لقاء صحفي مع دكتور صديق الحاج أبو ضفيرة
د. صديق الحاج أبو ضفيرة أجراه عمر سيكا

• هل أنت مؤمن بدولة الخلافة؟
إقامة دولة الخلافة هو أول واجبات المسلمين فهي تجمعهم غير متفرقين فهم أقوياء باجتماعهم الذي أمرهم الله تعالى به. عاملون بأحكام كتاب ربهم ويدعون الناس جميعا إلى اللحاق بهم بالدخول في الإسلام. فإن تفرقوا دولا وأحزابا وجماعات فقد عصوا ربهم وتركوا العمل بأحكام كتابه ولم يقوموا بواجب دعوة الناس إلى الله فخسروا دنياهم وأخراهم كما هو حالهم اليوم إلا أن يتغمدهم الله برحمة منه.

• لم تسع الدول العربية والإسلامية لإخماد نيران الحرب في السودان؟
أهل القبلة أمة ضعيفة بسبب تفرقها وترك الاعتصام بحبل الله فلا يستيطعون سبيلا إلى الإصلاح فأول الإصلاح هو أن يجتمعوا أمة واحدة فيقدروا بذلك على فعل شيء فهم عاجزون ليسوا على شيء حتى يقيموا القرآن الكريم وما أنزل إليهم من ربهم.

• مصر هي الدولة الوحيدة التي تقود جهود حل الأزمة السودانية الآن؟

هل هذا صحيح؟ فإن كان صحيحا فذلك لأنها جارة تربطها بالسودان أواصر كثر غير أنها لا تكفي وحدها لأن تفلح في الإصلاح بين المتحاربين فهذا أمر شرعي بين الله تعالى طريقة إيقافه فليس في طوق مصر ولا غيرها فعل ذلك بغير الطريقة الشرعية وهي ان يحتكم المتحاربون – ومصر معهم، وغيرها معهم – إلى أحكام كتاب الله فغضب الله هو الذي أصابهم بهذه الفتنة وبغيرها.

• التوسع في إنشاء وتطوير الجامعات وتزويدها بأحدث الأجهزة ورقمنة الجامعات تماشيبا مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي؟

لا يصلح الله أمر قوم حتى يكونوا ربانيين يعلمون كتابه ويدرسونه إلا إن أراد استدراجهم ثم أخذهم بالعقاب وهم لا يشعرون. فإن صار الناس ربانيين فإن وسائل نشر العلم قد يسرها الله تعالى ولكن أكثر الناس لا يشكرون فيرشدهم ربهم ولن يجدوا لهم من دونه مرشدا.

• هل ما يحدث في السودان ابتلاء أو امتحان أو عقوبة من الله؟
نعم هو عقاب من الله تعالى على هجرهم كتابه وعملهم بأحكام مثل التي اشتملت عليها الوثيقة الدستورية والاتفاق الإطاري وكل شرائع جمهورية السودان الديمقراطية منذ خروج المستعمر في 1956 فهي شراىع وضعية أسوأها ما جاء في المادة الخامسة من الاتفاق الإطاري التي تلزم الدولة بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الأديان فهي دولة علمانية لا دين لها. وقد وقع البرهان وحميدتي ذلك الاتفاق في 5 ديسمبر 2022 ولم يختلفا في اجتماع قاعة الصداقة بشأن هذا البند العلماني وإنما كان اختلافهما بشأن فترة دمج القوات فغضب الله عليهما ففتنهما بهذه الحرب لعلهما يتوبان ويرجعان إلى الحكم بكتابه العزيز فيرضى ويوقف عقابه ويرفع الفساد عن الأرض.

ومعلوم أن رئيسين يغرقان المركب فلو حكما بكتاب الله لكان الأمير واحدا مطاعا في طاعة الله ولكنهما كانا رئيسين متنازعين فأغرقا نفسيهما وأغرقا الراكبين معهما بهذه الحرب الفاضحة والموت الفاضح وسبحان الله.

