلمون فيها قبيلتي هوازن وثقيف، وفي البداية حدث بعض التراجع في صفوف المسلمين، لكن بثبات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعودة المسلمين، تحقق نصر كبير.
وكانت غزوة الطائف، بعد غزوة حنين مباشرة في شوال من السنة الثامنة للهجرة، توجه المسلمون إلى الطائف لمحاصرة فلول هوازن وثقيف الذين تحصنوا فيها، وانتهى الحصار دون فتح، وعاد المسلمون إلى مكة.
وتتابعت وفود القبائل إلى المدينة المنورة فى شوال من السنة التاسعة للهجرة، لإعلان إسلامهم ومبايعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد سمى هذا العام "عام الوفود" وهو علامة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث شهد اكتمالا لجهود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نشر الدعوة وتوحيد العرب تحت راية الإسلام. وفيه تم إرساء دعائم الدولة الإسلامية القوية التي انطلقت منها الفتوحات فيما بعد، ونشرت نور الإسلام في أرجاء واسعة من العالم.
السبب الرئيسي لهذه التسمية هو الكثرة غير المسبوقة للوفود التي قدمت إلى المدينة في هذه السنة، بعد أن أظهر الله ـ عز وجل ـ قوة الإسلام وعزته بفتح مكة وهزيمة الأحزاب وغيرها، فأدركت القبائل العربية أن أى قوة لا تستطيع الوقوف في وجه هذه الدعوة المنتشرة. كما أن شخصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماحة الإسلام كانت عوامل جاذبة للكثيرين، وبقدوم هذه الوفود وإعلانها الإسلام وولائها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتسعت رقعة الدولة الإسلامية بشكل كبير، ولم يكن دخول هذه القبائل في الإسلام نتيجة للحروب أو الإكراه ـ كما يزعم بعض الحاقدين على الإسلام ـ بل كان عن قناعة وإدراك لقوة الإسلام ورسالته السامية، إذ لا يصح إسلام المكره، لقوله تعالى: "لا إكراه فى الدين.. "
ومع ازدياد أعداد المسلمين واتساع الدولة، بدأ تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل أوسع في مختلف جوانب الحياة، حيث وحد الإسلام بين هذه القبائل المتناحرة تاريخيا، وغرس فيهم مبادئ الأخوة والتآزر، ولم يبقَ إلا القليل من القبائل التي لم تدخل في الإسلام بحلول نهاية هذا العام، وأصبح لدى الأمة قاعدة واسعة من المسلمين الذين يحملون مسؤولية نشر الإسلام والحفاظ عليه من بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يومنا هذا.
وتجدر الإشارة إلى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستقبل الوفود بحفاوة وتكريم، ويحسن ضيافتهم. وكان يجلس معهم ويستمع إليهم، ويعلمهم أمور دينهم، ويجيب على أسئلتهم. وكان يرسل معهم معلمين وقراء لتعليم قومهم القرآن والسنة. كما كان يبرم معهم الاتفاقيات التي تحفظ حقوقهم وتوضح واجباتهم.
[email protected]