الاحتفال بالمولد النبوي عظيم وكبير جاء في مرحلة حساسة من النضال والجهاد المقدس نصرة لفلسطين
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
بن حبتور: الجماهير الحاشدة جاءت حباً للرسول والتفافا حول قائد الثورة واحتفالا بعملية يافا. الرهوي: ليس غريباً على اليمنيين الأنصار احتفالهم العظيم برسول الله وتجديد الولاء له في درب الجهاد والنضال المقدس. أحمد حامد: الخروج الجماهيري واسع وكبير وغير مسبوق في أكثر من 38 ساحة بـ 15 محافظة ولاءً وحباً لرسول الله.
في يوم يماني إيماني محمدي غير مسبوق على وجه الأرض ، احتشد اليمنيون أحباء الرسول وعشاق النبوة المحمدية والقدوة السرمدية، أهل الإيمان والحكمة للإحتفاء بمولد النبي جماعات وزرافا، وكيف لا وقد وصفهم بذلك صاحب الحفل والمناسبة محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، حضروا سيولاً جرّارة وأمواجاً متدفقة بالملايين إلى ميدان السبعين بأمانة العاصمة وعشرات الساحات في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ، ليحتفلوا بحبيبهم وسيدهم ، خير الخلق من بعثه الله رحمة للعالمين رسول الله محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى عليه وآله ، حيث امتلأت الساحات وتزاحم المحتفون فرحاً بأسوتهم ونبيهم في الأزقة والشوارع نحو الساحات ذهاباً وإياباً توقيراً وتعظيماً للنبي الأكرم، جاء الكبير والصغير المسئول والمواطن حضروا وجلسوا معاً مستبشرين فرحين بهذه المناسبة النبوية الغالية على كل قلب مسلم مؤمن صادق صدوق ، “الثورة” حضرت مع الحشود اليمانية الإيمانية والتقت بعدد من قيادات الدولة لنقل صورة مسؤولة عن دلالات حضور الحشود اليمانية الهائلة للاحتفال بهذه المناسبة الغالية وخرجنا بالحصيلة التالية..
الثورة / أحمد المالكي _ أحمد السعيدي
بداية التقينا الدكتور عبد العزيز بن حبتور -عضو المجلس السياسي الأعلى والذي حضر مع الحشود المليونية في الساحة المركزية بميدان السبعين مشاركاً المحتفلين. بميلاد الرسول الأعظم وتحدث لـ”الثورة” قائلاً: ” الشعب اليمني اليوم يظهر اعتزازه وحبه وتقديره لهذه المناسبة العظيمة وأيضاً التفافه حول قائد الثورة الحبيب عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي وجه بأن يكون هذا الحشد حشداً مليونياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهي مناسبة يفتخر بها كل يمني حر وشريف في أن يحتفل ويفرح ويقدم أفضل ما لديه من الحضور والالتزام والحشد لانه يوم خالد في تاريخ الأمة الإسلامية، وعلينا عندما نحتفي ان نتذكر هذا الإنسان وهو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور وهو الذي حمل أعظم رسالة سماوية في هذه الحياة وقدمها للبشرية وهذا لوحده يكفي بأننا نحتفل ونفرح بهذه المناسبة، إضافة إلى ذلك ما حدث صباح أمس وهو وصول صاروخ يمني إلى عمق الكيان الصهيوني في يافا المحتلة ولذلك نهنئ الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه بهذا الحدث الضخم ونهنئ قائد الثورة الحبيب عبد الملك الحوثي وكذلك فخامة الرئيس المشير مهدي المشاط ونهنئ المجلس السياسي والحكومة ومجلسي النواب والشورى وكل المسؤولين بهذه الإنجاز الاختراقي الذي لم يعرف العدو مثيلاً له وهو أشبه بالمعجزة فلم نسمع من قبل ان هناك صاروخاً انطلق من دولة عربية أو إسلامية باتجاه عمق الكيان الصهيوني، وبهذا الإنجاز يصبح الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف مضاعفاً والفرحة مضاعفة ويعتز بها كل الشعب اليمني وبالذات انتم الإعلاميون”.
