تحقيق الجيش الإسرائيلي يكشف سبب عدم تدمير الصاروخ اليمني
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد،15 سبتمبر 2024 ، عن نتائج تحقيق أولي أجراه الجيش لاعتراض الصاروخ اليمني، أن "التحقيقات الأولية تظهر أن صاروخ حيتس لم يدمر الصاروخ الذي أطلق من اليمن كليا رغم إصابته، وسلاح الجو أوضح أن الصاروخ لم يكن فرط صوتي".
تغطية متواصلة على قناة وكالة سوا الإخبارية في تليجرام
وأضافت إذاعة الجيش أن "الصاروخ الذي أطلق من اليمن لم يفاجئ الدفاعات الجوية ولا يشكل تهديدا جديدا، والتقديرات تشير إلى أنه لا يوجد لدى أعدائنا صواريخ فرط صوتية".
إقرا/ي أيضا:
القوات المسلحة اليمنية تكشف استخدام صاروخ جديد "فرط صوتي" على إسرائيل
إصابة 9 إسرائيليين إثر إطلاق اليمن صاروخ "باليستي" على تل أبيب
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أطلقت أنظمة الدفاع "حيتس" و"القبة الحديدية" في محاولة لاعتراض الصاروخ الذي تسببت شظاياه في أضرار مادية في محطة قطار على أطراف مدينة موديعين، ما أسفر عن أضرار مادية، بالإضافة إلى اندلاع حريق في بلدة "كفار دانيال" قرب اللد، فيما أكد الجيش الإسرائيلي بأنه لا يوجد أي تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية.
وشهدت منطقة تل أبيب ووسط إسرائيل، صباح اليوم، الأحد، حالة من الهلع مع سقوط صاروخ باليستي أُطلق من اليمن، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار، في أحدث تطور لجبهة الإسناد اليمنية التي أطلقها الحوثيون لدعم فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة على خلفية الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقطع الصاروخ اليمني نحو 2000 كيلومتر، وسط حالة من التساؤلات حول مدى فعالية عملية الاعتراض خصوصا أن الشظايا الصاروخية سقطت قرب مطار بن غوريون، وكذلك حول قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية على التعامل مع هذه الهجمات التي تعتبر خطوة جديدة في تصعيد التوترات الإقليمية، وتأتي في إطار تهديدات الحوثيين بالرد على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة.
وقالت الصحيفة إن الجيش يفحص ما إذا كانت عملية الاعتراض "ناجحة"، فيما قالت القناة 12 إنه تم اعتراض الصاروخ في الجو بواسطة نظام "حيتس"، لكن تم إطلاق صواريخ أخرى من "القبة الحديدية" لاعتراض شظايا الصاروخ التي سقطت على عدة مناطق، مما أدى إلى سماع دوي انفجارات في وسط البلاد. وذكرت أن أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات تهدف إلى اعتراض الصواريخ الباليستية ومنع أضرارها الكبيرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر عن سلاح الجو، أن الفحص الأولي يفيد أن "الصاروخ انفجر في الجو"، وأكد أنه نفذ "عدة محاولات اعتراض بواسطة أنظمة ‘حيتس‘ و‘القبة الحديدية‘"، وأضاف "نعمل على فحص نتائجها"، مشيرا إلى أن "تفعيل الإنذارات تم وفقًا للسياسة المعتمدة، ويجري التحقيق في الحادث بشكل كامل".
وتابع "تم تحديد شظايا الاعتراض التي سقطت في مناطق مفتوحة وفي محطة قطار ‘فئتي موديعين‘، وتعمل فرق الإطفاء على إخماد حريق نشب في منطقة مفتوحة قرب ‘كفار دانيال‘".
وأشارت تقارير إسرائيلية ألى أن الدفاعات الجوية أطلقت أكثر من 20 صاروخًا من منظومتي "حيتس" و"مقلاع داود"، ولم تستطع إسقاط الصاروخ، علما بأن هذه المنظومات مخصصة للتصدي للصواريخ بعيدة المدى. بدورها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو يحقق في احتمالات أن صاروخ الاعتراض من منظومة "حيتس" الذي أُطلق نحو الصاروخ اليمني، "قد أصابه جزئيًا".
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن التحقيقات تتركز على أن "عملية الاعتراض لم تكن ناجحة تماما، ولكن يتم أيضًا فحص إمكانية أنه تم تنفيذ عملية اعتراض ‘جزئي‘".
وأشارت القناة 12 إلى أن الهجوم الباليستي جاء في سياق التهديدات أطلقها الحوثيون في الأسابيع الماضية كرد فعل على الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة، وقالت إن الصاروخ تسبب في إدخال مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ، وذلك للمرة الأولى منذ أشهر التي تشهد فيها مناطق وسط البلاد هذا النوع من التحذيرات من هجمات صاروخية.
