نجحت هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ جزيرة ياس، أبوظبي، في إنقاذ 10 من طيور النحام الكبير (الفلامنجو) المعروفة محلياً باسم «الفنتير»، التي تستوطن محمية الوثبة للأراضي الرطبة، بعد تعرُّضها للإصابة في شهر فبراير 2024 خلال مرور منخفض المزر الجوي المصحوب بالأمطار الغزيرة وزخّات البَرَد بأحجام كبيرة.

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: «رصَد مراقبو الهيئة في المحمية، منذ الساعات الأولى للعاصفة، نفوق وإصابة طيور الفلامنجو عبر البحيرات المائية داخل المحمية. وأصبح واضحاً أنَّ حبّات البَرَد تسبَّبت في إصابة الطيور، وعلى الفور فعَّلت الهيئة إجراءات الاستجابة الطارئة، وكلَّفت أربعة فِرق لجمْع الطيور النافقة، وإنقاذ الطيور المصابة ونقْلها إلى مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ لتلقّي العلاج وإعادة التأهيل».

وأضاف الهاشمي: «نجحت فِرق الهيئة في إنقاذ سبعة أفراخ حديثة الفقس، تتراوح أعمارها بين يوم واحد وثلاثة أيام، وقدمت لها الرعاية الفورية في مركز العناية، وأنقذت أيضاً أربع بيضات كانت على وشك الفقس لضمان بقاء الأفراخ تحت رعاية مركز العناية. وكشفت الفحوصات وعمليات التشريح للطيور النافقة، بالتنسيق مع مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، عن إصابات خطيرة للطيور النافقة بسبب حبّات البَرَد».

وذكر الهاشمي أنَّ هذه الحالة الجوية تُعدُّ ظاهرةً طبيعيةً نادرةً لم تسجَّل في دولة الإمارات سابقاً، وهي أيضاً نادرة الحدوث عالمياً، مشيراً إلى أنه تمَّ توثيق حالات وفاة للطيور بسبب حبّات البَرَد في أماكن أخرى في العالم. وتؤكِّد هذه الأحداث مدى تأثير الظروف الجوية القاسية والتغيُّر المناخي في الحياة الفطرية.

وأضاف: «إنَّ الاستجابة السريعة لهذه الأحداث الطارئة تُثبِت جاهزية هيئة البيئة – أبوظبي وشركائها للاستجابة الفورية والتعامل المباشر مع أيِّ أزمة بيئية. ونحن نفخر بتوسيع جهودنا في إنقاذ الحياة البرية بالتعاون الدائم مع شركائنا، ومنهم مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، وهو ما مكَّننا من إعادة طيور الفلامنجو التي أنقذناها إلى موائلها الطبيعية».

وقال روب يوردي، القيِّم العام لدى مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ: «سُرِرْنا في مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ، بالتعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي، لإنقاذ هذه المجموعة الكبيرة من طيور الفلامنجو في أبوظبي. لقد تركت الظروف الجوية الصعبة هذه الطيور في حالة سيئة، وبذل فريقُ الخبراءِ والأطبّاءُ البيطريون في المركز جهوداً كبيرة لإنقاذها، حيث تمَّ نقلها ورعايتها في المركز حتى تتمكَّن من العودة بأمان إلى بيئتها الطبيعية. ويأتي هذا التعاون مع هيئة البيئة – أبوظبي في إطار مهمتنا الرامية إلى الحفاظ على الحياة البحرية والبيئات الطبيعية وحمايتها في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي. وتعدُّ سي وورلد واحدةً من أكبر الهيئات المعنية بإنقاذ الحيوانات البحرية في العالم، حيث أسهمت سي وورلد على مدى 60 عاماً في إنقاذ أكثر من 41,000 حيوان حتى الآن، ونتطلَّع إلى الريادة في دعم وإنقاذ الحيوانات التي تحتاج إلى الرعاية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة».

