الهجوم اليمني على “تل أبيب”: الرواية الرسمية الإسرائيلية تتناقض مع المشاهد الميدانية والاحتلال يعترف بفشل دفاعاته
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
الجديد برس:
سعت قوات الاحتلال الإسرائيلي لإخفاء تفاصيل الهجوم اليمني الأخير الذي استهدف قلب “تل أبيب”، وادعت اعتراض الصاروخ، ولكن الحرائق وسحب الدخان التي ظهرت في منشآت حيوية حول “تل أبيب” وصور الناشطين الإسرائيليين التي تسربت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أجبرت الاحتلال على تغيير روايته.
حتى اللحظة، لم تعترف “إسرائيل” بتفاصيل الهجوم بشكل كامل، رغم تأكيدها أن الصاروخ اليمني استهدف خمسة مواقع استراتيجية من بينها محطة كهرباء جنوب شرق “تل أبيب”، ومطار بن غوريون، ومحطة قطار “موديعين”، إضافة إلى موقع استراتيجي غير محدد.
المشاهد التي تسربت من “تل أبيب”، والتي فشلت الرقابة العسكرية في حظرها، أظهرت دماراً كبيراً في محطة القطارات الأرضية وأحد الجسور المعلقة في “تل أبيب”، بالإضافة إلى تصاعد سحب الدخان من محطة للطاقة قرب مطار بن غوريون.
وفقاً للرواية الرسمية الإسرائيلية، فإن الصاروخ اليمني وصل إلى هدفه في منطقة نائية بين “تل أبيب” والقدس. وأوضحت الرواية أن الحرائق والدمار الذي شهدته “تل أبيب” ناتج عن شظايا الصاروخ وسقوط صواريخ اعتراضية من الدفاع الجوي الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن الرواية قد تكون صحيحة جزئياً، خاصة فيما يتعلق بسقوط صواريخ اعتراضية من نوع “حيتس” و”مقلاع داود”، التي تكلف ملايين الدولارات وتسببت في انفجارات قوية، إلا أن الصاروخ اليمني، الذي قطع نحو 2040 كيلومتراً بسرعة عالية، نجح في تجاوز أحدث المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.
الهجوم اليمني على “تل أبيب” يمثل انتكاسة جديدة للاحتلال، حيث أثبتت قوات صنعاء قدرتها على الوصول إلى عمق “إسرائيل” بصاروخ واحد، مما يثير المخاوف من المزيد من الهجمات المستقبلية. كما أن الصاروخ الذي سقط في منطقة نائية بالقرب من خمسة مواقع استراتيجية، بما في ذلك مطار بن غوريون، يبرز رسالة قوية من صنعاء بأن هذه المواقع أصبحت في مرمى نيرانها، مما قد يجبر الاحتلال على إجلاء السكان منها تحسباً لمزيد من الهجمات.
وأعلنت قوات صنعاء، اليوم الأحد، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا (تل أبيب) بفلسطين المحتلة، وذلك في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.
وقال المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز، إن “القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية نفذت، بعون الله، عملية عسكرية نوعية باستخدام صاروخ باليستي جديد فرط صوتي، نجح في الوصول إلى هدفه بينما أخفقت دفاعات العدو في اعتراضه”.
وأضاف سريع أن “الصاروخ قطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومتراً في غضون 11 دقيقة ونصف، مما أدى إلى حالة من الخوف والهلع بين الإسرائيليين، حيث توجه أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ لأول مرة في تاريخ العدو”.
وأكد سريع أن “هذه العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، وتتويجاً لجهود أبطال القوة الصاروخية في تطوير التقنية الصاروخية لمواجهة تحديات المعركة مع العدو الصهيوني”، مشدداً على أن “عوائق الجغرافيا والعدوان الأمريكي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس لن تمنع اليمن من أداء واجبه الديني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني”.
وأضاف أن “العدو الإسرائيلي يجب أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة، ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر، والتي تشمل الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة ومواصلة دعم الشعب الفلسطيني المظلوم”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: تل أبیب
إقرأ أيضاً:
هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”
شهد اللقاء بين فلاديمير زيلينسكي ودونالد ترامب منعطفا غير متوقع. حيث دخل الزعيمان في جدل حاد أدى إلى رحيل الرئيس الأوكراني على عجل من البيت الأبيض.
وقد تميز اللقاء بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، بتبادل حاد للكلمات بين الزعيمين. مما دفع الوفد الأوكراني إلى مغادرة البيت الأبيض قبل الموعد المخطط له. ونتيجة لذلك، لم يتم التوقيع على اتفاقية استغلال المعادن في أوكرانيا، كما كان مخططا له في البداية.
ولكن كل شيء بدأ بشكل جيد. قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس. من أهمية تصريحاته اللاذعة ضد نظيره الأوكراني، قائلا إنه “لا يستطيع أن يصدق” أنه ألقى مثل هذا الخطاب.
قبل أن يتوجه إلى البيت الأبيض، الجمعة، زار فولوديمير زيلينسكي مجلس النواب الأمريكي للقاء “وفد من الحزبين من مجلس الشيوخ الأمريكي”.
وبعد ذلك، تبادل الزعيم الأوكراني صورة شخصية مع بعض المشاركين، ومن بينهم السيناتور الديمقراطية إيمي كلوبوشار. وكتبت أن اللقاء كان “اجتماعا ثنائيا جيدا للغاية”. وختمت منشورها على X قائلة: “نحن نقف مع أوكرانيا”.
وتوجه بعد ذلك فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض حيث كان في استقباله نظيره الأمريكي.
وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا “قريب إلى حد معقول”. وأشار دونالد ترامب أيضًا إلى العقد الخاص بالمعادن الأوكرانية الذي من المقرر أن يوقعه الزعيمان.
وبحسب قوله، فإن هذا “اتفاق عادل للغاية”. وأكد الرئيس الأوكراني أن ضيفه “يقف إلى جانب” أوكرانيا.
“أبرم صفقة أو سنتركك خلفنا”لكن الوضع زاد سوءا بعد ذلك. ففي حال إجراء مفاوضات، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أنه لا يريد الاستسلام لفلاديمير بوتين. لكن دونالد ترامب رد بأنه سيضطر إلى تقديم “تنازلات”.
بداية مشهد من التوتر استمر لعدة دقائق رفع خلالها ترامب وزيلينسكي. ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أصواتهم وقاطعوا بعضهم البعض عدة مرات.
وانتقد دونالد ترامب بشكل خاص فولوديمير زيلينسكي، الذي جاء لطلب دعم واشنطن بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد روسيا. ووصفه بأنه “وضع نفسه في موقف سيئ للغاية”، وقال له إنه “لا يمسك بالأوراق”.
وهدد قائلا “إبرام صفقة (مع روسيا) أو سنترككم”، مشيرا إلى أنه سيكون “صعبا للغاية” التفاوض مع الزعيم الأوكراني.
وقال دونالد ترامب أيضا “عليكم أن تكونوا شاكرين (…) أنتم تلعبون بحياة ملايين البشر. أنتم تلعبون بالحرب العالمية الثالثة (…)”.
وأكد الرئيس الأمريكي مراراً وتكراراً على أهمية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وتابع قائلا “تذكروا هذا: أنتم لستم في وضع يسمح لكم بإملاء ما نشعر به”. وقال رئيس الولايات المتحدة “لو لم تكن لدينا معداتنا العسكرية، لكانت هذه الحرب انتهت خلال أسبوعين”.
ترامب: زيلينسكي ليس مستعدًا للسلامولم يتردد الرئيس الأوكراني، الذي بدا مندهشا بشكل واضح من هذا الارتفاع المفاجئ في لهجته. في محاولة تفسير موقفه، معتقدا أن الولايات المتحدة “سوف تشعر بتأثير” الهزيمة العسكرية الأوكرانية.
ثم سأل نائب الرئيس فانس، الذي اتصل به للتو: “هل سبق لك أن ذهبت إلى أوكرانيا لتشاهد مشاكلنا؟”
كما وجه نائب الرئيس الأمريكي كلمات قاسية للغاية لرئيس أوكرانيا.
وتساءل ترامب في حديثه لفولوديمير زيلينسكي: “هل تعتقد أنه من الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتهاجم الإدارة التي تحاول منع تدمير بلدك؟”.
وقال لفولوديمير زيلينسكي: “هل قلت كلمة شكرا مرة واحدة طوال هذا الاجتماع؟ لا (…). قدم بعض كلمات التقدير للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول إنقاذ بلدك”.
وأثارت هذه التصريحات استياء أوكسانا ماركاروفا، سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة. التي وضعت رأسها بين يديها وأظهرت انزعاجها الشديد.
ورغم أنه كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي مشترك، إلا أنه تم إلغاؤه في نهاية المطاف وغادر الوفد الأوكراني البيت الأبيض على عجل. ولم يتم توقيع الاتفاق بشأن المعادن والهيدروكربونات والبنية التحتية الأوكرانية. الذي سافر فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن من أجله.
وفي نهاية اللقاء، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية Truth Social أن فلاديمير زيلينسكي “أهان الولايات المتحدة الأميركية”.