هل يمكن أن تحيي حرب غزة حظر الانتشار النووي في الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
ترجمة - أحمد شافعي -
في أكتوبر من عام 2023، وجّه عضو في الكينيست الإسرائيلي عن حزب الليكود يدعى ريفيتال «تالي» جوتليف دعوة إلى الجيش الإسرائيلي باستعمال «صاروخ أريحا» (وهو صاروخ باليستي تنتجه إسرائيل منذ ستينيات القرن الماضي) وسلاح دومسداي [أي «يوم القيامة»] النووي ضد حماس وفلسطين. ثم اقترح وزير التراث الإسرائيلي ـ آنذاك ـ عميحاي إلياهو في حوار إذاعي أجري في نوفمبر 2023 أن تلقي إسرائيل قنبلة ذرية على غزة، ثم صرح لاحقا إنه قال ذلك على سبيل «التعبير المجازي»، قبل أن يقوم رئيس الوزراء نتنياهو بتعليق حضوره للاجتماعات الوزارية.
كما أن الرئيس ترامب قد وجّه ضربة لحظر انتشار الأسلحة النووية من خلال انسحابه أحادي الجانب من خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران سنة 2018. فقد اختار بدلا من الصفقة سياسة «الضغط الأقصى»، وبلغ ذلك ذروته في تصعيد خطير في الخليج حتى عام 2021. وردا على التقدم الدبلوماسي البطيء مع إدارة بايدن، توقفت إيران عن تنفيذ البروتوكول الإضافي في 2021 الذي كان يمنح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدرة مطلقة على تفقد منشآت إيران وخاماتها النووية. ثم زادت إيران الأمر تعقيدا في ما يتعلق بمفاوضاتها النووية الضمنية الجارية مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان عندما قامت بتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة جديدة.
منذ نشوب حرب غزة، قامت إسرائيل باغتيال أفراد من أمثال محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في لبنان وسوريا، ومحمد سرور ممول حماس، وفؤاد شكر القائد رفيع المستوى لحزب الله، وإسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس. بدأ الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا تابعة لحزب الله في جنوبي لبنان في الخامس والعشرين من أغسطس، فسارع حزب الله إلى الرد بهجمة جوية على جيش إسرائيل وقواعد دفاع جوية. وتستمر إسرائيل في شنِّ غاراتها واسعة النطاق على الضفة الغربية. وبرغم أن التصعيد قد لا يفضي إلى حرب شاملة مع حزب الله وإيران لأسباب تتعلق بالحفاظ على الذات، فإن منحنى الصراع الحالي قد يمنح إيران أسبابًا أكثر للحصول على ردع نووي تتحدى به قوة الردع الإسرائيلية على نحو أفضل.
وهذا ما سيعود بالدبلوماسية النووية مع إيران عودة حازمة إلى الطاولة. ومع ذلك، في حال تولّي كامالا هاريس الرئاسة القادمة في الولايات المتحدة، سوف يتطلب الأمر ثقلا سياسيا كثيفا من الولايات المتحدة.
ليس التصعيد الإقليمي المستمر هو الدافع الوحيد للدبلوماسية الوقائية في هذه المنطقة. فالحاجة إلى تعزيز القواعد وحماية المنشآت النووية المدنية الوليدة في الشرق الأوسط تضفي أهمية وعجلة على التوصل إلى اتفاقية أسلحة نووية شاملة للمنطقة. ومن المؤكد أن عقبات كبيرة تحول دون التوصل إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومنها سلسلة المشكلات بين إسرائيل ومصر. واستجابة لذلك، تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل بموجب الاتفاقات الإبراهيمية بدلا من الخضوع لأسس مبادرة السلام العربية المطروحة منذ 2002 والتي كان يمكن أن تضمن التطبيع مع جميع أعضاء جامعة الدول العربية. وهكذا يكون قد ثبت بأثر رجعي أن الوقت الأمثل للدفع بمعاهدة أسلحة في المنطقة لم يكن له وجود قط.
وفي سياق التصعيد الإقليمي وبدعم من التقدميين في الحزب الديمقراطي، قد تكون إدارة هاريس أنسب موضعًا للحديث بانفتاح عن الردع النووي الإسرائيلي وللانخراط مع الشعب الإسرائيلي في إعادة التفكير في السياسة. واجتذابًا للدعم من المجتمع اليهودي الأمريكي والكتلة اليهودية في الكونجرس على وجه الخصوص، قد يعرض البيت الأبيض على الحكومة الإسرائيلية ضمانات أمنية مشددة على هيئة مظلة نووية أمريكية من شأنها أن تنبني على عرض بدفاع الولايات المتحدة الأمريكية عن إسرائيل حسبما تقدم به وزير الدفاع لويد أوستن في يوليو من العام الحالي.
