الرواحي لـ"الرؤية": "النقل والاتصالات" تقود جهود الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة الاقتصاد الرقمي
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
◄ تأثيرات متعددة للذكاء الاصطناعي على عملية اتخاذ القرار في الشركات
◄ الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية لحركة الأسواق في مختلف المجالات
◄ تأكيد أهمية مراعاة الضوابط الأخلاقية وتحييد الخوارزميات عند استخدام الذكاء الاصطناعي
الرؤية- سارة العبرية
أكد محمد بن مسلم الرواحي رئيس قسم مشاريع الذكاء الاصطناعي بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنَّ سلطنة عُمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تُنفِّذُ استراتيجيات طموحة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم الاقتصاد الرقمي، مشيرًا إلى إعداد برنامج وطني مُتكامل للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة يشمل السياسات والتشريعات وبناء القدرات والبحث والابتكار والتصنيع والاستثمار وتطوير الشركات الناشئة.
وتؤكد التقارير العالمية أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بقوة على الأعمال خلال المرحلة المقبلة، ما يستدعي ضرورة استغلال الفرص التي تقدمها هذه التقنيات النوعية، والعمل على مواجهة التحديات بشكل مدروس لضمان الاستفادة القصوى وتحقيق نمو مستدام.
وتشير إحصائيات إلى أن 56% من قادة الشركات يرون الذكاء الاصطناعي ضرورةً استراتيجيةً، مع توقعات بزيادة الاستثمارات العالمية في هذا المجال بنسبة 30% خلال السنوات الخمس المُقبلة.
تأثيرات الذكاء الاصطناعي
وقال الرواحي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن تأثير الذكاء الاصطناعي على عملية اتخاذ القرارات في الشركات يعتمد على طريق تحليل البيانات الضخمة؛ أي إن الذكاء الاصطناعي يُعالج كميات هائلة من البيانات بدقة وسرعة، مثل استخدامه في تحليل بيانات المبيعات لتحديد المنتجات الأكثر طلبًا، والتنبؤ بالأحداث والاتجاهات؛ حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية بناءً على البيانات السابقة مثل التنبؤ بسلوك المُستهلك لتحسين استراتيجيات التسويق.
وأضاف الرواحي أن من ضمن هذه التأثيرات أتمتة العمليات؛ حيث يتيح الذكاء الاصطناعي أتمتة العمليات الروتينية مثل استخدام روبوتات الدردشة لأتمتة خدمة العملاء، كذلك التوصيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ حيث يُقدِّم الذكاء الاصطناعي اقتراحات حول الحلول أو الاستراتيجيات المثلى، كالخوارزميات التوصية المستخدمة في منصات الترفيه والتواصل الاجتماعي لاقتراح المحتوى المُفضَّل لدى المستخدِم.
وأكد الرواحي أنَّ الذكاء الاصطناعي يؤثر بشكل كبير على الأعمال من خلال تحسين تجربة العملاء والتكيف السريع مع التغيرات. وفي مجال تحسين تجربة العملاء؛ إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل سلوك العملاء وتفضيلاتهم لتقديم خدمات مخصصة تلبي احتياجاتهم الفردية، مما يعزز رضاهم وولاءهم. وضرب مثالًا على ذلك بإمكانية قيام الشركات بتحليل مراجعات العملاء لتحديد نقاط القوة والضعف في المنتجات والخدمات، وبالتالي إجراء تحسينات تزيد من جودة المنتج". وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يساعد الشركات على التكيف بسرعة مع التغيرات المتسارعة في السوق، كما إنه في التجارة الإلكترونية يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات في الوقت الفعلي للتنبؤ بتوجهات السوق والتغيرات في سلوك المستهلكين، مما يمكّن الشركات من تعديل استراتيجياتها فورًا لمواكبة هذه التغيرات وضمان قدرتها على المنافسة.
وبيّن الرواحي أن الشركات تواجه عدة تحديات عند تبني الذكاء الاصطناعي في عملياتها، ومنها نقص المهارات الفنية الذي قد يكون هناك نقص في المهارات المطلوبة لتطوير وإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي كصعوبة العثور على مهندسي بيانات أو خبراء في التعلم الآلي، أيضا تكلفة الاستثمار فتتطلب تقنيات الذكاء الاصطناعي استثمارات مالية كبيرة في البنية التحتية والبرمجيات مثل تكلفة شراء خوادم قوية لمعالجة البيانات الكبيرة.
