عمر هاشم: الله أمرنا بالفرح بميلاد النبي
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن المولد النبوي الشريف، ذكرى عطرة تعتبر "فرحة عظمى" لكل المسلمين في شتى أنحاء العالم، موضحا أن فرحة المسلمين تتجلى في كل ربيع أول، عندما تتفاعل أصداء ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع قلوب المؤمنين، وتجعلهم يتذكرون فضل الله العظيم في بعثته.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، خلال احتفالية الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف، ونقلتها فضائية "الناس"، اليوم الأحد: "هكذا تكون الفرحة العظمى بهذه الذكرى العطرة، التي كلما أشرق ربيع الأول، تجاوبت أصداؤها مع كل القلوب في الأرض، حين أقبلت، يا ربيع المكرم، أقبلت ذكرياتنا تتبسم وتتهادى، وأمنياتنا تتكلم، وحديث الإيمان يرتفع مع الروح، فأصبح وجودنا يترنم بتلك الذكرى، فقف بنا، هل رأيتم مثل أيامها؟ أجل، وأكرم تلك الذكرى هي ميلاد خير البرايا، وعليه صلى الله عليه وسلم".
حلاوة المولد| حضري أقراص الكاجو اللذيذة للمولد النبويوأَضاف: "أمرنا ربنا أن نفرح بهذه الذكرى حين قال: 'قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون'، وفُضِل الله تجلى بمنته ونعمته بميلاده وبعثته صلى الله عليه وسلم، لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، أنعم بهذه النعمة، فهي نعمة وفضل ورحمة، لأنه قال: 'وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين'، وهو قال عن نفسه: 'إنما أنا رحمة مهداه.'
وتابع: "بين موقفه من إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين، قال صلى الله عليه وسلم: 'مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فجمله وزينه إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ فَأَنَا اللُّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ.'
واستكمل: "وبين حبه لنا، لأمته، وشفقته ورحمته كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر، قال: 'تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إبراهيم في قومه: {ربّ إنهنّ أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم}، وقول عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}، فرفع كف الدعاء إلى ربه وقال: 'يا رب أمتي أمتي'، وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل الله تعالى جبريل عليه السلام ليقول للنبي: 'ما يبكيك؟' وهو أعلم ما يبكيك، فاجتهد وأخبره: 'يا محمد، إن رب العزة قال: سأرضيك في أمتك ولا نسوك'، فكانت هذه بشرى لنا، يا أمة الإسلام، حق لنا أن نفرح بهذه الذكرى العطرة".
وشرح: "هذه الذكرى التي نسعد فيها بتدارس أشرف سيرة في الوجود لصاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم، تعرب عن فرحنا برسولنا، والفرح بالرسول له فضله وأثره، حسب ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي لهب، وهو كافر وفي النار، ومع ذلك عندما ولد الرسول فحملت جاريته ثويبة نبأ ميلاد الرسول ففرح واعتق، فلما التقى العباس بعد ذلك في الرؤية قال له: 'ماذا أنت؟' قال: 'وصلتني رحمة بسبب عتقي لثويبة وفرحي بمحمد بن عبد الله.'
وأشار إلى أن أحد العارفين قال: 'إذا كان هذا كافراً، جاء ذمه وتبت يداه في الجحيم مخلداً، ومع ذلك يخفف عنه يوم الاثنين دائماً للسرور بأحمد، فما الظن بالعبد الذي عاش أمره بأحمد مسروراً ومات موحداً؟'
وأَضاف: "يا أمتنا الإسلامية في كل مكان، اجعلوا من هذه الذكرى دافعاً لكم أن تتمسكوا بهديه، وأن تتبعوا سنته، وكونوا يداً واحدة لدرء الأخطار التي تحاول الشغب على الإسلام وعلى رسول الإسلام وعلى سنة رسول الإسلام، أولئك الذين شغبوا على السنة والعلماء وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم، إذا كان الله سبحانه قد كرم هذه الأمة وجعلها خير أمة أخرجت للناس، فإنما ذلك لأنهم يقومون برسالة رسولهم من بعده.
وتابع: "الأمم السابقة كانوا إذا مات رسولها جاء رسول آخر فنسخ الشريعة السابقة وجاء برسالة جديدة، أما هذه الأمة، فليس هناك نبي بعد رسول الله، فهو خاتم النبيين، الذى قال: 'أنا العاقب، فلا نبي بعدي'، لا رسالة تأتي لتجدد أو تنسخ، ولا كتاب بعد القرآن، من يقوم برسالة الرسول من بعده هم أمته، ومن هنا كان العلماء ورثة الأنبياء، وعلى الأمة أن تحرص على توقيرهم وحبهم، لأنهم ورثة نبيهم وحاملو أشرف تراث في الوجود، فلنحرص على ديننا وسنة نبينا من أولئك الذين شغبوا عليها، بثوا يا رسول الله بعض أسى من جيش افك، لن تهدم صرحها العالي وإن كثروا. ومنزل الإفك سينهدم، لولا حديثك لم نعرف شريعتنا، ولم نصلي، ولم نحج، ولم نعرف أحكام سرعتنا، جاءت مفصلة في القرآن، وتكفل الله بالقرآن يحفظه، وقولك الحق شرح للكتاب".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: احتفالية الطرق الصوفية عضو هيئة كبار العلماء الدكتور أحمد عمر هاشم أحمد عمر هاشم هيئة كبار العلماء الطرق الصوفية المسلمين النبي محمد ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله علیه وسلم هذه الذکرى رسول الله
إقرأ أيضاً:
ماذا يفعل رسول الله أول جمعة في رمضان؟.. الإفتاء: 11 عبادة
ماذا يفعل النبي في أول جمعة في رمضان ؟.. هناك أعمال مستحبة أوصى بها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وسنن حرص عليها وأرشدنا إليها باعتبارها من الغنائم، التي لا ينبغي تفويتها، حيث إن معرفة ماذا يفعل النبي في أول جمعة في رمضان والسير على خطاه واتباع سنته -صلى الله عليه وسلم- تكون سببًا في الفوز بنفحات وبركات هذا الشهر الفضيل.
