عربي21:
2024-11-25@19:08:45 GMT

سؤال اليوم التالي في العالم العربي

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

ترسم الدول والمجتمعات الخطوط العريضة لسنواتها القادمة وفق تقديرات سياسية واقتصادية واجتماعية على شكل خطط خمسية وعشرية ومضاعفاتها من الأرقام، لكن الغريب أن يقوم بذلك المحتل كما تفعل إسرائيل التي تطرح سؤال اليوم التالي في غزة. والأغرب أن يصير هذا التخطيط هو حديث العالم العربي الذي لا تعرف كثير من الدول العربية فيه ما هي خطط اليوم التالي فيها أصلا.

وهو سؤال لم يجد فرصته في الطرح وتقديم الحلول والبدائل على صعيد أكثر من بلد عربي، وهو أولى بالالتفات إليه على صعيد الدول العربية أكثر من طرحه على أهل غزة الذي ينزفون تحت وطأة حصار غاشم لا يرحم؛ لأن سؤال اليوم التالي في غزة لا محل له من الإعراب فلسطينيا سوى وفقا لقواعد اللغة الإسرائيلية الفاسدة، وإجابته تنطوي على خيارات صراعية وعدائية أكثر منها حلول تهم أهل غزة ورفعا لمعاناتهم.

على عكس ما هو متوقع، تبدو سيناريوهات اليوم التالي في غزة محصورة في عدة خيارات شبه معروفة، أما سؤال اليوم التالي في دول مثل تونس والأردن ولبنان مثلا فهو مفتوح على احتمالات عديدة، يمكن فتح القوس ووضع عدد لا نهائي من الاحتمالات، ومع ذلك لا يحظى سؤال اليوم التالي بالأهمية ذاتها الذي يحظى بها في سياق العدوان الإسرائيلي الحالي على عكس ما هو متوقع، تبدو سيناريوهات اليوم التالي في غزة محصورة في عدة خيارات شبه معروفة، أما سؤال اليوم التالي في دول مثل تونس والأردن ولبنان مثلا فهو مفتوح على احتمالات عديدة، يمكن فتح القوس ووضع عدد لا نهائي من الاحتمالات، ومع ذلك لا يحظى سؤال اليوم التالي بالأهمية ذاتها الذي يحظى بها في سياق العدوان الإسرائيلي الحالي على غزةعلى غزة مع كل الاعتبار لسياق شلال الدم الهادر والمعاناة الهائلة لإخوتنا في فلسطين. ولكن سؤال اليوم التالي لم يطرحه الفلسطينيون، ولكن من يطرحه هو الاحتلال، والأجدر به أن يوجه للسياق العربي المحيط وليس إلى غزة.

فإذا بدأنا من المغرب العربي، نجد أن الساحة التونسية تراوح مكانها في ظل انتخابات رئاسية مشوبة بمعارك قانونية وقضائية وإقصاء لمرشحين، زاد من حدتها مظاهرات عارمة تزداد اشتعالا وقت كتابة هذا المقال. اليوم التالي في تونس البلد الذي أشعل شرارة الثورات العربية؛ مفتوح على احتمالات عديدة، فخلال أكثر من عشر سنوات، فشلت معادلة توافق الإسلاميين والعلمانيين وفشل مشروع الرئيس الفرد الأوحد. وتمضي البلاد قدما في واقع اقتصادي مأزوم وواقع إقليمي مشتعل ومتوتر، وقد أصاب كل القوى الفاعلة فيه الإنهاك الشديد، والثابت الوحيد هو علامات الاستفهام حول ملامح اليوم التالي اقتصاديا وسياسيا.

أما الأردن فقد استفاق على زلزال الفوز التاريخي للإسلامين في الانتخابات البرلمانية غير المتكرر منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو ما طرح أسئلة شائكة حول طبيعة مشاركة الإسلاميين في الحكومة القادمة مع الحرب العربية الضروس عليهم التي لم تهدأ منذ 2013، ودور ذلك في المخاطر التي تحيق بالأردن على وقع العدوان على غزة والعربدة الإسرائيلية التي بلغت أوجها وتخطت كل الحدود. سؤال اليوم التالي هو سؤال عربي مشروع، وربما مطلوب في ظل ظروف صعبة تمر بها أكثر من دولة عربية يستحق الالتفات إليها أكثر من مجاراة الخطط الإسرائيلية تجاه غزةوسؤال اليوم التالي في الأردن ليس سؤالا محليا فقط، بل هو سؤال إقليمي وفلسطيني وعربي وإسلامي، فأي خطوة في هذا البلد المتاخم لفلسطين المحتلة في ظل الأوضاع الراهنة سيكون لها ما بعده.

وفي لبنان يبدو سؤال اليوم التالي أكثر غموضا وربما رعبا، فالبلد الذي لم ينخرط رسميا في حرب مع إسرائيل يعيش أجواء توتر مشوبة بالحذر وترقب لاندلاع حرب بين الفينة والأخرى، ناهيك عن القصف الذي يطال قرى الجنوب بشكل مستمر. لبنان المثقل أصلا بمشاكل اقتصادية كبيرة كان ينظر لسؤال اليوم التالي اقتصاديا بعين الشك والريبة، والآن تضاعف القلق والتوتر أمنيا وعسكريا على وقع طبول الحرب.

إن سؤال اليوم التالي هو سؤال عربي مشروع، وربما مطلوب في ظل ظروف صعبة تمر بها أكثر من دولة عربية يستحق الالتفات إليها أكثر من مجاراة الخطط الإسرائيلية تجاه غزة.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليوم التالي غزة التخطيط العالم العربي غزة العالم العربي المستقبل تخطيط اليوم التالي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیوم التالی فی غزة أکثر من هو سؤال

إقرأ أيضاً:

شاهد بالفيديو.. قصة الأغنية السودانية التي حققت أكثر من 2 مليون زيارة على يوتيوب والجمهور يسأل أين هذه المبدعة؟

لو عارف عيونك توهت العيون .. رقصت المشاعر وغنى معاها كون .. رائعة الفنان السوداني الراحل حمد الريح، والتي أدتها الطفلة آنذاك شروق في برنامج نجوم الغد قبل أكثر من 10 سنوات.

مازالت الأغنية تحظى بأعلى المشاهدات في يوتيوب وقد تجاوز العدد الـ2 مليون مشاهد بعد مضي هذه السنوات، وتنهال تعليقات الإعجاب التي تخطت حدود السودان ليكتب معجبون من دول الخليج وتشاد والصومال والجزائر وغيرها من الدول.

شفنا الدنيا حلوة .. فى رموشها وسرحنا .. وصابحنا الامانى .. واتمدد فرحنا .. والحنية هلت .. فى دنيانا طلت بامر العيون. وكتب بعض المعلقين بإن الأغنية تثير فيهم شجوناً وتحمل براءة من المؤدية التي أبدعت في تقديمها، وسأل آخرون عن أين هي تلك المبدعة الصغيرة؟

شاهد الفيديو:

رصد وتحرير – “النيلين”

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. قصة الأغنية السودانية التي حققت أكثر من 2 مليون زيارة على يوتيوب والجمهور يسأل أين هذه المبدعة؟
  • لبنان... و«اليوم التالي»
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • صنعاء تدين الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادون في البحر العربي
  • غزة: أكثر الأماكن التي تضررت بها خيام النازحين في القطاع نتيجة الأمطار
  • ما الذي يحدث في السعودية؟.. أكثر من 19 ألف موقوف خلال أسبوع
  • قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها في كورسك
  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • على المستوى الداخلي.. حزب الله يحدّد معالم اليوم التالي للحرب!
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار