الخريف والصيف رحلة انتظار طيور أوروبا على الشاطئ
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
موسم الصيد.. فصل الخريف الزردة، كلها مفردات يشعر المواطن فى محافظة مطروح من الحمام والعلمين حتى السلوم، بالبهجة والسعادة كلما نطق أو استمع إلى تلك المفردات، لأنها تعنى الانطلاق والابتعاد عن الروتين اليومى للحياة، سواء كان هذا الشخص طبيبا، مهندسا، عاملا، صاحب مطعم، الكل فى تلك الرحلات سواء.
فصل الخريف، وموسم الصيد ، الزردة تعنى ليلة سمر يخرج الشباب الى الصحراء أو الشاطئ لكى يقوم بتسوية كل ما لذ وطاب من الأطعمة، وقد تكون الزردة من مفردات رحلة الصيد، التى تبدأ وتنتهى مع بداية وانتهاء موسم الخريف، لأنه يعنى بالنسبة لهم بداية موسم الهواية بالنسبة للمواطن المطروحى، وأى هواية، إنها البهجة كل البهجة، حتى أصبحت جزءا من التكوين الشخصى والمزاج العام لأى مواطن ولد فى تلك المحافظة.
الكل يعتبرها مصدرا لإعادة تأهيل النفس بعد عدة أشهر قضاها فى العمل الشاق، طوال العام، خاصة موسم الصيف الذى يعد الموسم الرئيسى فى العمل لأبناء مطروح، حيث يتم استقبال المصطافين، وبالتالى مع بداية عودة المصطافين إلى مدنهم وديارهم، يحتاج أهل تلك المدينة التى اعتادت على الهدوء طوال العام، أن ينعموا بعد موسم ملىء بالضجيج، بقدر من الهدوء، ويكون موسم الصيد هو تلك الرحلة والراحة، نعم موسم الخريف يمتد لثلاثة أشهر بالتمام والكمال، ولا يمكن لأى شخص أن يظل طوال الـ ٩٠ يوما خارج منزله، لكنه قدر المستطاع يحاول أن يحصل على كم لا بأس به من الأيام فى تلك الرحلات، والتى هى بعضها يومى، وبعضها أسبوعى وقد تمتد لشهر كامل، يكون ابن مطروح فى رحاب تلك الرحلة، رحلة الصيد.
ارتبط أهالى مطروح بصيد الطيور خلال موسم الخريف ارتباطًا وثيقًا، فهو الموسم الذى يشهد هجرة الطيور من أوروبا إلينا، عبر البحر المتوسط، حيث تأتى فى صورة أسراب، ولذلك تجد أهالى الصحراء الغربية ينصبون الشباك بالقرب من شاطئ البحر، وأماكن أخرى داخل الصحراء. وهى الوسيلة الأكثر أماناً فى الصيد.
وهناك وسائل أخرى للصيد منها، الصيد عن طريق الرماية «بنادق الخرطوش». المواطن المطروحى يبدأ التدريب فى سن مبكرة على الصيد، حيث خرج الى الحياة فوجد آباءه وأجداده مرتبطين أشد الارتباط بالصيد. وبالتالى يفتح الطفل عينيه على الصيد عن طريق «الفخ» حيث يضع نوعاً معيناً من الديدان «جواعير»، وبمجرد ان تراه طيور السلوى والشحم وأبوصفير وتقترب من الفخ، تقع أسيرة فى الحال ويتم ذبحها عن طريق سكين صغيرة أو قطعة من الزجاج.. وهناك من يصطاد ببنادق «الرش» وهو نوع به قدر من الخطورة لأن عامل التهور قد يدفع الشبل عند الصيد الى إصابة اى شخص يمر بالمنطقة عن طريق الخطأ، وبعض الإصابات تصل الى تصفية العين. ودائما يكون وقت الفجر أو فترة ما بعد العصر وحتى المغرب، هى افضل فترات الصيد.
