نظم فرع ثقافة بورسعيد، مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية، احتفالا بالمولد النبوى الشريف، ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، والمقدمة فى إطار احتفالات وزارة الثقافة.

وشهد بيت ثقافة الهيئة ببورفؤاد ورشة رسم حر للأطفال عن أهم مظاهر المولد، كما شهد مركز شباب الاستاد ببورسعيد محاضرة نظمتها مكتبة طفل حديقة الأمل، ألقاها الشيخ السيد سليم من الأوقاف، متحدثا عن سيرة النبى الكريم وأهمية الاقتداء بسنته، كما نفذت ورشة رسوم أخرى للأطفال عن المولد ومظاهر الاحتفال به.

وفى إطار الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القناة وسيناء الثقافي، برئاسة أمل عبد الله، وفرع ثقافة بورسعيد بإدارة د. جيهان المالكي، عقدت مكتبة 6 أكتوبر العامة ببورسعيد محاضرة بديوان حى المناخ عن الرسول الكريم ألقت الضوء على سيرته العطرة وكيف كانت رسالته رحمة للعالمين.

كما شهد مسرح سينما هيبس بقصر ثقافة الخارجة بالوادى الجديد احتفالية بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، فى إطار احتفالات وزارة الثقافة.

استهلت الفعاليات بتفقد الحضور معرضا للحرف البيئية، ومنفذ بيع إصدارات هيئة قصور الثقافة الذى ضم مجموعة متنوعة من أحدث الكتب بأسعار مخفضة للجمهور.

أعقب ذلك أوبريت بعنوان «وُلد الهدى» تأليف وأشعار عفاف عبد المحسن، وتصميم وإخراج الفنان عيد مسلم.

ثم توالت الفقرات الفنية، وقدم عددا من الأطفال الموهوبين قصائد شعرية وأناشيد دينية فى حب المصطفى، أعقبها فقرة غنائية لروان سليم من ذوى الهمم بمصاحبة لغة الإشارة، كما قدم أطفال قصر ثقافة الطفل مجموعة من التابلوهات الاستعراضية منها فى رحاب يثرب، وطلع البدر علينا، نالت إعجاب الحضور. واختتم اليوم بتفاعل كبير مع فقرة التنورة الصوفية للفنان أحمد الأسيوطى.

جاءت الفعاليات ضمن برنامج حافل أعدته هيئة قصور الثقافة احتفالا بالمولد النبوى الشريف، يشهد تنفيذ مجموعة من اللقاءات التثقيفية، والورش الفنية وعروض الإنشاد الديني، وغيرها.

من ناحية أخرى وضمن الأنشطة المقدمة بإقليم وسط الصعيد الثقافى برئاسة ضياء مكاوي، من خلال فرع ثقافة الوادى الجديد، نظم قصر ثقافة الخارجة لقاء بعنوان «الأسباب الدافعة للانتحار» تزامنا مع اليوم العالمى لمنع الانتحار.

استهلت خلاله د. إسراء سنوسي، مدرس مساعد بقسم علم النفس بكلية التربية، حديثها موضحة الفرق بين الاكتئاب والاضطراب النفسي، كما ناقشت تفصيليا الأسباب النفسية والاجتماعية للتفكير فى الانتحار، مشيرة أن هناك الكثير من الحالات تحدث بشكل مفاجيء نتيجة عدم القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة أو المرور بأزمة معينة سواء مالية أو اجتماعية أو صحية، فتنهار معها قدرة الفرد على المواجهة والتخطى.

من ناحيتها قالت د.هند جلال، مدرس مساعد بقسم علم النفس، إنه وفقا للدراسات، الشباب هم أكثر فئة عرضة للانتحار، ويحدث ذلك نتيجة الشعور بالقلق تجاه موضوع معين أو التعرض للاكتئاب، الأمر الذى يدفع البعض للانسحاب من ممارسة النشاطات وتغير السلوك فجأة، والتحدث حول موضوعات تتعلق بفقدان الشغف فى الحياة، مؤكدة على ضرورة توجيه الأطفال وتربيتهم على السلوكيات الإيجابية منذ الصغر، وتفعيل الرقابة الأبوية.

