“من لم يتنفس هواء الجبل القوقازي لم يعش”
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
Estimated reading time: 14 minute(s)
موسكو – أحمد فايز
“من لم يتنفس هواء الجبل القوقازي لم يعش”.. قالها الأديب الروسي والذى يُدعى “شاعر القوقاز” ليرمونتوف (1814-1841)، فقد احتلَّ القوقاز مكانةً خاصّةً في حياة ليرمنتوف، وأعماله الأدبية والفنية، تسبَّبت قصيدته “موت شاعر”، التي نظمها إثر مصرع الشاعر” بوشكين”، في غضب السلطات عليه، فنُفِي إلى القوقاز، شغف الرسام الشاب بالطبيعة المذهلة هناك، وبالجبال الشاهقة وجمالها الهائل، وكرّس، في سنوات النفي الأول والثاني، العديد من القصائد واللوحات لهذه المنطقة من روسيا، وقد كان محقًا فى كل ما كتب ورسم عن القوقاز.
1.مينيراليني فودي:
مينيراليني فودي هي مدينة صغيرة مريحة للأعصاب وهى محاطة بالمناظر الطبيعية الخلابة، وتقع في منطقة نظيفة بيئيًا في “إقليم ستافروبول”، تفاجئ السياح بالمناظر الطبيعية الخلابة والمعالم المعمارية والتاريخية، وهي المحطة الأولى للسائحين والبوابة الرئيسية التي يمر منها الآلاف من السياح سنويًا إلى منتجعات المياه المعدنية القوقازية في شمال القوقاز، حيث إنه يوجد بها أكبر مركز نقل في المنطقة، مطار ليرمونتوف الدولي، ومحطة تبادل للسكك الحديدية، وطريق سريع، يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1875م، ولديها الكثير من عوامل الجذب سواء كانت طبيعية أو معمارية من صنع الإنسان؛ بما في ذلك المعالم التاريخية.
2.كيسلوفودسك:
تعد كيسلوفودسك واحدة من أفضل المنتجعات للاستشفاء بالمياه المعدنية في روسيا، كما أنها تستخدم في مصحاتها العلاجية الطين الشافي المستخرج من بحيرة “تامبوكان” الواقعة بالقرب من مدينة بياتيغورسك، تقع في واد جبلي صغيرمريح خلاب بين نهري “بيريزوفكا وأولخوفكا”، وتحيط بها منحدرات سلسلة جبال القوقاز الرئيسية، مما يخلق منطقة مناخية فريدة من نوعها، ويمكننا القول إنه حتى الهواء في كيسلوفودسك لديه قوة شفائية، منتجع كيسلوفودسك هو الأكبر من حيث عدد المصحات والمؤسسات الطبية الأخرى التى توجد فى المياه المعدنية القوقازية، يتم علاج أمراض الجهاز التنفسي والجهاز العصبي، يوجد بها أشهر ينبوع للمياه المعدنية “نرزان”، طعم المياه المتدفقة من ينابيع نارزان غريب ولا يشبه أي شيء، ليس حلوًا ولا مالحًا ولا مرًا، لكنه حمضى، وكل من يزورها مرة يعود إليها مرارًا وتكرارًا، للاستمتاع بالشمس، وللحصول على المياه المعدنية اللذيذة، والمشي على طول مسارات الزهور الفاخرة بين المباني التاريخية التي تجول فيها أعظم الشعراء والكتاب مثل : بوشكين وليرمونتوف،وهي مدينة تجمع أجمل عناصر الطبيعة والجغرافيا.
3.بياتيجورسك :
بياتيغورسك هي المنتجع الرئيسي للمياه المعدنية القوقازية، ليست مجرد مدينة جميلة بل هي مدينة يعود تاريخها إلى قرون، وهى أقدم منتجع صحي طيني ذو أهمية فيدرالية،كما أنها تحظى بشعبية دائمة لدى السياح والذين يحضرون إليها لتحسين الصحة والاستجمام في الهواء الطلق على مدار العام، وأيضًا للإلهام، يُطلق عليها اسم “المتحف الطبيعي للمياه المعدنية”؛ نظرًا للتنوع الفريد من الينابيع المعدنية، حيث يوجد بها أكثر من 40 نبع للمياه المعدنية، ويعمل تأثير مناخ سفوح التلال وينابيع المياه المعدنية، جنبًا إلى جنب مع المسارات الصحية، في إعطاء تأثيرًا ملموسًا للشفاء، تقع بياتيغورسك في إقليم ستافروبول كراي، على الضفة اليسرى لنهر “بودكوموك”، ميزة أخرى للمنتجع هي موقعه المناسب، فمنه يسهل الوصول إليه من المنتجعات الأخرى في المياه المعدنية القوقازية (كيسلوفودسك، جيليزنوفودسك، إيسينتوكي)، وتجذب هندسته المعمارية السائحين، بياتيغورسك هو منتجع مريح للغاية يجد كل ضيوفه: الأكبر سنًا، والأزواج الشباب الذين يبحثون عن الرومانسية، والعائلات التي لديها أطفال ما يرغبون به من وسائل للراحة والاستشفاء والاستجمام، وسيقدرالذواقة المأكولات المحلية القوقازية.