• هناك منابر ومبادرات كثيرة منها مبادرة جدة والقاهرة وإثيوبيا والبحرين وأخيرا جنيف يوم 14 الجاري. هل هي ضرورية لحقن دماء السودانيين؟

• لن يحقن الدماء غير تقوى الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا. وكيف يسعى في حقن الدماء حكام أهل القبلة وامريكا وأوروبا وهؤلاء طواغيت يحكمون الأرض بأحكام الكفر الوضعية وحكام أهل القبلة تبع لهم يتحاكمون إليهم وقد أمروا أن يكفروا بهم؟

• ماذا تقول عن حسن البنا؟
الذي أعلمه عن الشيخ حسن البنا بعلمي بما يدعو إليه من هم على فكره مثل الدكتور الراحل الحبر يوسف نور الدائم هو أنه دعا إلى العمل بأحكام كتاب الله في دولة جامعة لكل المسلمين. وهو له ما له وعليه ما عليه. فدعوته إلى وحدة أهل القبلة على العمل بكتاب الله هي أصل الدين فهذا له. أما ما عليه فمنه اتخاذ “الإخوان المسلمين” اسما للجماعة والحق هو أن اسم الجماعة المتفق عليه هو “جماعة المسلمين”. وكذلك حاول الشيخ حسن البنا دخول البرلمان المصري مرتين فأسقطهم الناس في الدوائر الانتخابية بأمر الملك خشية أن ينقلب على الدولة من الداخل. ويبدو أو لا ريب في أن ذلك المسعى لإحراز مقاعد في الانتخابات هو ما دعا الجماعة بعد حسن البنا إلى محاولة الإصلاح من الداخل بدخول المجالس التشريعية في الأنظمة العلمانية الكافرة بدلا من التزام المنهج الرباني ألا وهو الدعوة والصبر والجهاد.

• سياسية أمريكا الخارجية وحرب المصالح؟
مشهور عن أمريكا تغليبها مصالحها على مبادئها. أرشدنا الله تعالى وإياهم. وهي من حيث المبدأ لا تدخل في شيء لا مصلحة لها فيه فسعيها لإيقاف الحرب في السودان فيه مصالح لها ولا مصلحة للسودانيين فيه فإيقاف الحرب بغير الطريقة الشرعية لا يصلح حال الناس فإنما هي غضب من الله بسبب مفارقة الطريقة الشرعية والحكم بشرائع الأوروبيين والأمريكان الوضعية الكافرة.

• لماذا لم يقف الغرب مع الشعب السوداني والفلسطيني في حرب الإبادة والتجويع والتهجير القسري التي شنتها ميليشا الدعم على المواطن في السودان وإسرائيل في فلسطين (غزة)؟

ينحاز الغرب إلى من يواليه وبنو إسرائيل أولياؤه ولهم حضور ونفوذ في الغرب وتربط بينهم روابط دينية رغم علم النصارى بكفر اليهود بالمسيح عليه السلام الذي بعث فيهم وزعمهم أنهم قتلوه وصلبوه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم فهم ضالون جميعا كافرون بالنبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل.

• لماذا ينحاز الغرب لإسرائيل في عدوانها الوحشي على غزة؟
ينحاز الظالم للظالم وإن كانت مبادؤه التي يرفعها تخالف ما ينحاز إليه فهذا شأن الظالمين.
• هل هناك صفقة ومحاولة جديدة لعقد صفقة قد تقود لإنهاء العدوان في الحروب الأربع سوريا والسودان وغزة وروسيا أوكرانيا؟

لا يستطيع النظام العالمي التوفيق بين أقطابه فتقف بذلك النزاعات والحروب التي تنشأ بين معسكريه. ولو كان يستطيع ذلك لتم بعد سقوط الاتحاد السوفييتي القطب الأكبر وتحول روسيا إلى دولة ديمقراطية إلا أن النزاع بشأن المصالح أبقى على الانقسام القديم فلا يصلح أهل الأرض سوى احتكامهم إلى أمر ربهم فيكونوا أمة واحدة فما اختلفوا فيه من شيء فحكمه إلى الله فلم يتفرقوا ويتنازعوا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الله تعالى فی السودان حسن البنا من الله

