عربي21:
2024-11-21@18:02:12 GMT

يعيش ويتنفس في الاستخبارات وغرق في الطوفان (بورتريه)

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

يعيش ويتنفس في الاستخبارات وغرق في الطوفان (بورتريه)

وحدة استخباراتية اتهمت من الإعلام الغربي والعبري بـ "الغطرسة التكنولوجية" و"إهمال" تقنيات التجسس التقليدية.

تتواجد بشكل مؤثر ومؤذي في الفضاء الافتراضي، ويتبعها جيش جرار من الحسابات الوهمية على جميع منصات التواصل.

لم يكن تاريخها مرصعا بالنجوم وبالإنجازات فقط، إذ ثمة إخفاقات كبرى في مقدمتها فشلها في توقع "طوفان الأقصى" وعملية "قاعدة غليلوت" والتي وقعت في عهد رئيسها الحالي المستقيل.



يوسي سارييل الذي ولد في عام 1978 في حيفا المحتلة، التحق بشعبة استخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1997 وعمل كضابط استخبارات وسيبراني في الوحدة 8200. ثم كضابط استخبارات في الفرقة 91، ورئيس الساحة الشمالية في قسم الأبحاث، وضابط استخبارات في القيادة المركزية، ورئيس قسم العمليات في "أمان".

عين في عام 2021، قائدا للوحدة 8200 بدلا من العميد أساف خوشان الذي تقاعد.

وحين اتسع الثقب الأسود وابتلع الرواية والسرد الذي اعتاد العالم سماعه حول دولة الاحتلال وحلت مكانه الرواية الفلسطينية، وباتت الإخفاقات متتالية لم يكن أمام رئيس الوحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية، يوسي سارييل سوى مغادرة الموقع مقدما اعتذاره عن إخفاقاته.


بعد 3 أخطاء أقدم عليها بعد تسلمه مهمته بأقل من عامين، الأول بكشف هويته على "غوغل"، والثاني إخفاقه في حماية قاعدة غليلوت من خلال إبلاغ الثكنات والمواقع العسكرية بأي تهديد جوي طارئ.

والإخفاق الثالث والأكبر والأخطر فشل كل التقنيات التي تستخدمها الوحدة بالتنبؤ بعملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

سارييل الذي وصفته صحيفة "الغارديان" البريطانية بأنه "يعيش ويتنفس" في عالم الاستخبارات، أبلغ رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بيندر، بقراره، مقرا بفشله وتحمله المسؤولية إزاء هجوم قادته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وما ترتب عنه من نتائج.

وتعد هوية قائد الوحدة 8200 سرا محاطا بتكتم شديد فهو يشغل أحد أكثر الأدوار حساسية في جيش الاحتلال، حيث يقود واحدة من أقوى وكالات المراقبة في العالم والتي يمكن مقارنتها بوكالة الأمن القومي الأمريكية.

ومع ذلك، بعد أن أمضى أكثر من عقدين من الزمان في العمل في الظل، فقد ترك رئيس التجسس الإسرائيلي هويته مكشوفة على الإنترنت. وترتبط الثغرة الأمنية المحرجة بكتاب حمل عنوان "فريق الآلة البشرية" نشره على أمازون، حيث ترك أثرا رقميا لحساب خاص على "غوغل" جرى إنشاؤه باسمه، إلى جانب توثيق روابط الحساب وملفات التعريف.

وتأكد الجميع بأن سارييل هو المؤلف السري للكتاب الذي يقدم فيه رؤية جذرية لكيفية تحويل الذكاء الاصطناعي للعلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات.

الكتاب نشر عام 2021 باستخدام اسم مستعار مكون من الأحرف الأولى من اسمه، (العميد ي. س) تضمنت النسخة الإلكترونية من الكتاب عنوان بريد إلكتروني مجهول يمكن تتبعه بسهولة إلى اسم سارييل وحساب "غوغل".

وتقول روايات أن هذه الثغرة الأمنية قد تكون جسر العبور لـ"حزب الله" في تتبع أثر سارييل وملاحقته إلى "عقر دار الوحدة 8200"، حيث استهدفت في آب/ أغسطس الماضي قاعدة غليلوت بالقرب من تل أبيب، التي تضم الوحدة 8200 المسؤولة عن الاستخبارات التقنية والاتصالات، وترتبط ارتباطا وثيقا بعالم التكنولوجيا.

