موقع 24:
2024-09-18@22:21:44 GMT

لبنان... نتانياهو أخطر من شارون

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

لبنان... نتانياهو أخطر من شارون

ألقتْ طائراتٌ إسرائيليةٌ، الأحد، مناشيرَ فوق منطقةِ الوزاني في جنوب لبنان تطالبُ الأهاليَ بمغادرتِها فوراً بذريعة أنَّ «حزبَ الله» يطلق النيران منها. وأخطرُ ما جاء في المناشير كانَ عبارةً تطالب الأهاليَ بعدم الرُّجوع «إلى هذه المنطقة حتى نهاية الحرب».

مسارعةُ الجيش الإسرائيلي إلى القول إنَّ توزيعَ المناشير كانَ مبادرةً فرديةً من ضابطٍ، لا يقلّل أبداً من خطورةِ ما يدور في رأسِ المؤسسةِ الأمنية الإسرائيلية، وأهمُّه اعتبارُ ترسانةِ «حزب الله» الإيرانية خطراً وجودياً.


ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيلُ إلى رمي مناشيرِ التهديد والتحذير فوق لبنان. للبنانيين معها تجاربُ طويلةٌ ومريرة. في صيف 1982 طوَّق الجيشُ الإسرائيلي بيروتَ وكانت طائراتُه تلقي المناشير محددةً للسُّكان ما سمته «طرقاً آمنة» للخروجِ من العاصمة. فعلتِ الشيءَ نفسَه في جنوب لبنان الذي عاينَ الدباباتِ الإسرائيليةَ تتقدَّم سريعاً نحو بيروت.
لا نبالغ إذا قلنا إنَّ الوضعَ الحالي أخطرُ بكثير مما كان عليه في صيفِ الغزو الإسرائيلي. في تلك الأيام كانَ هدفُ الضغط الإسرائيلي إرغامَ مقاتلي منظمةِ التحرير الفلسطينية على الخروجِ من لبنان وهو ما تحقَّق بعد وقفِ النار.
كانت إسرائيلُ ترى آنذاك أنَّ الخطرَ يكمن في القواتِ التابعة لياسر عرفات وفي إطلالاتِ كوفيته عبر الشرفة اللبنانية. ولم تكن في لبنان يومَها أي قوة تصنّفها إسرائيلُ خطراً وجودياً عليها لا بدَّ من شطبه. من صيف الغزو والمناشيرِ ذاك سيولدُ «حزبُ الله» بعدمَا اعتبرت إيرانُ أنَّ لبنانَ يشكل فرصةً لتنفيذ بندٍ في دستورها ينصُّ على «تصدير الثورة».
إلقاءُ المناشير هذه المرة على لبنان يختلف كثيراً عن ذلك الذي كان قائماً في بداية الثمانينات. ألقتها إسرائيلُ المختلفة عمَّا كانت عليه قبل عام واحد. ثم إنَّ المنطقةَ اليوم لا تشبه ما كانت عليه قبل أربعةِ عقود. لبنان مختلفٌ. وسوريا مختلفةٌ. وعراق آخرُ. ويمنٌ غيرُ اليمن.
ويمكن الحديثُ عن إيرانَ أخرى بترسانتِها وحضورها الإقليمي وطموحاتِها النووية واللمساتِ التي تركها الجنرال قاسم سليماني على أربعِ خرائطَ عربية، من دون أن ننسَى لمساتِه في غزةَ في برنامج التسليحِ والتدريب والتصنيعِ الحربي في الأنفاق.
لا يخفي وزيرُ الدفاع الإسرائيلي وبعضُ جنرالاته رغبتَهم في تكرار مشاهدِ غزةَ على أرض لبنان. يرون في الحرب مع «حزب الله» بديلاً للحرب مع إيران نفسِها. يعتبرونها حرباً مع إيران لكن على أرض لبنان. تدخل في هذا السياق أحلامُ استعادةِ الردع وفرض وقف طويل للنار وتدفيع لبنانَ ثمناً باهظاً لخيار «حرب المشاغلة» التي اختار «حزبُ الله» خوضَها بوتيرةٍ مدروسة غداةَ انطلاقِ حرب السابع من أكتوبر.
