صحيفة الاتحاد:
2024-11-12@20:17:27 GMT

شيخة الجابري تكتب: كن لطيفاً كالنسيم

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

لا تكن هادراً كالموج، مزمجراً كالريح، ماكراً كالثعلب، مارداً كالظلم، غادراً كالبحر، كن رقيق القلب كي لا ينفضّوا من حولك، الحياة تعلّمنا الصبر، والصبر يذهب بنا نحو التحمل، والتحمل يأخذنا باتجاه القدرة على الاستمرار، نحن حينما نتمكن من قراءة دواخلنا نستطيع الذهاب نحو مناطق شاسعة من الحلم والتأني، والتجاوز الذي من الجيد لقلوبنا أن نتخذه منهجاً حياتياً، وسلوكاً يومياً يقينا من صدمات الواقع، وتحولاته.


إن ما نعيشه في عالمنا من تطورات وتغيّرات وهزات نفسية تؤثر في الكثيرين فلا يستطيعون تحمل أنفسهم، ولا احتمال ما يحدث حولهم، هم يخوضون تجارب مريرة من التعب والعناء، لذا تغلظ قلوبهم ويكونون أشد قسوة من سوط الظلم، فالإنسان ضعيف بطبعه ليس لديه الصبر أو القدرة التي تمكنه من تجاوز التحديات التي تطرأ عليه، ويتوقع أن يتفهم الآخرون ذلك، غير أن الآخرين كذلك يتوقعون أن يعود الخارج عن صوابه إلى مساره الذهني والنفسي الذي اعتاده.
من اللطف أن تمارس حياتك دون أن تؤذي الآخرين، أو تكون وسيلة لمقاطعة قلبٍ لقلبٍ، أو هجر صديقٍ لصديق، أو إيغال صدر شقيق على شقيق، أو قطع حبال ودٍ داخل أسرة مستقرة.. هذا يحدث في واقعنا للأسف، لكننا لا ننكر أنها سلوكيات وأطباع بشر تتحول كالحرباءات لتعصف بكل شيء جميل، وتلقي بقلوب طيبة إلى التهلكة، ووعورة طريق لا تقوى على قطعها، أو تحمّل قسوتها.
إن اللطف مرادف للعطف، متقاطع مع الحب، متوافق مع الود، هي منطقة تضج بالحالمين بالراحة، المنتمين إلى الهدوء والسكينة، الباحثين عن الأثر الطيب، الغارقين في محبة الناس دون شرط أو مِنّة، المرابطين عند أقدام النّبل، طريقهم محفوف بالضوء، أصواتهم ألحان شجيةٌ ملونة بأعذب القصيد، مُهَجُهم مخازن للحنان والرفق، حينما تفرغ من حمولتها يتحولون إلى مساكين تأكلهم الوحشة، وتكسرهم الصدمة.
الذين يفتقدون الطف والمشاعر الرقيقة الشفافة يفقدون الكثير من عناصر السعادة، تلك التي تمنحهم القدرة على التعامل مع الآخرين، والسير في طرق شديدة الوعورة، ذلك أن الحياة ليست سهلة، وتوفير أبسط متطلباتها يحتاج كثيراً من الصبر والأناةِ، لا شيء يأتيك على طبق من ذهب، فإذا كنت غير قادرٍ على استيعاب ما يدور حولك، وما قد تواجهه من معاناة تتطلب اللطف والسماحة في التعامل وتقبل الآخر فإنك لن تستطيع تحقيق النجاح الذي تتمناه، والطموح الذي آمنت به لمستقبل مشرقٍ وضّاء..
كونوا لطفاء من أجلكم، لتحققوا أمنياتكم، ولتضيئوا حياتكم بالسعادة التي يفتقدها قساة القلوب، والمتعجرفين، أولئك الفاقدين النبل والصبر والمروءة.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: «اتحاد الكُتّاب» عهد جديد مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: تكليف كبير في مسيرة مهمة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

إلهام أبو الفتح تكتب: ترامب هل يحمل مفاجآت ؟

حالة من الترقب بعد فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا للمرة الثانية ترامب موقفه لم يتغير من دعمه لإسرائيل ووعوده بإنهاء الصراعات وإحلال السلام في لبنان. 