وبحسب موقع "واللا"، فإن الحوثيين غير قادرين على تصنيع الصواريخ الباليستية محليًا، بل يعتمدون على الدعم الإيراني في هذا الشأن.
وذكر أن الصاروخ الذي أُطلق اليوم (طوفان) هو نسخة من الصاروخ الإيراني "قادر"، الذي يعتبر بدوره نسخة مطورة من الصاروخ "شهاب 3". ويصل مدى صاروخ الحوثيين إلى 2000 كيلومتر، ما يجعله قادرًا على الوصول إلى إسرائيل من شمال اليمن في غضون 12 إلى 15 دقيقة. الصاروخ يُطلق من منصات متنقلة، وعند إطلاقه يتبع مسارًا باليستيًا على شكل قوس.
ويتراوح وزن الصاروخ من 15 إلى 17 طنًا قبل الإطلاق، بينما يبلغ وزن الرأس الحربي 650 كيلوغرامًا من المتفجرات، وهو قادر على إحداث أضرار جسيمة بالأهداف المدنية والعسكرية على حد سواء.
ووفقًا للتحليلات، فإن مرحلة الإعداد لإطلاق الصاروخ لا تتجاوز 30 دقيقة، مما يُعقد عمليات الكشف المبكر واعتراضه. ولدى دخوله الغلاف الجوي، يستمر الصاروخ في اكتساب سرعة كبيرة بفعل الجاذبية، مما يزيد من خطورة ارتطامه بالأرض.
وبحسب "واللا"، فإنه عادة ما تتم مراقبة الصاروخ عبر عدة أنظمة إنذار ورادار، منها الرادارات الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، لكن لم يتم التأكد بعد ما إذا كان الصاروخ قد تم اكتشافه واعتراضه في الوقت المناسب.
وأشار الموقع إلى "عدة مراحل لاكتشاف الصاروخ" استعدادا لاعتراضه والتي اعتبر أنها "تعطلت هذا الصباح"، وبحسب "واللا"، عندما يُعد الصاروخ للإطلاق، يكون مكشوفًا في منطقة مفتوحة ومرئيًا للأقمار الاصطناعية التجسسية الإسرائيلية والأميركية، التي من المفترض أن تراقب مواقع الإطلاق المحتملة.
وعند إطلاق الصاروخ، يتم رصد الحرارة الهائلة التي يولدها محركه من خلال شبكة الأقمار الاصطناعية الأميركية المتخصصة في التحذير من إطلاق الصواريخ الباليستية، ومن المفترض أن تُنقل المعلومات إلى الجيش الإسرائيلي.
وعندما يكون الصاروخ في مساره نحو إسرائيل، هناك عدة أنظمة رادار يجب أن تكتشفه وتتابع مساره، بدءًا من رادارات السفن الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر، ورادار X بعيد المدى، المصنوع من شركة رايثيون والموجود في النقب ويشغله جنود أميركيون، وأخيرًا بواسطة رادار منظومة "حيتس".
و"لا يزال من غير الواضح ما إذا تم اكتشاف الصاروخ في الوقت المناسب، ولماذا لم يتم اعتراضه في وقت أبكر، كما هو مفترض من منظومة الدفاع الجوي ‘حيتس‘ المصممة للعمل بهذه الطريقة"، في إشارة إلى رصد واعتراض التهديدات الباليستية قبل دخولها إلى المجال الجوي الإسرائيلي، وفقا لـ"واللا".
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه "كان من المفترض أن يتم اكتشاف الصاروخ الباليستي واعتراضه بعيدًا عن الأراضي الإسرائيلية باستخدام أنظمة ‘حيتس 2‘ و‘حيتس 3‘، وكان يجب أن يتم رصده من خلال أنظمة رادار أرضية".
وذكر المحلل العسكري في للصحيفة، رون بن يشاي، أنه في الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل الذي وقع في نيسان/ أبريل، "فشل الإيرانيون، ونجح عدد قليل من الصواريخ الباليستية في اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية والتحالف الذي دعمها. وقد ذُكر حينها أن أربعة رؤوس حربية من صواريخ ‘عماد‘ أصابت قاعدة نيفاتيم".
وأضاف أن "الرأس الحربي لهذا الصاروخ ينفصل عن الجسم، وبمساعدة الأجنحة الصغيرة وأنظمة الملاحة المقاومة للتشويش، يتقدم بشكل متعرج نحو الهدف، مما قد يصعب على أنظمة الاعتراض عملية التعامل معه".
وتابع "يتم تجهيز صواريخ ‘عماد‘، التي تستخدم الوقود السائل، قبل الإطلاق بساعات، ما يمكن من عملية استهدافها على الأرض قبل إطلاقها".
