مهرجان ميدفست| مينا النجار: صناعة الأفلام مسئولية صناعها
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
أقيم امس الأحد، على هامش فعاليات ملتقى «ميدفست- مصر» جلسة نقاشية مع المخرجين المشاركين بأفلامهم في المسابقة الرسمية، حيث تحدثوا عن رحلتهم في صناعة مشروعاتهم كما روا بعض تفاصيل من قصص نجاحهم وتجاربهم الخاصة.
حضر من صناع الأفلام المشاركة المخرجين: جميلة ويفي، ناجي إسماعيل، ملك الصياد، محمد هاني، هنا محمود، رانيا زهرة، مروان موفق.
وبدأت رانيا زهرة، مخرجة فيلم «رفقاء سكن» الحديث عن فكرة فيلمها حيث أكدت أن موضوع فيلمها وهو الخوف من فقد الأم، وأضافت: بدأت أصور الأشياء التي شعرت فيها بالخوف من فقد الأم كشعرها ونفسها الذي أراقبه وملابسها، وخلال مرحلة المونتاج عرفت أن خوفي الذي ظهر في تفاصيل الفيلم نابع من هاجس شخصي حيث فقدت أبي من قبل، لذلك زودت الجزء الخفي الخاص بالأب وذكراه في الفيلم لتوضيح فكرة الفقد.
وأكدت زهرة، أنها اختارت عنوان الفيلم خلال عملها به، حيث أننا بعد سن معين نصل إليه نكون مضطرين للجلوس مع أهالينا لأنه واجب في الحياة، وهنا يحدث صراعات كبيرة في العلاقة بين الأهل وابناءهم الذين يعاملونهم بطريقة الصغار ومن هنا جاءت فكرة الفيلم.
المخرجة ملك الصياد، أكدت أن فيلم "قولت لك" هو رحلة شخصية لها مع مرض بطانة الرحم المهاجرة، موضحة أنه ألم خفي لا يوجد له علاج معين منوهة أنها لم تركز على فكرة إظهار الآلام بشكل مجسد، موضحة أن المشكلة تتمثل في فكرة أن السيدات من الممكن أن تجلس سبع أو ثماني سنوات لا تعرف تشخيصها ويحاول الأطباء تبسيط الأمر، ولهذا السبب كانت تريد التعبير عن هذه المشاعر في فيلمها.
وأضحت الصياد، أن طبيعة فيلمها وثائقي، كان بالأساس مرسوما في دماغها، وساعدها في ذلك إيمانها الشخصي بالفيلم، خصوصا وأنه كان يمتلكها غضب داخلي عن إصابة امرأة من كل ١٠ سيدات بهذا المرض، مؤكدة أن المشروع نال دعم كل فريق العمل وعائلتها وأصحابها.
ونوهت الصياد، أن اللقطات التي صورتها مع والدتها كانت فيها واعية في البداية بوجود كاميرا ثم بدأت تتعامل مع الأمر بتلقائية، في حين أنها صورت مع والدها في البداية دون أن تخبره بالأمر.
محمد هاني مخرج فيلم " اليوم اللي شوفتك فيه"، أشار إلى أن العمل في البداية كان مقرر أن يكون بدون حوار، وتم تصويره في يوم واحد من خلال ورشة عمل، مؤكدا أنه غير في مسار الأحداث خلال مرحلة البوست برودكشن والتي مكث بالعمل فيها على مدار شهر كامل شعر خلالها أن الفيلم ناقص، لذلك أدخل فكرة استخدام السيجارة كعنصر مؤثر أحدث نوعا من الشكل الفنتازي للفيلم.
وأكد هاني، أنهم كصناع أفلام هناك أحداث يبنون عليها خيالات وبالنسبة له الفيلم لم يكن بهذا الشكل في خياله لكن خلال التصوير خرج بشكل مختلف تماما.
هنا محمود مخرجة فيلم "زي الشمس"، أوضحت أنها ترجمت فكرة الذكرى بلغتها كما تراها، موضحة أن كلا منا تختلف طريقة تفكيره في إحياء الذكرى عن الآخر، كما أوضحت أنها كانت تحكي الفيلم مثلما تتحدث، وقام بكتابته بطريقة حرة" free writing " أي كتابة بدون توقف.
