بغداد اليوم- متابعة

وصف السفير الإيراني لدى العراق محمد كاظم آل صادق، اليوم الأحد، (15 أيلول 2024)، زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، (الأخيرة) الى العراق بأنها في "غاية الأهمية".

وقال السفير الإيراني حول مجريات الزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق قائلاً: “تم خلال هذه الرحلة التوقيع على 14 مذكرة تفاهم بعد مناقشة وتفاوض وفود أولية من مختلف أنحاء البلدين؛ 7 وثائق لوزير الخارجية و7 وثائق لوزير الاقتصاد، وتأتي مذكرة التفاهم في مجال المناطق الحرة والزراعة وتبادل العمالة الماهرة والدعم الاجتماعي والتعليم الفني والمهني والبريد والغرفة التجارية والإعلام والاتصالات والتبادل الثقافي والرياضة والشباب والتعليم وايفاد الزوار والقوافل التعليمية".

وأوضح السفير الايراني، إنه "تعهد بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت مع العراق ومن جانبه اكد رئيس مجلس الوزراء محمد الشياع السوداني على متابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات من خلال تشكيل لجنة مشتركة متخصصة".

وفي إشارة إلى زيارة الرئيس بزشكيان إلى اقليم كردستان، قال آل صادق، كانت زيارة بزشكيان الى اربيل في غاية الاهمية وقد لاقى ترحبيا كبيرا من المسؤولين المحليين والتقى مع عدة مسؤولين هناك، وتباحث معهم حول مجالات مختلفة منها التعاون الاقتصادي والتنفيذ الكامل للاتفاقيات الأمنية".

وأضاف، أن "الطرفين مجددا على ضرورة تنفيذ بنود الاتفاقيات الأمنية ومن جهتها اربيل اكدت انها لن تسمح باستخدام اراضيها في هذه المنطقة لتهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

ولفت الى ان "متابعة المشاريع الاقتصادية والخدمات الفنية والهندسية وإزالة العقبات في هذا المجال كانت من بين المواضيع الأخرى التي ناقشها الطرفان، كما أثيرت القضايا القنصلية والمساعدة في إطلاق سراح ونقل المدانين الإيرانيين في أربيل والسليمانية من قبل سلطات بلادنا، ووعدت سلطات أربيل والسليمانية بتقديم المساعدة اللازمة".

وحول نتائج زيارة بزشكيان إلى البصرة لفت آل صادق إلى أن "هذه تعد الزيارة الأولى للرئيس الإيراني إلى البصرة وتباحث مع المسؤولين المحليين حول مزيد من التعاون المشترك في مشاريع البصرة وضرورة وضع خطوات استراتيجية لتطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في كافة المجالات والاسراع في تنفيذ مشروع سكة حديد شلمجة البصرة كمشروع استراتيجي للربط بين البلدين".

وأضاف آل صادق، أنه تم التوصل إلى اتفاقيات أولية لاقامة مشاريع سكنية صناعية مشتركة بين البلدين ومن اجل تفعيل هذا التعاون هناك بعض القضايا الفنية والقانونية وحدد العراق الاراضي الثلاثة التي سينفذ عليها هذا المشروع من بينها البصرة وميسان وواسط.

وفيما يخص مشروع طريق التنمية شكر آل صادق العراق على دعوته إيران للمشاركة في المشروع "لافتا الى ان "ايران ترحب بأي مشاريع من شأنها ان تؤدي إلى تطوير وازدهار الاقتصاد والتجارة بين دول المنطقة".

ولفت آل صادق إلى أن "الرئيس الإيراني وصف خطوط السكك الحديدية بين البلدين بأنها ضرورة وأكد على التعاون الأقليمي في مختلف المجالات خاصة بين الدول الإسلامية.

المصدر: ميدل ايست نيوز

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بین البلدین آل صادق

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني في العراق.. لماذا وماذا أراد وماذا حقّق؟

18 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:

محمد صالح صدقيان

اختتم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أول زيارة خارجية له من بوابة العراق، تاركاً خلفه الكثير من الأسئلة التي كانت سبقت الزيارة وواكبتها من دون الحصول على أجوبة شافية.