في الحساباتِ السابقة كان المراقبُ يستبعد أن تخوضَ إسرائيلُ حرباً واسعة ضد لبنان. «حزب الله» ليس مطوَّقاً على غرارِ ما هي عليه «حماس» في غزة. ترسانتُه متطورةُ وطرقُ إمدادِه مفتوحةٌ عبر سوريا، ومنها إلى إيران عبر العراق. ثم إنَّ إيران التي تستطيع الاكتفاء بمساندة محدودة لـ«حماس» في مواجهةِ الآلة العسكرية الإسرائيلية لا تستطيع ممارسةَ مثل هذا الاكتفاء حيال تعرّض «حزب الله» لمشروع ضربةٍ قاصمة. في حرب 2006 كانَ قاسم سليماني حاضراً في بيروت ومشاركاً. في الحساباتِ الحالية يبدو الأمر مختلفاً.
في قراءة الخطرِ المحدق بلبنان لا بدَّ من الالتفات إلى تغيير طرأ في إسرائيل. في الشهورِ الماضية نجح رئيسُ الوزراء الأخطر بنيامين نتانياهو في تحويل الحرب في قطاع غزةَ إلى حرب وجود وليس مجرد حربِ تأديب أو انتقام. أغلب الظَّن أنَّ يحيى السنوار نفسَه لم يتوقّع ذلك. كانَ الرأي السائدُ أنَّ إسرائيلَ لا تستطيع احتمال مقتلِ مئات من الجنود وخوض حربٍ طويلة ترهق سكانَها وتستنزف اقتصادَها.
والمسألة هنا لا تتعلَّق فقط بشخص نتانياهو وخوفِه من «اليوم التالي» للحرب ولجان التحقيق والمحاكم. إنَّها تتعلَّق بقراءةِ المؤسسة العسكرية والأمنية لحجم الأخطار والأولويات والأثمانِ المطلوبة للتصدي لها. اقتناع المجتمع الإسرائيلي بأنَّ الحربَ الحالية حربُ وجودٍ يدفعه إلى احتمال أعباءِ حربٍ مكلفة بشرياً واقتصادياً.
نجح نتانياهو أيضاً في إطالة الحرب إلى موعد دخول أمريكا في الغيبوبة الانتخابية، خصوصاً بعدما تأكَّد من أساطيلها أنَّها لا تملك غيرَ خيار الانخراط معه في حالِ اندلاع حرب إقليمية واسعة.
في الشهور الماضية أظهر نتانياهو قدرةً على التَّمردِ على النصائحِ والتحذيرات الأمريكية. كأنَّه يحاول جعلَ الحرب الحالية حرباً حاسمة تعفي إسرائيل من حروب جديدة في العقود المقبلة. الاتهامات الغربية الأخيرة لإيرانَ بتزويدِ روسيا صواريخ ومسيّرات وإخفاء نواياها النووية قد تضاعف ميلَه إلى خوض حربٍ كبيرة على أرضِ لبنان. لن تكون حربُه سهلةً بالتأكيد. ولن يقتصرَ الدمارُ على الجانبِ اللبناني لكنَّ الحربَ الطويلة في غزة تكشف أنَّ تغييراً حدث في إسرائيل في موضوع القدرة على خوض حربٍ طويلة.
لم تكن قيادة «حماس» تعتقد أنَّ الحربَ ستدوم لتقترب من إطفاء شمعتها الأولى. أغلبُ الظَّنِ أنَّ قيادةَ «حزب الله» لم تتوقَّع أن تستمر «حرب المشاغلة» إلى هذا الحد وبمثل تكلفتِها الحالية. يربط الحزبُ وقفَ «حرب المشاغلة» بوقفِ النار في غزة، لكن ماذا لو قرَّرت إسرائيلُ أنَّ الفصلَ الثاني من «حرب الوجود» يجب أن يدورَ على أرضِ لبنان وألقت بثقلِ آلة القتل المتطورة لديها على البلد المتصدع؟
واضحٌ أنَّ لبنانَ ينزلق أكثرَ في دائرة الخطر. بلد منهك تعارض أكثريةُ أبنائِه الانخراطَ في حرب واسعة مفتوحة، لكنَّه لا يملك أوراقاً لإبعادِ شبح الحرب. وحده الجانبُ الأمريكي يستطيع إبعادَ الخطر المقترب، لكنَّ لبنانَ ليس مستعداً لدفع ثمن الدور الأمريكي. إسرائيل نتانياهو أخطرُ من إسرائيل شارون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان غزة وإسرائيل حزب الله على أرض فی غزة

إقرأ أيضاً:

حديث عن عملية برية.. وأميركا تحذر نتانياهو من شن حرب في لبنان

حذرت الولايات المتحدة، الإثنين، إسرائيل من شن حرب ضد لبنان، مؤكدة أنها تدعم الوصول إلى "حل دبلوماسي" لإنهاء التصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل، وذلك وفق ما نقلته وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية.

وجاء التحذير الأميركي على لسان المستشار البارز للرئيس جو بايدن، المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكستين، خلال لقاء مع مسؤولين بارزين في إسرائيل.

وقالت 3 مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن هوكستين حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من "شن حرب في لبنان" قد تزداد اتساعا، في وقت أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية توسيع أهداف الحرب الجارية حاليًا، لتشمل إعادة مواطنيها النازحين من شمالي البلاد إلى منازلهم.

ونقل الموقع عن مصدرين، أن هوكستين "أكد لنتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، خلال اجتماعه معهما بشكل منفصل، أن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن اندلاع صراع أوسع مع لبنان، سيحقق هدف عودة النازحين إلى الشمال".

وقال المبعوث الأميركي إن اندلاع حرب شاملة مع حزب الله هو "مخاطرة بإشعال فتيل صراع إقليمي أوسع نطاقا وأطول أمدًا"، حسب المصادر التي أكدت أيضًا أن واشنطن "لا تزال ملتزمة بالحل الدبلوماسي في لبنان، سواء مع صفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن (مع حماس في غزة) أو بشكل منفرد".

كما أشار مصدر مطلع على المحادثات أيضًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى التحذيرات نفسها من جانب هوكستين.

عملية برية؟

من جانبها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تحذيرات مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي وفي دوائر أخرى من المنظومة الأمنية، من "خطوات متهورة في الشمال تخطط لها الحكومة".

وقال أحد المسؤولين للصحيفة، إن هذه الخطوات "تحمل في طياتها خطرا حقيقيا للغاية لإشعال حرب شاملة، ليس فقط على الحدود مع لبنان، بل في المنطقة بأكملها. ولا تضمن هذه الخطوات على الإطلاق حلاً يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن هذه الخطوات "تشمل تصعيدا كبيرا، بما في ذلك عملية برية داخل لبنان، وهي نتيجة للضغط الشعبي المستمر على حكومة نتانياهو في مواجهة القصف المستمر على الشمال، والمعاناة الشديدة للسكان الذين تم إجلاؤهم أو الذين بقوا في المنطقة".

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض عشرات الصواريخ من لبنان أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اعتراض سلسلة صواريخ أطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه مناطق في شمالي إسرائيل، من دون وقوع أية إصابات.

وتابع: "الحكومة بحاجة إلى إظهار أنها تفعل شيئًا، لكن هذا الشيء هو الأكثر خطأً وخطرًا. إنه بالضبط ما تجنبوه طوال العام الماضي. بدلاً من حل المشكلة، قد يعقدها بشكل أكبر.. كل ذلك للوصول إلى نفس النقطة التي كان من الممكن الوصول إليها دون اللجوء إلى الوسائل العدوانية: اتفاق سياسي مع (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله يسمح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم".

واستطرد المسؤول: "لو تم توقيع صفقة تحرير المختطفين وإنهاء الحرب في غزة (مع حماس)، لكان من المحتمل جدًا أن يتم التوصل إلى اتفاق أيضًا في الشمال".

من جانبه، قال نتانياهو للمبعوث الأميركي، إنه "لا يمكن أن تتم عودة المواطنين إلى منازلهم شمالي إسرائيل، حال عدم وجود تغيير جذري في الوضع الأمني على الحدود مع لبنان"، وفق بيان لمكتب رئيس الوزراء، الإثنين.

وأضاف نتانياهو: "إسرائيل تقدّر وتحترم دعم إدارة بايدن، لكنها في النهاية ستفعل كل ما هو ضروري للحفاظ على أمنها، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

"الحل عسكري"

فيما أوضح بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن غالات أبلغ هوكستين خلال اجتماعهما، أن إمكانية الحل الدبلوماسي للوضع على الحدود الشمالية "انتهت"، معتبرا أن السبب هو "مواصلة حزب الله ربط نفسه بحماس، ورفضه إنهاء الصراع".

وأضاف الوزير، الذي ذكرت تقارير إسرائيلية أن نتانياهو "يسعى إلى تغييره": "الطريقة الوحيدة لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ستكون عبر عمل عسكري".

والإثنين، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، إن الحكومة ملتزمة بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ولا يمكن الاستمرار بالوضع الحالي.

وشدد منسر على أن إسرائيل "ستستمر بالرد بقوة على اعتداءات حزب الله" لإعادة الأمن إلى حدودها الشمالية.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون منذ شهور، إن إسرائيل "لا يمكنها قبول" إخلاء البلدات الواقعة عند حدودها الشمالية إلى أجل غير مسمى، غير أن التساؤلات تثور بشأن مدى استعداد الجيش لشن عملية عسكرية في جنوب لبنان، بينما تواصل القوات عملياتها في غزة.

إسرائيل تتحدث عن "فرص تتضاءل" بمواجهة حزب الله أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نظيره الأميركي لويد أوستن، الاثنين، بأن الفرص تتضاءل أمام حل دبلوماسي للمواجهة مع جماعة حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران.

ويضغط بعض الأعضاء اليمنيين في الحكومة الإسرائيلية من أجل التحرك. ودعا وزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، الإثنين، إلى إقالة خصمه القديم غالانت.

وقال في بيان عبر منصة إكس: "نحن بحاجة إلى قرار في الشمال، وغالانت ليس الشخص المناسب لاتخاذه".

وكاد حزب الله وإسرائيل أن ينزلقا إلى حرب شاملة، الشهر الماضي، بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية قياديا كبيرا بحزب الله في بيروت، ردا على هجوم صاروخي أدى إلى مقتل 12 طفلا وقاصرا في هضبة الجولان.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنها من جنوبي لبنان ويقول إنها تأتي "دعما" لغزة. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.

وقتل 622 شخصا على الأقل في لبنان، معظمهم مقاتلون في حزب الله و142 مدنيا على الأقل منذ بدء التصعيد، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية ونعي حزب الله ومجموعات أخرى.

وفي الجانب الإسرائيلي والجولان، أعلنت السلطات مقتل 24 جنديا و26 مدنيا.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: إسرائيل تنوي توسيع دائرة الحرب في لبنان
  • محللون: تصعيد إسرائيل على جبهة لبنان هدفه ابتلاع الضفة الغربية
  • الفلاحي: لهذه الأسباب تعجز إسرائيل عن خوض الحرب مع لبنان
  • صحيفة عبرية تتحدث عن أخطر لحظة وقرار تواجهه إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • حديث عن عملية برية.. وأميركا تحذر نتانياهو من شن حرب في لبنان
  • واشنطن تحذر نتانياهو: الحرب في لبنان تهدد بصراع إقليمي
  • إذا فشلت الدبلوماسية..نتانياهو لا يستبعد الحرب على لبنان
  • عن أخطر قرار تواجهه إسرائيل ويخصّ الحزب.. هذا ما كشفته صحيفة إسرائيلية
  • نتنياهو أخطر من شارون