صحيفة البلاد:
2024-12-24@19:27:18 GMT

وتين ..وقفة مع الأهل والمدرسة والتعليم

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

وتين ..وقفة مع الأهل والمدرسة والتعليم

حكاية وتين طالبة المرحلة الثانوية، والتي تداولت الأوساط خبر انتحارها، حكاية أثَّرت كثيراً في النفوس. -رحم الله وتين وعفا عنها-، واختلفت مع الروايات الأسباب والأقاويل، ومهّما صدقت، أو بالغت تلك الروايات، لا تغير أن “وتين” رحلت منتحرة، إلا أنه لابدّ من مصادر تكون أقرب للحقيقة. ومن تلك، رواية إحدى معلمات المدرسة، والتي تحدثت فيها عن وتين، وعن مدرستها، وعن والدها، حديثاً متزناً واضحاً، وصورة متكررة في كثير من المدارس التي تضمّ أعداداً هائلة من فئة المراهقات والمراهقين عموماً.

وهنا لنا وقفة حتمية مع الأهل، ومع المدرسة، ومع وزارة التعليم: فالأهل يجب أن تتغير صورة علاقتهم بأبنائهم وبناتهم، وكما قال أحد السلف :(لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباؤكم، فإنهم خُلقوا لزمن، وخُلقتم لغيره)، هذه حقيقة، فأذكر، ويذكر غيري ممّن هم في جيلي، وأقلّ، أننا مررنا بفترة مراهقة، كانت سماتها إجلال الكبار، خاصة الوالدين، وطاعتهما الطاعة العمياء، دون أخذ أو رد.

كان كثير من الآباء شديدي التعامل، صارمين، وكانت قسوتهم كثيراً ما تنمّ عن محبة، ولم يؤد ذلك لعُقد، أو أمراض نفسية، أواهتزاز الشخصية. كان الأب أو الأم، ينال من أبنائهم أحياناً أمام الناس، ولم يكسر ذلك نفوسهم، بل كانوا معتدّين بأنفسهم ومعتزين بوالديهم، ولا يزيدهم صلابة أهلهم إلا عزاً وثقة، ونشأ تحت ظل هذه التربية، عمالقة، ورجال، ونساء، نماذج غاية في الحنُّو والعطاء مع أبنائهم وبناتهم(ونحن هنا لا نعتدّ بنماذج فريدة مريضة)، لكنه كان زمن، العلاقات فيه قوية، والعائلات متماسكة، وأهل الحي الواحد، يعتبرون عائلة، تماماً(كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى)، لذا فالتربية مشتركة، والتعاون والحرص من الجميع، وللجميع موجود، لم تكن عبارة(مالي ومال) سائدة، بل ما يهمّ أهلي يهمني، وما يعني جاري يعنيني، ومن هنا، كانت التربية آنذاك، مختلفة كثيراً، أما في هذا الزمن، فالعلاقة بين الأهل، وبين العائلة الواحدة، وبين الوالدين وأبنائهم وبناتهم ،يجب أن تكون مدروسة، وتحت عناية فائقة، بل ويجب وضع المراهقين والمراهقات في غرفة عناية تربوية مركّزة، مليئة بالحب والثقة والأمان النفسي، ويجب على الوالدين أن يتنازلوا عن السطوة والصرامة، ويتحلوا بالجدِّية الممزوجة بالحنان والمحبة، وأن يوازنوا في علاقتهم بأبنائهم بين الجد والهزل، والممازحة والعتب، والحب بلا حدود، والدلال، فالأبناء ثروة أنعم الله بها على الآباء والأمهات، وهم قد تزوجوا لتأسيس عائلة، فما الفائدة من عائلتهم إذا كانت عائلة فيها خلل من أي ناحية؟

الحقيقة مسؤولية الوالدين عظيمة تجاه أبنائهم وبناتهم، فالأسرة هي نواة المجتمع، وأي خلل يصيبها، لاشك يصيب المجتمع، وحبذا لو ينتبه الأهل إلى أننا في زمن مختلف، فما تربى عليه الأب والأم، لا ينفع لتربية هذا الجيل، الذي تتقاذفه الحياة المعاصرة من كل جانب، ويشارك في تربيته عالم قد يختلف دينياً وأخلاقياً، لهذا فالموضوع يستحق التوقف والتنازل والاهتمام أكثر. أما من حيث المدرسة، فنحن جميعاً لانشك لحظة أن أكثر الموجوعين على “وتين” هم داخل مدرستها إدارة ومعلمات وزميلات، ولست هنا بصدد تحميل الأهل أو المدرسة أوغيرهم مسؤولية انتحار طالبة في ربيع العمر، ففي الأول والآخر، هو قدر الله عزّ وجلّ، لكنني أتوقف عند تحليلي للموقف، برؤيتي المتواضعة كتربوية ومتخصصة علم نفس: مسؤولية المدرسة كانت في نقطتين أولاهما لماذا لم يكن التواصل مع الأم دون الأب خاصة وأنهم عرفوا صرامة الأب؟، ثانيهما لماذا لم توضع هذه الطالبة تحت عناية خاصة ودراسة مستفيضة مشاركة مع إدارة التعليم خاصة وأنها سبق أن حاولت الانتحار؟ أما وقفتي مع وزارة التعليم: فكيف تنظر هذه الوزارة للتكدُّس في المدارس الحكومية والأعداد تصل للأربعمئة وأكثر، كيف يمكن لمشرفة نفسية أو اجتماعية واحدة أن تغطي هذه الأعداد والحالات المتباينة؟ كيف يمكن لمعلمة مرتبطة بمنهج بعدد الأيام وأعمال تفوق طاقتها وهي أم وزوجة أن تعتني أو تلاحظ أي عوارض على عدد 40 أو 35 طالبة في الفصل؟ نحن في زمن الوسائل التي تحارب التربية والاستقرار كثيرة ومتغلغلة لا ينتبه لها إلا شخص تركيزه عال، ولن يكون للعاملين على تربية الأجيال ذلك إلا إذا وجدوا مجالاً يمكنهم من العطاء بمزيد من الحرص.
ختاماً، عزائي لأهل “وتين” ومدرستها وللتعليم ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

