فنزويلا توقف أميركيين وإسبانيين بتهمة العمل على "زعزعة الاستقرار"
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
أوقفت السلطات الفنزويلية ثلاثة أميركيين وإسبانيين اثنين وتشيكيا متهمين بصلتهم بمؤامرة مفترضة « لزعزعة استقرار » البلاد، على ما أعلنت كركاس أمس السبت، مشيرة إلى مصادرة نحو 400 بندقية جلبت من الولايات المتحدة.
لكن واشنطن التي تربطها علاقات سيئة مع كراكاس، نفت على الفور أي « تورط » أميركي في « مؤامرة » تهدف إلى إطاحة الرئيس نيكولاس مادورو.
وتحدث وزير الداخلية ديوسدادو كابي و في مؤتمر صحافي عن مخطط مفترض يهدف إلى « إثارة العنف » و »زعزعة استقرار » البلاد.
وأوضح أن هذا المخطط كان يستهدف الرئيس الفائز في الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها والتي أجريت في 28 يوليوز، وأعضاء في حكومته.
وبحسب وزير الداخلية « تم اعتقال مواطنين إسبانيين مؤخرا في بويرتو أياكوتشو » بجنوب غرب البلاد، بالإضافة إلى توقيف ثلاثة أميركيين ومواطن تشيكي.
وربط كابي و المؤامرة المفترضة بوكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة وإسبانيا وكذلك بزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو.
وتابع « لقد اتصلوا بمرتزقة فرنسيين، واتصلوا بمرتزقة من أوروبا الشرقية وهم يقومون بعملية لمحاولة مهاجمة بلادنا » مشيرا إلى أن الموقوفين في طور الاعتراف.
وأعلن أنه « تم ضبط أكثر من 400 بندقية »، متهما المعتقلين بالتخطيط « لأعمال إرهابية » في فنزويلا.
وقال كابي و « نحن نعلم أن حكومة الولايات المتحدة لها صلة بهذه العملية ».
وأكد متحدث باسم الخارجية الأميركية اعتقال أحد عناصر الجيش الأميركي في فنزويلا، مشيرا أيضا إلى « تقارير غير مؤكدة عن احتجاز مواطنين أميركيين آخرين ».
وأضاف المتحدث أن « الإدعاءات بتورط الولايات المتحدة في مؤامرة لإطاحة مادورو كاذبة بالمطلق » مشيرا إلى أن بلاده « تواصل دعم حل ديموقراطي للأزمة في فنزويلا ».
وردا على هذه الاتهامات، قال مصدر في وزارة الخارجية الإسبانية لوكالة فرانس برس الأحد، إن مدريد « تنفي وترفض في شكل قاطع » اتهام السلطات الفنزويلية لإسبانيا بـ »الضلوع في عملية لزعزعة الاستقرار السياسي » لفنزويلا.
وأكدت الحكومة الاسبانية أيضا أن الإسباني ين الموقوفين لا ينتميان الى أجهزة استخباراتها أو « لأي هيئة عامة اخرى »، بحسب المصدر نفسه.
واضاف المصدر أن مدريد « تؤيد حلا دبلوماسيا وسلميا في فنزويلا ».
وتأتي الاعتقالات وسط تصاعد التوترات بين فنزويلا وكل من الولايات المتحدة وإسبانيا بسبب الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها.
كما تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وإسبانيا بشكل ملحوظ منذ الخميس، مع تصريحات وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز التي وصفت فنزويلا بأنها « ديكتاتورية ».
وأعلن وزير الخارجية الفنزويلي إيفان غيل مساء الخميس استدعاء سفيرة بلاده في مدريد غلاديس غوتييريز « للتشاور »، واستدعاء السفير الإسباني رامون سانتوس إلى مقر الخارجية الجمعة.
وتزامنت تلك التصريحات مع استقبال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي وصل إلى إسبانيا الأحد بعد فراره من فنزويلا حيث صدرت بحقه مذكرة اعتقال.
وتطالب أسبانيا على غرار كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي السلطات في فنزويلا بنشر محاضر مراكز الاقتراع.
وأعلن المجلس الانتخابي الوطني الفنزويلي أن مادورو نال 52% من أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية. لكن محاضر نشرتها المعارضة استنادا الى مدققيها أفادت بأن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا حصل على أكثر من 60% من الأصوات.
وفي ظل عدم نشر السلطات الفنزويلية محاضر مراكز الاقتراع وتفاصيل النتائج، ترفض دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن الاعتراف بفوز مادورو، في حين اعترفت واشنطن بغونزاليس أوروتيا رئيسا.
كما تدور حرب كلامية بين فنزويلا والولايات المتحدة التي أعلنت الخميس فرض عقوبات على 16 شخصا مقربين من مادورو بتهمة « عرقلة » الانتخابات الرئاسية.ونددت فنزويلا بالعقوبات ووصفتها بأنها « جريمة عدوان »، ومنح مادورو أوسمة لأربعة ضباط عسكريين من بين المستهدفين بالعقوبات.
وكانت تظاهرات عفوية معارضة قد خرجت بعد إعلان إعادة انتخاب مادورو، ما أدى إلى مقتل 27 شخصا وجرح 192 واعتقال نحو 2,400، بحسب مصادر رسمية.