ليس غريب
كما التقت “الثورة” الأستاذ أحمد الرهوي- رئيس مجلس الوزراء والذي حضر كذلك لمشاركة الحشود المليونية اليمانية الاحتفال بمولد الرسول وبدوره تحث عن المناسبة ودلالاتها فقال:” هذا الحشد اليماني الكبير ليس غريباً على اليمنيين فهم الأنصار وأحفاد الأوس والخزرج وهم من ناصروا النبي صلوات ربي وسلامه عليه وهم من قادوا الفتوحات وبايعوا الرسول طوعاً وأسلموا من دون أي إكراه وبالتالي فهذه الحشود ليست غريبة على أبناء اليمن الذين هم يرتبطون ارتباطاً عضوياً برسول الله صلى الله عليه وسلم محبة وشغفاً وولاءً واقتداءً، وبالإضافة إلى فرحتنا وابتهاجنا بالاحتفال بمولد خير الخلق محمد فهذه الفرحة تتزامن مع إطلاق الصاروخ الصوتي إلى “يافا” المحتلة والعظيم في هذا الإنجاز هو التوقيت أولاً حيث جاء بمناسبة احتفالنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأيضاً الصاروخ اخترق كل منظوماتهم الدفاعية بشكل غير عادي وفي موقع حساس بالقرب من مطار بن غوريون وهذا ما يؤكد ويثبت على مصداقية قول قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي الذي قال إننا نمتلك تقنيات جديدة وغير مسبوقة وهذا من دلالات عملية اليوم التي تؤكد بأننا ثابتون إلى جانب غزة والقضية الفلسطينية القضية الأم والعادلة إلى أن تتحقق الدولة وعاصمتها القدس الشريف”.
دلالات جلية
كما التقينا الأخ حسن شرف الدين -أمين عام رئاسة الجمهورية والذي تحدث عن المناسبة قائلا:
“دلالات هذا الاحتشاد المهيب في هذا اليوم العظيم هي دلالات جلية وواضحة مفادها أن الشعب اليمني متمسك برسوله الأعظم ولن تستطيع كل المحاولات الغربية واليهودية السعي إلى فصل هذا الشعب عن رمزه الأسمى وأسوته مهما كانت هذه المحاولات ويؤكد الشعب اليمني أنه يستلهم من جهاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أعظم الدروس والعبر في ضرورة الجهاد في سبيل الله والتنكيل بأعداء الله وما الضربة الصاروخية التي وصلت إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس، ونالت من العدو الغاصب إلا أكبر دليل على أن هذا الشعب لن ينفصل عن نبيه وأن أي استهداف لهذا العدو ستكون ضربة مستمدة من قوة الله تعالى ورسوله وتؤكد أن الشعب اليمني متمسك بهويته ورسوله وأمير المؤمنين على بن ابي طالب” كرم الله وجهه .
الحب الكبير
كما التقينا الأخ أحمد حامد- مدير مكتب رئاسة الجمهورية وتحدث كذلك عن المناسبة بالقول:
“الخروج الجماهيري الواسع والكبير وغير المسبوق في أكثر من 38 ساحة في 15 محافظة يدلل على الحب الكبير لأبناء الشعب اليمني للرسول ، فهم يحبونه ويعزرونه ويوقرونه ويدركون أهمية الإنتماء إلى الرسول والتمسك بالرسالة التي أتى بها لأنه بدون الرسول والرسالة لن نكون شيئاً لان الله سبحانه وتعالى يقول :” ? فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ? أُولَ?ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ” ومن عنوان هذه المناسبة التي حملها هذا العام وهي قول الله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ? وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ? وَبِئْسَ الْمَصِيرُ” هذا العنوان جاء في مرحلة حساسة نواجه فيها الكفر كله والنفاق بكله ولن يخرجنا من دائرة الاستضعاف والذل والهوان ولن يعيد للأمة اعتبارها إلا بالجهاد في سبيل الله ولذلك ترى الأعداء يعارضون الاحتفال بهذه المناسبة لأنهم يدركون ماذا تعني لنا هذه المناسبة أننا إذا عدنا إلى القرآن والنبي عدنا إلى عزتنا وقوتنا والوعي العالي فلن يكون في الساحة تطبيع ولا خنوع ولا ذلة ولذلك يتحرك الكفار والمنافقين وأبواقهم ويبذلون أموالاً طائلة جداً من أجل تشويه هذه المناسبة وخاصة منافقي هذا العصر الذين لديهم إمكانيات ووسائل متعددة لكنّ مكرهم سيبور وخسارتهم مضمونة ومؤكدة بإذن الله تعالى، وعملية أمس العسكرية هي امتداد للعمليات السابقة لكنها في هذه المرة كانت نوعية وتقدم شاهداً على ما قاله السيد عبد الملك بأننا نطور قدراتنا العسكرية واستطعنا أن نتجاوز الموانع التقنية والعسكرية وأن نصل بصواريخنا حيث الهدف الذي نحدده ولن تستطيع حتى أجهزتهم أن تكتشف الصاروخ فضلاً على اعتراضه”.