ويُتوقَّع أن تعود طيور الفلامنجو، التي تتكاثر على دفعات عدّة خلال فصل الشتاء وأوائل الصيف، إلى المحمية للتكاثر مرة أخرى. وتشير الدراسات إلى أنَّ المحمية سجَّلت 1,270 حالة تعشيش خلال 2023، ولهذا يُتوقَّع أن تسترد المحمية ما فقدته بسبب الظروف الجوية خلال موسم التعشيش 2024 من دون الحاجة إلى تدخُّل بشري.

وتراقب هيئة البيئة – أبوظبي الطيورَ البرية والمائية في محمية الوثبة للأراضي الرطبة منذ عام 2002، وتتتبَّع أنماط هجرة طيور الفلامنجو من المحمية إلى المناطق التي تنتقل إليها شمالاً خلال فترة الصيف، باستخدام أجهزة متقدمة تعتمد على تقنيات الأقمار الصناعية.

وتُعدُّ طيور الفلامنجو الكبير من الأنواع المهاجرة، حيث تعود سنوياً إلى أبوظبي من مستعمرات التكاثر في آسيا الوسطى، ومع ذلك، تقيم مجموعات منها في بعض الأراضي الرطبة الرئيسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنها محمية الوثبة للأراضي الرطبة والمواقع الساحلية المجاورة.

وتُصنَّف محمية الوثبة للأراضي الرطبة، التي تديرها هيئة البيئة – أبوظبي، ضمن الأراضي الرطبة الداخلية وتغطّي مساحة إجمالية قدرها 4.5 كيلومترات مربعة. وتتميَّز هذه المنطقة بأنها أول محمية في أبوظبي أُسِّسَت في عام 1998 بتوجيهات من الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، بعد نجاح عملية تكاثر طيور الفلامنجو، وتُعدُّ المحمية الموقع الوحيد في شبه الجزيرة العربية الذي تتكاثر فيه هذه الطيور بانتظام.

وخلال أشهر الشتاء، تستضيف المحمية أكثر من 4,000 طائر من طيور الفلامنجو، وعادةً ما يحدث التكاثر خلال هذه الفترة؛ وهي أول موقع في أبوظبي ينضمُّ إلى قائمة «رامسار» للأراضي الرطبة، ما يؤكِّد أهميتها العالمية. وفي عام 2018، أدرجها الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة في قائمته الخضراء للمناطق المحمية ومناطق المحافظة على الطبيعة في العالم.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی دولة الإمارات طیور الفلامنجو هیئة البیئة فی إنقاذ من طیور

إقرأ أيضاً:

مركز النقل المتكامل (أبوظبي للتنقل) يطلق خدمات جديدة لحجز مركبات الأجرة العامة

أطلق مركز النقل المتكامل (أبوظبي للتنقل) التابع لدائرة البلديات والنقل، خدمة حجز مركبات الأجرة العامة في الإمارة عبر تطبيق «يانغو»، بالتعاون مع شركة التكنولوجيا العالمية «مجموعة يانغو» المطوِّرة للتطبيق. وتهدف هذه الخطوة إلى تطوير قطاع النقل في إمارة أبوظبي من خلال تقديم خدمات فعَّالة ومتقدِّمة.

وقال سعادة عبدالله المرزوقي، المدير العام لمركز النقل المتكامل: «إنَّ توفير الخدمة عبر التطبيقات العالمية يرفع كفاءة عمليات مركبات الأجرة عموماً، ويعمل على تسهيل عملية تحديد موقع المركبات، وحجز الرحلات إلكترونياً لمختلف أفراد المجتمع، وربط مركبات الأجرة العامة والخاصة ومركبات الأفراد المرخَّصين مع الركاب في الإمارة عبر الاتصال والوسائط الإلكترونية والتطبيقات الذكية الآمنة والمعتمدة، ما يدعم تحقيق أهداف الإمارة بما يتعلَّق بتقليل البصمة الكربونية من خلال رفع الكفاءة التشغيلية لمركبات الأجرة ووسائل النقل بشكل عام».

