سواليف:
2024-09-18@22:53:56 GMT

“بين الحرية والمسؤولية: دور القادة في دعم المعلمين”

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

“بين #الحرية و #المسؤولية: دور القادة في دعم #المعلمين”

#عبد_البصير_عيد

في عالم التعليم، يُعتبر المعلم الركيزة الأساسية لتحقيق تعليم أفضل. لذا، يُعد التطوير والتدريب المهني ورفع كفاءة المعلم دليلًا عمليًا في قيادة التغيير ومواكبة التطورات العالمية المستمرة في هذا القطاع، الذي يؤثر بشكل مباشر على تحسين مجتمعاتنا وتحقيق الرؤية والأهداف المستقبلية.


تُعبِّر شعارات مثل “كلما كان المعلم أكثر فاعلية، كان الطالب أكثر نجاحًا” عن أهمية كفاءة المعلم في تحقيق تعليم متميز. ومع ذلك، يصدق المثل القائل: “أسمع كلامك أصدقك، وأرى أفعالك أستغرب”، حيث يمتهن العديد من الأكاديميين مهنة التنظير دون تقديم دعم ملموس أو حقيقي للمعلم.
إن الأهداف الحقيقية ليست دائمًا ما تراه الأعين، فالشعارات قد تكون كثيرة وبراقة، لكن ما وراء الأكمة قد يكون شيئًا آخر. لذا، من الضروري أن نعمل على توفير الدعم الفعلي للمعلمين، لضمان تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة.
إن واقع المعلم اليوم هو أكبر دليل على التحديات التي يواجهها؛ فقد أصبح المعلم مكبلاً بالعديد من القيود، سواء كانت فكرية أو اقتصادية. لم يعد لديه الوقت الكافي، حيث أصبحت حياته مرهونة بحبال مشدودة في كل اتجاه، مما يؤدي إلى فقدان شغفه وحبه لمهنته السامية.
المعلم الناجح يتميز بالإبداع والتطور المستمر، حيث يتبنى شعار “التعليم مدى الحياة” ويعمل جنبًا إلى جنب مع طلابه. وبلا شك، يتمتع المعلم الناجح بمجموعة من الصفات التي تميزه، منها شغفه بمهنته، مما ينعكس على أدائه في التخطيط والتحضير والتنفيذ داخل الغرفة الصفية. كما يسعى دائمًا إلى التنمية المهنية المستمرة، ويخصص الكثير من وقته لاكتشاف مواهب طلابه ورفع كفاءتهم.
إن المعلم هو الأكثر قدرة على معرفة مستويات طلابه وأنماط تعلمهم. وكما أن التلاميذ يتميزون بتنوع قدراتهم ومهاراتهم، يتفاوت المعلمون أيضًا في مهاراتهم وقدراتهم وأساليبهم. لذا، يُعتبر من الظلم أن يُفرض على المعلم نموذج واحد يستخدمه ليدرس بطريقة وأسلوب واحد. من المؤسف أن يتحول المعلم من التقيد بالمنهاج إلى التقيد بعقلية واحدة.
في عالم البيداغوجيا، من المعروف أنه لا توجد طريقة تدريس واحدة يمكن اعتبارها الأفضل. ومن هنا، يجب أن يمتلك كل معلم طريقته الخاصة وأسلوبه الذي يناسبه في شرح الدروس، مما يفسر التنوع في الطرائق والاستراتيجيات. إن فرض قيود على حرية المعلم الفكرية بطريقة محددة تفرضها عقلية واحدة يُعتبر ظلمًا.
لذا، من الضروري التوافق على العموميات مع منح المعلم الحرية الكافية لاستكشاف طاقاته وإبداعاته في المجالات القابلة للتنوع. هنا تأتي أهمية المرونة في العمل كميزة لبيئة العمل الناجحة والجاذبة، وهي صفة يتميز بها القائد التربوي الناجح.
إن المعلمين دائمًا ما يُطلب منهم الإبداع وتقديم أفضل ما لديهم، لكنهم يُستنزفون في المقابل. يُؤخذ منهم أغلى ما يملكون: حياتهم الخاصة، ووقتهم، وجهدهم، مما لا يترك لهم مساحة للتأمل في ذواتهم. فما بالكم بمن لديهم عائلات تحتاج إلى الرعاية؟
يشتكي العديد من المعلمين من تقصيرهم في تدريس أبنائهم بسبب الأعباء الثقيلة التي يحملونها، والتي تنتقل من المدرسة إلى المنزل. ومن المعروف أن معظم العاملين في قطاع التعليم هم من النساء، “الأمهات”، اللاتي يتحملن مسؤوليات إضافية تجاه أبنائهن وأزواجهن وأنفسهن.
إن عطلة نهاية الأسبوع هي حق خاص لا يحق لأحد أن يتعدى عليه أو يعكر صفوه باسم العمل. كما قيل: “العمر ينتهي والعمل لا ينتهي”.
إن القيود التي تواجه المعلمين لا تقتصر على الجوانب التي تم ذكرها آنفًا، بل تمتد لتشمل أوضاعهم الاقتصادية الصعبة. فالكثير من المعلمين يعانون من عدم حصولهم على رواتب مجزية أو حوافز مادية تتيح لهم عيش حياة كريمة وتأمين مستقبل أبنائهم.
وفي هذا السياق، تقع على عاتق القادة التربويين مسؤولية كبيرة تتمثل في توسيع مداركهم وزيادة وعيهم ومسؤولياتهم لتشمل تطوير مهاراتهم التواصلية للوقوف على حاجات ومشاكل المعلمين. كما يجب عليهم أن يوازنوا بين الغايات والوسائل، حيث يمكن تحقيق الأهداف والرؤى من خلال بناء فريق عمل قوي بعيداً عن الضغوطات التي قد تهدم أكثر مما تعمر.
القائد الناجح يتميز ببصيرة تمكنه من إنجاز الأعمال بأقل وقت وجهد ممكنين، ويعمل على خلق بيئة تضم قادة ناجحين بدلاً من أشخاص تابعين. فهو لا يرى الأمور من منظور شخصه فقط، بل يتطلع إلى رؤية العالم من خلال عيون من حوله أيضًا.

