إصابة أيمن حسين وفقا لنظرية المؤامرة ..
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
لقد اعلن عن إصابة لاعب المنتخب العراقي وهدافه أيمن حسين بعد مباراة العراق وعمان مباشرة وقبل مباراتنا مع الكويت في الكويت بخمسة أيام بكل ما تعتري وتحيط هذه المدة من حرب نفسية إعلامية غاية بالدقة لخطورتها وارتباطها بملفات سياسية وامنية واقتصادية سابقة وبعضها قائم ..
وقد فرضت طريقة عرض الإصابة وما يحيط بها وظروفها جملة من التساؤلات المشروعة – باقل تقادير – .
قطعا الإجابة لا يمكن حصرها بزاوية ووقت محدد .. فالاجابة بعد المباراة تتطلب ان تكون بصورة مختلفة عما كانت هي عليه قبلها لاسباب ومعطيات تحتمها أهمية المباراة التي ينبغي ان تكون محسوبة بدقة . سيما وان حرب التصريحات الإعلامية اطلق لها العنان بين البلدين منذ أوقعتهما القرعة معا وما يتطلبه ذلك من وسائل يعد بعضها حق مشروع كجزء من متطلبات تطور اليات اللعبة وأهدافها التي تعدت حدود الدبلوماسية .
بعد المباراة تطلب معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت الى ابعاد ايمن عن التشكيلة وخسارة نقطتين مهمة جدا في مسيرة المنتخب يعرف المختصون انها ستشكل ازمة لاحقة سيما بعد ان ظهر الكويت بأداء ضعيف وما يتطلب حصد نقاط مبارياته لمن يفكر الوصول الى كاس العالم 2026 .
سالني احد الأساتذة العرب عن هذا الملف فاجبت : ( قبل كل شيء يجب ان نعترف بان كرة القدم – بالنسبة للحكومات – لم تعد ترفيها جماهيرا او لغطا شعبيا للخوض فيه .. فقد أصبحت سلاح ناعم فاقت خطورته بقية الأسلحة التقليدية . ثم ان الإصابة احاطها الغموض اذ لم نسمع او نرى إصابة حدثت للكابتن اثناء مباراتنا امام عمان .. وما هي الأسباب الحقيقية لنقل اللاعب الى مشفى الكويت وليس الى البصرة وبغداد وقد سمعنا تصريحات لاطباء عراقيين قالوا ???? ان الإصابة بسيطة ويمكن معالجتها والكشف عنها في العراق) .. فلماذا غاب هدافنا وورقتنا الرابحة عن المباراة ونتيجتها التي آلت اليها وما كان يفترض ان يثار عنها من ردت فعل كبرى لو لا غطاء الطرد القاسي للمدافع العراقي بداية المباراة . كما تم التساؤل عن حقيقة عدد الجماهير العراقية التي سمح لها الحضور في الملعب اذ لم نشاهد اعدادهم على الشاشة .. الا مرة او اثنين لمجموعة يحملون الاعلام ويلبسون الزي العراقي لا يتجاوزن المائتين باحسن الأحوال فيما اعلن بوسائل الاعلام عن دخول خمسة الاف مشجع عراقي لم يكن لهم وجود على الشاشات .
هذا وغيره يستحق التساؤل ! وان يجاب عنه بصورة رسمية من خلال قنوات ولجان مؤسساتية مختصة غايتها البحث عن مصالح الوطن بكل مكان وتحريها وفقا لتعريفات الدبلوماسية والسياسات الخارجية .. بمعزل عن تسمية الملف والازمة ان كانت ارض حدودية او مصالح اقتصادية او ملف امني او رياضي او فني او غير ذلك الكثير ..
فلم تعد نظرية المؤامرة .. مجرد تصريحات تحاك خلف الستار او صواريخ تطلق من تحت السواتر .. وانما هي قضية وطنية واعية صريحة شفافة غير محرجة ولا مخجلة ولا محرمة .. لمن يخوض بتفاصيلها لأغراض تتمحور وتتموضع حول مصالح وطن مؤسساتي لا يمكن ان يدار وفقا لنظرة ضيقة !
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بين سجن المشاعر وتحريرها
لا يُبارى بعض الرجال في مسألة كبت المشاعر وسجنها والتنصّل من كل ما قد يؤدي إلى بثّها، فبحسب العُرف والتربية العتيقة هم محافظون لا يتوجب أن يبوحوا أو أن يخافوا أو يبكوا. لا يشكون إذا تعبوا، لا يبكون إذا أُدميت قلوبهم، لا يعبّرون إذا فرحوا، وإن حصل ذلك فيكون على استحياء.
يتربى الولد منذ سنواته الأولى على مفهوم أنه رجل، ولا يليق بالرجال إظهار مشاعر الخوف أو الرغبة في البكاء، وأن هاتين الصفتين اختصّت بهما النساء. لا ينبغي للرجل أن يجزع أو يتألم، وإن حصل وشوهدت دموعه، يتعرّض لمختلف ألوان التهكم من قِبل محيطه. حتى في المواقف التي تستدعي أن يكون مُبتهجًا، لا ينبغي له أن يبالغ في الفرحة من منطلق أنه رجل!
ورغم أن القرآن الكريم سرد قصص الأنبياء والرُّسل كونهم بشرًا لم تُقدّ قلوبهم من صخر، حيث خافوا وحزنوا وتألموا في مواقف، وفرحوا وابتهجوا في مواقف أُخرى، فإننا نحن البشر العاديين نستحي إبداء عواطفنا خوفًا من أن تُفسّر أنها حالة ضعف لا تناسب رجلًا رصينًا أو تعبيرًا عن انتشاء لا يليق بوقور.
القرآن الكريم لم يتحفظ وهو يسرد لنا قصة سيدنا موسى عليه السلام وصراعه مع فرعون مصر على مشاعر الخوف والقلق التي كانت تعتريه بعد أن وكز الرجل المصري فقتله، بل ذكر بصورة صريحة أنه خرج من المدينة «خائفًا يترقب». فلماذا يُنكر علينا المجتمع نحن الذين لا يوحى إلينا الإتيان بأي صورة من صور الخوف؟
وجاء في السيرة النبوية المطهرة أن النبي عليه الصلاة والسلام خاف خوفًا شديدًا وفزع لما شاهد سيدنا جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية، بينما كان يتعبّد في غار حراء. النبي لم يُخفِ تلك المشاعر بل أخبر عنها زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وقال لها قولته الشهيرة: «زملوني زملوني، دثروني دثروني».
كما أنه عليه الصلاة والسلام في ناحية أخرى لم يُخفِ مشاعر حبه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألته عن مقدار حبه لها، إذ كان رده عليها: «حبي لك كعقدة حبل لا يستطيع أحد حلها». فتضحك، وكلما مر عليه يسألها وتقول: «كيف حال العقدة؟» فيرد عليها: «كما هي».
ومما جاء في السيرة المُعطّرة أنه عليه الصلاة والسلام كان يُبيّن محبته لابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكان يلاطفها ويُقبّلها على جبينها كلما دخل عليها بيتها، فيما نتحفظ نحن على تقبيل بناتنا أو احتضانهن إذا حققن إنجازًا علميًّا أو انتقلن إلى بيت الزوجية أو رُزقن بمولود!
النقطة الأخيرة..
لا علاقة بين الرجولة والقدرة على سجن المشاعر وتقويضها، لا رابط بين البوح وتحرير العواطف وضعف شخصية الرجل؛ فقوة الرجل تكمن في معرفته طرق استلاب القلوب وصناعة الأمل وإضفاء البهجة في نفوس كل من حوله.