#سواليف

كتب .. #عدنان_الروسان  

حالة التشفي ليست من أرق الأدب و لا من الذوق الذوق العام أو ال Common sense حسب التعبير الإنجليزي الدارج أكثر على ألسنة النخب الأردنية السياسية ، لكن يغلب علينا حالة الشفقة بالموظف او المسؤول الكبير الذي يكون و هو مقبل على الناس و هو في منصبه كجلمود صخر حطه السيل من عل ، ثم اذا زال سلطان الوظيفة اذا به يعود الى بيته يتمطى و ما أن يصل حتى يتزمل او يتدثر ، فالهاتف الخلوي الذي كان يرن طوال النهار و أناء الليل يصمت دفعة واحدة ، و اذا بمدير المكتب و السكرتيرة اللذان يتملقانه طوال ساعات النهار لا وجود لهما و اذا بالموكب يتقلص في طرفة عين من سيارات كثيرة و لواحات و زوامير يتقلص فيصبح سيارة واحدة مع سائق و اذا الدنيا تمشي بالمقلوب .

رحل الرجل و لم يوظف المليون عاطل عن العمل ، رحل و لم تصل ايام الأردنيين الجميلة التي لم تأت بعد ، و رحل من الطابق الرابع في الدوار الرابع الى حيث لا ندري ، و لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ، و نحاول أن نتقمص شخصية المواطن الطيب المتسامح لنجرد المحاسن و الإنجازات على مدى أربع سنوات عجاف ، اكلت لحم الأردنيين و أذابت ما تبقى من شحمهم و دقت عظامهم ، و أوصلتهم الى الديار السودا او كادت ، فنجد أن الإنجاز الأكبر هو زيادة المديونية الأكبر في عهد الرئيس الى عشرات المليارات ، و انتصاره في مجلس النواب و استعادة مكانه الذي احتله أحد النواب احتجاجا على أمر ما ، و انجازات أخرى كثيرة…

مقالات ذات صلة جيش الاحتلال يبدأ بحفر خندق على الحدود مع الأردن لـ”تأخير” تسلل المركبات 2024/09/16

حدثني مواطن أردني كان عمه أو خاله حتى وقت قريب من أرفع رجال الدول مناصبا و قوة و شهرة و لم يبق منصبا لم يتقلده ، مرض الرجل و كان الناس يحجون الى مكتبه و بيته كل يوم قبل المرض و هواتفه الخلوية لا تصمت و لا نستمتع بالقعدة معه حينما يزورنا لأنه يقضي السهرة و هو يرد على السفير الفلاني و يقبل دعوات العشاء و الغداء على الدور و يعتذر عن استقبال أحد الوزراء و الى أخر السهرة ، مرض الرجل و غادر المكتب الى المستشفى و اعلنت استقالته من منصبه ، و كنت أذهب لزيارته في المستشفى يقول الصديق الذي يحدثني ، فأجد عمي يبكي و الدموع تملأ عينيه ، و اقول يا عم مالي اراك تبكي هل تتألم ستشفى ان شاء الله و كان يقول لا يؤلمني جسدي و لا يحزنني موتي ، أتألم لان احدا من الذين كانوا يتمنون أن يحظوا بخمس دقائق من وقتي لم يأت لزيارتي أو حتى يكلف خاطره للإتصال بي هاتفيا و الوحيد الذي اتصل بي الرجل الذي حل مكاني قائلا انهم لا يستطيعون دفع فاتورة علاجي و علي ان اتدبر الأمر …

قلت و أنا مشدوه من القصة ، و هل هذا صحيح فعلا ، قال الراوي قرابة الرجل من الدرجة الأولة او الثانية و الله العظيم هذا ما حصل ، تنهدت و قلت لا حول و لا قوة الا بالله ، لكن كل تلك القوة و الجدية و النفوذ و المال و المواكب الذي كانن تحيط بعمك الم تلفت نظره أن عليه أن يكون له اصدقاء حقيقيين و هو في مناصبه بدل سيل المنافقين و السحيجة ، قال الرجل كان يطن أن الموت لن يصل اليه كالكثيرين من اصحاب المناصب العليا و قد مات حزينا و أحزنتني جنازته و عزاءه كثيرا فلم يكن على قدر ما كان يتوقع او يظن.

لا حول و لا قوة الا بالله…

كان الخليفة العباسي هارون الرشيد و هو في نزعات الموت الأخيرة يدعوا ” يامن لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه “

غادرنا دولة بشر الخصاونة ، و لن أتشفى به لأنه لم يتبقى عندنا جرار نكسرها وراءه من كثرة ما كسرنا من جرار ، و ندعوا له بالسلامة عسى الأيام الجميلة يأت بها من لم يعد بها ، ليته قبل ان يغادر ” و يارايح كثر ملايح ” ليته فعل شيئا بملف أحمد حسن الزعبي و موقوفي الرأي من السياسيين .

