تقرير: 80٪ من الصحفيات الأفغانيات توقفن عن العمل منذ 2021
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن أكثر من 80٪ من الصحفيات الأفغانيات قد توقفن عن العمل منذ 15 أغسطس 2021، أي عندما استولت حركة “طالبان” على السلطة في البلاد.
وفي تقرير جديد بعنوان “الصحافة الأفغانية لا تزال تقاوم بعد عامين من اضطهاد طالبان”، أفادت المنظمة بأنه “من بين ما يقرب من 12000 صحفي من الذكور والإناث، في أفغانستان، تخلى أكثر من ثلثيهم عن المهنة”.
وقدم التقرير تفاصيل عن التحديات التي واجهتها وسائل الإعلام الأفغانية في العامين الماضيين، لافتا إلى أن “أحدث الأمثلة أنه في بداية شهر أغسطس الحالي، أغلقت السلطات المحلية في ولاية ننكرهار مقر تلفزيون وراديو “Hamisha Bahar” بموجب أحكام الشريعة الإسلامية”.
وذكرت المنظمة أنه بناء على تقرير جمعية الصحفيين الأفغان المستقلين (AIJA)، اختفت منذ ذلك الحين أكثر من نصف وسائل الإعلام البالغ عددها 547 والتي تم تسجيلها في عام 2021، مبينة أن من بين 150 قناة تلفزيونية، بقي أقل من 70، ومن بين 307 محطات إذاعية، لا يزال هناك 170 فقط تبث، فيما انخفض عدد وكالات الأنباء من 31 إلى 18 وكالة.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
دعوة للمصالحة في أفغانستان.. رسالة قائد طالبان قبل عيد الفطر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد القائد الأعلى لحركة طالبان، هبة الله آخوند زاده، أن أفغانستان تمتلك "فرصة ذهبية" لتحقيق الوحدة والمصالحة، داعيًا الشعب للاصطفاف خلف قوات الأمن الأفغانية، التي وصفها بأنها تعمل "بكد وإخلاص" لإرساء السلام.
ومع ذلك، تجنبت الرسالة الإشارة إلى الهجمات التي استهدفت المدنيين، ولم تركز سوى على دعم وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، التي فرضت قيودًا صارمة على السلوكيات الشخصية. وقد نُشرت الرسالة بخمس لغات، مما يعكس محاولة طالبان توجيه رسالتها إلى جمهور واسع، ليس فقط داخل أفغانستان، بل أيضًا إلى المجتمع الدولي.
المحلل السياسي حسن عباس أشار إلى أن تركيز آخوند زاده على الوحدة من منظور ديني قد يكون مؤشرًا على تصاعد الخلافات داخل الحركة، خاصة بينه وبين سراج الدين حقاني، القائم بأعمال وزير الداخلية، والذي يُعد أحد أبرز قادة الجناح البراغماتي في طالبان.
تحولات السلطة: من كابل إلى قندهار
منذ عودة طالبان إلى الحكم عام 2021، انتقل مركز اتخاذ القرار من العاصمة كابل إلى قندهار، معقل الحركة التاريخي. هذا التحول عكس بوضوح تصاعد نفوذ آخوند زاده، الذي بات يُنظر إليه على أنه الزعيم الفعلي، بينما تراجعت مكانة بعض القيادات التي كانت بارزة خلال فترة الحرب.
في هذا السياق، يُنظر إلى شبكة حقاني، بقيادة سراج الدين حقاني، على أنها تمثل جناحًا أكثر براغماتية، يسعى لتخفيف بعض السياسات القمعية لكسب الشرعية الدولية، بينما يتمسك آخوند زاده والمقربون منه بنهج متشدد يسعى إلى تعزيز السيطرة على البلاد.
إلغاء المكافآت الأمريكية: تغيير في التكتيك أم تنازل سياسي؟
في تحول مفاجئ، ألغت الولايات المتحدة المكافآت المالية التي سبق أن رصدتها لقاء معلومات تقود إلى قادة شبكة حقاني، بمن فيهم سراج الدين حقاني، عبد العزيز حقاني، ويحيى حقاني.
ورغم أن هؤلاء القادة ما زالوا مصنفين كـ"إرهابيين عالميين"، فإن إزالة المكافآت أثارت تكهنات بشأن وجود تفاهمات غير معلنة بين واشنطن وطالبان.
ويأتي هذا القرار بعد زيارة مسؤولين أمريكيين إلى أفغانستان لأول مرة منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الرئيس الذي كان قد وقع اتفاق السلام مع طالبان عام 2020، والذي أدى إلى الانسحاب الأمريكي في 2021.
المحلل السياسي الأفغاني عبد الواحد فقيري رأى أن هذه الخطوة تحمل "رمزية" أكثر من كونها تغييرًا جذريًا في السياسة الأمريكية، لكنها قد تعكس محاولة لمنح سراج الدين حقاني مساحة للتحرك في اتجاه أكثر اعتدالًا.
التوترات الداخلية ومستقبل طالبان
تشير تقارير عديدة إلى تصاعد الخلافات داخل طالبان بين جناح حقاني، الذي يسعى إلى تقديم صورة أكثر براغماتية، والجناح المتشدد بقيادة آخوند زاده، الذي يفرض قيودًا صارمة على المجتمع الأفغاني.