القدوة العملية
وزير الإعلام هاشم شرف الدين التقته “الثورة” كذلك مع الحشود المليونية التي حضرت للاحتفال بالرسول الأعظم وتحدث عن هذه المناسبة بالقول: شعبنا اليمني يجدد اليوم ولاءه لرسول الله صلوات الله عليه وآله بالحضور الملاييني في قرابة 50 ساحة رئيسية بخلاف الفعاليات في بعض المديريات والمناطق النائية ، وهذا الاحتفاء يأتي في إطار الارتباط الوثيق برسول الله من قبل أهل اليمن ، وإيماناً بأن الرسول هو القدوة تطبيقا لقول الله تعالى ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”. والشعب اليمني لا يخرج في هذه الفعاليات للتمظهر أو لتقديم صورة وشكليات، ولكنه يؤكد بخروجه في الواقع العملي تجديد القدوة المحمدية خاصة وأن شعار مناسبة المولد لهذا العام هو قوله تعالى ” يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ” وقد ثبت أن الشعب اليمني جسد الأسوة برسول الله من خلال جهاده وما العملية التي أطلقت أمس في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا شاهداً إضافياً وجديداً وتأكيداً على أن الشعب اليمني المجاهد دافع عن نفسه ، ويقوم بواجبه الديني والإيماني والأخوي بالدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم وسينتصر في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بإذن الله تعالى ، ولن يتخلى عن ارتباطه برسول الله مهما حاول الأعداء وشعبنا يقدم رسالة للأمة العربية والإسلامية بأن يقتدوا باليمن إذا أرادوا أن ينالوا شرف الموقف في مواجهة أعداء الأمة والله نعم المولى ونعم النصير.
مع يافا
كما التقت “الثورة” بالأخ سفر الصوفي – مدير مكتب السيد القائد – والذي بدوره تحدث عن هذه المناسبة فقال: احتشاد الشعب اليمني في هذا اليوم المبارك يدل على الإيمان الذي ترسخ في نفوس اليمنيين ويعكس وصف رسول الله لأهل اليمن ” الإيمان يمان والحكمة يمانية ” الإيمان بالتوجه والمشاعر والإيمان بالحضور والمواقف ، وهذا ما يجسده شعبنا ولله الحمد والمنة ، وأضاف بقوله : كذلك أتت في يومنا هذا ونحن نحتفل برسول الله العملية العسكرية التي استهدفت “يافا” المحتلة في قلب العدو الصهيوني، وأضافت فرحة إلى شعبنا اليمني إضافة إلى الفرحة الكبرى بذكرى ميلاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن أبرز سمات هذه العملية أنها اخترقت كل الحواجز والدفاعات الإسرائيلية .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: أن الشعب الیمنی الله علیه وآله بهذه المناسبة صلى الله علیه هذه المناسبة قائد الثورة برسول الله الله تعالى رسول الله شرف الدین عبد الملک
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
المناطق_واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي ، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
أخبار قد تهمك النائب العام ونظيره البحريني يوقعان اتفاقية تعاون مشترك في مجال مكافحة الجريمة الأصلية والإرهاب وتمويله وغسل الأموال 20 ديسمبر 2024 - 2:07 مساءً أمطار على مدينة جدة 20 ديسمبر 2024 - 1:59 مساءً
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : “إن مهمة الرسل الدعوة إلى الله تعالى، وتوحيده وإفراده بالعبادة، وإبلاغ الرسالة، وتبيين الشريعة، فقد بعثوا دعاة إلى الخير، وهداة للبشر، مبشرين من أطاع الله بعظيم الجزاء، ووافر العطاء، ومنذرين من عصاه بشديد العقاب، وسوء المآب: ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لئلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾، ونبينا صلى الله عليه وسلم، خاتم الرسل وسيد ولد آدم، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين من ربه، فكان صلى الله عليه وسلم، يدعو أمته ليلًا ونهارًا، سرًا وجهارًا، لا يدع مناسبة، إلا ويغتنمها لإبلاغ الرسالة، فكان صلى الله عليه وسلم يذهب للمشركين في أسواقهم ومجامعهم، يدعوهم إلى ربهم، ويصبر على أذاهم وسفههم، وصدهم وإعراضهم “.