و للحديث بقية ان شاء الله

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: كيف تم تفجير أجهزة اتصالات بيجر في لبنان؟

11 قتيلا و4 آلاف جريح منهم 400 في حالة حرجة، هكذا وصل عدد الضحايا من اللبنانيين بعد 5 ساعات فقط من تفجير أجهزة الاتصالات "بيجر" وهي أجهزة يستخدمها أعضاء حزب الله والعاملين في مؤسساته، وفوجئ الكثير منهم بانفجارها في أيديهم ما أدى إلى إصابة قيادات في الحزب بجانب السفير الإيراني في بيروت.

واستغل المهاجمون ثغرات في أنظمة الرسائل اللاسلكية لأجهزة البيجر، ويُشتبه أن مخترقين إسرائيليين تلاعبوا عن بُعد عبر إشارات تردد الراديو ما تسبب في ارتفاع حرارة البطاريات وانفجارها، ليكون ذلك بحسب تصريحات قيادات لبنانية أكبر اختراق أمني لحزب الله خلال السنوات الماضية.

وللتوضيح أكثر، فإن أجهزة البيجر تعمل عبر ترددات معينة لاستقبال الرسائل القصيرة، ومن المحتمل أن يكون المهاجمين قد استغلوا هذه الترددات وإرسال إشارات مشفرة لاستهدافها من خلال تقنيات مثل التداخل اللاسلكي "jamming" لإجبار تلك الأجهزة على العمل بشكل غير طبيعي أو حتى إصدار أوامر خاطئة تجعل الأجهزة تتلف أو تنفجر.

كما تشمل الاحتمالات استخدام الهندسة العكسية للأجهزة، والتي تعني دراسة الجهاز من الداخل لاكتشاف نقاط ضعفه، بعدها يتم زراعة برامج ضارة "malware"، وهذه البرامج تدفع الجهاز للانفجار في حالة استقبال إشارة معينة، خاصة أن الثغرات في البرمجيات القديمة أو التي لا تحظى بحماية جيدة، يمكن استخدامها لتدمير الدوائر الكهربائية للجهاز.

أما السيناريو الثالث، هو احتمالية أن يكون تفجير الأجهزة جزء من هجوم سيبراني مركب، جمع بين تقنيات متعددة مثل استغلال أنظمة التحكم عن بعد، أي الأنظمة التي ترسل التحديثات أو تستقبل الاوامر، وفي حالة الوصول إلى النظام المركزي المعني بإدارة الأجهزة كلها، يتم منح تعليمات ضارة أو أوامر مباشرة لتفجير الأجهزة، وقد يكون التفجير تم من خلال استغلال البطاريات والدوائر الكهربائية فبعض الأجهزة تحوي مكونات يمكن التلاعب بها لتسبب انفجار عن تسخينها أو حدوث قصور كهربائي "short circuit" كما ان بعض البطاريات تكون مصممة بطريقة قابلة للإنفجار في حالة استقبال إشارة معينة.

أما السيناريو الأخير فهو أن تكون تلك الأجهزة بها متفجرات صغيرة يمكن تفجيرها عن بعد باستخدام إشارات معينةـ لكن هذه التقنية تحتاج أجهزة اتصال متقدمة وموجهة قريبا من مواقع التفجير.

وبجانب هذه السيناريوهات، فالحقيقة أن تفجير "البيجر" لم يكن الأول في الحرب السيبرانية بين حزب الله وإسرائيل والتي تصاعدت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وباتت الهجمات المتقدمة والمتبادلة بين الطرفين تستهدف البنية التحتية والتكنولوجيا والاتصالات، ففي عام 2019 نفذت إسرائيل هجمات سيبرانية استهدفت قناة المنارة التابعة لحزب الله وغيرها من قنوات الاتصال مما أدى إلى تعطيل البث والخدمات خلال عمليات حاسمة.

وقد شملت الهجمات "DDOS"  أي "Distributed Denial of Service" والتي أغرقت خوادم القناة بحركة مرور كثيفة مما جعلها غير قادرة على البث، وقد يكون الهجوم قد تضمن أيضًا "malware" لتعطيل الاتصالات الداخلية والمعدات.

