الجزيرة:
2024-09-18@20:52:22 GMT

رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة

تحت القصف والحصار، يبدع غزيون في تطوير أنظمة لمساعدة النازحين على الصمود، تشمل في ما تشمل شحن الهواتف النقالة التي باتت الحاجة إليها لا تقل عن الحاجة إلى الطعام والشراب.

وفي تقرير بعنوان "عبد الله ورحلة شراء بطاريات تنقذ الناس في غزة"، كتب صحيفة إلباييس الإسبانية قصة الشاب عبد الله الجزار الذي برز كأحد أبرز مصممي أنظمة خاصة بشحن الهواتف النقالة في قطاع غزة.

الحركة أمام خيمة عبد الله (24 عاما) في المواصي في خان يونس جنوبي غزة لا تكاد تتوقف، إذ يتردد العشرات لشحن هواتفهم النقالة مجانا من مآخذ وضعها أمام تصرفهم على طاولة خشبية بسيطة عند مدخل خيمة عائلته.

تحدثت الصحيفة الإسبانية إلى عبد الله هاتفيا في عملية وصفتها بالمعقدة بسبب أعطال الإنترنت، أو لعدم توفر هاتفه على بطارية مشحونة، ناهيك عن القصف الذي تعرضت له المواصي في الأيام الأخيرة، والذي اختفى بسببه عبد الله 24 ساعة.

تشبه إلباييس المكان بكشك اتصالات ميداني، ويقول عبد الله إنه يستطيع بالعادة شحن 70 هاتفا في اليوم.

"الحرب علمتني"

لم يهيأ عبد الله لكل هذا، فقد درس الأدب الإنجليزي في جامعة الأزهر التي تحولت إلى كوم من الركام "لكن الحرب علمتني أشياء كثيرة".

يعلو الخيمة لوحان شمسيان اشتراهما بسعر جيد من صديق استطاع المغادرة إلى مصر قبل أشهر، ويعملان على التقاط الطاقة الشمسية التي ينقلها محول ويخزنها في بطاريتي الشحن.

صمم عبد الله النظام بالتعاون مع والده وابن أخيه المهندس.

تساعد البطاريتان أيضا في تشغيل محرك لضخ الماء لأغراض الطبخ والاستحمام.

الحاجة إلى هاتف نقال في غزة لا تعادلها إلا الحاجة إلى الطعام والشراب، فهو وسيلة النازحين لمعرفة ما يجري في الشمال والجنوب وإبلاغ الأهل بأخبارهم، ولمعرفة أماكن توزيع المعونة.

لكن ماذا لو تعطلت قطعة من النظام؟

استُهلكت البطاريتان، ولم يعد النظام الذي صممه عبد الله يستطيع شحن أكثر من 5 هواتف يوميا.

المساعدات لا تدخل غزة إلا بالتقطير، وهي تستثني في كل الحالات البطاريات التي لا ينظر إليها على أنها سلعة أساسية، وكل ما توفر منها يعود إلى ما قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

يعرف عبد الله تاجرا يبيع البطاريات في سوق قريب في رفح -مسقط رأسه-، لكن تدبر المال أمر معقد للغاية، فسعر البطاريات قفز من 55 دولارا قبل الحرب إلى 550، ويخشى محمد ألا يسعفه الوقت لتدبر المال ويضطر التاجر إلى بيع البطاريتين، أو أن يصدر أمر إجلاء جديد قبل أن يتمكن من شرائهما.

نداء مستعجل

لم يغادر عبد الله غزة أبدا، لكنه ظل يتواصل مع منظمات وصحفيين أجانب بفضل عمله مستشارا ومترجما، وقد استغل شبكة معارفه لنشر رسالة شديدة الاستعجال طلب فيها المساعدة في جمع 1110 دولارات لشراء بطاريتين، إضافة إلى 110 دولارات عمولة الوسطاء الذين سيسلمونه المبلغ نقدا بعدما يتلقاه قريب لهم في حساب أجنبي.

استطاع عشرة أشخاص يعيشون في أوروبا جمع المبلغ ثم تحويله إلى حساب صديق لعبد الله في ألمانيا أخطر هو الآخر أبويه اللذين لم يستطيعا مغادرة القطاع، ويملكان المبلغ نقدا.

يقول عبد الله لإلباييس "سيساعد هذا المال كثيرا من الناس".

لكن عبد الله لم يستطع مع ذلك شراء البطاريتين الثلاثاء الماضي كما خطط للأمر، فقد قصفت إسرائيل المواصي بعنف، واستشهد على الأقل 20 شخصا، وقضى عبد الله سواد يومه في إسعاف الضحايا.

حسب الأمم المتحدة يتكدس في المواصي بين 30 و34 ألف شخص في الكيلومتر المربع الواحد مقارنة بـ 1200 قبل الحرب. وفاقم من أزمة الاكتظاظ قرارات إسرائيسل بتقليص ما تزعم أنه "منطقة إنسانية" إلى 40 كيلومترا مربعا.

عندما استطاع عبد الله أن يقصد السوق أخيرا، لم تتح له إلا بطارية واحدة، بينما يحتاج تشغيل النظام إلى اثنتين.

طلب التاجر نحو 890 دولارا نظير البطارية، وقد اختار عبد الله مع ذلك شراءها.

يقول لإلباييس "محظوظون بالحصول عليها. سنشتري لاحقا بطارية أخرى مستعملة وفي حالة جيدة، وندفع سعرا أقل بكثير".

ترياق الجنون

ابتداعُ ما يسهل على الناس حياتهم (أو بؤسهم؟) في غزة وصفةُ عبد الله لمقاومة الكآبة والجنون.

استطاع المساعدة في تشغيل أفران وسخانات ماء متهالكة، ويعمل حاليا على تطوير نظام لضخ الماء من بئر قريب وتهيئة حفر صحية، "لنحيا بقليل من الكرامة التي تليق بنا كبشر".

مايو/أيار الماضي كان آخر عهده بالبيوت، فقد انتهى به الأمر بعدها نازحا للمرة الرابعة، لكن في خيمة ميدانية يتقاسمها مع عشرة من أقاربه، كلفته بضعة مئات الدولارات.

يأمل عبد الله أن تكون المواصي آخر محطات النزوح، لكن الحرب لا تتوقف، وهو لا يدري كم ستستمر رحلة النزوح الرابعة هذه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عبد الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقارير إسرائيلية تكشف عن نوع المادة التي فجرت أجهزة الاتصال في لبنان

ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن نوع المادة الحساسة المستخدمة لتفجير أجهزة "بيجر" في لبنان هي مادة "PETN" شديدة الحساسية.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن نوع المتفجرات التي تم إدخالها في الأجهزة هي مادة "PETN"، وهي واحدة من أقوى المتفجرات المعروفة في العالم. وهي مادة حساسة للحرارة والاحتكاك، وهذا ما يفسر انفجارها.



وفي وقت سابق، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن "إسرائيل نفذت عمليتها ضد حزب الله الثلاثاء بإخفاء مواد متفجرة داخل دفعة جديدة من أجهزة النداء المصنوعة في تايوان والتي تم استيرادها إلى لبنان"، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وآخرين مطلعين على العملية.

وأضاف المسؤولون، أنه "تم التدخل في أجهزة النداء التي طلبها حزب الله من شركة Gold Apollo في تايوان قبل وصولها إلى لبنان حيث وكانت معظم الأجهزة من طراز AP924 الخاص بالشركة، على الرغم من تضمين ثلاثة طرازات أخرى من Gold Apollo في الشحنة".

وأمس الثلاثاء، وجه حزب الله رسميا اتهاما لدولة الاحتلال بالمسؤولية عن تداعيات الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصال وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجروح مختلفة.

كما قال مسؤول كبير في حزب الله لرويترز إن حسن نصر الله الأمين العام للحزب "بخير ولم يصب بأي أذى" في الانفجارات.

وقال بيان لـ "حزب الله": "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".‏

وأضاف: "إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا ‏لأهلنا الشرفاء في ‏قطاع غزة والضفة الغربية وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد ‏للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة"‏.



وأكد حزب الله "أنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد"، وفق البيان.

وكان حزب الله اللبناني، الثلاثاء، قد علق في وقت سابق على موجة  الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصالات اللاسلكية المعروفة باسم "بيجر"، وأشار إلى أنه يجري تحقيق واسع النطاق لمعرفة أسباب "الانفجارات الغامضة"، التي خلفت شهداء وأعدادا كبيرة من المصابين.

وقال الحزب في بيان عبر "تلغرام"، "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء انفجرت عدد ‏من أجهزة تلقي ‏الرسائل المعروفة بالبيجر والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله ‏المختلفة".

مقالات مشابهة

  • لماذا سرّعت إسرائيل تفجير أجهزة ” البيجر ” التي يستخدمها حزب الله؟.. مسؤول أمريكي يكشف السر
  • إشارة ترفع حرارة بطارية الليثيوم في البيجر.. تكهنات كيف انفجرت الأجهزة يشعل تفاعلا
  • تقارير إسرائيلية تكشف عن نوع المادة التي فجرت أجهزة الاتصال في لبنان
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • أول توثيق للمأساة السودانية بقلم ناشطة نسائية
  • بعد ترشيح “رحلة 404” لتمثيل مصر في الأوسكار.. منى زكي: إن شاء الله نشرّف بلدنا
  • واشنطن بوست عن عناصر بحزب الله: تم طلب التخلص من كل أجهزة الاتصال الجديدة التي تم تسلمها
  • إعلام عبري: الأجهزة التي انفجرت في عناصر حزب الله استوردها الحزب قبل 3 أشهر
  • الموت يغيّب عازف الكمان السوداني حزيفة فرج الله