وأضاف أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يحدو أمله، وتحمله ورحمته وشفقته، ليحيا الناس حياة طيبة في الدنيا، ونعيمًا أبديًا في الأخرى، فحرصه على أمته أشد من حرصهم هم على أنفسهم، حتى كان يتحسر ويحزن لإعراضهم، حسرة تكاد تفتك به وتهلكه، فنهاه ربه عن ذلك، رأفة ورحمة به، فقال: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾، أي: لعلك من شدة حرصك على هدايتهم، مُهْلِك نفسك يا محمد؛ وقال له ربه في آية أخرى: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾، بل شبه سبحانه حزنه عليهم، برجل فارقه أحبته، فهو يسير على آثارهم، حتى كاد يهلك، وجدًا وتلهفًا على فراقهم، فقال سبحانه: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾، وبين له سبحانه، أن التوفيق للهداية منه وحده، فقال: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أنه من عجيب أمر كثير من الناس، مع حرصه صلى الله عليه وسلم على هدايتهم، إلا أنهم يقابلون ذلك بإعراضهم وصدهم، كما قال جل وعلا: ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾، بل إن حرصه صلى الله عليه وسلم كان على أناس ما علموا بوسيلة تدخل الأذى والشر إليه، إلا سعوا إليها بكل حرص، فهم حريصون أشد الحرص، على أذيته بل على قتله، وهو صلى الله عليه وسلم، حريص أشد الحرص، على هدايتهم ونفعهم.
وأكد الدكتور المعيقلي، أنه من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، واهتمامه بأمرهم، كثرة دعائه لهم، وبكاءه لأجلهم؛ حرصًا عليهم، وخوفًا من عذابهم، ففي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم، رفع يديه يدعو لأمته، وقال: ((اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي، وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ))، وإن من عظيم حرصه صلى الله عليه وسلم، تتبعه شؤون أصحابه وأتباعه، فهو يواسي المحزون، ويعين المحتاج، ويفرج عن المكروب، ويرحم الصغير، ويوقر الكبير، ويكون مع الناس في أفراحهم وأتراحهم، وشؤونهم وأحوالهم، ومن دقيق وحسن سيرته، حرصه على مراعاة نفسيات أصحابه.
وبين فضيلته أن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، بلغ الغاية في بيان شريعته، ممتثلًا أمر ربه: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾، فما من شيء يقرِّب الأمة من الجنة، ويزحزحهم عن النار؛ إلا وقد بيّنه صلى الله عليه وسلم، والله تبارك وتعالى يقول: ﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾، والنبي صلى الله عليه وسلم، يريد الفوز العظيم لأمته، في الدنيا والآخرة، فما ترك صلى الله عليه وسلم بلاغ أمته، حتى وهو يجود بنفسه، وروحه تخرج من جسده، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَميصةٌ سَوْداءُ حينَ اشتَدَّ به وَجَعُه، قالَتْ: فهو يَضَعُها مرَّةً على وَجْهِه، ومرَّةً يَكشِفُها عنه، ويقولُ: ((قاتَلَ اللهُ قَومًا اتَّخَذوا قُبورَ أنْبيائِهم مَساجِدَ))، يُحَرِّمُ ذلك على أُمَّتِه.
وأفاد الشيخ المعيقلي أن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على من اتّبعه من أمته، لا ينتهي بانتهاء الحياة الدنيا، فإذا انشغل الناس بأنفسهم يوم القيامة، حتى يقول الأنبياء عليهم السلام: نفسي نفسي، يقول صلى الله عليه وسلم: أمتي أمتي، ففي الصحيحين: قال ﷺ : (إذَا كانَ يَوْمُ القِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ في بَعْضٍ – ثم ذكر مجيئهم إلى الأنبياء – قال: ((فَيَأْتُونِي، فأقُولُ: أنَا لَهَا، فأسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فيُؤْذَنُ لِي، ويُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أحْمَدُهُ بهَا لا تَحْضُرُنِي الآنَ، فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، وأَخِرُّ له سَاجِدًا، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي )، فسبحان الله! كم بين قول الرسل عليهم السلام: نفسي نفسي، وبين قول نبينا ﷺ : أمتي أمتي، من معانٍ عظيمة، ودلالات كريمة، تبين حرصه ﷺ على نجاة أمته، ويحضر عرصات يوم القيامة، ليكون شفيعًا لأمته؛ فتارة يقف عند الميزان، وتارة يقف على جنبات الصراط، يطلب لأمته السّلامة والنّجاة، فحري بنا أمة إسلام، أن نطيع أمره، ونقتفي أثره، ونذب عن ملته وشريعته، ونقابل حرصه علينا، باتباعنا لسنته، فأسعد الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، هم أشدهم اتباعًا له، وتمسكًا بسنته، وهم أهل محبته وولايته؛ لقوله تبارك اسمه: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾.