بعد هذا الحادث بعامين، أي في 2021، نفذت الوكالات الاستخباراتية الإسرائيلية اختراق لأنظمة التحكم بالطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله، مما سمح لهم باعتراض الطائرات وتعطيلها قبل أن يتم استخدامها في الهجمات، ومن المرجح أن الهجوم اعتمد على استغلال نقاط ضعف في بروتوكولات الاتصالات واستخدام تقنيات "jamming" التي من شأنها منع الإشارات أو إعادة توجيهها ما أجبر الطائرات على التحطّم أو العودة إلى قاعدتها.

بالطبع لا يُمكن إغفال انفجار مرفأ بيروت في 2020، ورغم أن الحادث مازال قيد التحقيق، لكن هناك شكوك مبكرة في إمكانية حدوث هجوم سيبراني تطلب التسلل إلى أنظمة إدارة الميناء أو التخريب عن بُعد لانظمة السلامة، ما أدى إلى سوء إدارة  المواد الخطرة، ورغم أن ذلك يبقى فرضًا لكن لا يمكن استبعاده.

ويمتلك جيش الاحتلال وحدة تسمى 8200 وهي المسئولة عن شن الهجمات السيبرانية ضد حزب الله، وتمكّنت تلك الوحدة من تطوير برامج ضارة مثل "Stuxnet "وبرمجيات أخرى لتخريب البنية التحتية العسكرية والاتصالات، وغالبًا ما تتضمن عملياتها استغلال "zero-day vulnerabilities" وهي الثغرات الأمنية غير المعروفة لمزودي البرمجيات، وبالتالي غير المُرقعة، كما قد تتضمن أيضًا "backdoor software implants" التي تسمح للمهاجمين بمراقبة الأنظمة والتحكم عن بعد.

على الجانب الآخر لم يقف حزب الله مكتوف الأيدي أمام تلك الحرب المتصاعدةـ، فشن هو الآخر هجمات سيبرانية على شبكات الكهرباء ومحطات المياه لتعطيل الحياة اليومية الإسرائيلية وخلق حالة من الفوضى، ويعتمد حزب الله غاليًا على تقنيات "spear-phishing" لاختراق الشبكات الإسرائيلية حيث يتم خداع المستخدمين بالنقر على روابط خبيثة تقوم بتثبيت برامج ضارة، وبمجرد الدخول يحاولون رفع الامتيازات للتحكم في الانظمة الحيوية.

وبالنظر إلى أدوات الفريقين في الحرب السيبرانية، يمكن القول  إنها متشابهة في الاعتماد على "Man-in-the-Middle Attacks" للتنصت على الاتصالات أو التلاعب بها، كما اعتمد الفريقان على "Social Engineering" و"Spear Phishing" لاستغلال الثغرات البشرية عن طريق إرسال رسائل بريد إلكتروني مزيفة، أو إنشاء مواقع وهمية لخداع الخصوم والكشف عن بيانات دقيقة بمجرد الاعتماد عليها يمكنهم فعل ما يريدون، وكذلك استخدام الجانبان "Encryption Attacks" وهي تقنيات متعددة لكسر تشفير الاتصالات خاصة الإسرائيلية.

لذلك، فمن المحتمل مع تصاعد الصراع بين الطرفين، أن يلجأ كلاهما إلى الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتهما السيبرانية، فمن خلال الذكاء الاصطناعي يمكن التعرف على الأنماط واكتشاف الثغرات وشن الهجمات الدقيقة على البنية التحتية الحيوية، إضافة إلى السيطرة على الأنظمة المستقبلة أو تخريبها مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي، وفي المجمل يمكن القول أن الحرب السيبرانية بين إسرائيل وحزب الله ستظهر مدى تعقيد الصراعات الحديثة والتي تتقاطع فيها المجالات الرقمية والفيزيائية ما يجعل ساحة المعركة تتعلق بالرموز البرمجية أكثر ما تتعلق بالأسلحة بالتقليدية.

مقالات مشابهة

  • حسن إسماعيل: هذا هو السبب الذي اشعل الحرب في السودان(….)
  • محمد مغربي يكتب: كيف تم تفجير أجهزة اتصالات بيجر في لبنان؟
  • أحمد ثابت يكتب.. البنتريت في "البيجر": تكنولوجيا التفجير المدمرة
  • حدود التعامل بين الرجل والمرأة وضوابطه
  • حزب الله يؤكد سلامة “نصرالله”…  ويتوعد بالرد
  • ولد الهدي فالكائنات ضياء … وفم الزمان تبسم وثناء
  • د.حماد عبدالله يكتب: رحم الله أيام "زمان" !!
  • د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله
  • أحمد الطاهري مشيدا بـ«البلشي»: نقيب حقيقي لكل صحفيي مصر