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال: (ماذا يفعل النبي في أول جمعة في رمضان ؟)، بأن الدعاء يوم الجمعة وليلته، من أبرز ما كان يفعل النبي يوم الجمعة، ويفضل الإكثار من الصلاة على النبي في هذا اليوم.
واستشهدت "الإفتاء"، بما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال: «مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِهِ مِنَ النُّورِ نُورٌ، يَقُولُ النَّاسُ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ يَعْمَلُ هَذَا»، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- :«أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة».
وأوضحت أنه ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يُبكر إلى المسجد، كما أشارت إلى أن الاغتسال في يوم الجمعة، أحد الأمور التي كان يفعلها النبي يوم الجمعة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اغتَسَلَ يَوَم الجُمُعةِ، ومَسَّ من طِيبٍ إنْ كان عندَه، ولَبِسَ من أحسَنِ ثيابِه، ثم خَرَجَ حتى يأتيَ المَسجِدَ فيَركَعَ إنْ بَدا له، ولم يُؤْذِ أحَدًا، ثم أنصَتَ إذا خَرَجَ إمامُه حتى يُصلِّيَ؛ كانت كفَّارةً لِمَا بيْنَها وبيْنَ الجُمُعةِ الأخرى».
وأضافت أن من أبرز ما كان يفعل النبي يوم الجمعة، وأوصانا القيام به، هو قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، فقد ورد عن أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» صحيح الجامع، كما سبق ولفت الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتاوى في دار الإفتاء، إلى أن وقت قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، يبدأ من غروب شمس يوم الخميس، وينتهي مع غروب شمس يوم الجمعة.
سنن الجمعة في رمضانوردت أحاديث ونصوص نبوية تحث على أمور يُستحب للمسلم فعلها يوم الجمعة ليغفر الله تعالى ذنوبه ويدخله الجنة، فيوم الجمعة هو من خير الأيام وأفضلها، ولذلك ينبغي الحرص على سنن يوم الجمعة كما جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ»، من سنن يوم الجمعة أولًا: قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان في صلاة الفجر من يوم الجمعة، ولذلك جاء في صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ «الم * تَنْزِيلُ» [السجدة: 1، 2]، و «هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ» [الإنسان: 1]، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ.
و ثانيًا من سنن يوم الجمعة : الاغتسال والتبكير إلى صلاة الجمعة، فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ»، وثالثًا من سنن يوم الجمعة: الإنصات أثناء الخطبة، ففي صحيح البخاري عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: أَنْصِتْ - وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ - فَقَدْ لَغَوْتَ».
و رابعًا من سنن يوم الجمعة : استحباب وضع الروائح الطيبة للجمعة، ففي صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى»، وخامسًا من سنن يوم الجمعة: الدعاء لان فيه ساعة إجابة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، زَادَ قُتَيْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ: وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
وسادسها : لبس أجمل الثياب صحيح- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ: «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوِ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، سِوَى ثَوْبِ مِهْنَتِهِ»، فوضح لنا من خلال هذا التوجيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحبُّ للمسلم أن يُخَصِّص -أو يشتري- ثيابًا ليوم الجمعة، وذلك في حال تيسُّر الأمر عليه، وسابعًا من سنن يوم الجمعة: استخدام السواك، والدليل على ذلك ما رواه مسلم، قال: حدثنا عمرو بن سواد العامري، حدثنا عبدالله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه، عن أبي بكر بن المنكدر، عن عمرو بن سليم عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه».
وثامنًا: التبكير إلى المسجد للصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفق عليه (صحيح البخاري، صحيح مسلم)، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ المَلاَئِكَةُ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (صحيح البخاري)، وتاسعًا منسنن يوم الجمعة: يُستحبُّ التطوُّعُ يومَ الجُمعةِ قبل الزَّوالِ الظهر، نصَّ عليه المالكيَّة والشافعيَّة والحنابِلَة، أي يصلى المسلم صلاة تطوعًا قبل أذان الجمعة، واستدلوا على ذلك بما روي عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَن اغتسَلَ ثم أَتى الجُمُعةَ، فصلَّى ما قُدِّرَ له، ثم أَنصتَ حتى يَفرغَ من خُطبته، ثم يُصلِّي معه، غُفِرَ له ما بينه وبين الجُمُعةِ الأخرى، وفضلَ ثلاثةِ أيَّام».
وعاشرًا من سنن يوم الجمعة : قراءة سورة الكهف استحَبَّ الجمهور: الحَنَفيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، قراءةَ سورةِ الكهفِ يومَ الجُمُعة واختاره ابنُ الحاج من المالِكيَّة، والدَّليلُ مِنَ السُّنَّة ما روي عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ».
أما الحادي عشر من سنن الجمعة: الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة، فالإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة في يوم الجمعة وليلتها، قد يصل فضله إلى البراءة من النار، والإمام السخاوي ذكر عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت فلانًا -وذكر رجلًا من الصالحين- في ساعة النزع " ساعة الاحتضار"، فوجدنا رقعة تحت رأسه مكتوبا فيها: «براءة لفلان من النار». وعندما سألوا أهله ماذا كان يفعل؟، فأجاب أهله: إذا ما كان يوم الجمعة صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة، لذا قال الإمام الشافعي: «يستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها».