سيد الحجار (أبوظبي)
ساهمت محطات براكة في تطوير قطاع متقدم وجديد في دولة الإمارات، فضلاً عن تعزيز الدراسات المحلية في العلوم النووية، إلى جانب توفير فرص تعليمية وتدريبية للكوادر الإماراتية الشابة.
ومنذ بداية تطوير محطات براكة، شارك في هذه العملية نحو 2000 من الكفاءات الإماراتية، من ضمن %60 نسبة الإماراتيين من مجمل عدد الموظفين، توزعوا بين مختلف التخصصات الهندسية والإدارية والفنية، من بينهم نحو 70 من الكفاءات الإماراتية الحاصلين على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمديري تشغيل ومشغلي مفاعلات نووية.


وساهمت الكفاءات الإماراتية بدور أساسي في الإنجاز الاستثنائي بالتشغيل الكامل لمحطات براكة كافة، مع حرصها على اكتساب آخر ما توصلت إليه المعارف التقنية والخبرات العملية، خلال العمل كفريق واحد مع خبراء من أكثر من 50 جنسية حول العالم.
وأكدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أنه بفضل الخبرات التي لديها الآن، أصبحت المؤسسة في وضع يمكنها من المضي قدماً نحو المرحلة التالية من النمو لتحقيق أهداف البرنامج النووي السلمي الإماراتي، بما في ذلك عقد الشركات وتطوير المزيد من مشاريع الطاقة النووية الجديدة والاستثمار فيها، محلياً وخارجياً، وهو ما يمثل نقلة نوعية لقطاع الطاقة النووية في الدولة.
وتنتج محطات براكة الأربع الآن 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنوياً، وما يصل إلى %25 من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، وهو ما يكفي احتياجات 16 مليون سيارة كهربائية، ومن ثم أصبحت المحطات أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في الدولة والمنطقة، حيث تحد محطات براكة من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، وهو ما يعادل إزالة 4.6 مليون سيارة من الطرق سنوياً.
أعمال إنشائية
ويقول المهندس عبدالله بن عبود المنهالي، مدير إدارة الهندسة للمحطات في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: في يوليو 2012، بدأت أول الأعمال الإنشائية في موقع محطات براكة من خلال صب خرسانة السلامة للمحطة الأولى، كان ذلك إعلان بدء بناء أول محطات الطاقة النووية في العالم العربي، وأول محطة جديدة للطاقة النووية في العالم منذ أكثر من عقدين.. كانت أجواء أشبه بالاحتفالية في الموقع، امتزجت فيها مشاعر الفخر والامتنان للقيادة الرشيدة، التي وجهت بتطوير هذا المشروع الاستراتيجي الكبير. 
وقبل ذلك بعام، انضم المنهالي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ومن ثم لشركة نواة للطاقة بعد تأسيسها من قبل المؤسسة، وتكليفها بمهمة تشغيل وصيانة محطات براكة، وبدأ حياته المهنية في موقع محطات براكة مدير تشغيل المفاعل، بعد حصوله على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، ضمن أول مجموعة من الكفاءات الإماراتية المتخصصة في تشغيل المفاعلات النووية، ثم تدرج في المواقع الوظيفية إلى مدير مناوبة، وانتهاء بمنصب مدير إدارة الهندسة. 

أخبار ذات صلة 174 مليار درهم حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإمارات الإمارات تتصدر وجهات السفر والسياحة في المنطقة