كما أكدت أنه لا يوجد إجابات لشىء معين في الحياة ومن يعتقد ذلك لابد أن يشك في نفسه، منوهة أنها هناك مساحة للتخيل يشعر بها كل شخص وتختلف عن الآخر.
أما جميلة ويفي مخرجة فيلم "أحمر"، وهو مشروع تخرجها من المعهد العالي للسينما، أشارت إلى استعانتها وعودتها للأدب لتتحدث عن فكرة مشروعها الذي يتحدث عن العذرية، حيث قامت بالتفتيش في قصص والدتها وهي الأديبة مها عطية ووجدت بها قصة اسمها "تحليل دم"، مما تطلب مجهود كبير لتحويلها لعمل روائي.
وأكدت ويفي أنها خلقت عالم موازي هي ووالدتها للأحداث التي عملوا عليها لمدة عام، لتضفير فكرة العذرية لدى الفتاة والقهر الذي يمارس على المرأة، وأنها حاولت خلق قصة في حدث صغير من خلال مقابلة فتاتين تتعرى حياتهم في لحظة مفصلية تغير قرارتهم.
ونوهت ويفي لضرورة التحضير الجيد للفيلم قبل التصوير، موضحة أنها عندما أختارت قصتها حدث كثير من المشادات بينها وبين والدتها نتيجة لفارق العمر، وبعد موافقة المعهد على الفكرة، أجرت بروفات مع الممثلين والاستايلست، مشيرة إلى أن الفيلم كله تدور أحداثه في مكان واحد لذلك كان المكان هو البطل، مما جعلها تبحث عن شقة للتصوير لتقليل تكاليف بناء ديكور، وقامت بالتصوير في ١٨ ساعة.
ناجي إسماعيل مخرج فيلم "ماما"، أكد على أنه كان لديه رغبة في صناعة فيلمه بالأبيض والأسود بالإضافة إلى أن بطلة الفيلم حياتها تمتلىء بالقتامة ولا يوجد بها ألوان برغم كونها تعيش على البحر لذلك كانت فكرة الأبيض والأسود مناسبة للأحداث.
وأوضح أن تاريخ الحكايات مبني على الأساطير، وجزء من الحكي له علاقة بالسحر والغموض، وأكد أن الأفلام تعكس إيقاع أصحابها، واعتبر أن أهم شىء في صناعة الفيلم هي التحضير، مشددا إلى أنه يحب قبل أن يذهب إلى التصوير أن يكون كل شىء محضر جيدا.
ونوه إسماعيل، إلى أنه استمتع بوجود الطفل في الفيلم، لكونه كان ذكي جدا، ولديه وعي كبير بالتصوير وكانت والدته ومدرسة التمثيل متواجدين معه طول الوقت، مؤكدا أنه يشعر أن الأطفال أكثر الأشخاص الذين يستوعبون التعليمات جيدا.
مروان موفق مخرج فيلم "أبي لم يمت بعد"، أكد أن التفكير في شخصية الأب ضمن أحداثه فيلمه كان يتطلب وجود مرجعية لتاريخ علاقته بالعائلة قبل وفاته، حيث يتناول الفيلم العلاقة بين الشقيقين بعد وفاة الأب، منوها أن الممثلين كانوا على وعي كبير بالأدوار باعتبار أن لديهم أشقاء أولاد.
وأكد موفق أن الفيلم يطرح فكرة المسئولية الاجتماعية على الأخ الأكبر ودوره في مراعاة العائلة، مشيرا إلى أن الفيلم مشروع تخرجه من مدرسة الجزويت.
وأكد موفق، أنه لا يوجد أشياء كثيرة نستطيع فعلها في إنتاج الأفلام، مشددا إلى أنه كان معه فريق مخلص يريد نجاح الفيلم، فهو عمل تشاركي بامتياز، ومؤكدا أنهم صرفوا على الفيلم بامكانيات محدودة باستثناء التصوير في شادر العزاء، منوها لضرورة استغلال مصادرنا لأبعد مدى في ظل التكاليف الإنتاجية الباهظة.
ومن جانبه، وجه مينا النجار، الشكر لصناع الأفلام في نهاية الجلسة، وقال: شكرا للأعمال التي قدمتموها، لأنها تضمنت رسائل كثيرة وكانت المناقشات كل منها يطرح أفكار كثيرة، فالمهرجان لا يقوم الإ بشغلكم، فصناعة الأفلام والمهرجان مسئولية صانع العمل نفسه فأنتم تحملون كل الأفكار والمشاعر، وأتمنى مشاركة المخرجين الأجانب لتوسيع حلقات النقاش وتكوين الشراكات والأحاديث المؤثرة في الصناعة.