صعوبة دمج الحلول
وأوضح رئيس قسم مشاريع الذكاء الاصطناعي بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنه في ظل التكامل مع الأنظمة الحالية قد يكون من الصعب دمج حلول الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة التقنية القديمة، مشيرا إلى صعوبة دمج الذكاء الاصطناعي مع نظم تخطيط الموارد المؤسسية (ERP) القديمة، وكذلك أمن البيانات والخصوصية؛ حيث إن التعامل مع كميات كبيرة من البيانات يُثير مخاوف حول أمن المعلومات والخصوصية كمخاطر تسرب البيانات الشخصية عند استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات العملاء.
ويتابع قائلا "مقاومة الموظفين للتغيير والتكيف مع تقنيات جديدة يمكن أن يعيق التبني كرفض بعض الموظفين الاعتماد على الأنظمة الآلية خوفاً من فقدان وظائفهم، بالإضافة إلى الاعتماد على البيانات فتحتاج نماذج الذكاء الاصطناعي إلى بيانات ضخمة ودقيقة لتعمل بفعالية مثل ضعف جودة البيانات المدخلة قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة في التنبؤات والتحليلات".
استراتيجيات طموحة
وشدد الرواحي على أن هناك استراتيجيات طموحة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم الاقتصاد الرقمي، وقال: "هناك تنسيق وتعاون بين أصحاب المصلحة من القطاع العام والخاص والأكاديمي لمشاركة المتطلبات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والتكامل مع المشاريع والمبادرات القائمة، كذلك التواصل مع الجهات المحلية والدول المتقدمة والمنظمات والهيئات الدولية في المواضيع ذات العلاقة".
وأضاف الرواحي أن الذكاء الاصطناعي يؤدي دورًا حيويًا في تحسين كفاءة إدارة النقل واللوجستيات في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات؛ إذ يُعزِّزُ التخطيط والتوقعات، ما يسهم في توزيع الموارد على نحو أكثر فعالية، مثل المساعدة في إدارة الأصول والمخازن بطريقة أكثر دقة من خلال تحليل البيانات وضمان استخدام الموارد بكفاءة.
أما فيما يتعلق بتعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية الأساسية الرقمية، ذكر الرواحي أن الذكاء الاصطناعي يُساعد في الكشف السريع عن التهديدات السيبرانية والاستجابة لها بفعالية، مع القدرة على التنبؤ بالهجمات وتحليل السلوكيات الشاذة لمنع الاختراقات قبل حدوثها.
وأوضح رئيس قسم مشاريع الذكاء الاصطناعي أن التكنولوجيا الحديثة تسهم إسهامًا كبيرًا في زيادة الكفاءة وتقليل الكُلف التشغيلية للشركات من خلال عدة طرق مبتكرة، أولاً: يقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة العمليات الروتينية مثل إدخال البيانات ومعالجة الطلبات، مما يقلل من الحاجة إلى التدخل البشري ويوفر الوقت، كما هو الحال عند استخدام روبوتات الدردشة لأتمتة استفسارات العملاء. وثانيًا: يسهم في تحسين إدارة الموارد بذكاء، مثل التنبؤ بالطلب في سلسلة التوريد لضمان توافر المنتجات دون الحاجة لزيادة المخزون. وثالثًا: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة؛ مما يساعد على اتخاذ قرارات فورية مبنية على معلومات دقيقة، كما يحدث عند تحليل بيانات المبيعات لاكتشاف الأنماط وتحسين استراتيجيات التسويق. ورابعًا: يساهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الأخطاء البشرية؛ مما يقلل من تكاليف الإصلاحات؛ حيث يتم استخدام تقنيات التحقق الآلي لضمان دقة المعاملات المالية. وخامسًا: يساعد على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة من خلال التنبؤ بالاحتياجات وضبط الأجهزة تلقائيًا، مثل التحكم في استهلاك الكهرباء في المكاتب بناءً على الاستخدام الفعلي. وأخيرًا، يسهم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمشكلات وتنفيذ الصيانة الوقائية، كما هو الحال في المصانع التي تستخدمه للتنبؤ بأعطال المعدات وتقليل تكاليف تعطل الأنظمة.
الخدمات المالية والمصرفية
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الخدمات المالية والمصرفية، يؤكد الرواحي "أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحسين إدارة المخاطر وتحليل الائتمان من خلال تحليل بيانات العملاء بدقة أكبر لتقييم مخاطر الائتمان واتخاذ قرارات إقراض مدروسة، كما يسهم في الكشف عن الاحتيال عبر مراقبة العمليات المالية في الوقت الفعلي للكشف عن الأنشطة الاحتيالية بسرعة وكفاءة". وتابع أن الذكاء الاصطناعي يُعزّز تقديم خدمات شخصية مخصصة؛ حيث تقدم البنوك اقتراحات استثمارية بناءً على تحليل أنماط الإنفاق والادخار، كذلك يسهم في أتمتة المهام الروتينية مثل معالجة القروض، علاوة على أن قطاع الاستثمار يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الأسواق والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية؛ مما يسهم في اتخاذ قرارات استثمارية ذكية وتنفيذ الصفقات بسرعة وفعالية.