وزير التربية والتعليم والبحث العلمي يتفقد العملية التعليمية بأمانة العاصمة

الثورة نت|

تفقد وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي اليوم سير العملية التعليمية في عدد من مدارس أمانة العاصمة.

حيث اطلع الوزير الصعدي ومعه وكيل الوزارة لقطاع التعليم الأساسي هادي عمار على سير العملية التعليمية في مدارس الكويت، شملان ، عمر بن عبدالعزيز، واستمعا من مسؤول القطاع التربوي بالأمانة عبدالقادر المهدي والقائمين على تلك المدارس إلى شرح حول الجهود المبذولة لإنجاح العام الدراسي.

كما اطلع الوزير الصعدي على سير الدورة التدريبية لدبلوم التربية المهني المستوى الثاني لمعلمي المدارس الحكومية بمشاركة 50 معلماً، والدورة التدريبية للطالب الرسالي التي يشارك فيها 100 طالب في مدرسة عمر بن عبدالعزيز وافتتح معرض الأشغال اليدوية بمدرسة شملان.

وأكد وزير التربية أهمية تضافر الجهود واستشعار الجميع لمسؤولياتهم بما يضمن تأدية مهامهم على أكمل وجه ويسهم في إنجاح العام الدراسي، مثمناً ثبات وصمود التربويين في الميدان متجاوزين انعكاسات العدوان وما خلفه من ظروف استثنائية صعبة، منوهاً بإبداع الطالبات المشاركات في معرض اأاشغال اليدوية.

إلى ذلك زار وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي مدير مدرسة الكويت الأسبق احمد الحبابي ، مطمئناً على صحته.

وأشاد الوزير الصعدي بما قدمه الحبابي في خدمة العملية التعليمية وتفانيه في أداء مهامه مديراً لمدرسة الكويت الثانوية، متمنياً له دوام الصحة والعافية.

وفي السياق أكد وزير التربية والتعليم والبحث العلمي أهمية تطوير الذات والسعي لمواكبة التطورات العلمية والاستفادة منها في صقل مهارات الكادر التربوي.

وأشار في الورشة التي نظمها اليوم القطاع التربوي بالأمانة بالتعاون مع الجامعة التخصصية الحديثة تحت عنوان ” كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير الوسائل التعليمية” الى أهمية الوسيلة التعليمية ودورها في إيصال المعلومة للطلاب فضلا عن ما تمثله تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من ثورة في عالم الحداثة.

تهدف الورشة التي تستهدف مديري المناطق التعليمية وعدد من مديري المدارس بمديريات شعوب، والثورة، والتحرير، وبني الحارث، إلى إكساب المشاركين معارف حول كيفية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير الوسائل التعليمية وتعزيز الابتكار في التعليم وفهم التحديات والاعتبارات الأخلاقية واستشراف مستقبل التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • وزير التربية والتعليم والبحث العلمي يتفقد العملية التعليمية بأمانة العاصمة
  • وزير التربية والتعليم يبحث التعاون مع سفير الصين بالقاهرة
  • نائب محافظ قنا يفتتح معرض التربية والتعليم للعلوم والهندسة المحلي بمشاركة 93 مشروعًا
  • «لا اختبارات في أعياد الأقباط».. شعار التربية والتعليم قبل امتحانات نصف العام 2025
  • اختصاصية: ‏لابد من الانتباه لضرورة التواصل المستمر مع الطفل.. والطفل يتعلم من التصرفات التي يفعلها الأهل أمامه
  • وزارة التربية والتعليم تكشف تفاصيل استعداداتها لامتحانات الترم الأول 2025
  • وزارة التربية والتعليم : لا امتحانات في أيام أعياد المسيحيين
  • أستاذ بجامعة الأزهر: التوافق الفكري بين الزوجين أهم مقومات بناء أسرة مستقرة
  • مدير إدارة التفتيش والرقابة بوزارة التربية والتعليم يتفقد مدارس الفيوم
  • التربية والتعليم التركية تستعد لاستقبال موظفين جدد.. إليك خطوات التقديم