وأضاف سعادته: «يهدف (أبوظبي للتنقُّل) إلى تعزيز وتطوير خدمات النقل في إمارة أبوظبي، المتمثّلة في توفير خدمات الربط الرقمي للركاب مع مشغّلي خدمات النقل في الإمارة، بهدف تقديم خدمات آمنة وسريعة ومريحة للمستخدمين».

وقال إسلام عبدالكريم، المدير العام لشركة «يانغو» في دول مجلس التعاون الخليجي: «يشرِّفنا إطلاق تطبيق (يانغو) في أبوظبي، بالشراكة مع (أبوظبي للتنقُّل). يجمع هذا التعاون بين التكنولوجيا المبتكرة والبنية التحتية المتقدِّمة ذات المستوى العالمي، ما يعزِّز التنقُّل الحضري ويقدِّم تجربة نقل سلسة للمقيمين والسيّاح. نتطلَّع إلى الإسهام في دفع عجلة التقدُّم في إمارة أبوظبي النابضة بالحياة، استناداً إلى الأسس القوية التي أرستها أبوظبي للتنقُّل».

وتضمَّنت المرحلة التجريبية من استخدام تطبيق «يانغو» إطلاق أكثر من 300 مركبة أجرة تعمل في إمارة أبوظبي، وتنفيذ أكثر من 8,000 رحلة خلال الشهور الخمسة الماضية.

ويتوافر تطبيق «يانغو» للهواتف المحمولة باللغتين العربية والإنجليزية والعديد من اللغات الأخرى على متجري «أندرويد» و«أي أو إس»، وسجَّلت فيه أكثر من 1,500 سيارة أجرة في أبوظبي. ويتيح التطبيق للمستخدم تحديد الوجهة التي يقصدها، فيبحث له عن أقرب سيارة أجرة متوافرة، وتصل إليه بأقصر مدة.

وتُركِّز الخدمة أيضاً على توفير نظام آمن يحافظ على المفقودات التي ينساها بعض المتعاملين في مركبات الأجرة الخاصة في أيِّ رحلة طُلِبَت عبر الخدمة، ويُمَكِّن السائقين من تسليمها إلى أصحابها أو إلى أقرب مركز شرطة، حيث يكون السائق مسؤولاً عن توثيق جميع البيانات المتعلقة بتلك الممتلكات الخاصة، بالتعاون مع شركات الامتياز وتوفيرها لـ«أبوظبي للتنقُّل» عند الطلب.

ويُذكر أن «أبوظبي للتنقُّل» يطور خدمات التنقُّل في الإمارة من خلال توفير ميزات السلامة التي تلبي احتياجات الركاب والسائقين، وتضمن السلامة للجميع، بالاعتماد على أحدث التقنيات في مجال نقل الركاب والحجز والتوزيع.


مقالات مشابهة

  • ضبط مخالف لنظام البيئة لارتكابه مخالفة رعي في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية
  • مركز البحوث يتصدر الجامعات المصرية لأفضل 2%من علماء العالم وفقا لـ«ستنافورد»
  • هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وجمعية الإمارات للطبيعة تطلق الدليل الإرشادي لإعادة تأهيل أشجار القرم في دولة الإمارات
  • مركز أبوظبي للغة العربية يصدر «تاريخ الكتابة»
  • تعاون بين هيئة البيئة والمعهد العالمي للنمو الأخضر
  • مركز النقل المتكامل (أبوظبي للتنقل) يطلق خدمات جديدة لحجز مركبات الأجرة العامة
  • هيئة أبوظبي للإسكان توقع اتفاقية مع «ساعد»
  • "بيئة أبوظبي" تنقذ طيور فلامنغو وتطلقها في محمية الوثبة
  • إنقاذ 10طيور فلامنجو وإعادة إطلاقها في محمية الوثبة