مقالات ذات صلة رحيل حكومة الخصاونة 2024/09/15

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية المسؤولية المعلمين

إقرأ أيضاً:

الرئيس التنفيذي لمؤسسة “غيتس”: الإمارات شريك رائد في مواجهة الأمراض التي تهدد المجتمعات

أكد مارك سوزمان الرئيس التنفيذي لمؤسسة “غيتس”، وجود شراكات واسعة مع دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات الإنسانية ومنها مواجهة الأمراض الاستوائية المدارية، مشيرا إلى ريادة الإمارات في مساعدة الدول الأكثر احتياجاً للقضاء على الأمراض التي تهدد حياة المجتمعات.

وأضاف سوزمان، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد “عن بعد” للإعلان عن تقرير المؤسسة السنوي الثامن والذي أطلقته اليوم، أن مؤسسة “غيتس” من المؤسسين المشاركين للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “غلايد – GLIDE” الذي أسسته الإمارات في عام 2019.

وأشار إلى أن دولة الإمارات شريك رئيسي مع البنك الإسلامي للتنمية في ما يعرف بصندوق “العيش والمعيشة” الذي تدعمه مؤسسة “غيتس” إلى جانب عدد من دول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضح أن الصندوق يعمل من خلال عدة دول إسلامية لتوفير قروض ميسرة في مجالات مثل الصحة والتنمية، بما في ذلك عدد من الاستثمارات المتعلقة بالتغذية وذلك بهدف دعم المشاريع الحيوية في مجال الصحة والأمراض المعدية والزراعة والبنية التحتية الاجتماعية في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط ضمن مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

وشدد مارك سوزمان على شراكة دولة الإمارات العربية المتحدة القوية في هذه المجالات، مضيفاً: “نأمل في تسليط الضوء على هذه المبادرات بما يوفر فرصة لشراكة أعمق في مجالات أخرى مثل صحة الأم والطفل”.

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة “غيتس” في ختام حديثه: “أعلم أن لدينا بعض المناقشات النشطة بشأن شراكات جديدة محتملة مع الإمارات”.

في سياق متصل، دعا التقرير السنوي الثامن للمؤسسة إلى ضرورة زيادة الإنفاق العالمي على الصحة، وذلك لتحسين صحة الأطفال وتغذيتهم، خصوصًا في ظل أزمة المناخ العالمية.

وأشار التقرير إلى أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عالمية سريعة، سيعاني 40 مليون طفل إضافي من التقزم، و28 مليون طفل آخر من الهزال بين عامي 2024 و2050 وذلك نتيجة التغير المناخي.

وأوضح التقرير أن منظمة الصحة العالمية قدرت أن نحو 148 مليون طفل عانوا من التقزم في العام الماضي، بينما عانى 45 مليون طفل من الهزال.

وذكر التقرير أن النسبة الإجمالية من المساعدات الأجنبية الموجهة إلى أفريقيا تراجعت خلال السنوات الماضية.

ولفت التقرير إلى أن 40% من المساعدات الأجنبية كانت تذهب إلى الدول الأفريقية في عام 2010، بينما انخفضت هذه النسبة الآن إلى 25% فقط، وهو أدني مستوي لها منذ 20 عاماً وهو ما يترك مئات الملايين من الأطفال في خطر شديد من الموت أو الإصابة بأمراض يمكن تجنبها.وام


مقالات مشابهة

  • شاهد| اللحظات الأولى عقب المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال بقصف مدرسة “ابن الهيثم” التي تؤوي نازحين بحي الشجاعية (فيديو)
  • بعد “البيجر”.. إسرائيل تفجر آلاف أجهزة اللاسلكي (ووكي توكي) التي يستخدمها حزب الله
  • “أرحومة” يتفقد المساكن المتضررة في سبها من الآثار التي خلفتها الأمطار
  • الرئيس التنفيذي لمؤسسة “غيتس”: الإمارات شريك رائد في مواجهة الأمراض التي تهدد المجتمعات
  • النائب إيهاب رمزي يتضامن مع نقابة المعلمين لنصرة معلم ديرمواس ضحية القهر
  • ما الدلالات والرسائل التي حملها صاروخ  “فلسطين2” فرط صوتي؟
  • سحب ناجح للسفينة “سونيون” التي هاجمها الحوثيون
  • نقابة المعلمين تثمن قرار محافظ المنيا التصديق على إقالة مدير إدارة دير مواس التعليمية وإحالته للتحقيق
  • العراق يستورد معدات كهربائية من الجزائر لحل “أزمة الطاقة التي لا تنتهي”