الوطن:
2024-09-18@18:59:22 GMT

 إيمان الشعراوي تكتب: دور الإعلام لدعم جهود الدمج

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

 إيمان الشعراوي تكتب: دور الإعلام لدعم جهود الدمج

«ضرورة دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى».. لا تكاد تشاهد أو تسمع مسئولاً أو خبيراً أو برلمانياً، إلا ويُردّد هذه الجملة، ورغم أن هناك قلة قد تدرك الآليات اللازمة لحدوث ذلك، فإن الغالبية يكتفون بترديدها من قبيل الوجاهة الثقافية والحرص على دعم الاقتصاد الوطنى، ولكنهم لا يملكون طرح مقترحات ورؤية مهمة لمواجهة هذه الظاهرة، إنما مجرد كلام مرسل لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع.

ولكى لا نسير على الخُطى نفسها.. سنتطرق لآلية مهمة فى دعم توجه الدولة نحو دمج الاقتصاد غير الرسمى، وهى تعزيز دور «الإعلام التنموى»، الذى لا يقتصر دوره على مجرد نقل الأخبار وتبادل المعلومات، إلا أنه يمكن أن يسهم فى تحقيق النهوض الاقتصادى والتغيير الاجتماعى، وخدمة قضايا التنمية، عبر أكثر من وسيلة، سواء ما يتعلق بإقامة حملات توعية مكثّفة لنشر إيجابيات ومزايا التحول إلى الاقتصاد الرسمى من حيث السهولة فى إجراء التراخيص، والتسهيلات البنكية، وينبغى أن يتم ذلك بطريقة قريبة من الناس وطرح نماذج حقيقية من المواطنين استطاعوا دمج اقتصادهم غير الرسمى بدون معوقات.

هذا بالإضافة إلى دور الإعلام فى التوعية بثقافة استخدام المعاملات المالية إلكترونياً، والتيسيرات فى هذا الإطار والقضاء على ثقافة المعاملات النقدية العائق أمام كشف حجم هذا النوع من الاقتصاد، والترويج على نطاق واسع لعقوبات تزوير مستندات مشروعات الاقتصاد غير الرسمى، وطرح نماذج ناجحة لدول أفريقية ظروفها مشابهة استطاعت القضاء على هذه الظاهرة وأصبح اقتصادها من الدول القوية، مثل دولة «مورشيوس»، التى لعب الإعلام فيها دوراً بارزاً فى هذا الموضوع.

كما يجب أن يراقب الإعلام خطوات الدولة لدعم دمج الاقتصاد غير الرسمى أثناء وبعد التنفيذ لكشف مكامن الخلل وتصحيحها وتسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات إن وُجدت، وإقامة الحلقات النقاشية من خلال البرامج التليفزيونية والإذاعية، والحوارات التى تُنظمها الصحف اليومية والأسبوعية، التى تفيد فى نشر الوعى من ناحية، وفى جمع المعلومات من ناحية أخرى، وتوسيع الحوار بين أفراد المجتمع نفسه، وبين المجتمع والدولة، الأمر الذى يُعزّز إزالة العوائق التى وقفت حائلة أمام هذا الأمر لسنوات طويلة.

والأهم من ذلك، أنه يجب ألا تقتصر حملات التوعية على الإعلام التقليدى فقط، وإنما يجب استخدام مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بالقنوات والصحف للتسويق لهذه الأفكار، لما لها من قوة تأثير وسهولة الانتشار قد تصل ليس إلى الآلاف فقط، بل إلى الملايين فى كثير من الأوقات.

ختاماً يمكن التأكيد على أن نجاح الإعلام فى القيام بدور فاعل فى دمج الاقتصاد غير الرسمى، ينطلق من إدراك العاملين به أن هذه الظاهرة ليست اقتصادية فقط، إنما لها أبعاد اجتماعية شديدة التعقيد تتطلب المهنية فى التعامل مع حملات التوعية مع المواطنين من جانب.. والقدرة على الإقناع بخطورة هذه الظاهرة على الاقتصاد المصرى، الأمر الذى يتطلب تكاتفاً وطنياً من أجل دعمه ومساندته والتوقف عن الممارسات التى تؤثر عليه سلباً بما يضر بنا جميعاً.

* باحثة فى الشئون السياسية والأفريقية

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اقتصاد الظل قطاع الزراعة الحوار الوطنى دمج الاقتصاد غیر الرسمى هذه الظاهرة

إقرأ أيضاً:

الرواحي لـ"الرؤية": "النقل والاتصالات" تقود جهود الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة الاقتصاد الرقمي

تأثيرات متعددة للذكاء الاصطناعي على عملية اتخاذ القرار في الشركات

الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية لحركة الأسواق في مختلف المجالات

تأكيد أهمية مراعاة الضوابط الأخلاقية وتحييد الخوارزميات عند استخدام الذكاء الاصطناعي

 

الرؤية- سارة العبرية

 

أكد محمد بن مسلم الرواحي رئيس قسم مشاريع الذكاء الاصطناعي بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنَّ سلطنة عُمان ممثلة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تُنفِّذُ استراتيجيات طموحة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم الاقتصاد الرقمي، مشيرًا إلى إعداد برنامج وطني مُتكامل للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة يشمل السياسات والتشريعات وبناء القدرات والبحث والابتكار والتصنيع والاستثمار وتطوير الشركات الناشئة.

وتؤكد التقارير العالمية أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بقوة على الأعمال خلال المرحلة المقبلة، ما يستدعي ضرورة استغلال الفرص التي تقدمها هذه التقنيات النوعية، والعمل على مواجهة التحديات بشكل مدروس لضمان الاستفادة القصوى وتحقيق نمو مستدام.

وتشير إحصائيات إلى أن 56% من قادة الشركات يرون الذكاء الاصطناعي ضرورةً استراتيجيةً، مع توقعات بزيادة الاستثمارات العالمية في هذا المجال بنسبة 30% خلال السنوات الخمس المُقبلة.

تأثيرات الذكاء الاصطناعي

وقال الرواحي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن تأثير الذكاء الاصطناعي على عملية اتخاذ القرارات في الشركات يعتمد على طريق تحليل البيانات الضخمة؛ أي إن الذكاء الاصطناعي يُعالج كميات هائلة من البيانات بدقة وسرعة، مثل استخدامه في تحليل بيانات المبيعات لتحديد المنتجات الأكثر طلبًا، والتنبؤ بالأحداث والاتجاهات؛ حيث يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية بناءً على البيانات السابقة مثل التنبؤ بسلوك المُستهلك لتحسين استراتيجيات التسويق.

وأضاف الرواحي أن من ضمن هذه التأثيرات أتمتة العمليات؛ حيث يتيح الذكاء الاصطناعي أتمتة العمليات الروتينية مثل استخدام روبوتات الدردشة لأتمتة خدمة العملاء، كذلك التوصيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ حيث يُقدِّم الذكاء الاصطناعي اقتراحات حول الحلول أو الاستراتيجيات المثلى، كالخوارزميات التوصية المستخدمة في منصات الترفيه والتواصل الاجتماعي لاقتراح المحتوى المُفضَّل لدى المستخدِم.

وأكد الرواحي أنَّ الذكاء الاصطناعي يؤثر بشكل كبير على الأعمال من خلال تحسين تجربة العملاء والتكيف السريع مع التغيرات. وفي مجال تحسين تجربة العملاء؛ إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل سلوك العملاء وتفضيلاتهم لتقديم خدمات مخصصة تلبي احتياجاتهم الفردية، مما يعزز رضاهم وولاءهم. وضرب مثالًا على ذلك بإمكانية قيام الشركات بتحليل مراجعات العملاء لتحديد نقاط القوة والضعف في المنتجات والخدمات، وبالتالي إجراء تحسينات تزيد من جودة المنتج". وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يساعد الشركات على التكيف بسرعة مع التغيرات المتسارعة في السوق، كما إنه في التجارة الإلكترونية يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات في الوقت الفعلي للتنبؤ بتوجهات السوق والتغيرات في سلوك المستهلكين، مما يمكّن الشركات من تعديل استراتيجياتها فورًا لمواكبة هذه التغيرات وضمان قدرتها على المنافسة.

وبيّن الرواحي أن الشركات تواجه عدة تحديات عند تبني الذكاء الاصطناعي في عملياتها، ومنها نقص المهارات الفنية الذي قد يكون هناك نقص في المهارات المطلوبة لتطوير وإدارة أنظمة الذكاء الاصطناعي كصعوبة العثور على مهندسي بيانات أو خبراء في التعلم الآلي، أيضا تكلفة الاستثمار فتتطلب تقنيات الذكاء الاصطناعي استثمارات مالية كبيرة في البنية التحتية والبرمجيات مثل تكلفة شراء خوادم قوية لمعالجة البيانات الكبيرة.

صعوبة دمج الحلول

وأوضح رئيس قسم مشاريع الذكاء الاصطناعي بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أنه في ظل التكامل مع الأنظمة الحالية قد يكون من الصعب دمج حلول الذكاء الاصطناعي مع الأنظمة التقنية القديمة، مشيرا إلى صعوبة دمج الذكاء الاصطناعي مع نظم تخطيط الموارد المؤسسية (ERP) القديمة، وكذلك أمن البيانات والخصوصية؛ حيث إن التعامل مع كميات كبيرة من البيانات يُثير مخاوف حول أمن المعلومات والخصوصية كمخاطر تسرب البيانات الشخصية عند استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات العملاء.

ويتابع قائلا "مقاومة الموظفين للتغيير والتكيف مع تقنيات جديدة يمكن أن يعيق التبني كرفض بعض الموظفين الاعتماد على الأنظمة الآلية خوفاً من فقدان وظائفهم، بالإضافة إلى الاعتماد على البيانات فتحتاج نماذج الذكاء الاصطناعي إلى بيانات ضخمة ودقيقة لتعمل بفعالية مثل ضعف جودة البيانات المدخلة قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة في التنبؤات والتحليلات".

استراتيجيات طموحة

وشدد الرواحي على أن هناك استراتيجيات طموحة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم الاقتصاد الرقمي، وقال: "هناك تنسيق وتعاون بين أصحاب المصلحة من القطاع العام والخاص والأكاديمي لمشاركة المتطلبات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والتكامل مع المشاريع والمبادرات القائمة، كذلك التواصل مع الجهات المحلية والدول المتقدمة والمنظمات والهيئات الدولية في المواضيع ذات العلاقة".

وأضاف الرواحي أن الذكاء الاصطناعي يؤدي دورًا حيويًا في تحسين كفاءة إدارة النقل واللوجستيات في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات؛ إذ يُعزِّزُ التخطيط والتوقعات، ما يسهم في توزيع الموارد على نحو أكثر فعالية، مثل المساعدة في إدارة الأصول والمخازن بطريقة أكثر دقة من خلال تحليل البيانات وضمان استخدام الموارد بكفاءة.

أما فيما يتعلق بتعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية الأساسية الرقمية، ذكر الرواحي أن الذكاء الاصطناعي يُساعد في الكشف السريع عن التهديدات السيبرانية والاستجابة لها بفعالية، مع القدرة على التنبؤ بالهجمات وتحليل السلوكيات الشاذة لمنع الاختراقات قبل حدوثها.