مؤهلات عالية 
ويوضح المنهالي: العمل في غرفة التحكم الرئيسة بالمفاعل، هو من أهم الاختصاصات في قطاع الطاقة النووية، ويتطلب مؤهلات عالية المستوى، ولهذا فإن الحصول على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في هذا المجال تطلب عملاً دؤوباً وجهداً كبيراً ضمن برنامج تدريبي متقدم جداً لسنوات يشمل التدريب في أكثر محطات الطاقة النووية تقدماً حول العالم، وهو ما يجب إتمامه من كل أفراد فريق تشغيل المفاعلات، سواء كانوا مديري تشغيل أو مشغلي مفاعلات. 
عن اللحظة الحالية يقول المنهالي: لقد أنجزنا مهمتنا الأولى، وتبقى أمامنا الأهم، وهو الحفاظ على ما تحقق من جهة، والبناء على هذا الإنجاز الاستثنائي، من خلال تسخير الخبرات والإمكانيات التي امتلكتها الكفاءات الإماراتية في هذا القطاع، والتي يمكن الاستفادة منها محلياً وخارجياً في هذا القطاع، وفي أكثر من مجال علمي وتكنولوجي.
ومن أبرز ميزات محطات براكة، هو النهج المدروس الذي اتبعته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية من خلال إنشاء أربع محطات متطابقة في ذات الآن، وهو النهج الذي قاد إلى نتائج في منتهى الأهمية، سواء من حيث تخفيض التكلفة، أو من حيث تسريع الجدول الزمني للتشغيل الكامل لكل من المحطات الأربع. وخلال مسيرة تطوير محطات براكة، ومع اكتمال العمليات الإنشائية تم استخدام أكثر من 2.5 مليون متر مكعب من الإسمنت، وأكثر من 279 ألف طن من حديد التسليح، في حين يمتد طول الكابلات المستخدمة في محطات براكة لأكثر من 11 ألف كيلومتر، أي أطول من المسافة بين أبوظبي ونيويورك.
فرق العمل
ويقول المهندس سيف البحر الكتبي، مدير إدارة أول للعمليات في شركة نواة للطاقة، التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والذي انضم إلى المؤسسة بعد عام واحد فقط من بدء العمليات الإنشائية: هل يمكن تخيّل أن ما مساحته نحو كيلومتر مربع، وهي مساحة محطات براكة، كان يضم في ذروة العمليات الإنشائية نحو 25 ألف عامل، يعملون بتناغم تام، ووفق جدول دقيق.
ويضيف: تميزت فرق العمل في محطات براكة بالتفاني والمثابرة، وظهر ذلك جلياً، خلال فترة انتشار فيروس كورونا، حيث بقيت فرق العمل في موقع المحطات لشهور، من أجل ضمان إتمام مراحل العمل وفق الجدول الزمني ووفق المتطلبات الرقابية المحلية وأعلى المعايير العالمية.
ويشير الكتبي، الذي تدرج في مناصب العمل من مدير تشغيل للمفاعل إلى مدير مناوبة إلى مشرف للعمليات، وصولاً لمدير أول لإدارة للعمليات، إلى الدور الأساسي للكفاءات الإماراتية في هذا الإنجاز الاستثنائي بالتشغيل الكامل لمحطات براكة كافة، وحرصها على اكتساب آخر ما توصلت إليه المعارف التقنية والخبرات العملية، خلال العمل كفريق واحد مع خبراء من أكثر من 50 جنسية حول العالم.
ويقول: كانت البرامج التدريبية تتطلب جهوداً كبيرة، والسفر إلى مناطق حول العالم، وكذلك العمل في موقع المحطات، لكن روح الانتماء والشعور بأهمية واستراتيجية المحطات لدولتنا، دفعت الكفاءات الإماراتية لبذل جهود مضاعفة، وتركيز كافة القدرات والاهتمامات على أولوية إنجاز المهمات بما يفوق التوقعات، وكانت كل هذه الجهود تُتوج بمشاعر لا توصف من الفخر لدى تشغيل المحطات تباعاً.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الكوادر الإماراتية الإمارات الطاقة الطاقة النووية مؤسسة الإمارات للطاقة النووية البرنامج النووي السلمي الإماراتي الإمارات للطاقة النوویة الکفاءات الإماراتیة الطاقة النوویة محطات براکة النوویة فی حول العالم العمل فی فی موقع أکثر من فی هذا وهو ما

إقرأ أيضاً:

وزارة الكهرباء:مفتاح تشغيل الكهرباء في العراق سيبقى بيد العامل الخارجي

آخر تحديث: 30 يناير 2025 - 10:09 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف مستشار وزارة الكهرباء، عبد الحمزة هادي، الخميس، أن مشروع الربط مع دول الخليج سيكتمل نهاية العام الحالي، مشيراً إلى أنه بإمكان العراق الاشتراك بالمنصة الإلكترونية لاتحاد التعاون الخليجي المخصصة لشراء الطاقة.وقال هادي في حديث صحفي، إن “مجلس التعاون الخليجي لديه اتفاقية مشتركة تحت مسمى (هيئة الربط الخليجي) ولهذه الهيئة خط مشترك متصل من سلطنة عمان وصولاً إلى دولة الكويت”.وأضاف “العراق سيرتبط بالهيئة من خلال مد خط من محطة الوفرة في الكويت باتجاه محطة الفاو بالبصرة، ومشروع الربط العراق بالخليج سيكتمل في نهاية سنة 2025”.وأشار إلى أن “الخط سيدخل العمل وسيوفر في بداية الأمر من 500-600 ميغاواط للشبكة الوطنية خصوصاً في فصل الصيف، وهذا مهم لتعويض محافظة البصرة من الانقطاع، وبعدها يتم تزويد محافظات الوسط والجنوب”.ولفت هادي إلى أنه “الجيد في مشروع الربط الخليجي هو أن هناك منصة إلكترونية في لاتحاد التعاون الخليجي لبيع الكهرباء، وفي ضوء ذلك سيتم شراء الطاقة الكهربائية من الخليج حسب ما معروض في المنصة من الكمية والسعر”.وأكد أنه “من حق العراق الدخول على المنصة الإلكترونية وشراء الطاقة حسب ما يرى مناسب لمدة ستة أشهر أو أكثر من ذلك، وشراء الطاقة الكهربائية يكون حسب العرض والطلب، حيث أن الأسعار في فصل الصيف تختلف عن فصل الشتاء”.

مقالات مشابهة

  • في عيد ميلاده.. محطات مهمة في مسيرة محمد هنيدي الفنية «صور»
  • تفاصيل موافقة مجلس النواب على اتفاق مع روسيا بشأن محطات الضبعة النووية
  • المغرب يعلن عن استثمار ضخم بـ27 مليار درهم لتعزيز شبكة الكهرباء
  • "بوليتيكو": خلافات الطاقة مع الاتحاد الأوروبي تطيح بحكومة النرويج
  • ليبيا – إدارة التدريب بالمؤسسة الوطنية للنفط تتابع برنامج تطوير الكفاءات مع شركة أمريكية
  • سعود بن صقر: تطوير الكفاءات الوطنية وبناء أجيال قادرة على مواكبة المستقبل
  • ليبيا تشارك في احتفالية الصندوق العربي للطاقة بالسعودية
  • وزارة الكهرباء:مفتاح تشغيل الكهرباء في العراق سيبقى بيد العامل الخارجي
  • فوائد محطة الطاقة النووية بالضبعة.. تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء
  • روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني بطائرة مسيرة على منشأة نووية