ودعت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو السبت إلى التظاهر مجددا في 28 سبتمبر رفضا لإعادة انتخاب مادورو لولاية ثالثة وللمطالبة بالاعتراف بفوز مرشحها المنفي في إسبانيا.
وكتبت ماتشادو على وسائل التواصل الاجتماعي « في 28 سبتمبر (…) سنرفع أصواتنا حتى يعترف العالم بإدموندو غونزاليس رئيسا لفنزويلا ويدرك مادورو أنه راحل ».
من جهته، يؤكد مادورو الذي تولى رئاسة فنزويلا خلفا للزعيم اليساري هوغو تشافيز بعد وفاته عام 2013، فوزه بولاية ثالثة.
كلمات دلالية أمريكا اتهام اسبانيا الاستقرار زعزعة فنزويلا
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أمريكا اتهام اسبانيا الاستقرار زعزعة فنزويلا الانتخابات الرئاسیة الولایات المتحدة فی فنزویلا
إقرأ أيضاً:
الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
الولايات المتحدة – تمتلك الولايات المتحدة بوضوح أحدث التقنيات المتعلقة بصناعة الرقائق في سياق “الحرب” الدائرة بين واشنطن وبكين، ولكن ربما تكتسب الصين ميزات قد تؤدي إلى توسعة نطاق الصراع.
ففيما أعاقت قيود التصدير الأمريكية تقدم الصين في مجال الرقائق المتقدمة، لجأت بكين بقوة إلى توسيع رقعة إنتاجها الرقائق. وهي ليست متطورة مثل رقائق الذكاء الاصطناعي من إنفيديا (Nvidia)، ولكنها ضرورية للسيارات والأجهزة المنزلية، وفق تقرير نشرته “وول ستريت جورنال”. وقد تسبب انقطاع إمدادات هذه الرقائق في حدوث فوضى في سوق السيارات في أثناء الوباء الكوفيدي.
أنفقت الصين 41 مليار دولار على معدات تصنيع الرقائق في عام 2024، أي بزيادة قدرها 29% على أساس سنوي، وفقا لبنك “مورغان ستانلي”، ويمثل هذا ما يقرب من 40% من الإجمالي العالمي، ويقارن بمبلغ 24 مليار دولار المنفق في عام 2021.
وكان جزء من هذا الضخ محاولة من الشركات الصينية لتخزين الأدوات اللازمة التي لا يزال بإمكانها الحصول عليها قبل تشديد القيود بشكل أكبر. لكن الكثير يأتي أيضاً من شركات صينية مثل شركة Semiconductor Manufacturing International، أو SMIC، وHua Hong Semiconductor لصناعة الرقائق القديمة.
ومن جانبها، أنفقت SMIC، أكبرُ مسبك للرقائق في الصين 7.5 مليار دولار على الاستثمار الرأسمالي في عام 2023، مقارنة بحوالي 2 مليار دولار قبل عام من الوباء.
وتعكس الاستراتيجيةَ الشاملة أصداءُ النجاحات الصينية المماثلة في قطاعات مثل الألواح الشمسية التي تتمتع بالدعم الحكومي الهائل، والتسعير، والرغبة في لعب اللعبة الطويلة التي قد لا يرغب اللاعبون الآخرون في القيام بها.
لكن هذه الصناعة لم تصل إلى مستوى الهيمنة على السوق، على الرغم من أن الشركات الصينية تحقق بالتأكيد تقدما. فقد زادت المسابك الصينية حصتها في السوق العالمية في العُقَد الناضجة من 14% في عام 2017 إلى 18% في عام 2023، وفقا لـ “برنشتاين”.
وقد ساعد العملاء الصينيون في هذا على وجه الخصوص، حيث حصلوا على 53% من إمداداتهم من الرقائق الناضجة من المسابك الصينية في عام 2023، وذلك ارتفاعا من 48% في عام 2017. ومن شأن التوترات الجغراسياسية المتزايدة أن تدفع العملاء الصينيين إلى البحث عن مورّدين في الداخل الصيني.
لم تجتح الرقائق الصينية القديمة الطراز العالم بعد، لكن هناك خطر واضح، خاصة بالنسبة للاعبين الأمريكيين، بما في ذلك شركة Texas Instruments وGlobal Foundries، المنافسة في صناعة هذا النوع من الرقائق. وهذا بدوره يمكن أن يشكل صداعا لواشنطن وهدفها المتمثل في الحفاظ على المرونة في سلسلة توريد الرقائق.
قد لا يكون من العملي تمديد القيود لتشمل الرقائق ذات الجودة المنخفضة، لكن الشركات المنتجة لهذه الرقائق قد تحتاج إلى مساعدة الدولة للتنافس مع الصين.
وقد وصفت الولايات المتحدة استراتيجيتها بشأن الضوابط التقنية بأنها نهج يشبه “ساحة صغيرة ذات سياج عال” مع فرض قيود صارمة على عدد محدود من التقنيات المتقدمة، لكن الحَد من حِدة الصراع بهذه الطريقة قد لا يكون بهذه السهولة.
في حرب الرقائق العالمية، كما هو الحال في أي صراع، تميل محاور النزاعات إلى التوسع، ومحاور الاشتباكات ستكون متعددة بين الولايات المتحدة والصين.
المصدر: CNBC