مع براعة الطفل ثم الشاب فى عملية الصيد من خلال بنادق «الرش» يبدأ التفكير فى شراء البندقية «الخرطوش»، بالتأكيد بعد استخراج التصاريح اللازمة لذلك، وغالبا ما يكون الصيد بالخرطوش خارج حدود المدينة.. حيث يقوم عدد من الأفراد بالخروج إلى الصحراء، ومعهم كل مستلزمات الحياة من الأكل والشرب، التى يكفى ليوم كامل، وهناك من يقومون بالخروج لفترات أطول، قد تمتد الى شهر وأكثر حيث يستأجرون أحد المنازل بالقرب من البحر، والجميل انهم يستفيدون أيضًا من فكرة صيد السمك، نظرا لقربهم من شاطئ البحر، الى جانب فكرة الصيد الرئيسية وهى صيد الطيور.
ولأن عملية الصيد التى تبدأ مع فصل الخريف، هى مصدر البهجة والمتعة لمعظم أهالى مطروح من الأطفال حتى الشيوخ.. فأغلب أهالى مطروح من هواة الصيد يصطحبون أبناءهم وأحفادهم دائماً إلى رحلات الصيد، وبالتالى ينشأ الطفل الصغير على حب تلك الهواية، التى لا يخلو بيت فى مطروح من عشاقها.
أشهر أنواع الطيور «القمرى» وأهالى مطروح يطلقون عليه «الجمرى» والنغاق، ويطلقون عليه النغاج، والدقنوش، والسمان وتتمتع هذه الطيور بمذاق فريد. وبها نسبة فسفور عالية جداً، وهناك قواعد للصيد لا بد أن يلتزم بها الجميع، مثل أماكن الصيد، وارتفاع الشبك.
الخريف بالنسبة لأهالى الصحراء الغربية هو موسم الانطلاق والرحلات.
فى الماضى كان صيد الغزال يمثل أيضا إحدى الهوايات لأهالى مطروح، ولكن مع انقراض الغزال، قررت الحكومة المصرية منذ عدة عقود منع صيده للحفاظ على سلالته، وبالتالى أصبح صيد الطيور القادمة إلينا من أوروبا هو المقصود بالصيد بعد رحلة شاقة من أوربا عبر خلالها البحر الأبيض المتوسط ومع انطلاق بدء موسم صيد الطيور المهاجرة، الذى يبدأ من أول سبتمبر وحتى شهر نوفمبر القادم من كل عام، وذلك بعد موافقة اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، تحت إشراف اللواء أشرف مصطفى السكرتير العام.
تبدأ إدارة شئون البيئة بمجلس مدينة مطروح بالتنسيق مع شئون البيئة بالمحافظة تلقى الطلبات بالمركز التكنولوجى لخدمة المواطنين بمدينة مرسى مطروح لاستخراج تصاريح الصيد للمواطنين للراغبين، وذلك مع بدء موسم صيد الطيور المهاجرة بعد دفع الرسوم المقررة، وذلك بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المعنية طبقًا لقرار وزيرة البيئة رقم 204 لسنة 2024 واشتراطات المنظمة لذلك.
واشتراطات وزارة البيئة رقم 204 لسنة 2024، منع إقامة شباك الصيد على مسافة أقل من 300 متر من شاطئ البحر، على ألا يزيد ارتفاعها على 3 أمتار، وأن يترك بين كل عش وآخر مساحة فاصلة لا تقل عن 5 أمتار، وقد تم منع استخدام أجهزة الصوت، وتقرر أيضًا منع الصيد داخل المحميات الطبيعية وفقًا للقانون رقم 102 لسنة 1983. فقد حددت وزارة البيئة الفترة من نهاية النصف الأول من أغسطس حتى إلى 15 نوفمبر من كل عام كفترة مسموح فيها بصيد الطيور، وحددت الوزارة 8 محافظات يسمح فيها بصيد هذه الطيور، ومنها مطروح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: موسم الصيد المواطن السلوم
إقرأ أيضاً:
رصد انتشار صامت لإنفلونزا الطيور شديدة الضراوة في الأبقار الأمريكية
#سواليف
كشف المركز الوطني لأمراض الحيوان التابع لإدارة #الزراعة_الأمريكية، بالتعاون مع عدة جهات أكاديمية، عن انتشار صامت لفيروس #إنفلونزا_الطيور شديد الضراوة A (H5N1) بين #الأبقار الحلوب.
