مستشار «المناخ العالمي»: تطوير وسائل قياس ومعرفة موعد الأعاصير يحد من خسائرها
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
قال الدكتور مجدى علام، مستشار برنامج المناخ العالمى، أمين اتحاد خبراء البيئة العرب، إن وتيرة الأعاصير أصبحت أكثر عنفاً خلال الأعوام القليلة الماضية بسبب التغيرات المناخية، ما يهدد المجتمعات حول العالم بالكثير من المخاطر والأضرار.
وأضاف «علام»، فى حوار لـ«الوطن»، أن بعض الدول تحاول التكيف مع التغيرات الكارثية للمناخ عن طريق تجديد ما يتضرر من العواصف، مع التركيز على تطوير وسائل لقياس ومعرفة موعد الأعاصير، فى محاولة للتقليل من الخسائر والحفاظ على الأرواح.
كيف تسبب التغيرات المناخية الأعاصير المدمرة؟ وهل توجد طريقة للوقاية منها؟
- تزداد وتيرة الأعاصير وتصبح أكثر عنفاً خلال الأعوام القليلة الماضية بسبب التغيرات المناخية، ما يهدد المجتمعات حول العالم بأضرار أكبر وخطر أكبر، هذه العواصف القوية ليست مجرد ظواهر طبيعية عابرة، بل تُشكل قوة مُدمّرة قادرة على إعادة تشكيل التاريخ، ففي كل عام يضرب إعصار العالم يخلف وراءه الموت والدمار، فتسببت هذه العواصف القوية فى أضرار بمليارات الدولارات فى الممتلكات وقتلت آلاف الأشخاص، إضافة إلى آثار الدمار التي تركتها على المناظر الطبيعية والحياة التي لا تعد ولا تحصى.
وتحاول الدول التكيف مع هذه التغيرات الكارثية، عن طريق تجديد ما يتضرر من العاصفة مع التركيز على تطوير وسائل لقياس ومعرفة موعد الأعاصير، فى محاولة للتقليل من الخسائر والحفاظ على الأرواح وبعض المكتسبات من الدمار، فتشكل هذه التغيرات تحدياً كبيراً للإنسانية فى مُجابهة المخاطر التي تُهدد الوجود على هذه الأرض، وتُبرز ضرورة العمل الجماعي لإنقاذ المستقبل من عواقب هذه التغيرات المناخية.
ما معنى الأعاصير وما الأماكن الأكثر تأثراً بها؟
- تسمى الأعاصير لأنها شديدة السرعة وتحدث فى الجزر القريبة من المحيط الهادي والأطلنطي، لأنها لا تستطيع تجنبها بسبب قلة المناطق الأرضية فى هذه الجزر، وعلى وجه العموم تنتشر بكثرة الجزر قريباً من المحيطات.
هل هناك أسباب أخرى للإعصار؟
- نعم، يوجد دوران حركة الأرض، يحدث فيه كل 10 آلاف سنة انحراف صغير يؤثر على المناخ، ما يؤدى إلى التصحر والأعاصير وغيرهما من الظواهر الطبيعية التى تحدث حول العالم.
ماذا عن شدة الإعصار وكيف يتوقف؟
- الجبال والهضاب توقف شدة الأعاصير التى تنقسم إلى 5 درجات أشدها الخامسة، وتكون الأعاصير قصيرة فى وقت حدوثها لكنها قد تكون مدمرة، وحركة وسرعة المياه تؤثر على شدة الإعصار.
قوة الأعاصير تلتهم الرمال والشواطئ.. ومدن ساحلية أنشأت خرسانات لصد اندفاع المياه نحو الأرضكيف تتعامل الدول لإيقاف الأعاصير؟
- الإعصار إذا وقع ضمن ظاهرة النينو يسير مسافات طويلة ويخترق السواحل، وتتآكل الرمال والشواطئ، والمياه من شدتها تأكل الرمل، وهذا ما دفع المدن الساحلية إلى إنشاء خرسانات لكيلا تخرج المياه على الأرض، وعندما يحدث التلاقى بين الجزء الجوى والمائى والأرضى يحدث الإعصار.
لماذا لا يتم اتقاء حدوث أعاصير؟
- لأنها تحدث فى مناطق عديدة على سطح الأرض، ولا يمكن أن تنجو قارة من الخمس من التغيرات المناخية، وحركة التغيرات الهوائية وزحف الرمال وتآكل سطح كرة الأرضية، لأن الطبيعة تغلب الجميع.
قلت إن هناك فائدة نسبية من الأعاصير.. فما هى؟
- كثير من الثمار تنضج بفعل المد والجزر بخاصة الأشجار الزيتية، وليست كل الأعاصير ضارة، وكذلك الكائنات البحرية تكون مستفيدة إذا كان الإعصار بطيئاً وضعيفاً.
كيف تتأثر الكائنات سلباً بالإعصار؟
- نسبة غرق المدن تكون كبيرة إذا كان الإعصار شديداً للغاية، والتيارات البحرية العادية تتأثر بالسلب بحسب قوة الإعصار، وتؤثر درجات الحرارة المرتفعة على أعداد الكائنات الحية، حيث تتحرك الطيور فى 5 مناطق كبرى حول الأرض وفقاً لدرجات الحرارة.
ما أفضل طريقة لمواجهة الأعاصير؟
- لا تستطيع قوة التغلب على الطبيعة، لكن بمقدرتك وضع حواجز للتغيرات الأرضية، وقد عملت مصر فى وضع حواجز فى فرعى رشيد ودمياط بتكلفة 700 مليون دولار، وهذا يحدث فى أمريكا الشمالية والجنوبية وغرب آسيا، وفى عام 2050 تم تحديدها بأن تكون ارتفعت درجة حرارة الأرض درجتين، وهذا سيكون كارثة على البشر.
ما الفرق بين الأعاصير والفيضانات والسحب الرعدية؟
- الأعاصير تتكون على المسطحات المائية الواسعة، مثل المحيطات والبحار حيث يشترط لتكوّنها ارتفاع درجات الحرارة على المسطح المائى لتصل إلى 27 درجة مئوية، كما تتكون الأعاصير نتيجة وجود منخفض جوى على المسطح المائى فى طبقات الجو العليا وسطح المحيط، ما ينتج عنه عدم استقرار فى الأحوال وتزداد سرعة الرياح، ما ينتج عنه الأعاصير، والتى تتجاوز الـ150 كيلومتراً فى الساعة، أما الأعاصير الرعدية فينتج عنها فيضانات وسقوط أمطار غزيرة، ولكن فور دخولها على الأرض تقل سرعتها وقوتها.
والأعاصير، التى يطلق عليها فى الغالب أسماء سيدات، لا تتكون فى مصر لأننا نفتقد لشرط تكونها وهو وجود مسطحات مائية ضيقة، وهو ما يجعلنا فى أمان عند حدوثها فى أى من الدول المجاورة ولا نتأثر بها، ومن الممكن أن نتأثر بالمنخفضات الجوية فقط، وبالنسبة إلى العواصف الترابية، فهى تتكون على المناطق الصحراوية، نتيجة حدوث منخفض جوى صحراوى حركته عكس عقارب الساعة، وسرعة الرياح به تتجاوز 40 كيلومتراً بالساعة، مع فرق الكتل الهوائية الباردة والساخنة، ما ينتج عنه عواصف ترابية، كما تتكون السحب الرعدية، التى من شأنها أن تؤدى إلى تشكل العواصف الترابية.
وعند تدهور فى مستوى الرؤية الأفقية لأقل من 1000 متر، نكون أمام حدوث عاصفة ترابية، إضافة إلى أن العاصفة تزيد فيها سرعة الرياح مع دخول الهواء البارد مع الهواء الساخن، ولا توجد مسميات للعواصف الترابية، مثل الأعاصير، فالرياح المثيرة للرمال والأتربة تقل فيها الرؤية الأفقية ولكنها لا تنعدم مثل العواصف، وفى الغالب تزيد على 1000 متر.
أقوى إعصاريعد إعصار جالفستون العظيم الأكثر دموية فى تاريخ الولايات المتحدة، وقد وقع عام 1900، وأسفر عن مقتل نحو 12 ألف شخص، وعندما وصل الإعصار إلى ولاية تكساس أصبح إعصاراً من الدرجة الخامسة، ومن بعده إعصار إيدا، فقد لقى 1269 شخصاً مصرعهم فى اليابان نتيجة الإعصار فى عام 1958.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأعاصير التغیرات المناخیة
إقرأ أيضاً:
لماذا تزداد الأرض ظلمة وما علاقة ذلك بالتغير المناخي؟
في دراسةٍ جديدة استخدمت بياناتٍ من الأقمار الصناعية جُمعت منذ بداية القرن، اكتشف باحثون أن عكس كوكب الأرض أشعة الشمس يقل تدريجيا، وأن اختلالًا ينشأ بين الشمال والجنوب، حيث يبدو الأول أكثر ظلمة وحرارةً من الثاني.
وتشير الدراسة التي نُشرت أخيرًا في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن دورة الرياح والتيارات المحيطية ترتبط ارتباطا وثيقًا بتوزيع الطاقة الشمسية على كوكب الأرض.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة: إصلاح طبقة الأوزون يجعل الكوكب أكثر حرارةlist 2 of 4بصمات "الأرض الأولى".. الكشف عن عالم مفقود في باطن كوكبناlist 3 of 4"قوتنا كوكبنا".. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة المتجددةlist 4 of 4الأرض في طريقها لتصبح "كوكبا غير صالح للعيش"end of listووفقًا لفريق الباحثين بقيادة نورمان لوب من مركز أبحاث لانغلي التابع لوكالة ناسا في فرجينيا، فإن نصفي الكرة الأرضية الجنوبي والشمالي يعكسان في المتوسط نفس كمية الإشعاع الشمسي.
ويقول نورمان لوب "إنها أقرب إلى نظرية أو سؤال مفتوح، فنحن لا نعرف ما إذا كانت تلك خاصية أساسية لكوكبنا أم مجرد صدفة". ويؤكد مؤلفو الدراسة، أن هذا التماثل كان موضوعا مثيرا للاهتمام منذ أن رصد لأول مرة بواسطة الأقمار الصناعية في أواخر خمسينيات القرن الماضي.
ويشير لوب إلى أن كمية الطاقة المنبعثة من الشمس ليست موزعة بالتساوي على الكرة الأرضية، فعند خط الاستواء، تكون الشمس أكثر شدة، بينما تكون الطاقة الممتصة أقل عند القطبين. ولاستعادة التوازن، ينقل دوران الغلاف الجوي (الرياح والغيوم، إلخ) ودوران المحيطات الطاقة من المناطق الاستوائية إلى القطبين.
وقد أظهرت دراسات سابقة، أن إعادة التوازن هذه، تحدث أيضا من نصف الكرة الأرضية إلى الآخر، وأن توزيع السحب أو بعضها، الأقل عمقا، يعكس أشعة الشمس، يلعب دورا هاما، فبدونها سيكون نصف الكرة الجنوبي، المغطى بجزء كبير من المحيطات، أقل سطوعا بكثير.
بعد تحليل بيانات الأقمار الصناعية على مدى 24 عاما، اكتشف الباحثون أنّه ليس فقط، أن نصفي الكرة الأرضية يزدادان سوادا، بل أيضا أن بياض نصف الكرة الشمالي يتناقص بوتيرة أسرع من نصف الكرة الجنوبي، مما يُسبب عدم تناسق، أي اختلال في التوازن بين هذين الجزأين من الكرة الأرضية.
إعلانوجاء ذلك بفارق 0.34 واط لكل متر مربع لكل عقد -وهو فرق ضئيل وإن كان ذا دلالة إحصائية- وفقًا للدراسة. وعليه، فإن الشمال، الذي يمتص طاقة أكبر، ترتفع حرارته أسرع من الجنوب، بنحو 0.16 درجة مئوية لكل عقد، بسبب هذا الاسوداد.
ويُجادل الباحثون في وجود عدة عوامل تُفسر ذلك، فتغير المناخ يُسبب ذوبان الأنهار الجليدية والجليد البحري، ذات القدرة العالية على عكس الأشعة، وهذا الذوبان "أكبر وأسرع في نصف الكرة الشمالي"، ذي الغطاء الأرضي الأوسع، كما يُشير نورمان لوب.
كما يُؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تركيز بخار الماء في الغلاف الجوي، الذي يمتص الطاقة الشمسية بدلًا من عكسها.
ويشير المؤلفون أيضا إلى انخفاض الهباء الجوي في نصف الكرة الشمالي، وهي جسيمات دقيقة عالقة في الهواء كانت هدفًا لسياسات مكافحة التلوث في السنوات الأخيرة، لا سيما في الصين، ولكن أيضًا في الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي حين أن هذا الهباء الجوي يُعدّ ملوثات فعلا، إلا أنها تعكس أيضا أشعة الشمس. وعلى العكس من ذلك، في نصف الكرة الجنوبي، أدت حرائق الغابات الأسترالية وثوران بركان "هونغا تونغا" في جنوب المحيط الهادي عام 2022 إلى زيادة انبعاثات الجسيمات.
ويقول نورمان لوب: "لقد شهدنا انخفاضا في الهباء الجوي في نصف الكرة الشمالي وزيادات في نصف الكرة الجنوبي، مما فاقم هذا التفاوت".
كما يكمن تفسير آخر أكثر غموضًا في السحب حسب الدراسة، إذ تشير دراسات سابقة إلى أن الاحتباس الحراري يميل إلى تقليل كمية السحب المنخفضة، وهي تحديدا تلك التي تعكس الإشعاع الشمسي.
وبينما أظهرت دراسات ونماذج سابقة أن الاختلالات بين الشمال والجنوب تُعوض عادةً بالتيارات والرياح والغيوم، تشير الدراسة الجديدة إلى أن هذا لم يعد صحيحا.
ويخلص الباحثون إلى أن "مسألة ما إذا كان الدوران العام سيتكيف لإنتاج توزيع سحابي يعيد تناسق البياض في نصف الكرة الأرضية لا تزال مطروحة، ولها آثار مهمة على المناخ المستقبلي".
وعن الآثار المحتملة لهذا التباين، يلاحظ الباحثون فعلا ازديادا في هطول الأمطار في الجزء الشمالي من المنطقة المدارية، وتحديدًا في "منطقة التقارب المدارية" الواقعة قرب خط الاستواء، وهي منطقة بالغة الأهمية لتبادل الطاقة بين نصفي الكرة الأرضية.
ويرى نورمان لوب، أنه إذا كانت هذه الظاهرة حقيقية، فسيكون لها بالتأكيد تداعيات على أنماط المناخ أبعد بكثير من المناطق المدارية.
من جهتها، تؤكد جينغ فنغ، الباحثة في جامعة برينستون والمتخصصة في قضايا توازن الطاقة الإشعاعية للأرض، أن هذا التباين قد يكون له تداعيات كبيرة على المناخ، مثل تغيرات في أنماط هطول الأمطار العالمية.
وترى فنغ أن الدراسة تطرح أسئلة مهمة، لا سيما في قدرة نماذج المناخ على إعادة إنتاج التباين المرصود في نصف الكرة الأرضية.
ويكمن القصور الرئيسي في الدراسة بحسبها في "قصر مدة الرصد نسبيا (24 عاما)، مشيرة إلى أن عمليات الرصد الأطول عبر الأقمار الصناعية ضرورية لتأكيد استمرار هذا الاتجاه وتأثيره على المناخ الإقليمي والعالمي.
إعلان