زيارة بزشكيان إلى العراق “كانت ناجحة بكل المقاييس”، من وجهة النظر الإيرانية الرسمية. إنّها الأولی للرئيس الإيراني بعد تشكيل حكومته الجديدة، وهذا الاختيار والتوقيت له دلالات متعددة خصوصاً أنّه زار إضافة إلی العاصمة بغداد، كلاً من أربيل؛ السليمانية؛ النجف؛ كربلاء والبصرة والتقی العديد من الفعاليات السياسية والشعبية.

ثمة مدن للمرة الأولى تستقبل رئيساً إيرانياً مثل أربيل والسليمانية والبصرة. الزيارة تخلّلها توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات متعددة كالسياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام والسياحة.

البعض نظر إلى هذه الزيارة نظرة تشكيك أو محاولة استغلال دولة جارة علی خلفية محاولة تجاوز المقاطعة الاقتصادية التي تتعرض لها إيران أو الالتفاف عليها.. على قاعدة أن العراق يُعتبر المتنفس الإقتصادي الأبرز لإيران.

البعض الآخر قال إن الإيرانيين يُريدون استباق الإنسحاب العسكري الأمريكي من العراق خلال العامين 2025 و2026 وبالتالي يحاولون سد الفراغ الذي سيتركه الأمريكي والتواجد محله.

أما البعض الثالث، فقد رأی أن زيارة بزشكيان لإقليم كردستان والتحدث باللغة الكردية مع وسائل اعلامها يهدف إلی تطوير علاقات إيران مع الإقليم وإعادة صياغة هذه العلاقات وتحديداً مع أحزابه الرئيسية كالحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني من أجل محاولة ترويض الأكراد الإيرانيين واستخدامهم في تحسين الوضع السياسي في المناطق الإيرانية التي تقطنها غالبية كردية.

لا أريد الدخول في صحة ما يتم تداوله من ملاحظات؛ لكن وقائع التاريخ والجغرافيا بين العراق وإيران تشي بغير ذلك. فامتلاك البلدين حدوداً مشتركة تزيد علی الألف وثلاثمئة كيلومتر تصطف بالقرب منها مدن البلدين من أقصی الشمال إلی أقصی الجنوب.. يُعطي لهذين البلدين مقومات جيوسياسية وجيواستراتيجية تصب في خدمة مصلحة البلدين والشعبين. زدْ على ذلك العوامل التاريخية والدينية والثقافية والاقتصادية التي تمتد في عمق التاريخ وتشكل نقاط قوة تخدم مصالح البلدين خصوصاً أن الحكومات التي حكمت العراق قبل العام 2003 حاولت السير عكس التيار وبدّدت بذلك مصالح الشعبين العراقي والإيراني علی حد سواء. واللافت للانتباه أن شعبي البلدين الجارين سارعا للمعانقة بعد العام 2003 وتمكنا من تخطي الحواجز من دون إذن من أحد ومن دون قرار سياسي من قيادتي البلدين؛ وما لمسه الرئيس بزشكيان في كل المدن العراقية التي زارها من حفاوة رسمية وشعبية وسياسية يعكس حقيقة هذه الأجواء، سواء في بغداد أم في الاقليم الكردي أم في بقية المحافظات والمدن العراقية.

وثمة ملاحظة من المفيد سوقها، فإيران تُعتبر من الدول الفريدة من نوعها التي تحدُّها 15 دولة تربطها بها علاقات اقتصادية مميزة سواء من الشرق حيث شبه القارة الهندية ودول آسيا الوسطی والصين وروسيا أو من الشمال حيث تركيا ومن الغرب حيث العراق مروراً بدول مجلس التعاون وانتهاء بسلطنة عمان وبالتالي نجحت إيران بتطوير علاقاتها التجارية وبتجاوز ظروف المقاطعة خلال العقود الأربعة الماضية.

