"نتنياهو" والأيديولوجية القاتلة
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
ما زال يهيمن على الأحداث والوقائع والتطورات الجارية فى حرب إسرائيل على الفلسطينيين، والتي عكست مؤخرا الانقسامات العميقة بين الإسرائيليين بشأن الحرب فى قطاع غزة، فغالبية الإسرائيليين يرغبون فى إبرام صفقة لاستعادة الرهائن، ولكن الكثيرين فى اليمين الإسرائيلى يدعمون موقف "نتنياهو" الرافض لإبرام مثل هذا الاتفاق، لا سيما إذا كان يعنى إنهاء الحرب ضد حركة حماس، والذى سبق لـ"نتنياهو" أن أكد عزمه على استمرار الحرب حتى إحراز إسرائيل للنصر الكامل.
تظاهر الإسرائيليون، وأعادت المظاهرات إلى الواجهة انقسامات سياسية شهدتها إسرائيل على مدى شهور قبل وقوع هجمات السابع من أكتوبر الماضى لتوقف هذه المظاهرات التى من شأنها أن تجدد الصدع داخل المجتمع الاسرائيلى، إذ إن ما يحدث فى هذه المظاهرات هو انفجار للتناقضات التى تموج بها الساحة الإسرائيلية، فمئات الآلاف يرضون بالصفقة بينما يرفضها القلة. واليوم نرى الرأى العام فى إسرائيل يحاصر "نتنياهو" الذي يضرب عرض الحائط برأي الأكثرية فى إسرائيل، ويلعب دائما على خلق التناقضات.
لقد وقف "نتنياهو" مؤخرا فى محاولة منه لتبرير موقفه وطلب الصفح من الإسرائيليين لعدم قدرته على إنقاذ الرهائن الست، وطلب من الجمهور الصفح لعدم إعادة الرهائن أحياء، وقال: "إن حماس ستدفع ثمنا غاليا". وانعكست مواقف "نتنياهو" على مشهد الأحداث، وانبرى الكثيرون يعلنون عن رفضهم لبقائه على سدة الحكم، ويرغبون فى أن يترك عالم السياسة، وألا يخوض سباق الانتخابات المقبلة. ومؤخرا ازداد الموقف فى إسرائيل تأزما فى أعقاب حادثة إطلاق النار التى نفذها أردنى قرب معبر " اللنبي" والتى أدت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين. وقامت إسرائيل بعمليات مسح واسعة النطاق للتأكد من عدم وجود أى شركاء لمنفذ العملية فى المنطقة.
الحادثة دفعت القوات الإسرائيلية إلى إغلاق الجسر بشكل كامل فى كلا الاتجاهين، وإلى إعادة مجموعة حافلات تقل مسافرين فلسطينيين إلى الأردن. وفى معرض تعليق " نتنياهو" على الحادثة قال: "هذا يوم صعب، ونحن محاطون بأيديولوجية قاتلة يقودها محور الشر الإيراني". وقالت وزارة الداخلية الأردنية بأن الجهات الرسمية باشرت التحقيق فى واقعة إطلاق النار، وأهاب الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية بمستخدمي الجسر بالتقيد بالتعليمات، ومتابعة وسائل الإعلام حول أى تغير فى حركة السفر التى سيعلن عنها أولا بأول.
وفي معرض رد الفعل شددت القوات الإسرائيلية إجراءاتها العسكرية على حاجزها العسكرى عند المدخل الشرقي لمدينة أريحا قرب الحدود الأردنية، وعمدت إلى وقف شاحنات أردنية على المعبر بعد الهجوم.هذا ومنذ بدء الحرب فى قطاع غزة تتواصل المظاهرات فى الأردن تطالب بوقف الاتفاقيات الأردنية مع إسرائيل، كما لوح مسؤولون أردنيون بالتوجه نحو مراجعة العلاقات مع إسرائيل. الجدير بالذكر أن الأردن يرتبط مع إسرائيل بعدة اتفاقيات أبرزها: "معاهدة السلام"، و" اتفاقية الغاز"، و" اتفاقية الطاقة مقابل المياه"، و" اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة".
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعلن التوصل لاتفاق للإفراج عن الرهائن في غزة
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مضيفا أنه من المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في وقت لاحق من اليوم.
وذكر مكتبه في بيان له أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أُبلغ من جانب فريق التفاوض بأنه تم التوصل إلى اتفاقات للإفراج عن الرهائن ، مضيفا أنه من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الجمعة للموافقة على الاتفاق.
وفي وقت لاحق ، زعم مكتب رئيس الوزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس تراجعت عن التفاهمات وتسعي لخلق أزمة تمنع التسوية في محاولة للابتزاز في اللحظات الأخيرة.
من جانبه رد القيادي في حركة حماس عزت الرشق قائلاً: “حماس ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الوسطاء”.
وتتضمن الهدنة 10 بنود رئيسية، أهمها وقف إطلاق النار لمدة 4 أيام قابلة للتجديد، مع التزام الجانبين بالامتناع عن أي أعمال عدائية. كما ينص الاتفاق على تنفيذ عملية تبادل أسرى تشمل إطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا من النساء والأطفال المحتجزين في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 150 أسيرًا فلسطينيًا من الفئات ذاتها.
ومن البنود الإنسانية التي لقيت ترحيبًا واسعًا، السماح بدخول 300 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع، تشمل المواد الغذائية والطبية، وضمان حرية حركة السكان على طول شارع صلاح الدين، مع تعهد إسرائيل بعدم التعرض لهم.
الاتفاق يركز أيضًا على إعادة بناء الثقة من خلال إخلاء سماء غزة من الطيران الحربي الإسرائيلي، ووقف العمليات العسكرية بشكل كامل. في السياق ذاته، سيتم تسليم إدارة القطاع إلى لجنة مستقلة تحت إشراف السلطة الوطنية الفلسطينية، مع فتح معبر رفح بشكل استثنائي.
فيما بعد الهدنة، يهدف الاتفاق إلى تسليم إدارة غزة للسلطة الفلسطينية، وبدء جهود إعادة الإعمار وترتيب الأوضاع الداخلية.
هذه البنود أثارت حالة من التفاؤل والفرح بين سكان غزة الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن ارتياحهم، مؤكدين أن الهدنة تمثل خطوة نحو استعادة الأمل بحياة كريمة بعيدًا عن دائرة الصراع.
يمثل الاتفاق فرصة للتهدئة وبداية لتسوية أوسع قد تضع حدًا لمعاناة السكان المستمرة منذ سنوات طويلة.