#رحيل_حكومة_الخصاونة: نهاية دراماتيكية لمرحلة من الاستهتار والضغط على #المواطنين
#احمد_سلامة
رحيل حكومة الخصاونة بهذه الصورة الماساوية والاستصغار وعدم الاكتراث بحقوق المواطنين الاردنيين، ورفعها للأسعار (دوما ) وقبل يوم واحد فقط من استقالتها، يشكل استهتارًا فادحًا بمصير المواطنين، ويعد مهزلة تثير الأسى، لقد غادرت حكومة الخصاونة، ولكنها أخذت معها الأيام الجميلة التي كانت تشع بالأمل وخلفت وراءها تاريخًا مضطربًا، مملوءًا بزيادة الأسعار والضرائب، وتضييق الحريات، وإصدار قوانين صارمة لم تُراع فيها أبسط حقوق الأردنيين
لقد دفعت الشارع إلى حافة الانفجار، وكان الاقتصاد على شفا الهاوية، وارتفعت المديونية في عهدها بشكل مخيف، وزادت معدلات البطالة، وتفاقم الفقر، وازدادت الأعباء المادية والنفسية على المواطنين، إضافة إلى الارتفاعات غير المبررة في أسعار الكهرباء والماء والإنترنت والوقود وغيرها.
رحلت هذه الحكومة تاركة وراءها جراحًا عميقة في قلوب الأردنيين، جراحًا ستبقى محفورة في الذاكرة حتى يوم الدين،
لا نأسف على رحيلكم، بل نأسف على الحالة التي تركتمونا فيها، حيث كنا نشاهدكم خلف الأضواء وأنتم تقررون وتستنزفون جيوبنا، ونحن في صمتنا العاجز.
اخبرونا بربكم كيف لا تُشعل أفعالكم الغضب في قلوبنا، وقد تخليتم عن أبسط واجباتكم تجاه الشعب الذي وثق بكم؟ كيف لا تكونون موضع اللوم، وقد غرستم في قلوب الأردنيين خيبة الأمل، وغمرتم حياتهم بالمعاناة، كان طموحكم في السلطة محاطًا بأنانية لم تعرف الرحمة، حيث تبجحتم بقراراتكم الجائرة التي تركت كل شيء في أيديكم يتحلل تحت وطأة العبء الثقيل، في زمنكم لم تكن المصلحة العامة سوى شعار زائف، تحجبون وراءه استنزافاً ممنهجاً لحقوق المواطنين
كانت سياساتكم كالسيف المسلط على أعناق الفقراء، وجعلتم من القوانين قيوداً تكبل أمل الأردنيين في حياة كريمة، رحلتم، ولكن آثاركم ستظل نارا في الذاكرة، تكويها مرارةً واحتقارًا لكل من جلب العناء وأوقع الظلم.
لا ناسف على رحيلكم
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المواطنين احمد سلامة حکومة الخصاونة
إقرأ أيضاً:
رحيل «جيمى كارتر».. عراب كامب ديفيد
رحل الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر عن عالمنا بعد تاريخ حافل بالأحداث الكبرى، والإنجازات والمساعى الشاقة لتحقيق السلام، لدرجة أنه أطلق عليه لقب «عراب كامب ديفيد».
جيمى كارتر كان الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة، بعد انتخابه عام 1976 على أساس برنامجه السياسى ونزاهته الشخصية، إلا أن فترة رئاسته انتهت بعد أزمة الرهائن فى إيران.
سار كارتر فى طريق السلام، بداية من الشرق الأوسط إلى أفريقيا ومن البوسنة إلى التبت، وكان أبرز إنجازاته خلال فترة حكمه اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وهى الاتفاقية التى وافق فيها البلدان على صنع السلام، ولم يكن ليتحقق لولا إدارة كارتر والمفاوضات اليومية للوصول إلى الاتفاقية، كما كان قائداً للسلام فى كثير من بؤر التوتر فى العالم ومنها البوسنة.
بعد توليه الرئاسة فى يناير 1977، بذل كارتر جهوداً حثيثة لجمع مصر وإسرائيل، معاً من أجل السلام، هو ووزير خارجيته، سايرس فانس، والتقى قادة مصر وإسرائيل، للمساعدة فى إيجاد تسوية تضمن السلام وتنهى العداء فى الشرق الأوسط، رافقت الجهود الأمريكية خطوة مصرية مدوية قام بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد زيارته التاريخية لإسرائيل بدعوة من حكومتها فى 19 نوفمبر 1977 وخطابه الشهير من أجل السلام الذى ألقاه أمام الكنيست.
شهدت خطوة كارتر نحو السلام الكثير من المخاطر، فقد كانت شعبية كارتر تعانى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وأسعار الطاقة، وتخوف مستشاروه أن يؤدى الفشل فى كامب ديفيد إلى جعله يبدو ضعيفاً، وحذره نائبه والتر مونديل من ذلك، قائلاً له: «إذا فشلت، فسوف ننتهى، وسوف نضعف مكانتنا كزعماء وطنيين»، ولكنه لم يتراجع، بل مضى قدماً، فحدد موعداً لقمة كامب ديفيد فى الخامس من سبتمبر 1978.
واصطحب كارتر الرئيس السادات وبيجين إلى موقع معركة جيتيسبيرج، وهى واحدة من أهم المعارك فى الحرب الأهلية الأمريكية، التى استمرت نحو أربعة أعوام ما بين عامى 1861 و1865، كتحذير ضمنى بشأن ما قد يحدث فى حالة فشل المفاوضات.
وصاغ الرئيس الأمريكى وثيقة واحدة تتضمن حلاً للقضايا الرئيسية، وعرض المقترحات على السادات ومناحم بيجن، فى كامب ديفيد فى سبتمبر 1978، وأعاد صياغة المقترحات مرات عدة فى ضوء الملاحظات التى كان يتلقاها، وفى النهاية، تم التوصل أخيراً إلى اتفاق.
ونعته الصحف الأمريكية، وأشادت به ووصفته بأنه رجل مبادئ وصاحب رؤية فى السياسة الخارجية، وصاحب إنجازات عديدة، وأن حياته منذ أن كان مزارعاً ثم رجل أعمال وضابطاً فى البحرية، تقدم دروساً لا حصر لها للقادة فى كل مكان، كما وصفته هيئة تحرير «نيويورك تايمز» بأنه أحد أعظم الرؤساء الأمريكيين السابقين، لا لشىء إلا لأنه وظف ما تبقى من نجوميته كرئيس سابق لمساعدة من تولوا السلطة بعده، وبلاده من وضعه كصانع سلام، ودبلوماسى خلف الكواليس، وبطل لحقوق الإنسان، ومراقب للانتخابات الحرة، ومدافع عن المشردين، بينما كان يجد الوقت لنظم الشعر، وكان مثالاً للقيم الدينية التقليدية.
تناولت الصحف الأمريكية مسيرة كارتر الحافلة فى العمل السياسى إبان توليه السلطة بين عامى 1977 و1981، وأنشطته الخيرية بعد خروجه من البيت الأبيض، وأنه كان رجلاً منضبطاً تحلى بالنزاهة والقيم الراسخة والتصميم، وأن أمريكا بحاجة إلى مزيد من الرؤساء أمثاله.
حاز كارتر جائزة نوبل للسلام، عن مساهمته فى اتفاقية كامب ديفيد، التى مهدت الطريق للسلام بين إسرائيل ومصر، ولالتزامه بحقوق الإنسان وعمله فى مكافحة الأمراض الاستوائية وتعزيز الديمقراطية فى كل مكان.
كان لكارتر الفضل الكبير فى تغيير طابع الحرب الباردة، إذ مهد الطريق لانهيار الاتحاد السوفياتى فى نهاية المطاف، وفعل ذلك بمزيج من القوة الناعمة والصلبة فى آن واحد.
نعاه مستشاره السابق للأمن القومى توماس دونيلون فى مقال بمجلة «فورين أفيرز»، وقال فيه: إن كارتر حقق توازناً دقيقاً للحفاظ على السلام بين الصين وتايوان، ووضع الأساس لمرحلة حاسمة من منافسة الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتى، وقد أثبتت هذه اللبنات صمودها، حيث يواصل صناع السياسة اليوم الوقوف على الأساس الذى بناه.