الجزيرة:
2024-12-18@17:50:00 GMT

رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

رحلة الموت من أجل بطارية شحن في غزة

تحت القصف والحصار، يبدع غزيون في تطوير أنظمة لمساعدة النازحين على الصمود، تشمل في ما تشمل شحن الهواتف النقالة التي باتت الحاجة إليها لا تقل عن الحاجة إلى الطعام والشراب.

وفي تقرير بعنوان "عبد الله ورحلة شراء بطاريات تنقذ الناس في غزة"، كتب صحيفة إلباييس الإسبانية قصة الشاب عبد الله الجزار الذي برز كأحد أبرز مصممي أنظمة خاصة بشحن الهواتف النقالة في قطاع غزة.

الحركة أمام خيمة عبد الله (24 عاما) في المواصي في خان يونس جنوبي غزة لا تكاد تتوقف، إذ يتردد العشرات لشحن هواتفهم النقالة مجانا من مآخذ وضعها أمام تصرفهم على طاولة خشبية بسيطة عند مدخل خيمة عائلته.

تحدثت الصحيفة الإسبانية إلى عبد الله هاتفيا في عملية وصفتها بالمعقدة بسبب أعطال الإنترنت، أو لعدم توفر هاتفه على بطارية مشحونة، ناهيك عن القصف الذي تعرضت له المواصي في الأيام الأخيرة، والذي اختفى بسببه عبد الله 24 ساعة.

تشبه إلباييس المكان بكشك اتصالات ميداني، ويقول عبد الله إنه يستطيع بالعادة شحن 70 هاتفا في اليوم.

"الحرب علمتني"

لم يهيأ عبد الله لكل هذا، فقد درس الأدب الإنجليزي في جامعة الأزهر التي تحولت إلى كوم من الركام "لكن الحرب علمتني أشياء كثيرة".

يعلو الخيمة لوحان شمسيان اشتراهما بسعر جيد من صديق استطاع المغادرة إلى مصر قبل أشهر، ويعملان على التقاط الطاقة الشمسية التي ينقلها محول ويخزنها في بطاريتي الشحن.

صمم عبد الله النظام بالتعاون مع والده وابن أخيه المهندس.

تساعد البطاريتان أيضا في تشغيل محرك لضخ الماء لأغراض الطبخ والاستحمام.

الحاجة إلى هاتف نقال في غزة لا تعادلها إلا الحاجة إلى الطعام والشراب، فهو وسيلة النازحين لمعرفة ما يجري في الشمال والجنوب وإبلاغ الأهل بأخبارهم، ولمعرفة أماكن توزيع المعونة.

لكن ماذا لو تعطلت قطعة من النظام؟

استُهلكت البطاريتان، ولم يعد النظام الذي صممه عبد الله يستطيع شحن أكثر من 5 هواتف يوميا.

المساعدات لا تدخل غزة إلا بالتقطير، وهي تستثني في كل الحالات البطاريات التي لا ينظر إليها على أنها سلعة أساسية، وكل ما توفر منها يعود إلى ما قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

يعرف عبد الله تاجرا يبيع البطاريات في سوق قريب في رفح -مسقط رأسه-، لكن تدبر المال أمر معقد للغاية، فسعر البطاريات قفز من 55 دولارا قبل الحرب إلى 550، ويخشى محمد ألا يسعفه الوقت لتدبر المال ويضطر التاجر إلى بيع البطاريتين، أو أن يصدر أمر إجلاء جديد قبل أن يتمكن من شرائهما.

نداء مستعجل

لم يغادر عبد الله غزة أبدا، لكنه ظل يتواصل مع منظمات وصحفيين أجانب بفضل عمله مستشارا ومترجما، وقد استغل شبكة معارفه لنشر رسالة شديدة الاستعجال طلب فيها المساعدة في جمع 1110 دولارات لشراء بطاريتين، إضافة إلى 110 دولارات عمولة الوسطاء الذين سيسلمونه المبلغ نقدا بعدما يتلقاه قريب لهم في حساب أجنبي.

استطاع عشرة أشخاص يعيشون في أوروبا جمع المبلغ ثم تحويله إلى حساب صديق لعبد الله في ألمانيا أخطر هو الآخر أبويه اللذين لم يستطيعا مغادرة القطاع، ويملكان المبلغ نقدا.

يقول عبد الله لإلباييس "سيساعد هذا المال كثيرا من الناس".

لكن عبد الله لم يستطع مع ذلك شراء البطاريتين الثلاثاء الماضي كما خطط للأمر، فقد قصفت إسرائيل المواصي بعنف، واستشهد على الأقل 20 شخصا، وقضى عبد الله سواد يومه في إسعاف الضحايا.

حسب الأمم المتحدة يتكدس في المواصي بين 30 و34 ألف شخص في الكيلومتر المربع الواحد مقارنة بـ 1200 قبل الحرب. وفاقم من أزمة الاكتظاظ قرارات إسرائيسل بتقليص ما تزعم أنه "منطقة إنسانية" إلى 40 كيلومترا مربعا.

عندما استطاع عبد الله أن يقصد السوق أخيرا، لم تتح له إلا بطارية واحدة، بينما يحتاج تشغيل النظام إلى اثنتين.

طلب التاجر نحو 890 دولارا نظير البطارية، وقد اختار عبد الله مع ذلك شراءها.

يقول لإلباييس "محظوظون بالحصول عليها. سنشتري لاحقا بطارية أخرى مستعملة وفي حالة جيدة، وندفع سعرا أقل بكثير".

ترياق الجنون

ابتداعُ ما يسهل على الناس حياتهم (أو بؤسهم؟) في غزة وصفةُ عبد الله لمقاومة الكآبة والجنون.

استطاع المساعدة في تشغيل أفران وسخانات ماء متهالكة، ويعمل حاليا على تطوير نظام لضخ الماء من بئر قريب وتهيئة حفر صحية، "لنحيا بقليل من الكرامة التي تليق بنا كبشر".

مايو/أيار الماضي كان آخر عهده بالبيوت، فقد انتهى به الأمر بعدها نازحا للمرة الرابعة، لكن في خيمة ميدانية يتقاسمها مع عشرة من أقاربه، كلفته بضعة مئات الدولارات.

يأمل عبد الله أن تكون المواصي آخر محطات النزوح، لكن الحرب لا تتوقف، وهو لا يدري كم ستستمر رحلة النزوح الرابعة هذه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات عبد الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

البرهان غلطان

طه مدثر عبدالمولى

tahamadther@gmail.com

(1)مجالس الذكر والنميمة
مامن مجلس يجتمع فيه كبار عتاولة الحركة الاسلاموية.الا كان مجلسهم ذلك حسرة وندامة الى يوم القيامة.ومجالسهم هى مجالس غيبة ونميمة وشتيمة وقذف وسب ولعن الخ.وما تسريبات الشيخ عبدالحى يوسف عنكم ببعيد.زمااان كانوا يقولون لنا حب الاذية من طباع العقرب.ولكن بعد المداولة وبعد النظر فيما تتمخض عنه اجتماعات تلك الحركة.نقول ان حب الاذية من طباع الكيزان والمتكوزنين ومن لف لفهم واتبع هواهم. ملحوظة:لا تنظروا الى طول لحية شيخكم.ولا الى نضارة وجهه.ولا لنعومة بدنه.ولكن تمعنوا فى أحاديثه وكلامه وفى جلسات نميمته و اغتيابه وبهتانه للآخرين...
(2)البرهان غلطان
البرهان غلطان.هذه العبارة ليست ملك يمينى.ولكنها خاصة جدا بأحد المؤثرين المنسيين.فى زحمة تكاثر و توالد المؤثرين!!.وهى خاصة باللواء معاش والخبير العسكري والإستراتيجي والمحلل السياسي.اللواء عبدالهادي عبدالباسط.فعندما سئل على إحدى الفضائيات العربية.عن العقوبات الأخيرة التى فرضها الاتحاد الأوروبي على قيادات سودانية عسكرية وأمنية.فاجاب فريد عصره ودرة زمانه (البرهان غلطان.وماسمعو كلامى)وذهب ابعد من ذلك.وطالب بطرد السفراء الأجانب (تحديدا الاوربيين)من البلاد.وقاطعه المذيع هل تريد ان يكون السودان معزولا عن العالم وتفرض عليه عقوبات جديدة؟..ودون الاستعانة بصديق أجاب سعادة اللواء العلامة و الفهامة.واستشهد بأن نظام البشير ظل طوال ثلاثة عقود (حى ويفرفر دى من عندنا) مفروضة عليه عقوبات.ولم يتأثر..(غايتو)ولو فى هذه الحرب القذرة.شئ مفرح ويدخل السرور والبهجة على الأنفس.هو تواجد تلك الكائنات التحليلية على الفضائيات العربية.فهى سلوى ومبعث إبتسامة.وبضمير خال من الغرض ومن المرض وخال من الكولسترول الضار.نقول أن المحللين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين أربعة (قابلة للزيادة من عندك)الاول محلل يجبرك ان تسمعه.والثانى. محلل يحق لك ان تتبعه.والثالث محلل باللعنات تشيعه.والرابع محلل يحق لك أن تصفعه.وهنا اتركك لضميرك.لتضع امثال اللواء السابق ذكره فى المكان الذى تراه مناسبا.بين أولئك المحللين.
(3)تنويه عام
كل من يدعو إلى استمرارية الحرب إلى ما لا نهاية.عليه أن يراجع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون على الله من دم قتل رجل مسلم)وايضا عليه أن يعلم أن الله سأله عن شق كلمة زاد بها من نيران الحرب وزاد بها من معاناة الشعب السودانى.وهنا نقول إن العجلة محمودة فى هذا المقام.مقام ايقاف الحرب.والحفاظ على ماتبقى من انفس ودماء وموارد وبنية تحتية والخ..والذهاب إلى السلام عاجلاً افضل من الذهاب إليه آجلا.ونقول هذه الرومانسيات.ونحن نعلم أن الطرفان لا يريدان سلاما للوطن .هما فقط يريدان حكم المواطن وان لم تبق منه إلا صورة الدم والعظم.!!..

   

مقالات مشابهة

  • صلاة الاستخارة.. أفضل وقت لها والعلامات التي تظهر بعدها
  • البرهان غلطان
  • في اليوم العالمي للغة العربية.. رحلة لغة الضاد التي توجت بحروف من نور تضيء بآيات القرآن الكريم وسياسة الاعتماد الدولي بعد سنوات عجاف
  • شهيد إثر استهداف قوات الاحتلال منطقة المواصي
  • الموتُ يعيش بيننا
  • حكم الشماتة فى الموت ..الإفتاء : ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا
  • بطارية قوية وتقنيات متطورة..وان بلس تكشف عن قرب إطلالق OnePlus 13
  • المطران عطا الله حنا: يجب أن تتوقف الحرب التي يدفع فاتورتها المدنيين الأبرياء
  • هل سورة ق تعالج القرين والجن وتضعفه؟.. انتبه لـ10 حقائق وأسرار
  • المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)