وأوضح رئيس قسم مشاريع الذكاء الاصطناعي أن التكنولوجيا الحديثة تسهم إسهامًا كبيرًا في زيادة الكفاءة وتقليل الكُلف التشغيلية للشركات من خلال عدة طرق مبتكرة، أولاً: يقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة العمليات الروتينية مثل إدخال البيانات ومعالجة الطلبات، مما يقلل من الحاجة إلى التدخل البشري ويوفر الوقت، كما هو الحال عند استخدام روبوتات الدردشة لأتمتة استفسارات العملاء. وثانيًا: يسهم في تحسين إدارة الموارد بذكاء، مثل التنبؤ بالطلب في سلسلة التوريد لضمان توافر المنتجات دون الحاجة لزيادة المخزون. وثالثًا: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة؛ مما يساعد على اتخاذ قرارات فورية مبنية على معلومات دقيقة، كما يحدث عند تحليل بيانات المبيعات لاكتشاف الأنماط وتحسين استراتيجيات التسويق. ورابعًا: يساهم الذكاء الاصطناعي في تقليل الأخطاء البشرية؛ مما يقلل من تكاليف الإصلاحات؛ حيث يتم استخدام تقنيات التحقق الآلي لضمان دقة المعاملات المالية. وخامسًا: يساعد على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة من خلال التنبؤ بالاحتياجات وضبط الأجهزة تلقائيًا، مثل التحكم في استهلاك الكهرباء في المكاتب بناءً على الاستخدام الفعلي. وأخيرًا، يسهم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمشكلات وتنفيذ الصيانة الوقائية، كما هو الحال في المصانع التي تستخدمه للتنبؤ بأعطال المعدات وتقليل تكاليف تعطل الأنظمة.

الخدمات المالية والمصرفية

وعن تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الخدمات المالية والمصرفية، يؤكد الرواحي "أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تحسين إدارة المخاطر وتحليل الائتمان من خلال تحليل بيانات العملاء بدقة أكبر لتقييم مخاطر الائتمان واتخاذ قرارات إقراض مدروسة، كما يسهم في الكشف عن الاحتيال عبر مراقبة العمليات المالية في الوقت الفعلي للكشف عن الأنشطة الاحتيالية بسرعة وكفاءة". وتابع أن الذكاء الاصطناعي يُعزّز تقديم خدمات شخصية مخصصة؛ حيث تقدم البنوك اقتراحات استثمارية بناءً على تحليل أنماط الإنفاق والادخار، كذلك يسهم في أتمتة المهام الروتينية مثل معالجة القروض، علاوة على أن قطاع الاستثمار يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الأسواق والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية؛ مما يسهم في اتخاذ قرارات استثمارية ذكية وتنفيذ الصفقات بسرعة وفعالية.

اعتبارات أخلاقية

لكن الرواحي أشار بوضوح إلى مسألى الاعتبارات الأخلاقية التي يجب على الشركات مراعاتها عند استخدام الذكاء الاصطناعي، وقال إن هذه الاعتبارات تشمل: "الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا كالخصوصية وحماية البيانات والتحيز في الخوارزميات، والشفافية والمساءلة والاستبدال الوظيفي، أضف على ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الحاسمة".

وذكر الرواحي أن الذكاء الاصطناعي يعزز الابتكار من خلال التنبؤ بالطلب في السوق، مما يساعد الشركات على تطوير منتجات تلبي احتياجات المستهلكين المستقبلية قبل المنافسين، كما يُسهم في تسريع عملية البحث والتطوير عبر تقليل الوقت المستغرق في التجارب واختبار المنتجات، مما يسرّع من تقديم حلول جديدة وفعّالة.

مقالات مشابهة

  • «التكامل الاقتصادي» تستعرض جهود مواجهة غسل الأموال وتسجيل براءات الاختراع
  • بمشاركة "أبل".. الإعلام والاتصالات تضع خارطة طريق لبناء علاقة استراتيجية طويلة الآمد
  • «الضويني» يستعرض جهود الأزهر في دعم مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»
  • "المشاط" تعقد جلسة مباحثات مع وزير الخارجية والتجارة المجري لمناقشة تعزيز الاستثمار المشترك بين البلدين
  • المشاط تعقد جلسة مباحثات مع وزير الخارجية المجري لبحث التعاون المشترك
  • محافظ بني سويف يبحث جهود المشاركة المجتمعية لدعم منظومة المخلفات
  • الصين ترفع سن التقاعد في البلاد لدعم الاقتصاد
  • الزراعة: فتح استيراد الأسماك جاء لدعم المواطن
  • قافلة عيادات أردنية ضمن مبادرة لدعم مبتوري الأطراف تنطلق لغزة
  • الرواحي لـ"الرؤية": "النقل والاتصالات" تقود جهود الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة الاقتصاد الرقمي