كما تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي عن بذل الخير والسعي في إسعاد الناس ونفعهم، والتيسير على العباد، ودفع الضرر عنهم، والسعي في إصلاح ذات البين، امتثالاً لما حثّ عليه دين الإسلام، وبما جاء في كتاب الله جل وعلا، وهدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من القول والعمل.
وأوضح الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي أن من هدي النبوة، ومن نور الرسالة الذي يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرًا وهدفًا، ويربط المسلم مجتمعه، ويجعله فاعلاً بينهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا) رواه الطبراني.
وبيّن أن هذا الحديث، يصحّح نظر المسلم للكون والخلق والحياة، ويقوّم المسار، ويوجه البوصلة، وهو جدير بأن نتأمل حروفه ونتبين مدلوله، ليتدفق في عروق الأفراد والمجتمعات طعم الإسلام، وحلاوة هذا الدين، خاصة حين تغلب روح الأنانية والفردية، ويتضخم حب الذات، وتجمد العواطف، وتذبل العلاقات، وينشغل المسلم عن واجبه تجاه أمته، وعن رسالته في حق وطنه، وعن دوره في مجتمعه.
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي بقوله، إن أعظم وسام يناله المسلم؛ أن يكون أحبّ الناس إلى الله، وأعظم تحفيز للمسارعين إلى الله وطالبي رضاه، زرع البسمة على الشفاه، وكشفُ الكربة عن المكروبين، وبذل العون للمحتاج، مبينًا أنه بمثل هذه التوجيهات الربانية والنبوية يربّي الإسلام أفراده على العطاء، ويجعل كل واحد منهم نبعًا يفيض بالخير والعطاء، فمن سلك هذا المسلك فإن حياته تتّسع، وصدره ينشرح، وتحلّ عليه البركة.
وأشار إلى أن أبواب النفع ليست محدودة في نطاق محصور، ولا في مجال ضيق، مشيرًا إلى وظيفة النبوة التي جُعلت لنفع الخلق وإخراجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام، فترك لنا الأنبياء والصالحون أمثلة عظيمة على المشاريع الحياتية التي كرّسوا حياتهم من أجلها، فقام كل نبيٍ بدعوة قومه لتوحيد الله، وأرسى معالم ومنارات اهتدى بها الناس من بعدهم.
وتابع قائلاً: فنبي الله نوح عليه السلام يبني سفينة النجاة لأمته، ونبي الله إبراهيم عليه السلام يلبّي نداء ربه ويمتثل أمره ببناء الكعبة لتكون قبله للتوحيد وللعبادة للأجيال القادمة، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ويرسي فيها مكارم الأخلاق وقيم التربية ومحاسن الأمور، ولما رجع صلوات ربي وسلامه عليه من غار حراء قد عرته الدهشة للملك الذي جاءه في الغار، يقول لخديجة رضي الله عنها: “قد خشيت على نفسي” فقالت له: “كلا، أبشر، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق” متفق عليه.
وأوضح أن هذه الأحوال كلها مشتملة على نفع متعدٍّ للآخرين، فكانت عاصمة له بإذن الله من أن يصيبه خزيٌ أو حزن أو أذى، كما تعلم الصحابة من نبيهم هذا الدرس ووعوه جيدًا وضربوا أروع النماذج في النفع، واستثمر كل واحد منهم ما وهبه الله من قدرات ومواهب في مشاريع حياتية تركت آثارًا خالدة على الأمة الإسلامية.
وبين الشيخ الثبيتي أن نفع الأمة له أشكال عديدة، فتارة بنشر الإسلام وبناء قيمه السامية، وتارة بإغاثة الملهوفين، ودعم الفقراء والمساكين، ومرة ببناء المساجد ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية، ثم بنفع الوطن الذي عاش على ترابه واستنشق هواءه ونهل من معينه بالإسهام في بناء مؤسساته، والعمل على ازدهاره ورفع شأنه، والانخراط في تنميته والعمل على استقراره وتعزيز لحمته.