"الوحدة 8200" هي إحدى وحدات مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وأكبرها، تأسست منتصف القرن الماضي عقب حرب عام 1948 من قبل جهاز "أمان"، الاستخباري الصهيوني، وتهدف إلى التنصت وفك التشفير بهدف إيصال المعلومات والتحذيرات للقيادة المركزية وهيئة الأركان الإسرائيلي.


وتضم اليوم عدة آلاف من الأعضاء وثلثي أفراد جهاز أمان، المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
هي واحدة من أكبر قواعد التنصت في العالم القادرة على اعتراض المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني وأنواع أخرى من الاتصالات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا، وكذلك تحديد مواقع السفن.

ولعبت الوحدة دورا أساسيا في الحرب الإلكترونية ضد المشروع النووي الإيراني، وساهمت في تطوير فيروس "ستوكسنت"، الذي استهدف عام 2009 المنظومات المحوسبة التي تتحكم بأجهزة الطرد المركزية المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم في المنشآت النووية الإيرانية، مما أدى إلى تعطيلها.

وبعد "طوفان الأقصى" نشطت هذه الوحدة في شق الصف العربي وزرع بذور النزاعات بين أبناء ألامه العربية والإسلامية وتفرقة الشعوب، لتبعدهم عن الهدف الأساسي والحدث الرئيسي في قلب الوطن العربي مأساة فلسطين، وسبب كل مشاكل المنطقة وهو وجود دولة الاحتلال نفسها.

وتقود "الوحدة 8200 " نشاطا على مواقع التواصل الاجتماعي وتستهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجهازها العسكري، كتائب عز الدين القسام، من خلال مجموعة من الحسابات العربية التي تديرها، فتركز على إثارة مشاعر الكره ضد المقاومة، وتكرر الرواية ذاتها عن استهداف "حماس" للمدنيين والانتهاكات التي تعرضت لها دولة الاحتلال على يد الفلسطينيين.

وأشار أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، مع بدء عملية طوفان الأقصى، في كلمة صوتية مسجلة، إلى أن عددا من المجاهدين "تمكنوا بسلام من الانسحاب من قاعدة أورين، التي تضم وحدة الاستخبارات 8200، بعد استكمال مهمتهم هناك وتكبيدهم قوات العدو خسائر كبيرة".

وتعد الوحدة المسؤولة عن تطوير نظام الذكاء الاصطناعي "لافندر" وهو واحد من تلك الأنظمة التي تستخدمها دولة الاحتلال في تتبع مقاتلي المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص "حماس" عبر الذكاء الاصطناعي، لكنها تستهدف أيضا المدنيين الفلسطينيين بشكل ممنهج.

وعربيا فإن كل من دخل تحت عباءة أو جلباب "الوحدة 8200" دخل ضمن فئة "الذباب الإلكتروني"، "اللجان الإلكترونية"، "الصهاينة العرب"، و أتباع "الوحدة 8200" التي تقود الحرب الإلكترونية، بهدف "شيطنة المقاومة" والتي امتدت وتوسعت إلى "شيطنة الفلسطيني" نفسه.

سارييل استقال بعد مسيرة عسكرية طويلة في مجال الاستخبارات، ليصبح ثاني مسؤول كبير في شعبة الاستخبارات يستقيل من منصبه، بعد تقاعد اللواء أهارون هاليفا، الذي تحمل هو الآخر مسؤولية فشل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

لقد أسقطت عملية "طوفان الأقصى" قادة كبار في جيش الاحتلال، وسارييل الذي استقال بسبب دوره في "الإخفاقات التي أدت إلى المذبحة" بحسب ما جاء في بيان استقالته، لن يكون بالتأكيد أخر الهاربين من سفينة نتنياهو المثقوبة التي تعج بالفئران.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه الوحدة 8200 دولة الاحتلال الاستخبارات استقالة الاستخبارات دولة الاحتلال الوحدة 8200 سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال طوفان الأقصى الوحدة 8200

إقرأ أيضاً:

البحرين يعيش دراما «الأهداف القاتلة»!