إقرأ أيضاً:

رمضـان.. دروس وعبر في حياة المسلم

لم يتبقَّ على رحيل شهر رمضان المبارك سوى أيام قلائل، هو إذن وقت قصير وتنقضي ساعات هذا الشهر الذي سُعدت به النفوس وانشرحت بقدومه حياتنا. شهر مبارك فرض الله فيه الصيام، ويُحييه الناس بالقيام وقراءة القرآن، عَبَر سريعًا كباقي أيام أعمارنا في الحياة الدنيا.

يقول الله تعالى في محكم آياته البينات: «يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصِّيام كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر» صدق الله العظيم.

إذن رمضان هو ساعات محددة من أيام معدودة، وقد سهَّل الله على المسلمين صيامهم كلا حسب ظروفه، وهذا التسهيل جزء من رحمة الله بالعباد، والصوم يحمل المسلم على راحتيه ويقرّبه من الله تعالى بالطاعات والقربات، ويسوقه نحو غايات الفلاح والنجاح، ثم تطوي به إلى مراحل النهايات ليأتي من بعده عيد الفطر السعيد ليشعر المسلم بعظمة ومكانة هذا الدين الحنيف بما فيه من إثراء للروح الإنسانية والمكافأة الربانية، فتجلى الله عز وجل في علاه.

من الحقائق المهمة التي يجب أن يعيها الإنسان طالما بقي حيًا يُرزق على ظهر الأرض، أنه كلما انقضت ساعة من عمره دنا أجله، وقرب موعد سفره، وكلما ذهب إلى مرحلة عمرية أخرى من مراحل حياته التي بدأها طفلًا ثم شابًا يافعًا ثم كهلًا، أصبح هناك ضيق في الوقت وفناء مرتقب، لذا عليه أن يتنبه كثيرًا إلى نفسه وأن يعود إلى الله مطيعًا راضيًا بما أوجبه عليه من فرائض وواجبات محددة.

لو فتّشنا في مجالسنا عن الوجوه الغائبة هذا العام عن مشهد رمضان لوجدنا أعدادًا منهم قد توارت ما بين «مرض وضعف وموت»، وجوه لم نرها منذ فترة طويلة، بعضها سكنت أرواحهم في مساكن الموتى.

ومَن يعلم فربما لن تكتب أسماؤنا مع الذين سيكملون مشوار الحياة في رمضان القادم، وقد يمتد بنا العمر لنعيش لمرحلة أخرى جديدة وتجربة مفيدة في هذا الشهر المبارك، هكذا هي دورة الحياة «ذهاب بلا عودة، وأمل يتجدد باللقيا».

رمضان شهر يجمع الناس على المحبة والمودة، وعلينا أن نتذكر مَن كان معنا في رمضان الماضي وقبله، كيف تباعدت بيننا الخطوات وغابت عن وجوهنا البسمات، هو أمر الله لا غالب لأمره شيء.

ولو فتحت سجلات التاريخ وما فيه من أحداث وفتوحات عظيمة لوجدنا أن لرمضان ريادة وشواهد لا تنسى، ومهما تحدثنا طويلًا عن البطولات والمعارك التي خاضها المسلمون في صدر الإسلام، لوجدنا أن رمضان حدثت فيه الكثير من الإنجازات.

التاريخ لا ينسى تدوين الأحداث العظام التي حدثت في شهر رمضان الفضيل ومنها «نزول الوحي على رسولنا الكريم، وأيضًا غزوة بدر الكبرى وصدّ عدوان المشركين (الأحزاب) وغزوة الخندق وفتح مكة وغزوة تبوك»، وغيرها من الأحداث التاريخية العظيمة.