وعلى مدار أيام المتلقى، عرض العديد من الأفلام التي تضمنت الحديث عن فكرة العلاقات الإنسانية كما هو شعار دورته، من خلال أربعة برامج أساسية ضمن المسابقة الرسمية للملتقى وهي: برنامج "صورة العيلة" وعرض من خلاله أفلام: رفقاء سكن (روائي - مصري)، كل شيء سيكون على مايرام (روائي – كندا)، طوال الليل (روائي – المملكة المتحدة)، قلت لك (تسجيلي – أمريكي، مصري).
وضمن برنامج "صورتي أنا وأنت" تم عرض أربعة أفلام: اليوم الذي رأيتك فيه (مصر)، أسبوع ويومين (مصر)، Ghost Gear (استراليا)، بتتذكري (لبنان)، ايميلي (أمريكا).
وفي برنامج "برواز فاضي" عرضت أفلام: أبي لم يمت بعد (مصر)، زي الشمس (مصر)، ماما (مصر)، 9 متر (الدنمارك).
أما برنامج "برواز مكسور" تضمن أفلام: ليس في الثمانينات (ألمانيا)، أحمر (مصر)، عضلة (أمريكا)، لاشئ ينتهي تماما (النرويج).
جدير بالذكر أن ملتقى ميدفست- مصر، هو أول ملتقى سينمائي للأفلام القصيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تأسس في عام 2017، يستكشف المهرجان التداخل بين السينما والصحة، حيث يستخدم الأفلام السينمائية كوسيط ووسيلة لرفع الوعي بالقضايا الصحية الهامة.
أقيم المهرجان في الفترة من 12 لـ 15 سبتمبر الجاري في الجامعة الأمريكية، يجمع الملتقى عشاق السينما من صناع الأفلام والأطباء، ويهدف إلى مشاركة القصص الإنسانية مع الجمهور والطلاب والفنانين وصناع الأفلام والأطباء وخاصة الأطباء النفسيون، من خلال ورش عمل مختلفة، وحلقات نقاشية وعروض أفلام تعمل على مناقشات موضوعات غير مقبولة مجتمعيا بإرساء دعائم نهج أكثر قبولا للجمهور العام في جميع أنحاء مصر والعالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ملتقى ميدفست ميدفست مصر ميدفست مينا النجار ناجي إسماعيل التصوير المعهد العالي للسينما صناع الافلام أن الفیلم لا یوجد من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
"صناع الأمل" تتوج في 23 فبراير قصصاً إنسانية ملهمة
قدمت مبادرة "صناع الأمل" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في العام 2017، عشرات الآلاف من القصص الإنسانية الملهمة، وسلطت الضوء على نماذج عربية تحتذى في العطاء والتفاني والإحساس بمعاناة الآخرين، وإنكار الذات، والرغبة الصادقة في تغيير واقع المجتمعات نحو الأفضل عبر مشاريع ومبادرات تطوعية مبتكرة، تركت أثراً لا ينمحي من حياة وذاكرة ملايين البشر.
وعاماً بعد عام، تزداد مبادرة "صناع الأمل" رسوخاً في مشهد العمل الإنساني في الوطن العربي، وتكشف في كل نسخة جديدة عن أبطال في البذل كرسوا وقتهم وجهدهم لإطلاق وتنفيذ مبادرات الخير وحشد الجهود المجتمعية لإعلاء القيم النبيلة ومساندة كل من يحتاج إلى عون.
23 فبرايروفي الوقت الذي يترقب فيه العالم العربي تتويج أوائل صناع الأمل في ختام النسخة الخامسة من المبادرة العربية الأكبر من نوعها المخصصة للاحتفاء بأصحاب العطاء في الوطن العربي يوم 23 فبراير(شباط) الجاري في دبي، تبقى قصص الفائزين في النسخ الماضية، وآخرها تلك التي كتبها أبطال النسخة الرابعة، حاضرة في الذاكرة، وملهمة عطاء لأجيال جديدة من شباب العرب.