ولا أريد هنا التقليل من حجم المخاطر التي تفرضها ظروف المقاطعة الظالمة علی الشعب الإيراني لكنني أعتقد أن من يقول إن إيران تستغل العراق للتنفيس الاقتصادي لا يُصيب كبد الحقيقة.. أو أن إيران تريد أن تملأ فراغ الإنسحاب الأمريكي. هذا الانسحاب سيقتصر علی القوات القتالية وطهران لا تريد أن ترسل قوات عسكرية إلى العراق لتحل محل القوات الأمريكية؛ أما ما يتعلق بالوضع الكردي، فأي قراءة تاريخية للعلاقة بين إيران والحركة الكردية العراقية خلال العقود السبعة الماضية كفيلة بدحض مثل تلك التصورات. العلاقة بين إيران وأكراد العراق علاقة متميزة قبل العام 2003 تاريخ الغزو الأمريكي للعراق وبعده؛ وما حصل من توترات لأسباب معروفة، نجح الجانبان في تجاوزها عندما زار رئيس الإقليم نجرفان برزاني طهران في مايو/أيار الماضي ليعيد بوصلة العلاقات إلى طبيعتها بما يُحقّق مصالح الشعبين والبلدين بعيداً عن تدخلات الآخرين.

زيارة الرئيس الإيراني تناولت أربعة ملفات أساسية:

الملف الأول؛ اقتصادي لمتابعة عملية تحرير الأموال الإيرانية المحتجزة في البنوك العراقية بسبب رفض الجانب الأمريكي السماح لهذه الأموال المتعلقة بمبيعات الغاز والكهرباء والمشتقات النفطية بالانتقال لإيران؛ إضافة إلی معالجة مشاكل التجار في كلا البلدين ووضع أطر مناسبة للتعامل التجاري وضمان رؤوس الأموال في الاتجاهين.

الملف الثاني؛ أمني ولا سيما لجهة متابعة الخطوات الأخيرة التي بدأها العراق بتفكيك معسكرات الحركات الكردية الإيرانية المنشقة بالقرب من الحدود الإيرانية وتأمين هذه الحدود لتكون حدوداً آمنة وتطوير عمليات التبادل التجاري والتنمية وإعادة بناء المدن المتضررة من تواجد تلك المجموعات المسلحة التي تضر بإيران ولا تخدم العراق.

الملف الثالث؛ متابعة خط سكك الحديد الذي يربط مدينة الشلمجة الإيرانية بمدينة البصرة العراقية والتأكيد علی أهمية هذا الخط الاستراتيجي للبلدين خصوصاً أنه يستطيع أن يتصل بشبكة سكك الحديد في البلدين ليصل العراق بآسيا الوسطی من جهة وشبه القارة الهندية والصين وروسيا من جهة أخری؛ فيما يربط إيران بتركيا وأوروبا ولربما بسوريا والبحر الأبيض المتوسط مستقبلاً.

الملف الرابع؛ استمرار جهود العراق السياسية والدبلوماسية لترطيب العلاقات بين إيران والدول العربية وتحديداً الأردن ومصر، وذلك في محاولة لاستسنساخ تجربة استضافة الجلسات الأولى للحوار السعودي الإيراني في العراق والتي أفضت إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من بوابة بكين في مرحلة لاحقة..

في المحصلة، يصبُ تطوير العلاقات البينية بين دول الإقليم في مصلحة شعوب المنطقة والأمن الإقليمي والاستقرار في هذه المنطقة التي تتطلع إلی عناصر الأمن والسلام والتعاون والتنسيق.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عقود جديدة وطاقة كبيرة. تفاصيل إنتاجية الحقول الغازية في العراق
  • الرئيس الإيراني في العراق.. لماذا وماذا أراد وماذا حقّق؟
  • تفاصيل مقتل العائلة في البصرة على لسان أقاربها.. فيديو
  • بزشكيان:اتفقت مع السوداني على إلغاء الحدود بين العراق وإيران وأمريكا ترفض ذلك
  • بـ”الخطأ” .. فتى يرتكب مجزرة بحق أُسرته أقصى جنوبي العراق
  • الرئيس الإيراني يدعو ولي العهد إلى زيارة بلاده
  • صادقي:نشكر السوداني على تقديم (100) مليار دولار لإيران من خلال إبرام (14) إتفاقية ستنفذ من قبل شركة خاتم الانبياء
  • العراق يقترب من افتتاح أكبر مصنع للصلب في البصرة
  • نائب إيراني ينتقد اصطحاب الرئيس بزشكيان لـصهره في زيارته الى العراق