وأوضح أنه "في الجيش الإسرائيلي، يجرون تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الصاروخ (الحوثي) الذي أُطلق هذه المرة يحتوي على رأس حربي مشابه".
وتساءل بن يشاي "هل تم اعتراض الصاروخ بعد اكتشافه بواسطة أنظمة ‘مقلاع داود‘ و‘القبة الحديدية‘، أو أنه لم يتم اعتراضه وأخطأ هدفه؟".
وتابع "في جميع الأحوال، من المحتمل أن يكون هذا هجوم انتقامي من الحوثيين على الهجوم الذي وقع على ميناء الحديدة قبل شهرين، كما كانوا قد هددوا. مؤخرًا، هددوا أيضًا بأنه بجانب إطلاق الصواريخ، سيقومون بعملية برية، وأشادوا بوسائل القتال المتوفرة لديهم، بما في ذلك صواريخ كورنت".
وفي تموز/ يوليو أطلقت جماعة "أنصار الله" اليمنية، طائرة مسيرة بعيدة المدى على تل أبيب مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين. ودفع هذا الهجوم إسرائيل إلى شن ضربة جوية كبرى على أهداف عسكرية تابعة للحوثيين قرب ميناء الحديدة اليمني، مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة 87.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الصواریخ البالیستیة الجیش الإسرائیلی الدفاعات الجویة اعتراض الصاروخ القبة الحدیدیة الصاروخ الیمنی میناء الحدیدة الصاروخ الذی إذاعة الجیش الصاروخ فی تم اعتراض صاروخ ا ما إذا الذی أ طلق من
إقرأ أيضاً:
تحقيق أممي يكشف عن تعذيب وانتهاكات ممنهجة إبان حكم الأسد
كشفت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة عن أن الممارسات غير القانونية مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري استخدمت بشكل ممنهج لقمع المعارضين إبان حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
جاء ذلك في تقرير نشرته اللجنة بعنوان "شبكة الألم: الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة في الجمهورية العربية السورية" وذلك بعد إجراء مقابلات مع آلاف الشهود بشأن التجاوزات التي حدثت في عهد نظام الأسد المخلوع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رايتس ووتش تنتقد "سحق الفضاء المدني" في ليبياlist 2 of 2رايتس ووتش تنتقد مصر لتقويضها الحق في التعليمend of listوجاء في التقرير أن نظام الأسد استخدم بشكل ممنهج الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري لقمع المعارضة، "وتشكل هذه الأفعال جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وبعضا من أسوأ الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي المرتكبة أثناء النزاعات".
وأشار تقرير اللجنة الدولية إلى أنه تم إطلاق سراح المعتقلين من غرف التعذيب بعد الإطاحة بالنظام السابق، مبينا أن هذا يشير إلى تغير بالنسبة للسوريين كان من غير الممكن تصوره قبل شهرين.
الألم مستمر
وأكد التقرير أن الانتهاكات المتعلقة بالاعتقالات في عهد الأسد صادمة للشعب السوري، لافتا إلى أن الألم مستمر لدى عشرات الآلاف من العائلات التي لم تتمكن من العثور على ذويها المفقودين بين المعتقلين المفرج عنهم.
إعلانوذكر أن اكتشاف المقابر الجماعية قاد العديد من العائلات إلى أسوأ نتيجة.
وأضاف التقرير أن الخبراء شددوا على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراء حاسم للحفاظ على الأدلة والأرشيفات ومسارح الجريمة، بما في ذلك المقابر الجماعية، حتى يتمكنوا من فحصها، وإجراء حفريات الطب الشرعي عندما تقتضي الحاجة.
وأشار التقرير إلى أن المفرج عنهم كانوا يعانون من التعذيب وسوء التغذية وأمراض مختلفة، وأكد أن هؤلاء الأشخاص تركوا ليموتوا في آلام لا تطاق.
الحفاظ على الأدلة
ونقل التقرير عن رئيس اللجنة باولو بينيرو قوله "نمر بمرحلة انتقالية حرجة، ويمكن للحكومة الانتقالية والمسؤولين السوريين المستقبليين ضمان عدم تكرار هذه الجرائم مرة أخرى".
وأوضح بينيرو أن فريقه حصل على نتائج من تحقيقات استمرت ما يقرب من 14 عاما، معربا عن أمله في أن تساعد هذه النتائج في إنهاء الإفلات من العقاب على هذه الانتهاكات.
من جانبها، أوضحت العضو في اللجنة لين ويلشمان أن هذه الأدلة قد تشكل أملا للسوريين الذين لم يعثروا على أحبائهم بين من تم الإفراج عنهم.
وأشادت بالسلطات الجديدة في سوريا إزاء عزمها الحفاظ على المقابر الجماعية والأدلة، "ونشجعها على بذل المزيد من الجهود بدعم من المجتمع المدني السوري المعني والجهات الفاعلة الدولية".
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.