مداواة الألم
وتبدلت حياة صانعة الأمل العراقية الدكتورة الصيدلانية تالا الخليل، عندما طلبت منها إحدى الأمهات مساعدتها لإقناع طفلها بتناول طعامه وعلاجه، فبعد أن تعلمت خلال دراستها، خلط المركبات للحصول على دواء يعالج أوجاع البشر، أدركت أنه يتوجب عليها تعلم خلط أنواع أخرى من المركبات التي تعالج أرواح من أطلقت عليهم اسم المحاربين من الأطفال أصحاب الهمم، حيث كتبت معهم فصول قصة ملهمة بدأتها بتأسيس "أكاديمية المحاربين" في البصرة، وهي مؤسسة مجانية لرعاية ومساعدة الأطفال من أصحاب الهمم في العراق.
مرضى السرطان من الأطفالواستهلت تالا الخليل رحلتها مع عالم صناعة الأمل في عام 2015، عندما خصصت "كرفاناً" في مستشفى الأطفال التخصصي في البصرة لاستقبال مرضى السرطان من الأطفال لغرس الأمل وتجاوز الكثير من التحديات، والتي أبرزها عدم قدرتهم على استكمال الدراسة، أو الاندماج في المجتمع، أو حتى إيجاد مساحة أمل لحياتهم؛ لأنهم محاطون فقط بالمرض والدواء، وجدران المستشفى الصماء، فكان هذا "الكرفان" بمثابة فسحة جديدة، أعادت إلى قلوبهم الأمل، ومن هنا جاءتها فكرة تأسيس مشروع الأكاديمية.
استعادة الثقة بالنفس
بدأت قصة صانع الأمل العراقي الدكتور محمد النجار، عندما فقد ساقه في عام 2014، لكنه جعل من هذه التجربة الشخصية بادرة أمل لكثير من مبتوري الأطراف في العراق، بعد أن حول المستطيل الأخضر، إلى دافع قوي يجدد عبره الأمل ويستعيد به الثقة بالنفس والحلم بحياة جديدة بعد أن وضعت الحرب في العراق أوزارها.
فقد الدكتور محمد النجار ساقه نتيجة تطوعه للقتال ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث أصيب برصاصة في ساقه نتجت عنها مضاعفات عرضت حياته للخطر، وأدخلته في غيبوبة لأكثر من شهرين، لكنه ما إن استفاق حتى قرر أن يخلق لنفسه فسحة من الأمل مهما ضاقت به الأماكن.
بدأ النجار مرحلة التعافي وعاد إلى عمله في وزارة النفط العراقية، وتمكن من الحصول على بعثة لدراسة الدكتوراه في لندن، بعد أن تكيف مع الطرف الاصطناعي الذي تم تركيبه له وبدأ بالعودة للمشي وأداء أعماله اليومية والاهتمام بأسرته.
ورغم انشغال النجار بدراسة الدكتوراه في القانون في بريطانيا عام 2016، إلا أنه لم يفقد يوماً شغفه بكرة القدم، وانضم إلى فريق لمبتوري الأطراف في مدينة بورتسموث، وشارك معه في الكثير من المباريات على مدار 4 سنوات، ومن هناك حاول وضع نواة لفريق عراقي من مبتوري الساق، لكن هذه الفرصة لم تحن إلا بعد عودته إلى بغداد.
ولم يكن الأمر سهلاً على صانع الأمل العراقي في بادئ الأمر، لأنه لم يتمكن من إيجاد الأشخاص المطلوبين، حتى قرر أن يكلف زميلاً له، يعمل على صناعة الأطراف الصناعية، لنشر الخبر والبحث عن لاعبين، وبالفعل بعد اختبارات عديدة للمتقدمين، اختار نحو 50 لاعباً سبق وأن مارسوا كرة القدم.
وخلال هذه الفترة لم يستطع أي من التحديات إيقاف النجار عن خططه، حيث حاول ولأكثر من سنة مع الفريق الذي كانت تتراوح أعمار لاعبيه بين 14 و40 عاماً، المشاركة في مباريات ودية دولية عديدة، رغم عدم اعتراف الجهات المعنية في العراق بالفريق في بادئ الأمر، لكن حصوله على اعتراف الاتحاد الدولي لكرة قدم مبتوري الأطراف سهل المهمة.
إصرار على النجاح
وفي سعيه لتحسين نوعية الحياة والارتقاء بالمستوى المعيشي للأسر الأقل حظاً في بلاده، حول صانع الأمل المغربي أمين إمنير حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بوابة جديدة للعطاء، ورغم إيمانه بأن هذا الطريق ليس سهلاً، لكنه لم ييأس وأصر على مواصلة صناعة الأمل، حيث يؤكد دوماً بأنه نذر حياته لمساعدة أبناء بلده.
وتبنى صانع الأمل المغربي رئيس جمعية أفتاس للتنمية والتعاون، الكثير من المبادرات والحملات الإنسانية التي تسعى إلى التخفيف من معاناة أبناء وطنه، حيث يقوم بتنظيم العديد من الحملات الإغاثية لتوزيع المساعدات على المحتاجين في المملكة المغربية، إذ تشمل هذه المساعدات الإغاثية توزيع الأضاحي والسلال الغذائية وحفر الآبار وبناء الجسور وغيرها من أعمال الخير.
لا يكل صانع الأمل أمين إمنير ولا يمل في العمل على توفير المساعدات المالية من فاعلي الخير في كافة أنحاء البلاد، من أجل استخدامها في توزيع المواد الغذائية للمحتاجين وحفر الآبار في المناطق النائية والقرى وحتى تأمين المساعدات الطبية والأدوية وإجراء العمليات المجانية للمرضى وكبار السن وغيرها من الأمور.
ويحرص إمنير على توثيق كافة نشاطاته الإنسانية عبر قناته "فيسبوكي" على يوتيوب، من أجل تحفيز الآخرين للسير على دروب العطاء، ونشر ثقافة العمل الإنساني عبر نقل صور بسيطة وعفوية من المبادرات الإنسانية التي تعمل عليها جمعية أفتاس للتنمية والتعاون.
وتعتبر المصرية فتحية المحمود الملقبة بـ"أم اليتيمات" و"ماما فتحية"، نموذجاً ملهماً لاحتضان الأمل وتنشئته في مراحل تكوينه الأولى، من منطلق إيمانها بأن تعهد رعاية صناعة الأمل منذ مرحلة الطفولة يثمر عطاء في الكِبر، الأمر الذي دفعها لاستقبال عشرات اليتيمات في بيتها، لتكتب منذ العام 2005 فصول قصة سيدة ملهمة ونموذجاً لجنود الخير الذين وهبوا حياتهم لخدمة الفئات الأقل حظاً.
بدأت حكاية "ماما فتحية" التي أسست جمعية لمسة أمل لرعاية الأيتام، للاعتناء بالفتيات، أثناء وجودها في عزاء صديقتها، حيث شاهدت ابنتها وهي تجتهد في الدعاء لها، وهنا تبادر إلى ذهنها سؤال "من سيدعو لي بعد وفاتي؟!"، فوجدت أن هناك الكثير من الأطفال الأيتام بلا مأوى، ولا توجد دور كافية تحتويهم وتعتني بهم، وتمنحهم الاهتمام اللازم والحضن الدافئ لتخرج من داخلهم مواهب وطاقات تجعلهم مميزين بين أقرانهم في المجتمع، وتحقق لهم التوازن بين حالتهم النفسية والاجتماعية، فقررت البحث عن أطفال لكي تتبناهم.
ورغم أن مسؤولية تربية عشرات الفتيات بعضهن وصل إلى مرحلة سنية تحتاج إلى رعاية خاصة، أمر ليس بالهين ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، إلا أنها تجد في تلك المسؤولية الثقيلة متعة خاصة، حيث تحرص على القيام بكافة واجباتها تجاه بناتها بكل شغف ودقة.
وتؤمن "ماما فتحية" بأن كل جهد شخصي يبذل في العطاء وفعل الخير، سيحدث فرقاً كبيراً في حياة المجتمعات والمحتاجين، وسيعود على فاعله بسعادة غامرة لا تعادلها كنوز العالم، وهو ما كان دافعاً وحافزاً لها على امتلاك المعرفة بشؤون التربية وتفاصيلها، وكيفية تقديم الرعاية المناسبة لهؤلاء البنات في البداية، الأمر الذي ساعدها على تجاوز الكثير من الضغوط النفسية والتحديات، حيث تعلمت من التجربة لدرجة أكسبتها القدرة على فهم احتياجات بناتها فقط من نظرة عين.