هذه المرة وعد بانهاء الحرب في أوكرانيا فهل ستنتهي بالفعل؟ 

موقفه من اسرائيل معروف وكان نتنياهو أول المهنئين ووصف عودته بأعظم عوده في تاريخ البشرية فهل ستري فلسطين مجازر اكثر هل سيقف المجتمع الدولي مساندا هؤلاء الضحايا 
ماذا سيحدث في أوكرانيا هل ستنتهي الحرب فعلا مثلما قال؟

ماذا سيحدث في لبنان وقد وعد بوقف الحرب  هل سيجعل اسرائيل تنسحب من لبنان؟ 

أنا اعتقد ان دونالد ترامب هو دونالد ترامب الذي عرفناه في ولايته الأولي رجل صاحب قرار اقتصادي تميزت السياسة الاقتصادية لإدارة دونالد ترامب في فترة رئاسته الاولي بتخفيضات ضريبية للأفراد والشركات، ومحاولات لإلغاء قانون الرعاية الصحية الأمريكي أوباما كير، والحماية التجارية وتقييد الهجرة ورفع القيود عن قطاعي الطاقة والمالية.

وأعتقد ان هذه السياسات مستمرة ايضا في فترة رئاسته الحالية،  فهل يستعد الاقتصاد الأميركي لموجة من التغييرات الكبيرة ، وتكرار سياسات الرئيس الاقتصادية من فترته الأولى، على نطاق أوسع.. بتنفيذ تعريفات جمركية أكبر وأكثر شمولا على الواردات، مع استهداف التخفيضات الضريبية بشكل محدود.

كلها علامات استفهام صحيح ان الدولة الأمريكية دولة مؤسسات وان الرئيس او الحزب الحاكم يحرك السياسة طبقا لاستراتيجياته ولكن في النهاية هناك منظومة متكاملة لتحرك الدولة العظمي الأهم في العالم.

تميزت سياسة ترامب في الولاية الأولي بمكاسب كبيرة ولكنها خاصة بالشعب الأمريكي، لكن علي المستوي الدولي لم نري حلولا للمشاكل المعقدة في الشرق الأوسط او في العالم ليبق ان يكون الموقف العالمي ضاغطا حتي تنتهي المجازر وينتهي انتهاك ادمية البشر في غزة. 

وسنري في الأربع سنوات القادمة ماهو الوضع، ويبقي ان مصر الحمد لله ثابتة في مكانها وقوية رغم الصراعات التي تدور حولها ورغم الضغوط العالمية إلا أنها الدولة الوحيدة الثابتة بقوة في مواقفها وفي قيادتها للمنطقة. 

حالة الترقب ستظل قائمة حتي نعرف ما يحمله الغد وهل ستكون هناك مفاجآت أم سيظل الوضع علي ماهو عليه.

مقالات مشابهة

  • هند عصام تكتب: اللمسة الذهبية
  • كريمة أبو العينين تكتب: هي أمي
  • نقابة: الوسطاء والمضاربات “يدمران” القدرة الشرائية
  • رامي ربيعة: أحيانا كنت ألعب فقط لإراحة بعض المدافعين الآخرين
  • لطم الخد عند الضيق.. بين الموروث الديني والفتاوى المعاصرة
  • رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي: أخاطبكم باسم لبنان للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الأيام جراء العدوان الإسرائيلي الذي نشر الموت والدمار في انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • إلهام أبو الفتح تكتب: ترامب هل يحمل مفاجآت ؟
  • المرور: تجهيز مركبتك بالأضواء والمكابح يضمن سلامتك وسلامة الآخرين
  • بن شيخة: “خضنا مباراة تكتيكية أمام الاتحاد لكن علينا تحسين مردودنا الهجومي”
  • حظك اليوم الأحد| توقعات الأبراج الترابية.. الصبر هو السر