ويحتفل العالم يوم 10 سبتمبر باليوم العالمى لمنع الانتحار، بهدف التعريف بأسباب انتشار تلك الظاهرة وعواقبها الوخيمة، ‏لرفع درجة الوعى بين الأفراد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النبوي الشريف فرع ثقافة بورسعيد إحتفالا بالمولد النبوي الشريف الهيئة العامة لقصور الثقافة الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة

إقرأ أيضاً:

ثقافة الأصداء

نشأنا على مصدرين أساسيين منهما كنَّا نُحصِّلُ ما نشتاقه من معارف وثقافة، المصدر الأوّل هو مكتبات الجهات العامّة، أو مكتبات الولايات، والمصدر الثاني هو المكتبة الوطنيّة في العاصمة، فجيلي هو جيلٌ ورقيٌّ، تعوّد على ملمس الأوراق والكتب، وشمِّ روائحها وتقليب صفحاتها، ولحدِّ اليوم، رغم هذا المدّ في سيادة الثقافة الرقميّة، ما زلنا نتطعَّم روائح الكتب القديمة، ونسعد للملمس الكتب، وتقليب صفحاتها.

ثقافتان تتعايشان اليوم، ثقافة الأعماق وثقافة الأصداء، ثقافةٌ آمنَّا بها، وما زلنا نؤمن بها، (ولعلِّي أجعلها ثقافة عمقٍ لأنّي أنتسب إليها، وقد يعتبرها غيري من جيل الثقافة الرقميّة، محض أوهام، وحنين رُكامٍ من البشر)، وهي الثقافةُ الكُتبيّة التي أعتبرها عميقة ومؤسِّسة وباعثةً لعقولٍ مُفكِّرة، ما زلنا نحتاج جهودها وعمق فكرها، وثقافةٌ رقميّة هامّةٌ ولها أدوارها وتيسير أدواتها، ولكنّها تبقى حمّالة أهواء، قد تفضي إلى معرفةٍ سطحيّة، وثقافةٍ شكليّة، ووعيٍ زائف، وحظُّ التزييف والتسطيح والوهم فيها وسيعٌ رحبٌ. أكتب هذا الأمر، وأنا على وعيٍ تامٍّ بضرورة مواكبة الثقافة الرقميّة، وإعمالها في شتّى المجالات والميادين، وأنا أيضا على درايةٍ بأنّها ضرورة تاريخيّة، وحتميّة اقتضاها الواقع، وهي حتميَّةٌ يُمكن أن تكون ناجعةً ومنتجةً، غير أنّنا نرى بعض الظواهِر الرقميّة المؤثّرة في أجيالٍ صاعدةٍ، قد تَعْدم مستقبلاً الصلة بالكتاب، وهو الأمر الجلل، والفعل الخَطر. أوّلا هنالك ظاهرةٌ صارت سائدة في مجتمعاتنا العربيّة، ولا قُدرة لنا أحيانًا على مجابهتها، ولا آليَّة لنا للوقوف ضدّها، ولا أدوات لنا لكشْفها وبيانها، وهي السَّرقات، والسّرق فعلٌ مذموم أخلاقيًّا، وأصْبَح داءً عُضَالاً علميًّا وثقافيًّا، ويسّرته الرقميّات بشكلٍ عجيب، واختلقت له من الأدوات ما يُخفيه وما يُجلِّيه، ما يكتُمه وما يفضحه، فسادت رسائل جامعيّة في مختلف المستويّات مسروقة، وعمّت بحوث ومقالات منقولة، والرقيبُ في حيرةٍ، قد تتجاوزه الرقمنة وقد يُحسن السّارق إخفاء مسروقه، فتُسند شهادات ورُتب علميّة لغير أهلها، ولأناس لا يستحقّون الحبر الذي كُتِبت به. وقد يعترض معترضٌ، ويحتجُّ محتجٌّ قائلا: إنَّ السّرق فعلٌ قديمٌ، وسلوكٌ عتيق، وقد ذمَّه الأقدمون وعابوه، ولا علاقة له بالرقمنة ولا بسيادتها، وهو قولٌ حقٌّ في جانبٍ، ففعل السّرقة قديم، ولكن وسائط التواصل ومواقع الويب ومختلف أشكال التطوّر الافتراضي للعالم، ورقمنة الكتب والمقالات والبحوث يسّرت أمر الأخذ وشجّعت على الإغارة والسّلب، فهل هذا ذنب التطوّر؟ حتمًا لا، وهو ذنب من لم يُحدث لهذه الذنوب حزمة من شديد العقوبات، وقوانين زجريّة، وثقافة في احترام الملكيّة الفكريّة، وتكوين الناشئة على تجريم الأخذ من الغير على غير وجه حقّ. الأمر الثاني الذي أراه خطرا في هذه العوالم الافتراضيّة، وهذه المساحات الكبرى من ثقافة الويب والنت ومختلف أشكالها ومظاهرها، هو بزوغ نجومٍ من ورقٍ، بلا عقولٍ ولا أفئدة، نجوم يستقطبون شبابًا ويستلبون الأضواء في المناسبات والمعارض، حتّى معارض الكتب والفنون، وهم الأوهن، والأضعف، لا منزلة لهم، سوى جمهور وسيع يُتابعهم لعلَّةٍ من العلل، حُسن طالعٍ، أو قدرة على المزاح والسخريّة، أو جرأة ومخالفة للمعهود، أو أحيانا بلا علّة ولا سبب.