وبعد أن تلتزم إيران وآخرون بالتوقف عن الأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية والتراجع عنها، فقد يؤدي الجمع بين التأكيدات والضمانات الأمنية الأمريكية إلى أن تقوم إسرائيل بتفكيك ما يقترب من تسعين رأسًا نوويًا والتوقيع على اتفاقية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
لقد حذر بالفعل رؤساء سابقون لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي ورؤساء للموساد من «تهديد وجودي» تمثله سياسات نتنانياهو على دولة إسرائيل. فأسلحة إسرائيل النووية مشكوك في قيمتها ـ في أحسن الأحوال ـ أمام قيادة إيرانية تعلمت من ضربة إسرائيل الاستباقية لمفاعل أوزيراك في العراق في التاسع من يونيو سنة 1981، ومن ضربتها سنة 2007 لمفاعل نووي محتمل أقامته كوريا الشمالية في سوريا، فنشرت مفاعلاتها النووية في أرجاء البلد وحصنتها تحت الأرض. ولقد مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إلى حد قوله علنا إن انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من خطة العمل الشاملة المشتركة كان خطأ لأن إيران أحرزت تقدما في برنامجها النووي من ذلك الحين يفوق ما حققته من تقدم في أي وقت مضى. وتشير هذه الاستجابة إلى أن الحل الدبلوماسي يبقى هو أفضل الخيارات.
من شأن إدراج إسرائيل في إطار إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل أن يفتح جوانب مهمة تتعلق بحظر الانتشار النووي في الشام والخليج وأن يبدد قسما كبيرا من انعدام الأمن في المنطقة من خلال وضع إسرائيل وإيران في ترتيب نووي عادل، مما يمنع المزيد من العمل العسكري الحركي المدمر واستخدام الأسلحة النووية، فضلًا عن الحوادث النووية والمخاوف الإرهابية.
روبرت ماسون زميل غير مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن
ذي ناشونال إنتريست
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأسلحة النوویة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
Inforte تستحوذ على Shifra
مارس 24, 2025آخر تحديث: مارس 24, 2025
المستقلة/-استحوذت Inforte، الموزع ذو القيمة المضافة النشط في سوق الأمن السيبراني التركي منذ عام 2009، على Shifra، أحد الموزعين ذوي القيمة المضافة الرائدين في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويمثل هذا التحرك الإستراتيجي الخطوة الأولى لشركة Inforte نحو ترسيخ حضورها القوي في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، لتصبح قوة إقليمية في تقديم الدعم المتواصل.
وبهذا الاستحواذ، وسعت الشركة خبرتها الفنية بالإضافة إلى مجموعة المنتجات والحلول لديها. وبينما تقدم الشركة فرصًا جديدة لشركائها التجاريين، فإنها تعمل على تعزيز الحلول الشاملة التي تقدمها لعملائها.
مزيد من الفرص لشركاء الأعمال
قال غونغور غوندوغو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Inforte: “لا يُمثل انضمام Shifra إلى عائلتنا حدثًا محوريًا فحسب، بل يُمثل أيضًا قفزة إستراتيجية للقطاع بأكمله. نحن نخطط لإضفاء زخم جديد في مشهد الأمن السيبراني في المنطقة من خلال التكيف مع متطلبات الأمن السيبراني المتزايدة للمؤسسات من جميع الأحجام وظروف السوق الدائبة التطور. يجمعنا التزام مشترك بالتميز التقني والابتكار ورضا العملاء، وسنُمكّن شركاءنا التجاريين من فرص أقوى ونوسع نطاق نفوذنا في القطاع”.
وأضاف: “لقد أعطينا الأولوية دائمًا لتقديم قيمة إستراتيجية لشركاء أعمالنا من خلال تجاوز نموذج التوزيع التقليدي. وبفضل خبرة Shifra، سنواصل الاستثمار في دعم مقدمي خدمات الأمن المُدارة (MSSP). نحن نقدم لشركائنا القدرات الأساسية لتوفير حلول أمنية متطورة، مما يساعدهم على التوسع وتحقيق ربحية عالية. ومن خلال توسيع نطاق منتجاتنا ودمج خبراتنا، نمهد الطريق أمامهم لبناء مصادر دخل مستمرة وضمان نمو طويل الأجل”.
سمعة طيبة في الشرق الأوسط وإفريقيا
وقال أحمد سلطان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Shifra: “بصفتنا موزعًا خبيرًا ذا قيمة مضافة لحلول الأمن السيبراني، فقد أرسينا أسس سمعة طيبة متينة في الشرق الأوسط وإفريقيا على مدار الـ 15 عامًا الماضية. ونؤمن أننا بالتعاون مع Inforte، سنأخذ خبراتنا وخدماتنا إلى آفاق جديدة، وسنعيد تعريف مفهوم توزيع حلول الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا. ومع توسع مجموعة Inforte ورؤيتها الإستراتيجية، أصبحنا الآن في وضع أقوى من أي وقت مضى”.
وأكد سلطان أن التعاون مع Inforte يمثل حقبة جديدة ومثيرة لمشهد الأعمال، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة ستوفر موارد جديدة وفرص نمو للموظفين وشركاء الأعمال والمصنِّعين.
بنقل خبرتها في السوق التركية إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ستواصل Inforte نموها، وخاصة في الأسواق الناشئة، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر ومصر. وفي الوقت ذاته، سوف تكون لها فرصة التوسع في Türkiye في المناطق التي تتمتع فيها Shifra بمكانة قوية.