وتوصل التحليل الجيني إلى أن عملية إعادة توزيع جينات #الفيروس في الطيور البرية سبقت انتقال الفيروس إلى الأبقار، ما سمح للأبقار – سواء كانت مصابة أو لم تظهر عليها أعراض – بنقل الفيروس إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
كما كشف تسلسل الجينوم الفيروسي عن طفرات منخفضة التردد مرتبطة بكفاءة انتقال الفيروس وتكيفه مع الثدييات، ما أثار المخاوف الصحية العامة من انتشار المرض في المستقبل بين الحيوانات.
مقالات ذات صلةوتعد فيروسات إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة من الأسباب الرئيسية للأضرار الكبيرة في صحة الحيوان والاقتصاد الزراعي، إضافة إلى أنها قد تحمل خطر تفشي الأوبئة. ومنذ دخول الفيروس عبر المحيط الأطلسي في أواخر عام 2021، تسببت سلالة H5N1 2.3.4.4b في تفشيات واسعة في أمريكا الشمالية، ما أسفر عن حالات نفوق ضخمة بين الطيور البرية والدواجن، وأدى إلى مخاوف من قدرته على الانتقال بين الأنواع المختلفة.
وفي الدراسة، أجرى فريق البحث تحقيقا جينوميا ووبائيا لتتبع انتشار الفيروس وتحديد تداعياته بين الماشية. وتم الحصول على عينات من 26 مزرعة ألبان في 8 ولايات، بالإضافة إلى 6 مزارع دواجن في 3 ولايات خلال فترة تفشي المرض الأولى.
وأُجري تسلسل كامل للجينوم شمل العينات الفيروسية المأخوذة من الأبقار والدواجن، وتم استخدام التحاليل الفيزيولوجية والنمذجة التطورية لتتبع مصدر العدوى. ووفقا للنتائج، تم تأكيد وجود الفيروس من النمط الجيني B3.13 (من سلالة H5N1 2.3.4.4b) في عينات الحليب مع اكتشاف محدود في مسحات الأنف.
وأظهر التحليل التطوري أن الفيروسات المعزولة من الأبقار تتجمع ضمن مجموعة واحدة، ما يشير إلى حدوث حالة انتقال واحدة من الطيور البرية إلى الأبقار في أواخر عام 2023، مع حدوث انتقال صامت بين الماشية لعدة أشهر قبل تأكيد التفشي في مارس 2024. وبعد دخوله إلى الماشية، استمر الفيروس في الانتشار إلى الدواجن وحيوانات أخرى مثل الراكون والقطط والطيور البرية.
وتم اكتشاف حالة إصابة لأحد عمال الألبان بنمط وراثي مختلف قليلا عن الفيروس الموجود في الماشية، لكن التاريخ الوبائي يشير إلى ارتباط هذه الإصابة بتعرضه للأبقار. وعلى الرغم من أن العدوى يُرجح أنها نشأت من الماشية، لا يمكن استبعاد انتقال الفيروس من مضيف آخر لم تُؤخذ عينات منه.
كما أظهرت البيانات أن الأبقار قد تفرز الفيروس لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 3 أسابيع، ما يزيد من خطر انتقاله إلى حيوانات أخرى مثل الدواجن والحيوانات البرية. ويُعتقد أن الفيروس المنتشر في الأبقار قد يمتلك إمكانات تطورية ليصبح أكثر قابلية للانتقال بين الثدييات.
وتشير الدراسات إلى أن وجود متغيرات وراثية منخفضة التردد مرتبطة بالضراوة والتكيف مع الثدييات في عينات الأبقار يعزز أهمية مراقبة هذه المتحورات عن كثب، حيث قد يؤدي توسعها إلى زيادة خطر انتقال العدوى من الحيوانات إلى البشر.