وأفاد أن من بين الناس من يجعل حياته مشروعًا يحمل الخير للناس، يضع نصب عينيه تجاوز حدود الوقت والمكان، فيكون سببًا في نفع أجيال متعاقبة حتى بعد أن يودع هذه الدنيا، مبينًا أن هؤلاء هم أصحاب الهمم العالية والطموحات الكبيرة، الذين يبذلون حياتهم لمشروع واحد عظيم، وهدف سامٍ كبير يملأ حياتهم، ويملأ حياة الناس من بعدهم، فينتفع به الناس أيّما انتفاع، ويسعى دومًا بالارتقاء بشأن المجتمع بخدمة يقدمها في مجال العلم أو الاقتصاد أو الصحة أو أي مجال من مجالات الخير والتطوع والتطوير والبناء.
وقال الشيخ عبدالباري الثبيتي : إن مشروع الحياة حتى لو كان صغيرًا فإنه كبير بالنية الصادقة، وهي رسالة يحملها صاحبها طيلة حياته، يعمل من أجلها في كل لحظة من لحظات عمره، يبذل في سبيلها من جهده ووقته وماله؛ ليكون أثره ممتدًا بعد وفاته، ونفعه وأجره مدرارًا في ميزان حسناته، ومن أخلص النية وكان هدفه إرضاء ربه؛ نال مراده وبارك الله في جهده.
وأشار إلى أن مشروع الحياة قد يستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، لكن أصحاب الهمم العالية لا تثنيهم العقبات، ولا يحبطهم الفشل، بل يتعلمون ويمضون قدمًا بالصبر ومداومة العمل والعطاء وبذل الخير،مذكرًا بمن ساهموا في نفع الناس وتطوير المجتمعات بتأسيس المدارس والجامعات والمستشفيات، وتطوير العلوم والمعارف، ونشر العلم، وغرس القيم والدعوة إلى الله، فخلّد التاريخ أسماءهم، وحفظ الرب أجرهم، لا لأنهم بحثوا عن المجد الشخصي، ولكن لأنهم اختاروا نفع الناس، والارتقاء بأمتهم ووطنهم، ولاينقطع أجرهم بوفاتهم.
واختتم فضيلته الخطبة داعيًا إلى استشعار هذه المفاهيم العظيمة في تطوير المجتمع، وتأسيس المبادرات التي تنهض بالوطن، وتعزز من قوة الأمة، مشيرًا إلى حاجة الأمة اليوم إلى كل جهد نافع، ولكل مشروع يحمل الخير للأجيال القادمة.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 20 ديسمبر 2024 - 2:15 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:59 مساءًالصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:56 مساءً“مدن” تعلن موعد إعلان أسماء الفائزين بجائزة “مدن للتميز” أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:42 مساءًمكافحة المخدرات تواصل استقبال زوار “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:18 مساءًمنظمة الصحة العالمية تدعو إلى تمويل إعادة بناء النظام الصحي في لبنان أبرز المواد20 ديسمبر 2024 - 1:09 مساءًخفر السواحل في اليونان يعلن وفاة 8 وإنقاذ 18 إثر غرق قارب يقل مهاجرين قبالة جزيرة رودس20 ديسمبر 2024 - 1:59 مساءًالصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية20 ديسمبر 2024 - 1:56 مساءً“مدن” تعلن موعد إعلان أسماء الفائزين بجائزة “مدن للتميز”20 ديسمبر 2024 - 1:42 مساءًمكافحة المخدرات تواصل استقبال زوار “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد20 ديسمبر 2024 - 1:18 مساءًمنظمة الصحة العالمية تدعو إلى تمويل إعادة بناء النظام الصحي في لبنان20 ديسمبر 2024 - 1:09 مساءًخفر السواحل في اليونان يعلن وفاة 8 وإنقاذ 18 إثر غرق قارب يقل مهاجرين قبالة جزيرة رودس النائب العام ونظيره البحريني يوقعان اتفاقية تعاون مشترك في مجال مكافحة الجريمة الأصلية والإرهاب وتمويله وغسل الأموال النائب العام ونظيره البحريني يوقعان اتفاقية تعاون مشترك في مجال مكافحة الجريمة الأصلية والإرهاب وتمويله وغسل الأموال تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن