لبنان ٢٤:
2024-11-20@09:32:54 GMT

إسرائيل تصعّد جنوبًا...لكن عينها على البقاع

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

إسرائيل تصعّد جنوبًا...لكن عينها على البقاع

عادة ما يحتار المرء عندما يكون أمام اختبار الاختيار بين السيء والأسوأ، فلا يكون له هامش واسع في حرية الاختيار، إذ لا يبقى له  سوى الذهاب إلى الخيار الأقل سوءًا من أي خيار آخر، ولسان حاله يقول "الكحل أفضل من العمى". هذا هو الواقع الذي يعيشه اللبنانيون، الذين يلجأون دائمًا إلى التفتيش عمّا يخفّف عنهم ثقل الأيام وهموم السنين المتراكمة أهوالها، ومآسيها، ومشاكلها، وصعوباتها.

وهذا التفتيش غالبًا ما تكون أطره ضيقة إلى الحدّ الذي تبدو فيه الصورة أقرب إلى من يفتش عن ابرة في كومة قش. صحيح أن أغلبية هؤلاء اللبنانيين لا يريدون الدخول في أي حرب مع أي كان، وبالأخصّ عندما لا تكون ظروفها وطبيعتها غير متكافئة بين الربح والخسارة، ولكنهم أُدخلوا فيها غصبًا عنهم، ومن دون أن يُسألوا، أو أن يكّلف أحد خاطره ويأخذ رأيهم، حتى ولو في شكل صوري أو لمجرد رفع العتب.
يُقال تبريرًا إن إسرائيل لا يؤتمن شرّها، ولذلك فُتحت الجبهة الجنوبية إسنادًا لأهل غزة أولًا، وإشغالًا لجيش العدو ثانيًا، وثالثًا لقطع الطريق على تل أبيب لإمكانية اجتياح لبنان كما فعلت في السابق لأكثر من مرة. وعلى رغم كل الكلام الاعتراضي لفكرة "وحدة الساحات" فإن الحرب القائمة في الجنوب، والتي قد تتخذ من البقاع هذه المرّة بوابة عبور لتوسيع إطار الحرب و"غزونة" لبنان بهدف القضاء على الارتباط القائم بين "بازيل" محور "الممانعة" في المنطقة، من دون أن يعني ذلك أن إسرائيل قادرة على تنفيذ مخطّطها بهذه السهولة، التي يتم تصويرها والترويج لها.
فما بين ليلة وضحاها استفاق اللبنانيون على صوت الصواريخ تدّك بيوت أهاليهم في قرى المواجهة الأمامية، وقد يستفيقون في يوم من الأيام وهم أمام مشهدية متكررة لما حاولوا نسيانه بعدما كوتهم كل أنواع الحروب، وأغلبها كان عبثيًا. ووفق المنطق الآخر الرافض لزج لبنان في حرب ليس له فيها ما يفيده فإن فتح جبهة الجنوب لم تقدّم ما أُريد لها تقديمه من مساندة، والدليل أن مخطّط إسرائيل التهجيري والتدميري لم يتوقف، بل ازدادت اعتداءاتها ومجازرها في حق المدنيين العزّل، والأبرياء، وحشية وضراوة. إذًا فإن المبرر الأول لفتح جبهة المساندة، وفق ما يراه هؤلاء، قد سقطت حججه، ولم يكن له نافعة في الأساس. أمّا لجهة الإشغال فإن ما يسوقه منطق المعترضين على ربط الساحات وتوحيدها يقود إلى استنتاجات تلقائية وطبيعية لمسار الأمور ومنحاها الانحداري في إدخال لبنان في حرب كانت إسرائيل تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليه متذرعة بأن الجبهة الجنوبية فُتحت من دون سابق انذار تمامًا كما حصل في عملية "طوفان الأقصى".
أما الحجة بأن اسرائيل لا يؤتمن جانبها، وهي على خط تماس دائم مع أطماعها التاريخية بالمياه اللبنانية وبمواقعه الاستراتيجية، وهذا ما هو حاصل بالنسبة إلى مياه نهر الوزاني ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فهي بالنسبة إلى من يناصب محور "الممانعة" الخصام السياسي حجة ضعيفة المبررات، خصوصًا أنه كان على "حزب الله" فتح جبهة لتحرير هذه المزارع وتلك التلال. ولو فعل لكان حظي عندها بإجماع لبناني على مشروعية وأحقية هذه الحرب. أمّا أن يفتح "حزب الله" جبهة مساندة باسم لبنان فيما لم تشهد الجبهات الإقليمية الأخرى ضربة كفّ واحدة ففي المسألة "إنّ"، على حد قول الذين اعتبروا منذ اليوم الأول أن فتح جبهة الجنوب يدخل في حسابات إقليمية أخرى غير تلك المعلن عنها.      المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إعلام لبناني: الطيران الحربي الإسرائيلي يخرق جدار الصوت فوق البقاع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشف إعلام لبناني عن خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت فوق مناطق البقاع، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.

وكان أعلن الجيش اللبناني عن استشهاد عسكري ثان أصيب باستهداف الاحتلال مركزا للجيش بشكل مباشر في الماري بحاصبيا، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تواصل انتهاكاتها بحق «يونيفيل» للتخلي عن مهامها في لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل انتهاكاتها بحق يونيفيل للتخلي عن مهامها في لبنان
  • إسرائيل تتهم حزب الله بمهاجمة قاعدة لليونيفيل في لبنان
  • قصف فسفوري على جنوب لبنان .. وحزب الله يستهدف قاعدتين بقلب إسرائيل
  • خبير عسكري: إسرائيل أدخلت أكثر من 200 قطعة مدفعية إلى جنوب لبنان اليوم
  • لبنان يشكو إسرائيل في مجلس الأمن بسبب استهداف الجيش
  • الخارجية اللبنانية تقدم شكوى جديدة لمجلس الأمن ضد إسرائيل
  • الخارجية أوعزت لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضدّ إسرائيل
  • إعلام لبناني: الطيران الحربي الإسرائيلي يخرق جدار الصوت فوق مناطق البقاع
  • إعلام لبناني: الطيران الحربي الإسرائيلي يخرق جدار الصوت فوق البقاع