عدد المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعيّ صار قياسا، لا يعنيني إن صار قياسًا للشهرة، فدومًا كانت الشهرة متأتيّة من مسالك سطحيّة وساذجة، ولكن الذي يعنيني أنّ عدد المتابعين صار قياسًا للمقروئيّة، فخذ مثالاً على ذلك الكاتبة التونسية فاتن الفازع التي تكتب باللهجة التونسيّة التي صارت رقمًا في النشر، وتُصرّح -وهي فعلا كذلك- بأنّها أكثر كاتب تونسيّ باع كتبا، والكاتبة الجزائريّة سارة ريفنس التي حقّقت رقما تاريخيّا في مبيعات كتبها، لم يحققه أي كاتب جزائري، ولكنّ الأخطر من كلّ هذا، وما لم أستسغه، ولن أقبله، أن يُدعى وُجهاءُ منصة أكس أو انستغرام أو التيك توك إلى معارض الكتاب، وأن يُصبحوا نجوم تلك المعارض، فهذا لعمري اعتداءٌ صارخ يئنُّ منه الكتاب ويألم.

وهذا فعلٌ يُمكن أن نتعقّله لو كان الفاعل في مواقع التواصل الاجتماعيّ محفِّزًا على قراءة الكتب، عاملاً على تنشيط أذهان متابعيه، غير أنّ العكس هو القائمُ، إذ إنَّ الفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي، أجير عند شركات كبرى، تستعمله، بسببٍ من أرقام متابعيه للترويج لسلعها، ومن النكد النكود أنّه أصبح من وُجهاء الثقافة، هذه الثقافة التي طالما طمست وجوه مثقّفيها الأصليين. يُمكن أن أفهم حركةً مثل «بوك توك» وعميق أثرها على الفعل القرائيّ، وأنّها ساهمت في جعل الشباب يكتشفون «ميلهم الدفين إلى القراءة»، بالرغم من الآثار السلبيّة لهذه الحركة على جودة الكتب وعمق الكتاب، إذ أنشأت كُتّابًا على المقاس التيك توكي، ولكن ما هو دافعٌ إلى الخزي والعار، أن يدعو معرض للكتاب بائع سوائل تجميل، أو عارضة أكلاتِ مطاعم، أو كاشف حياته الأسريّة ليصير نجمًا في الكُتب. الكتابُ له رائحة الورق، له عبقُ التاريخ، له حميميّة لا يعرفها إلاَّ من سهر الليالي يتمعّن الصفحات، ويخطُّ الأسطر ويمحوها، ويتمثّل أبعادها وأورادها، ولم يكن الكتاب يوما في حاجة إلى لاعب كرةٍ أو عارضة أزياء، أو صاحب صوتٍ رنّان. الكتاب أصلٌ لا يفنى من بعد فناء أبطالِ الورق ودُعاة الأصداء.

محمد زرّوق ناقد وأكاديمي تونسي

مقالات مشابهة

  • ذمار.. النيابة العامة تفرج عن 166 سجيناً بمناسبة المولد النبوي الشريف
  • مهرجان مسرح الهواة الـ20 .. "قلب الكون" و"طرح حرير" على مسرح السامر اليوم
  • ثقافة الأصداء
  • «ندوة الثقافة والعلوم» تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف
  • «ثقافة الغربية» تحتفل بالمولد النبوي الشريف.. عروض وورش
  • بعروسة المولد والمباخر.. مسرح 23 يوليو بالمحلة يحتفل بالمولد النبوي الشريف
  • أبوالنصر يشهد احتفالية قصر ثقافة أسيوط بذكرى المولد النبوي الشريف
  • غدا.. قصور الثقافة تقدم أوبريت «بداية جديدة» على مسرح روض الفرج
  • الهيئة النسائية بتعز تنظم فعالية احتفائية مركزية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف
  • الهيئة النسائية في تعز تنظم فعالية احتفائية بذكرى المولد النبوي الشريف