كوالالمبور- ذكرت هيئة تطوير الشؤون الإسلامية في ماليزيا "جاكيم"، التي تستند في معاييرها إلى "مؤسسة الحلال الماليزية"، أن منتج الخبز الذي تنتجه شركة "الإخوان القابضة للخدمات والتجارة" لا يحمل شهادة الحلال، مما يعني أن المنتج "غير قانوني" حسب معايير الهيئة، ونشرت على صفحتها في فيسبوك أنها ستتخذ إجراء قانونيا ضد الشركة المنتجة لـ"روتي إخوان".

وجاء تحريم "خبز الإخوان" بعد يومين من مداهمة الشرطة الماليزية 20 مركزا للرعاية الاجتماعية على علاقة بالشركة بعد معلومات عن تعرض أطفال فيها للاغتصاب.

وبحسب تصريحات قائد الشرطة الماليزية رزار الدين حسين، فإن المعلومات التي تلقتها الشرطة تفيد بالاشتباه في تعرض 13 طفلا لاعتداءات جنسية، من بين أكثر من 400 طفل يتلقون الرعاية في مؤسسات تدعمها شركة "الإخوان القابضة".

وتشهد القضية تفاعلا في الأوساط السياسية والإعلامية الماليزية، لكن في إطارها الطبيعي بسبب أن "جماعة دار الأرقم" المحظورة في تسعينيات القرن الماضي سبق أن أعادت تموضعها على شكل شركات تجارية ناجحة، حيث اتهمت الجماعة بتبني فكر صوفي ونشر أفكار منحرفة، مثل الاعتقاد بأن زعيمها أشعري محمد هو "المهدي المنتظر"، لكنه توفي عام 2010.

النائب إبراهيم بن سيد نوح: هناك خلط متعمد بين الإخوان المسلمين الماليزيين وشركة الإخوان التجارية (الجزيرة) "جهل واستغلال"

فوجئت الأوساط السياسية والحزبية الماليزية على اختلاف أطيافها بزج صحف ومواقع عربية اسم "جماعة الإخوان المسلمين" في قضية لا علاقة للحركة بها، لا سيما أن مؤسساتهم في ماليزيا معروفة ولم تشر إليها السلطات عند الحديث عن "شركة الإخوان القابضة"، أو "جماعة دار الأرقم" في السابق.

وسخر النائب في البرلمان الماليزي سيد إبراهيم بن سيد نوح مما وصفها بـ"سخافة الربط بين هيئتين مختلفتين في المنطلقات الفكرية والعقائدية والتجارية وحتى الاجتماعية"، وقال في تصريحات للجزيرة نت "لعل الخلط جاء من مصطلح الأخوة الإسلامية الذي يربط بين جميع المسلمين".

وأضاف ابن سيد نوح، وهو قيادي في حزب عدالة الشعب الحاكم، إنه لا يوجد أي علاقة من قريب أو بعيد بين حركة الإخوان المسلمين المعروفة وشركة "غلوبال إخوان"، وأن الإجراءات التي اتخذتها السلطات ضد الشركة لم تمس أيا من المؤسسات المعرفة بصلتها بجماعة الإخوان المسلمين، إذ إن هناك أحزابا ومؤسسات في ماليزيا لا تنكر علاقتها بالجماعة فكريا أو تنظيميا مثل "الحزب الإسلامي الماليزي" أو "مؤسسة إكرام".

وعلّق وان سبكي، وهو أحد مسؤولي "إكرام"، في حديثه للجزيرة نت على ما سمّتها صحف ومواقع تصدر باللغة العربية "فضيحة جنسية للإخوان المسلمين الماليزيين" بالقول "إنها فضيحة محرري هذه المواقع الذين يجهلون الواقع الماليزي، وحاولوا الاصطياد في الماء العكر".

أما رئيس الحزب الإسلامي الشيخ عبد الهادي أوانغ، فنفى في تصريحات صحفية أن يكون لحزبه علاقة بشركة "غلوبال إخوان"، وأكد أن الحزب يتبع منهجا صارما في التربية والأخلاق، ولا يترك مجالا لإثارة الإشاعات.

رئيس "غلوبال إخوان" نصير الدين محمد علي يرى أن التهم يجب أن توجه لأفراد وليس للجماعة (الجزيرة) "غلوبال إخوان"

بدورها، لم تبد شركة الإخوان القابضة أي تحد للسلطات، وأبدت رغبتها في الإصلاح والتعاون في التحقيق، واعتبر رئيسها نصير الدين محمد علي أن "التهم يجب أن توجه للأفراد المشتبه في ارتكابهم جرائم، وليس بالتعميم" وفق تعبيره، لا سيما أن السلطات جمدت حسابات وأصول الشركة.

وفرقت "غلوبال إخوان" بين المجموعة التجارية ودور الرعاية الاجتماعية التي ترعاها، وأكدت أن الشركة حققت نجاحات كبيرة باستثمارها في مشاريع صغيرة ومتوسطة مثل المقاهي والمطاعم والصناعات الغذائية، واتسعت أنشطتها إلى نحو 20 دولة، إضافة إلى مئات الأفرع في ماليزيا.

كما يتجنب مسؤولو الشركة نبش الماضي عند الحديث عن أسباب منع "جماعة دار الأرقم"، ويفضلون الحديث عن تعزيز المجتمع وتماسكه، إذ إن الشركة تتبنى سياسة التشجيع على تعدد الزوجات وتقيم له مهرجانات خاصة وتنظم حفلات زواج جماعي، وتقول إنها تهدف إلى تدريب الزوجات على الحياة المشتركة، والأزواج على العدالة والإنفاق والمسؤولية، ويقول المسؤولون إنهم حققوا نجاحات كبيرة في مجال التعاون الاجتماعي، ظهرت بتراجع حالات الطلاق في الأسر المتعددة الزوجات.

