تداعيات تغير المناخ.. مستويات الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية تتراجع مجددًا (تقرير)
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
تواصل تداعيات تغير المناخ إلقاء ظلالها على كل مكان في الكوكب، إذ تكرر تراجُع مستويات الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية هذا العام، بعد انهيار استمر 6 أشهر متتالية في العام الماضي 2023.
وقال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: “إن الأمر قد يستغرق عقودًا حتى يتعافى النظام البيئي في القارة القطبية الجنوبية مما حدث خلال العام الماضي”.
ويشير بعض العلماء إلى أن الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبية على وشك الوصول إلى أدنى مستوى قياسي في الشتاء للعام الثاني على التوالي، وفقًا لتقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تجدر الإشارة إلى أن منطقة القارة القطبية الجنوبية خضعت لتحول مفاجئ في عام 2023 بسبب تغير المناخ، إذ انهار الغطاء الجليدي البحري المحيط بالقارة لمدة 6 أشهر متتالية.
تراجع مستويات الجليد البحري المحيط بالقارة القطبية الجنوبيةفي شتاء عام 2023، غطى نحو 1.6 مليون كيلومتر مربع أقل من المتوسط طويل الأجل، وهذا يعادل تقريبًا مساحة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا مجتمعة، بسبب تغير المناخ.
وقال علماء في شراكة برنامج أنتاركتيكا الأسترالي، إن أحدث البيانات أظهر أن هذا تكرر في عام 2024. وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، كانت كمية المحيط المتجمد أقل مما كانت عليه في التاريخ نفسه من العام الماضي، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).
وعلى الرغم من أن سجل الشتاء لم يكتمل بعد، وبالتالي ليس من الواضح ما إذا كانت مساحة الجليد البحري للموسم ستكون أقل من العام الماضي، قال العلماء إنه جزء من مجموعة من الأدلة على أن نظام القارة القطبية الجنوبية انتقل إلى “حالة جديدة”.
وقال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: “ما نتحدث عنه هو حدثان متطرفان… فقد كان العام الماضي قاسيًا وحدث مرة أخرى”.
تأثير الغلاف الجويأوضح باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز، أن الغلاف الجوي كان المحرك الرئيس للتغيرات الإقليمية على أساس شهري وسنوي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقال: “الأمر المختلف الآن هو أن درجات حرارة المحيط الجنوبي الأكثر دفئًا لها تأثير حقيقي في الجليد البحري”.
وأردف: “نحن نعلم أن العامين الماضيين كانا الأكثر دفئًا على الإطلاق بالنسبة إلى الكوكب، حيث كانت درجات الحرارة العالمية أعلى من 1.5 درجة مئوية فوق ما قبل الصناعة لفترات طويلة، وينعكس هذا الاحترار العالمي الآن في المحيطات المحيطة بالقطب الجنوبي”.
وفي يوم السبت 7 سبتمبر/أيلول الجاري، غطّى الجليد البحري في المحيط الجنوبي 17 مليون كيلومتر مربع، وهو أقل من أدنى مستوى سابق بلغ 17.1 مليون كيلومتر مربع في العام الماضي.
ويبلغ المتوسط طويل الأمد ليوم 7 سبتمبر/أيلول الجاري بناءً على بيانات الأقمار الاصطناعية 18.4 مليون كيلومتر مربع، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian).
شتاء القطب الجنوبييبدأ الشتاء في القطب الجنوبي عادة في شهر مارس/آذار، ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول.
وقال عالم المناخ ومصمم النماذج الجوية لدى المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية، الدكتور فيل ريد: “إنه من السابق لأوانه القول بشكل قاطع ما إذا كان الجليد البحري الشتوي قد وصل إلى أقصى مستوى سنوي له، لكن من المفاجئ أنه انخفض إلى ما دون المتوسط في سنوات متتالية”.
وأكد أنه في حين بدأ العلماء في فهم تأثير انخفاض مستويات الجليد البحري في الطقس والمناخ، فقد أشارت دراسات حديثة إلى أنها أسهمت في زيادة هطول الأمطار في الصيف وأيام الشتاء الجافة في أستراليا.