إننا لنجد أنفسنا أمام كمّ كبير من المحفزات نحو طريق الحياة والسعي إلى مرضاة الله تعالى والتقرّب إليه في شهر رمضان الفضيل، وأيضًا هناك الكثير من العبر من الصوم والقيام لا تعد ولا تحصى، فرمضان شهر القرآن والتوبة والغفران، شهر اختصه الله تعالى بنفسه، وأمرنا بأن نعمل جاهدين إلى كسب الثواب والتقرّب إليه بالطاعات، وأمرنا بأن نعمل فيه قدر ما نستطيع، ففي رمضان خير عظيم سواء للذات البشرية أو المجتمع الإنساني.

في وداع هذا الشهر الفضيل، علينا أن نستذكر كيف استقبل الناس شهرهم المعظم، فما أجمله من شهر أوشكت أيامه على الرحيل سريعًا! وما أحوجنا إلى التأمل والتريث وقراءة الأحداث وما شهدناه من مشاعر متضاربة ما بين الأمس واليوم، وفي كل عام يجب أن يسأل كلٌ منا نفسه: هل أدى ما عليه من واجبات تجاه ربه؟ وهل رمضان سوف يكون سلوكًا ممتدًا أم فترة زمنية ويقضي كل شيء؟

إن الإنسان بحاجة ماسة إلى مراجعة نفسه خاصة عندما يلتفت يمينًا وشمالًا في بيته أو في مجال عمله أو في المسجد الذي يصلي فيه، هناك أرواح غائبة بيننا ليس لدينا أي قدرة على وصلها الآن سوى بالدعاء لها بالمغفرة، فكم من شخصيات أثرت في حياتنا ورحلت كغيرها لكنها باقية في أرواحنا وهي تحتاج إلى الدعاء والتصدّق عنها والترحم عليها، فاللهم ارحم جميع موتانا وموتى المسلمين واعفُ عنهم واغفر لهم وأدخلهم جنات النعيم.

من الحقائق التي وردت على لسان العقلاء والنبلاء والسلف الصالح نستجذب شيئًا مهمًا مما قيل وهو «أن الإنسان سواء عد نفسه من العابرين لسبيل الحياة أم من المخلدين المقيمين.. فهو في النهاية سيرحل! وفي سائر الحالات سيعبر مجرى الأيام! فمتى الخلود.. كالظل الزائل.. وهذا ما أكده الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء «وما جعلنا لبشر من قبلك الخُلد أَفَإِن مت فهم الخالدون» صدق الله العظيم.

إذن رمضان يودعنا بكل ما فيه من نفحات إيمانية، ومشاعر إنسانية، هناك أمل يوقد شعلة اللقاء مجددًا به ونحن لا نزال نحلم بتقديم الأعمال الطيبة، رغبة منا ورهبة من حساب سيأتي لاحقًا، لذا نسأل الله تعالى أن يتقبل من جميع المسلمين أعمالهم وأن يعيد هذا الشهر بالخير عليهم وأن يجعل أيام عيد الفطر السعيد أيام خير وبركة وفرحة وحبور.

مقالات مشابهة

  • فعل عجيب يحدث فى آخر ساعة من رمضان .. ترقبوا المعجزة
  • تضامن مصر الكامل مع السودان.. تطورات الوضع في الخرطوم| ماذا يحدث؟
  • ماذا يحدث داخل حزب الله؟ إختبار إستراتيجي!
  • اعلان تطهير عاصمة السودان بالكامل من فلول المليشيات التي هربت بشكل مخزي
  • القدس المنسية: المدينة التي تُسرق في ظل دخان الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • «الشيخ خالد الجندي»: مصر البلد الوحيد في العالم التي سمعت كلام الله مباشرةً (فيديو)
  • رمضـان.. دروس وعبر في حياة المسلم
  • صلاح الدين عووضه.. شكرًا للحرب..!!!
  • خالد الجندي: الأخوة في القرآن تجمع كل البشر مهما اختلفت عقائدهم