ويتساءل بعض نشطاء الشركة عن توقيت "الهجوم الأمني والإعلامي" عليهم، وعزاه بعضهم إلى احتمال التغطية على سياسات غير مقبولة شعبيا، أو بتعبير أحدهم "إذا كان الخبز غير مسجل في دائرة الحلال الرسمية، فلا يعني أنه حرام".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإخوان المسلمین شرکة الإخوان فی مالیزیا

إقرأ أيضاً:

أستاذ صحافة: القارئ إذا لم يجد نفسه في السياسات التحريرية لن يتوجه للصحافة

كتب- محمد أبو بكر:

أكد محرز حسين غالي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن المؤسسات الصحفية تواجه أزمة مالية خانقة نتيجة تراجع عائدات التوزيع والإعلانات، مشيرًا إلى أن محركات البحث أصبحت منافسًا خطيرًا للصحف الكبرى واستحوذت على جزء كبير من عائدات الإعلانات.

وأوضح "غالي"، أن العديد من المؤسسات الصحفية تعاني أيضًا من أزمة إدارة، مطالبًا بإعادة هيكلة المؤسسات بما يتوافق مع تجارب دولية ناجحة في هذا المجال.

وأضاف أن العديد من الدول تبحث عن حلول بديلة لمواجهة الأزمة، لافتًا إلى أن بعض الصحف بدأت في تنويع مصادر التمويل عبر الشراكات الاستثمارية مع مؤسسات أخرى ذات علاقة بالإعلام مثل شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأكد أن بعض الصحف الكبرى حاولت تنفيذ هذه الاستراتيجيات دون النجاح، مشيرًا إلى تجربة صحيفة "الجارديان" التي طبقت نظام العضوية المدفوعة وحققت نجاحًا مع اشتراك حوالي 500 ألف شخص في السنة الأولى.

وتابع غالي قائلًا: "الحريات الصحفية جزء أساسي من الاقتصاد الصحفي، فالقارئ إذا لم يجد نفسه في السياسات التحريرية لن يتوجه للصحف".

من جانبه، أشار الدكتور أحمد فتحي، مدرس الإعلام، إلى أن الصحافة يجب أن تُعامل كصناعة تحتاج إلى مصادر تمويل مستدامة.

وأضاف أن تجربة الدمج في المؤسسات الصحفية القومية لم تكن ناجحة، حيث أدت إلى خسائر بدلاً من تقليل النفقات، خاصة في بعض الإصدارات المسائية.

وفي نفس السياق، قال الدكتور علي التركي، مدير تحرير البوابة نيوز، إن الأزمة الأساسية في الصحافة المصرية تكمن في غياب نموذج عمل تجاري واضح.

وأضاف التركي أن 80% من سوق الصحافة في مصر تحت سيطرة الدولة، مؤكدًا أن الصحفيين يعانون من بطالة مرتفعة، حيث يحصل 15% منهم على بدل البطالة، و15% آخرين على بدل تأميني.

كما أشار إلى أن الشركات التكنولوجية لا تهتم بصناعة الصحافة في مصر لانخفاض العائدات، مطالبًا الدولة بقيادة تحالف من الصحف للتفاوض مع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيس بوك لزيادة فرص الإعلانات.

وأوضح أنه لا بد من وجود إجراءات جادة وفعّالة لدعم الصحافة المصرية، واقترح فرض رسوم إنترنت بنسبة 1% على المواطنين لدعم الصحف.

اقرأ أيضًا:

مصر تسعى لإنشاء 5 مواني جافة جديدة وطرحها على القطاع الخاص - تفاصيل

تفاصيل تشغيلات 3 أدوية حذرت منها هيئة الدواء في ديسمبر.. هكذا تكتشفها

رئيس تحرير "المال": الصحافة الورقية ماتت

محرز حسين غالي جامعة القاهرة كلية الإعلام جامعة القاهرة الاقتصاد الصحفي المؤسسات الصحفية محركات البحث الصحفية القومية الصحافة المصرية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة مجدي الجلاد: الصحافة المصرية لم تواكب التطور العالمي أخبار غالي محمد: إدارة الإعلانات شاخت في معظم المؤسسات الصحفية أخبار سعد عبد الحفيظ: هامش الحرية "دينامو" الأوضاع الاقتصادية للمؤسسات الصحفية أخبار

مقالات مشابهة

  • صحافة «الوجبات السريعة»!!
  • حصاد الأزهر العالمي للفتوى 2024.. أكثر من 1.9 مليون فتوى لمواجهة التطرف وتلبية احتياجات المسلمين
  • خالد البلشي: مؤتمر نقابة الصحفيين عبر عن صحافة مصر وصحفييها
  • 30 شركة بولندية تستعد لفتح مقرات في أول دولة عربية
  • صحافة عالمية: 250 مليون دولار ثمن الدعم الروسي لنظام الأسد
  • الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء تؤكد أهمية تعزيز العمل الجماعي بما يخدم قضايا المسلمين
  • كلية الإعلام بجامعة عين شمس تنظم ورشة عمل حول «صحافة الموبايل»
  • أستاذ صحافة: القارئ إذا لم يجد نفسه في السياسات التحريرية لن يتوجه للصحافة
  • محاكمة متهم بسرقة أموال الشركة محل عمله بالمعادي
  • الأزهرى: 40 تيار متطرف تبدأ بالأخوان المسلمين وتنتهى بداعش