موقع 24:
2025-03-04@08:13:43 GMT

سياسة الترقيع.. هل تنقذ النظام السياسي في العراق؟

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

سياسة الترقيع.. هل تنقذ النظام السياسي في العراق؟

لا يحتاج النظام السياسي في العراق إلى مؤامرة خارجية للإطاحة به، فهو في الأصل متآمر على نفسه. وذلك مع اقتراب موسم الانتخابات البرلمانية في نهاية عام 2025، والتي قد تتقدم عن موعدها في مشروع تظن النخب الحاكمة أنه سيكون المنقذ لسلطتها عن طريق الانتخابات المبكرة بعد أن وصلت خواتيم الأمور إلى طريق مسدود، وهو ما يتم نقاشه في دهاليز السياسة القابعة في المنطقة الخضراء.

لم يكد الإطار التنسيقي يعبر “هزة” سرقة القرن التي كشفت عورة النظام السياسي وتغلغل الفساد في مفاصله، حتى ظهرت “كارثة” أخرى عنوانها “شبكة جوحي”، وتتلخص في اكتشاف خلية للتجسس والتنصت في مكتب رئيس الوزراء على هواتف زعامات وشخصيات سياسية وبرلمانيين وحتى مرجعيات دينية، ما زاد التوتر السياسي بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والإطار التنسيقي.
انتفض بعض قادة الإطار، يتقدمهم نوري المالكي وقيس الخزعلي أمين عام عصائب أهل الحق، وفرضوا شروطاً “تعجيزية” على السوداني مقابل عدم إجبار الحكومة على تقديم استقالتها مبكراً حسب ما تداولته بعض المصادر. كان من بين تلك الشروط رفع يد السوداني عن جهاز المخابرات وتسليمه إلى الإطار، وإعادة هيكلة مكتب رئيس الوزراء، والتعهد بعدم المشاركة في الانتخابات القادمة أو الدخول بقائمة موحدة مع الإطار التنسيقي دون التفرد بقائمة واحدة.

هذا مطلب نوري المالكي الذي كان يؤيد استقالة السوداني قبل أشهر من موعد إجراء الانتخابات في حالة دخوله السباق الانتخابي لكي لا تُستغل موارد الدولة من قبل المرشحين حسب زعمه. ما يؤكد حقيقة مؤكدة أن حلم الولاية الثانية أصبح من الماضي بعد كل تلك الهزات السياسية، وأن طموح السوداني السياسي قد يصطدم بجدار ممانعة الإطار التنسيقي بعدم التجديد أو تكرار التجربة له.
وفي خضم هذا الاضطراب جاءت صرخة حيدر حنون رئيس هيئة النزاهة لتشعل صراعاً بين النزاهة والقضاء، الذي طالب بإحالة رئيس هيئة النزاهة إلى التحقيق بتهم تلقي رشى وتلاعب بعائدية أراض في العراق، وهو ما قد يطيح برئيس النزاهة بعد أن أصبح ورقة محترقة تؤكد أن الفساد تغلغل خلف الجدران والأبواب المغلقة وتحول إلى وحش أسطوري يغرز أنيابه في جسد الدولة.
في ظل هذا التوتر السياسي تصاعدت الأصوات المنادية بتدخل حكومي صارم يكبح جماح الفساد قبل أن يصل تأثيره وفضائحه إلى منظمات دولية وأممية قد تجد ذلك فرصة لمراجعة قراراتها بشأن الوصاية على العراق.
وقبل أن تصل الأمور إلى مرحلة “كسر العظم” وانهيار العملية السياسية، كان لا بد للفاعل الرئيسي والحامي لرموز النظام السياسي -ونقصد به إيران- أن يتدخل لحماية مصالحه أولاً في العراق. لذلك حاولت طهران إرسال رسائل سياسية لتهدئة الأجواء في فضيحة التجسس والابتزاز وتطويق الأزمة، خصوصاً وأنها تدرك أن واشنطن ستحاول أن تعيد وضعها وعلاقتها مع الحكومة العراقية في قضية تبادل المعلومات الاستخبارية بعد أن وجدت أن الاتهامات طالت أجهزة أمنية. حيث تؤكد مصادر أن القوات الأمريكية المتمركزة داخل قاعدة عين الأسد حجبت خدمة الـGPS عن الطيران العراقي وعطلت أجهزة الرصد في مناطق مختلفة من صحراء الأنبار الغربية، وألزمت القيادات الأمنية العراقية بإشعارها قبيل تنفيذ أي ضربة جوية تستهدف تحركات تنظيم داعش الإرهابي في المناطق الغربية حسب تلك المصادر.
ربما كانت من بين الملفات التي حملها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بغداد محاولة التهدئة والضغط على الأطراف السياسية لتطويق الأزمة وعدم استفحالها.
في نهاية هذا الممر الطويل سيكون أمام العملية السياسية في العراق طريقان لا ثالث لهما، إما إجراء انتخابات مبكرة لإنهاء هذا الانسداد السياسي أو ثورة عارمة قد تكون أشد من أحداث ثورة أكتوبر (تشرين الأول) 2019 تطيح بأركان المعبد، وهو ما ستقرره الأيام القادمة لهذا البلد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية العراق الإطار التنسیقی النظام السیاسی فی العراق