 
سلطان آل علي (دبي)

يعيش منتخب البحرين واحدة من أكثر الحالات الدراماتيكية في تاريخه، خلال المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث كانت الدقائق الأخيرة عنواناً بارزاً في العديد من مبارياته.
من تسجيل أهداف قاتلة إلى استقبال أخرى، تميزت مباريات البحرين بالإثارة حتى صافرة النهاية، ولا يمكنك التنبؤ بالنتيجة حتى اللحظة الأخيرة.
البداية كانت مع المباراة التاريخية أمام أستراليا، حيث تمكن المنتخب البحريني من تحقيق فوز ثمين بنتيجة 1-0 بفضل هدف قاتل في الدقيقة 89.
الانتصار منح البحرين ثلاث نقاط ثمينة أمام خصم قوي، وأثبت قدرة الفريق على تقديم أداء قوي حتى اللحظات الأخيرة.
ولكن لم تقتصر الأحداث الدراماتيكية على اللقاء، فقد عاد البحرين في مباراة أخرى ضد إندونيسيا من التأخر إلى التعادل 2-2 بفضل هدف في الدقيقة 99، ليخطف نقطة ثمينة تعكس الروح القتالية للفريق.
على الجانب الآخر، عانى المنتخب البحريني أيضاً اللحظات القاتلة عندما استقبل هدفاً في الدقيقة 91 أمام الصين، ليخسر المباراة 0 - 1، خلال لقاء شهد تفريطاً في النقاط بسبب قلة التركيز في الدقائق الأخيرة.
وفي مواجهة أستراليا الثانية، تقدم البحرين بنتيجة 2-1 حتى الدقيقة 96، لكن الفريق تلقى هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، ليُفقده ذلك نقطتين ثمينتين كانتا ستعززان من موقفه في التصفيات.
هذه السلسلة من المباريات تؤكد أن منتخب البحرين يملك روحاً قتالية وقدرة على المنافسة حتى اللحظات الأخيرة، إلا أنها تُظهر أيضاً الحاجة إلى تعزيز التركيز الدفاعي وإدارة الوقت بشكل أفضل، وتسجيل الأهداف القاتلة يعكس الروح العالية للفريق، لكن استقبال الأهداف في الدقائق الأخيرة يكشف عن نقاط ضعف يجب العمل على معالجتها.

أخبار ذات صلة إطلاق السلسلة التلفزيونية «بكين الساحرة».. في دبي الإكوادور.. انتصار «العقود الستة»!

مع تبقي مباريات حاسمة في التصفيات، سيكون على منتخب البحرين الحفاظ على الروح القتالية التي أظهرها، مع تحسين التنظيم الدفاعي، خاصة في الأوقات الحرجة.
والفوز أمام أستراليا في اللحظات الأخيرة كان لحظة ملهمة للجماهير البحرينية، لكن فقدان النقاط أمام الصين وأستراليا في اللحظات الأخيرة كان بمثابة تذكير بأن كرة القدم لا تعتمد فقط على الجهد، بل على إدارة المباريات بذكاء وحنكة.
وبمزيج من الحماس والعمل الجاد على نقاط الضعف، يمكن للمنتخب البحريني أن يستغل هذه اللحظات الحاسمة لصالحه، ويواصل مشواره نحو حلم التأهل إلى كأس العالم 2026، ليترك بصمة تُذكر في تاريخ الكرة الآسيوية.

مقالات مشابهة

  • من هي ”أم كيان” التي تقود الاستخبارات النسائية لدى الحوثيين؟
  • من هو الرجل الذي أرسلته كوريا الشمالية لقيادة قواتها في معارك أوكرانيا؟
  • البحرين يعيش دراما «الأهداف القاتلة»!
  • إذاعة جيش الاحتلال: الضابط الذي أصيب بشمال غزة قائد كتيبة
  • كيف يعيش اللبنانيون على وقع تحذيرات الإخلاء؟
  • أردوغان: سنواصل النضال ضد الفوضى التي تثيرها سياسات الاحتلال
  • الوحدة.. آفة العصر التي تسبب أمراض القلب والسكري
  • الجيش الاسرائيلي يعلن مداهمة واسعة جنوب لبنان وحزب الله يقصف مقر 8200
  • من هو القسام الذي بدأ المقاومة.. وماذا ورثت عنه الكتائب في غزة؟
  • قطاع غزة: شهداء وجرحى وغرق خيام في اليوم الـ410 للعدوان الإسرائيلي