وأضاف ريد: “يُعتقد أن تفاعلات المحيط والغلاف الجوي الناجمة عن فقدان الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية هي التي تدفع هذه التغييرات”.
بدوره، قال باحث الجليد البحري في جامعة تسمانيا الأسترالية، الدكتور ويل هوبز: إن الأمر قد يستغرق عقودًا حتى يتعافى الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية من حدث العام الماضي، وبحلول ذلك الوقت سيكون التأثير طويل الأمد للاحتباس الحراري العالمي واضحًا.
وأكد أن “هناك المزيد والمزيد من الأدلة على أن (متوسط غطاء الجليد البحري على المدى الطويل) من غير المرجح أن يعود”.
وعلى الرغم من أن فقدان الجليد البحري لا يغيّر بصورة مباشرة مستويات سطح البحر العالمية، يقول العلماء إنه قد يكون له تأثير غير مباشر كبير، خصوصًا في الصيف.
ووجدت دراسة، نُشرت في مجلة نيتشر Nature العام الماضي، أن المياه الذائبة من الصفائح الجليدية في القارة يمكن أن تبطئ الدورة الانقلابية للمحيط الجنوبي -وهو تيار محيطي عميق- بحلول عام 2050 إذا استمرت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي عند مستواها الحالي.
وقدرت ورقة بحثية لاحقة أن الدورة الانقلابية، التي تؤثر في أنماط الطقس العالمية ودرجات حرارة المحيطات، قد تباطأت بنحو 30% منذ تسعينيات القرن الماضي، وهو ما يرجع إلى تداعيات تغير المناخ.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link مرتبط
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: فی القارة القطبیة الجنوبیة ملیون کیلومتر مربع العام الماضی تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
الجيش الأمريكي يجري تدريبات على تأثيرات الأسلحة النووية في كوريا الجنوبية للمرة الأولى
قالت القوات الأمريكية في سول اليوم الأربعاء إن الجيش الأمريكي أجرى تدريبات في كوريا الجنوبية بهدف تعزيز القدرات على العمل بشكل فعال في بيئة نووية لأول مرة.
وتهدف الدورة التدريبية التي استمرت يومين، في القيادة الاستراتيجية لكوريا الجنوبية في سول في الفترة من 15 إلى 16 أبريل - إلى تعزيز الردع المشترك للحليفين ضد التهديدات النووية لكوريا الشمالية.
وأوضحت القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية في بيان نقلته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب أن محتوى التدريب ينطبق أيضًا بشكل مباشر على مناورات المحاكاة النظرية والمناورات الحربية التي ينفذها التحالف والتي تركز على التكامل التقليدي والنووي، وتعزيز الفهم الاستراتيجي للقوة المشتركة.
وقادت وكالة الجيش الأمريكي للأسلحة النووية ومكافحة أسلحة الدمار الشامل (USANCA) التدريب المخصص للجيش الكوري الجنوبي، وشارك فيه 13 فردًا من كوريا الجنوبية، من بينهم ستة من أعضاء القيادة الاستراتيجية الكورية.
وفي أغسطس من العام الماضي، اختتم الحليفان أول مناورات محاكاة نظرية مشتركة على الإطلاق تحت اسم «الصولجان الحديدي 24» (Iron Mace 24)، والتي تطرقت إلى دمج القدرات النووية والتقليدية.
وتعمل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على تكثيف جهودهما لمواجهة التهديدات النووية المتطورة التي تشكلها كوريا الشمالية.. وفي المحادثات الدفاعية الثنائية السنوية التي عقدت في أكتوبر من العام الماضي، اتفق الحليفان على دمج السيناريوهات «الواقعية»، بما في ذلك هجوم نووي كوري شمالي، في تدريباتهم العسكرية المشتركة المستقبلية.
اقرأ أيضاًالجيش الأمريكي يعثر على رابع الجنود المفقودين في ليتوانيا
الجيش الأمريكي يعلن فقدان 4 جنود بمنطقة تدريب خارج العاصمة الليتوانية
ترامب يطيح بعدد من قيادات الجيش الأمريكي أبرزهم رئيس الأركان