إقرأ أيضاً:

رسائل تهديد.. ماذا يحصل بالعراق بعد اتصال روبيو بالسوداني؟

دفعت المحادثة الهاتفية التي جرت بين رئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم بالعراق، إلى الدعوة لعقد اجتماع طارئ لقادته للبحث في ما وصفوه بـ"رسائل تهديد" أمريكية للنظام السياسي في البلد.

وكان الوزير الأمريكي قد حثّ السوداني خلال اتصال هاتفي، الأربعاء، على الحدّ من النفوذ الإيراني الذي وصفه بـ"الخبيث"، وكذلك دعاه إلى ضمان استقلال العراق في مجال الطاقة، ولاسيما استيراد الغاز الذي يعتمد عليه الأخير بشكل كبير في إنتاج الكهرباء.

يأتي ذلك في ظل مواصلة السيناتور الجمهوري الأمريكي، جو ويلسون تغريداته على منصة "إكس" التي تحث إدارة ترامب على "تحرير" العراق من الهيمنة الإيرانية، ودعوته إلى أيقاف "تمويل العراق"، وقطع جميع المساعدات الأمريكية عنه "طالما أن إيران تديره"، وفق تعبيره.

اجتماع طارئ
وعلى وقع اتصال وزير الخارجية الأمريكي، فإن الإطار التنسيقي الشيعي الذي انبثت منه الحكومة الحالية، بصدد عقد اجتماع طارئ للبحث في مضمون كلام، ماركو روبيو، كونه يمثل "تهديد مباشر للنظام في العراق"، وفق تصريح للقيادي في "الإطار" عدي الخدران.

من جهته، أكد النائب في البرلمان عن الإطار التنسيقي، مختار الموسوي، لـ"عربي21" أن "الإطار بالفعل بصدد عقد اجتماع طارئ من أجل بحث اتصال وزير الخارجية الأمريكي مع رئيس الحكومة، وأنه تأخر بسبب رمضان، وربما يحصل اليوم مساء أو غدا".

ورأى الموسوي أن "تصرفات الولايات المتحدة واتصالات مسؤوليها يولد ضغطا على العراق، وهذا الأمر حالة غير صحيّة، وأن التدخلات الأمريكية أصبحت واضحة في جميع الشؤون العراقية".

وأكد النائب أن "الغاز الإيراني سيتوقف خلال الأسبوع الجاري بسبب الضغوط الأميركية، وسينقطع التيار كهرباء في البلاد، إضافة إلى أن طهران أيضا تطالب بديونها المترتبة على العراق من تصدير الغاز وهي مليارات الدولارات، بالتالي الحكومة تواجه ضغوطات من الطرفين".

ودعا الموسوي الإطار التنسيقي والحكومة العراقية التصدي للضغوطات الأمريكية، والوقوف بتحد أمام سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما فعل قبل أيام رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي.

وتابع: "لكن الحكومات العراقية منذ عام 2003 وحتى الآن لم تفلح في إنهاء أزمة الكهرباء، وانشغل
السياسيون في السرقات والفساد، بالتالي ما نعيشه اليوم هي تداعيات كل تلك المرحلة".

ونفى الموسوي الأنباء التي تتحدث عن أن سبب عودة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلى بغداد بعد ثلاث سنوات الغياب، هو بدعوة من قادة الإطار التنسيقي من أجل توسيطه لدى الولايات المتحدة الأمريكية وتهدئة حدة سياساتها تجاه العراق.

وبحسب النائب، فإن "فترة حكم مصطفى الكاظمي أيضا كانت سيئة، ونحن اليوم نتحمل تبعاتها، وأن عودته إلى العراق هو للعمل السياسي ومن أجل المشاركة في الانتخابات المقبلة نهاية العام الجاري، وذلك بإسناد من عدة دول في المنطقة".

وقبل أن يعود الكاظمي، ظهرت إشارات إلى أن بغداد فقدت قدرتها على الاتصال بدوائر القرار الأمريكي، لذلك فإن "الدولة العميقة" بالعراق رأت في الأخير "الرجل القادر على إنقاذ السوداني والإطار التنسيقي"، حسبما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن سياسيين عراقيين (لم تسمهم).


عقوبات محتملة
وفي المقابل، قال غازي فيصل السكوتي مدير "المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية"، لـ"عربي21" إن "القوانين الأمريكية التي تتعلق بفرض عقوبات اقتصادية على إيران هي أيضا تتضمن عقوبات على كل من يتعامل معها من الدول والشركات والأشخاص لانتهاكه هذه العقوبات".

وبناء على ذلك، يرى السكوتي أن "العراق تنتشر فيه العديد من المصارف الوهمية وشبكات الجريمة المنظمة لتهريب النفط والسلاح، وتهريب الدولار إلى إيران، إضافة للعلاقات الوثيقة الاستراتيجية بين الفصائل المسلحة وبين الحرس الثوري الإيراني".

وبحسب السكوني، فإن "خمسة قواعد عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني والفصائل المسلحة تنتشر في العراق، وتتضمن أيضا مصانع لصواريخ كاتيوشا والطائرات المسيرة مما يعزز النفوذ العسكري الإيراني المهيمن على الأمن الوطني العراقي".

وأشار إلى أن "كل هذه البنية والهيكلية للفصائل المسلحة لخدمة انتشار النفوذ للاستراتيجية الإيرانية في العراق والشرق الأوسط الذي من المؤكد يشكل انتهاكا للقرارات والسياسات الأمريكية، ولقرارات البنك الفيدرالي تجاه العقوبات الاقتصادية التي تتعلق ببرنامج إيران النووي".

وأكد السكوتي أن "العراق يواجه خطر التعرض للعقوبات الاقتصادية الأمريكية نتيجة السياسات المالية التي تنتجها الحكومات العراقية واستمرار الضغوط الأمريكية على إيران".

وبيّن الخبير العراقي أن "الولايات المتحدة لن تسمح باستخدام العراق قاعدة لانتهاك العقوبات على إيران"، لافتا إلى أن "الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي يشن اليوم حملة واسعة النطاق تجاه تبعية العراق للغاز الإيراني لإنتاج الطاقة الكهربائية".

ورأى السكوتي أن "الحكومات العراقية في حالة العجز وغير قادرة على حل هذه التنظيمات المسلحة لوجود تضارب في الآراء والمواقف على صعيد الأحزاب في الإطار التنسيقي وعلى صعيد البرلمان، إذ تنضوي بعض هذه الأحزاب والفصائل في الإطار التنسيقي تحت قبة البرلمان".

وبحسب تقرير نشرته إذاعة "مونت كارلو"، الخميس، فإن وزير الخارجية الأمريكي أبلغ رئيس الوزراء العراقي خلال الاتصال، أن الولايات المتحدة بصدد فرض عقوبات على شخصيات سياسية مهمة في الإطار الشيعي، وهذه الشخصيات لها فصائل مسلحة.

وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن الوزير الأمريكي أبلغ السوداني أيضا بأن واشنطن بصدد فرض عقوبات على مؤسسات مالية ومصارف عراقية تقوم بتهريب الدولار إلى إيران.

ويأتي الاتصال بين السوداني وروبيو بالتزامن مع وقوع مشادة في مطار النجف الدولي- لأول مرة- بين قوة أمنية أمريكية وأخرى عراقية، بعدما منعت الثانية دخول الأولى والقيام بالتصوير، وكل هذه المعطيات تشير إلى توتر في العلاقة بين بغداد وواشنطن، وفق "مونت كارلو".

مقالات مشابهة

  • هل تعيد سياسة أمريكا غير المعترفة بالقانون تشكيل النظام العالمي؟
  • ترجيحات باستغلال العقوبات الامريكية لضرب حكومة السوداني قبل الانتخابات - عاجل
  • الإطار:مكونات الإطار ستلتحم بعد الانتخابات تحت نفس العنوان لكونه تشكيل عقائدي سياسي
  • هل حسم الاطار التنسيقي أمره بالدخول بالانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة؟
  • هل يُصلح الكاظمي ما أفسده الإطار
  • هل حسم الاطار التنسيقي أمره بالدخول بالانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة؟ - عاجل
  • رسائل تهديد.. ماذا يحصل بالعراق بعد اتصال روبيو بالسوداني؟
  • زهيو: إجراء انتخابات تشريعية فقط يعزز الانقسام السياسي
  • الإطار التنسيقي: لا تأجيل للانتخابات واتهامات خلط الأوراق مرفوضة - عاجل
  • الإطار: بعد حل حزب الـpkk يجب إخراج القوات التركية من شمال العراق