اعتبارات أخلاقية
لكن الرواحي أشار بوضوح إلى مسألى الاعتبارات الأخلاقية التي يجب على الشركات مراعاتها عند استخدام الذكاء الاصطناعي، وقال إن هذه الاعتبارات تشمل: "الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا كالخصوصية وحماية البيانات والتحيز في الخوارزميات، والشفافية والمساءلة والاستبدال الوظيفي، أضف على ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الحاسمة".
وذكر الرواحي أن الذكاء الاصطناعي يعزز الابتكار من خلال التنبؤ بالطلب في السوق، مما يساعد الشركات على تطوير منتجات تلبي احتياجات المستهلكين المستقبلية قبل المنافسين، كما يُسهم في تسريع عملية البحث والتطوير عبر تقليل الوقت المستغرق في التجارب واختبار المنتجات، مما يسرّع من تقديم حلول جديدة وفعّالة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: النقل والاتصالات وتقنیة المعلومات استخدام الذکاء الاصطناعی أن الذکاء الاصطناعی ی الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی تحلیل بیانات عند استخدام من البیانات من خلال یسهم فی
إقرأ أيضاً:
جارتنر تكشف كيف سيغير الذكاء الاصطناعي تجربة السفر في 2025
كشفت شركة جارتنر، من خلال محللتها الرئيسية شيفاني باليبو، عن أبرز التحولات المتوقعة في قطاع النقل بحلول عام 2025، مسلطةً الضوء على الدور المحوري للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إحداث هذه التغييرات.
الذكاء الاصطناعي والتحول الاستراتيجييتجه قطاع النقل نحو تبني حلول معززة بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، وإدارة البنية التحتية، وتحقيق مستويات متقدمة من التخصيص، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويضع الاستدامة في مقدمة الأولويات. تهدف هذه الاستراتيجيات إلى تحسين تجربة السفر بشكل شامل مع التركيز على الابتكار القائم على المسافرين وعمليات النقل المتطورة.
القطارات السريعة: كفاءة واستدامةتشهد شبكات القطارات السريعة توسعًا عالميًا، ما يُسهم في تقليل أوقات السفر وتعزيز الراحة والربط بين المدن الكبرى. يتميز هذا التوجه بمشاريع ضخمة مثل مشروع القطارات السريعة في الهند بين مومباي وأحمد آباد، وخطط الإمارات لبناء شبكة تربط بين أبوظبي ودبي بحلول 2030. تسهم هذه التطورات في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز البدائل المستدامة للسفر.
التحول الرقمي في الطيران والمطاراتيعيد مفهوم "التنقل المقدم كخدمة" (MaaS) صياغة تجربة السفر عبر توفير منصات موحدة تدمج بين النقل الجوي والبري والبحري، مما يُمكّن المسافرين من تخطيط رحلات متكاملة. تساهم هذه الحلول في تحسين تجربة العملاء، وتفتح فرصًا جديدة لشركات الطيران والمطارات لتحقيق عائدات إضافية من الخدمات المدمجة.
روبوتات الدردشة والذكاء الاصطناعييتزايد الاعتماد على روبوتات الدردشة المعززة بالذكاء الاصطناعي في قطاع النقل لتقديم دعم مخصص متعدد اللغات وأتمتة استفسارات المسافرين. تُظهر الأمثلة الناجحة مثل روبوت "مهراجا" لطيران الهند وشراكة الاتحاد للطيران مع تطبيق "بوتم" في الإمارات أهمية هذه التقنية في تحسين تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة.
التوأم الرقمي: رؤية شاملة للبنية التحتيةأحدث التوأم الرقمي والذكاء الاصطناعي ثورة في إدارة الأصول مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ، ما يتيح التخطيط التنبؤي وتحسين الصيانة. تعتمد مبادرات مثل "غرين لايت" في أبوظبي وأنظمة إدارة الحركة في دبي على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة النقل وتقليل الانبعاثات البيئية.
الابتكار في القطاع البحرييشهد النقل البحري تحولًا رقميًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين مسارات السفن وخفض استهلاك الوقود والانبعاثات. على سبيل المثال، تعتمد الإمارات مشروع "الاسطرلاب الفضائي" لمراقبة السفن وتحسين كفاءة الموانئ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والفضاء.
تؤكد جارتنر أن تبني التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في قطاع النقل ليس مجرد توجه مستقبلي، بل ركيزة استراتيجية لتحسين الكفاءة والاستدامة وتجربة المسافرين. الشركات والمشغلون الذين يستثمرون في هذه التقنيات سيقودون المشهد العالمي للنقل بحلول 2025 وما بعدها.