ذكر موقع "The National Review" الأميركي أن "العالم يستعد للحرب بين حزب الله وإسرائيل. فمنذ أن شنت حماس هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، أطلق حزب الله أكثر من 7500 صاروخ على إسرائيل. وركزت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن على تجنب "التصعيد" في المنطقة، والذي يتجلى في الضغط الأميركي ضد العمل العسكري الإسرائيلي الحاسم لمواجهة حزب الله.

ولكن مع استمرار الحزب في إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار، فقد لا يتبقى لإسرائيل خيار آخر سوى التحرك عسكريا".
وبحسب الموقع، "يتعين على الولايات المتحدة أن تتصالح مع الحقائق: هدف حزب الله هو تدمير دولة إسرائيل، وكل خطوة يتخذها الحزب نحو هذا الهدف تهدد مصالح الأمن القومي الأميركية. إن إسرائيل قد تضطر إلى شن حملة عسكرية شاملة لإضعاف حزب الله، بدلاً من شن ضربات انتقامية تستهدف الأفراد، وسوف يكون نطاق الحرب بين الحزب وإسرائيل أكبر من الصراع مع حماس، ومن المرجح أن ينافس الصراعات الإقليمية السابقة التي خاضها الجيش الإسرائيلي منذ حرب لبنان عام 2006. ومن المرجح أن تتعرض المدن الإسرائيلية الكبرى لقصف ترسانة حزب الله الصاروخية الضخمة، في حين أن الهجمات الجوية الإسرائيلية من شأنها أن تدمر جنوب لبنان".
وتابع الموقع، "إذا اندلعت الحرب بين حزب الله وإسرائيل، فإن من مصلحة أميركا أن تنتصر إسرائيل وأن يستنزف حزب الله بشكل خطير نتيجة لذلك. إن انتصار إسرائيل في حرب مع حزب الله من شأنه أن يضعف عسكريا أقوى وكيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي يقلل من قوة الردع لطهران ويسمح للولايات المتحدة بحرية أكبر في التصرف ضد طموحات إيران الإقليمية. إن أهمية حزب الله للاستراتيجية الكبرى لإيران توضح لماذا يخدم إضعافه المصالح الأميركية. إن الحزب هو جوهرة التاج لما تسميه إيران "محور المقاومة"، وهي شبكة من الوكلاء الإقليميين الذين يعملون كأدوات في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لإيران المتمثلة في تدمير إسرائيل وطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط وترسيخ هيمنة طهران الإقليمية. إن قدرة الجمهورية الإسلامية على فرض قوتها وضمان الطرد العنيف للولايات المتحدة من المنطقة لصالح الهيمنة الإيرانية تعتمد إلى حد كبير على قوة وكلائها".
وأضاف الموقع، "من بين 16 مليار دولار مُنحت لوكلاء إيران من عام 2012 إلى عام 2020، ذهب 35% إلى حزب الله، وهو ما يمثل 700 مليون دولار سنويًا. واعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن "ميزانية منظمته، وكل ما تأكله وتشربه، وأسلحتها وصواريخها" تأتي من إيران. يمتلك حزب الله ترسانة ضخمة من الصواريخ يقدر عددها ما بين 120 ألفاً إلى 200 ألف صاروخ، وبعضها قادر على ضرب أهداف في عمق إسرائيل، بما في ذلك أكبر ثلاث مدن، حيفا وتل أبيب والقدس، وغيرها من المراكز السكانية. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الحزب قوة عسكرية كبيرة، تضم بين صفوفها ما بين 30 ألفاً إلى 50 ألف مقاتل نظامي".
وبحسب الموقع، "إذا نجحت القوة الجوية الإسرائيلية في تقليص قدرات حزب الله في حرب شاملة، فإن هذا من شأنه أن يضعف بشكل كبير أقوى وكلاء إيران، وأن يقلل من قيمته الاستراتيجية بالنسبة لطهران بشكل كبير. وفي ظل استراتيجية "محور المقاومة"، نجحت إيران في ردع الولايات المتحدة عن تبني موقف أكثر تشدداً ضد النظام، وهو ما يتضح من محاولات الإدارة الحالية المستمرة في استخدام الدبلوماسية لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقاً. إذا تمكنت إسرائيل من تقليص التهديد الذي يشكله حزب الله من خلال حملة عسكرية، فإن جزءاً كبيراً من القوة الرادعة الإيرانية سوف يصبح غير موجود".
وأضاف الموقع، "علاوة على ذلك، أظهرت إسرائيل قدرتها واستعدادها لشن عمليات عسكرية كبرى لإضعاف حزب الله. إن أيديولوجية الإبادة الجماعية التي يتبناها حزب الله تجاه الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، وأقوى حليف لأميركا في الشرق الأوسط، تجعل تدهوره أمراً حيوياً لكل من إسرائيل والولايات المتحدة. ونظراً لأن وجود حزب الله ذاته يقوم على تدمير دولة إسرائيل، فإنه لا يهتم مطلقاً بالدبلوماسية أو السلام مع تل أبيب".
وختم الموقع، "إن الأزمة بين حزب الله وإسرائيل تمثل نقطة تحول حيوية بالنسبة لصناع السياسات في الولايات المتحدة. فهل تقف الولايات المتحدة بقوة إلى جانب حليفتها لإضعاف وكيل إيران الأكثر خطورة، أم أنها ستواصل محاولة منع الحرب التي من المرجح أن تحدث بغض النظر عن ذلك؟"
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة حزب الله

إقرأ أيضاً:

لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟


خلافاً لما قام به "حزب الله" في 2 كانون الأوّل، بعدما استهدف موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة، ردّاً على استمرار العدوّ بخرق إتّفاق وقف إطلاق النار، لم يعدّ "الحزب" يردّ على إنتهاكات إسرائيل المتزايدة.

وتعليقاً على هذا الأمر، يُشير مرجع عسكريّ مُطّلع على مُفاوضات وقف إطلاق النار إلى أنّ "حزب الله" يترقّب ما ستقوم به اللجنة المُكلفة مُراقبة الإتّفاق، وهو لن يُعطي ذريعة للعدوّ لاستئناف حربه على لبنان.

ويعتبر المرجع عينه أنّ "الحزب" يُريد أنّ تمرّ مهلة الـ60 يوماً بسلام، وأنّ تنسحب إسرائيل من البلدات الجنوبيّة التي تتوغل فيها. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عسكريون صهاينة: “إسرائيل” غير قادرة على مواجهة التحدي القادم من اليمن
  • عوض الله: نطالب الدول بعدم التعاطي مع روايات إسرائيل بشأن المنظمات الدولية
  • النائب أيمن محسب: اعتماد الأمم المتحدة قرارًا يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره يُزيد من عزلة إسرائيل وحلفائها دوليا
  • معاريف: إسرائيل غير قادرة على مواجهة تحدي الحوثيين
  • هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)
  • هذا ما يفعله حزب الله الآن.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف
  • لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
  • واشنطن: باكستان تطور صواريخ قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية
  • ضغط اعلامي على حزب الله
  • بتكوين والعملات المشفرة.. ما هي الفئة الأكثر ربحية لعام 2025؟