4.جيليزنوفودسك
جيليزنوفودسك هي واحدة المنتجعات المفضلة بين السياح، وتقع في شمال القوقاز في وادٍ خلاب، ينبهر السائحون بالآثار والقصور والحمامات القديمة وغرف المضخات للمياه المعدنية العلاجية، وتتنوع المشاهد في جيليزنوفودسك بشكل مدهش، ففيها العمارة التاريخية والحديثة والجبال والكهوف والبحيرات، وغابات كثيرة ينمو فيها عدد كبير من أنواع النباتات الطيية، ويتميز المنتجع بمناخ ملائم للعلاج والاستجمام على مدار العام، الهواء فيها مشبع بالأكسجين والمواد النشطة الطبيعية التي تقتل البكتيريا، عامل الجذب الرئيسي للمدينة بالطبع هو ينابيع ومصادرالمياه المعدنية، ويمكن شرب المياه المعدنية من ثلاثة ينابيع: سميرنوفسكي، وسلافيانوفسكي، وليرمونتوفسكي، ومن السهل الوصول إلى الينابيع الثلاثة في “منتزه كورورتني” بفضل غرف المضخات الجميلة.
5.إيسينتوكي:
إيسينتوكي هو منتجع مشهور للعلاج بالمياه المعدنية منذ زمن روسيا القيصرية، والتي تشتهر بينابيعها المعدنية، تأسس عام 1825، وهو أصغر منتجعات القوقاز، ويقع بين منتجعي كيسلوفودسك و بياتيجورسك في وادي “نهر بودكوموك”، على ارتفاع 600-610 متر فوق مستوى سطح البحر، غير محاط بجبال، منتجع إيسينتوكي مريح وساحر للغاية لدرجة أنك لن ترغب في مغادرته، وحاليًا هو منتجع كبير للشرب والعلاج بالمياه المعدنية ذات أهمية فيدرالية، يحضر إليه الكثير من السكان المحليين والسائحين لاستعادة صحتهم والتمتع بمناخ الشفاء في القوقاز، تم تهيئة جميع الظروف للسياح حيث توجد صالات للشرب، وحديقة رائعة حيث يمكن المشي لساعات، بين الطبيعة والخلابة وحمامات القياصرة.
هذه السلسلة من المقالات عن السفر والسياحة في روسيا تحت نافذة “روسيا التي لا تعرفها” تنشرها صحيفة الأحساء اليوم، بالتعاون مع المرشد السياحي أحمد فايز، وهو مصري عربي روسي، يعيش في موسكو منذ أكثر من 25 عامًا، ويعمل هناك مرشدًا سياحيًا باللغة العربية؛ وتهدف إلى إثراء الحصيلة المعرفية للقارئ العربي ومساعدته على التعرّف على روسيا عن قرب.
المصدر: الأحساء اليوم
إقرأ أيضاً:
روسيا تعلن غرق سفينة شحن قبالة السواحل الجزائرية بسبب “عمل إرهابي” (فيديو)
زنقة 20 | وكالات
أعلنت الشركة المالكة لسفينة الشحن الروسية “أورسا ميجور” أن غرق السفينة في البحر الأبيض المتوسط جاء نتيجة “عمل إرهابي”، حسبما نقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية.
وقالت شركة “أوبورون لوجيستيكس”، المالك النهائي للسفينة، إن السفينة تعرضت لـ”عمل إرهابي”.
و الثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية الروسية غرق سفينة شحن روسية تحمل اسم “أورسا ميجور” في البحر المتوسط بين إسبانيا والجزائر، وقالت إن اثنين من أفراد طاقمها في عداد المفقودين.
وذكرت الوزارة، في بيان، أن السفينة غرقت بعد وقوع انفجار في غرفة محركها، مشيرة إلى أن 14 من طاقمها البالغ 16 شخصا قد تم إنقاذهم ونقلهم إلى إسبانيا.
وأظهرت بيانات لتتبّع السفن من “مجموعة بورصات لندن” أن السفينة غادرت ميناء سان بطرسبورغ الروسي في 11 ديسمبر الجاري، وشوهدت آخر مرة وهي ترسل إشارة الساعة 22:04 بتوقيت غرينتش الاثنين الماضي بين الجزائر وإسبانيا.
كما أظهرت لقطات -صورتها سفينة عابرة ونشرت على موقع روسي- السفينة وهي تنزلق بقوة إلى جانبها الأيمن، في حين تغمر المياه مقدمتها.
ووفق وكالة رويترز، فإن شركة “إس كيه – يوج” هي الشركة المشغلة للسفينة، وتتبع شركة “أوبورون لوجيستيكس”، وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركتين في عام 2022، بسبب علاقاتهما بالجيش الروسي، كما فرضت عقوبات على السفينة نفسها.
وكانت الشركة المالكة، قالت في بيان سابق أصدرته في 20 ديسمبر إن السفينة تحمل رافعات من المقرر تركيبها في ميناء فلاديفوستوك الروسي، بالإضافة إلى قطع غيار لكسارات جليد جديدة.
وشُيدت السفينة المنكوبة في عام 2009، وتعود ملكيتها النهائية إلى شركة “أوبورون لوجيستيكس”، التي تشارك في مشاريع بناء عسكرية لوزارة الدفاع الروسية.