»ﻏﻠﻴﺎن اﻟﻀﻔﺪع« ﻳﺆﺟﺞ اﻟﺤﺮب اﻟﻨﻮوﻳﺔ
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
خيارات «بوتين» للرد على التحالف الأطلسى
تجاهل الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر تهديدات الرئيس الروسى فلاديمير بوتن أثناء لقائهما لمناقشة مناشدات أوكرانيا لاستخدام الصواريخ البريطانية ضد أهداف على الأراضى الروسية. وفى ذلك رد بايدن على تصريح بوتن بأن مثل هذا العمل من شأنه أن يضع دول حلف شمال الأطلسى «فى حالة حرب مع روسيا»: «لا أفكر كثيرا فى فلاديمير بوتن»
وردا على سؤال حول المدة التى سيكون مستعدا فيها للسماح لأوكرانيا بإطلاق الصواريخ على عمق أكبر فى روسيا، أضاف بايدن: «سنناقش ذلك « دون تفاصيل واتفق ستارمر فى عدم اتخاذ قرار نهائى بشأن صواريخ ستورم شادو، وألمح إلى أن المزيد من التطورات قد تتبع فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى وقت لاحق من هذا الشهر.
فيما نفى أن يكون تركيزه على «الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة» يتعلق بتأمين تكتيكات بشأن أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وانتصار محتمل لدونالد ترامب، الذى وصف بوتين بأنه «عبقرى». وقال «لا، أعتقد أنه إذا نظرت إلى الوضع فى أوكرانيا والشرق الأوسط، فمن الواضح أنه فى الأسابيع والأشهر المقبلة هناك تطورات محتملة مهمة حقا، بغض النظر عن الجداول الزمنية الجارية فى بلدان أخرى»
ولكن هذا لم يمنع روسيا وأوكرانيا من تكثيف الضغوط على المملكة المتحدة والولايات المتحدة اللتين تخشيان بالفعل التصعيد. وكتب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي: «من الصعب أن نسمع مرارا وتكرارا عبارة: نحن نعمل على هذا، بينما يواصل بوتن حرق مدننا وقرانا».
كما عبر مسئولون أمريكيون عن شكوكهما فى أن استخدام صواريخ ستورم شادو من شأنه أن يغير قواعد اللعبة فى الحرب
وكان قد اطلق بوتن تهديدات حربية أخرى ردًا على تكثيف الغرب للمساعدات العسكرية لأوكرانيا. ولكنه لم ينفذ قط أى نوع من الهجمات العسكرية التقليدية ضد حلف شمال الأطلسى. ومن الصعب أن نعرف ما إذا كانت هذه المرة ستكون مختلفة. ولكن التحذير الأخير كان واحدا من أكثر تصريحاته مباشرة حتى الآن بشأن احتمال اندلاع حرب بين حلف شمال الأطلسى وروسيا وقال بوتن إنه إذا تم اتخاذ القرار بالسماح لأوكرانيا بإطلاق الأسلحة الغربية فى عمق روسيا، «فإن هذا لن يعنى أقل من التدخل المباشر وهذا يعنى أن دول حلف شمال الأطلسى والولايات المتحدة والدول الأوروبية أطراف فى الحرب فى أوكرانيا» ليؤكد متحدثه أن الحديث مهم وواضح للغاية.
كما سعى بوتن طوال الوقت إلى تذكير العالم بالقدرة التدميرية لترسانته النووية، بما فى ذلك إجراء أنواع جديدة من التدريبات على الأسلحة النووية والإشارة ضمنًا إلى استعداده لاستخدام تلك الأسلحة ولكن على الرغم من أن الحرب مع روسيا قد تشكل خطرًا كبيرًا على حلف شمال الأطلسى، فإنها قد تفرض تحديات كبيرة على بوتن أيضاً بحسب تحليل لنيويورك تايمز، حيث اعتماده على إيران وكوريا الشمالية فى الحصول على الأسلحة، وتردده فى إصدار أمر بتعبئة أخرى بسبب المخاوف الداخلية، فقد استخدم السجناء المدانين لاستكمال صفوف جيشه. ومن شأن تفعيل بند الدفاع المتبادل فى حلف شمال الأطلسى أن يضعه فى مواجهة أقوى الجيوش فى الغرب
ولعل بوتن اقترح فى ضوء هذه الحقيقة سبلًا أخرى قد يستخدمها للرد على الغرب لمساعدته أوكرانيا، بما فى ذلك تزويد خصوم أميركا بالأسلحة حتى «يستهدفوا المنشآت الحساسة فى البلدان التى تفعل هذا بروسيا». كما أثار احتمال تعرض البلدان الصغيرة للخطر، وهو ما يشكل تهديدًا لاستعراض روسيا لعضلاتها أمام جيرانها الأقل قوة.
وعلى ضوء هذه التهديدات، اتخذ الغرب نهجا تدريجيا لتعزيز القدرات العسكرية التى كان يقدمها لكييف كما اعتبر مسؤولون الأمريكيون أن هذه الاستراتيجية باعتبارها «غليان الضفدع». ومن خلال اتخاذ نهج أبطأ بما فى ذلك القرارات المنفصلة بإرسال صواريخ هيمارس، والدبابات، والصواريخ بعيدة المدى، وطائرات إف-16 المقاتلة يبدو أن كل خطوة متتالية أثبتت أنها أقل أهمية من أن تؤدى إلى رد فعل حاد من موسكو.
ولكن بدلًا من ذلك، كانت الرسالة التى يوجهها بوتن منذ فترة طويلة هي: «سنستمر بعدكم». ويبدو أنه مقتنع، كما يقول المحللون والمسؤولون الروس السابقون الذين يعرفونه، بأنه سينتصر فى نهاية المطاف لأن روسيا لديها الموارد الديموغرافية والاقتصادية اللازمة لخوض حرب طويلة، فى حين ستستنفد أوكرانيا فى نهاية المطاف الرجال، وسوف يفقد داعموها الغربيون إرادتهم فى نهاية المطاف.
ولكن يبدو أن حرص بريطانيا على تزويد أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو بموافقة الولايات المتحدة لاستخدامها فى عمق روسيا كان له وقع أكثر حساسية. فقد وصف الزعيم الروسى الأمر بأنه «قصة مختلفة تماما».
وأوضح إيليا جراشينكوف محلل السياسة الروسية إن بوتن كان بتصريحه منخرطا فى عمل آخر من أعمال المساومة مع واشنطن. لافتا إلى تزايد المخاطر. وأضاف أن الجانبين بحاجة إلى التوصل إلى نوع من التكافؤ قبل الدخول فى مفاوضات ذات مغزى ومن الناحية النظرية فى مرحلة ما من المفترض أن يؤدى مثل هذا التصعيد الحاد إلى خفض التصعيد.
واكد أولريش كوهين، الخبير فى الأسلحة فى معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية فى هامبورغ، إنه لا يستبعد أن يختار بوتن إرسال نوع ما من الرسائل النووية–على سبيل المثال اختبار سلاح نووى فى محاولة لتخويف الغرب. وهو ما يشكل تصعيدا دراماتيكيا للصراع
وأوضح ماركوف المستشار السابق للكرملين إن «روسيا قررت كسر» استراتيجية «غلى الضفدع على نار هادئة»، فى إشارة إلى الزيادات التدريجية التى يقدمها الغرب فى المساعدات لأوكرانيا بهدف عدم إثارة رد فعل روسى حاد
وألمح كوهين إن خيارا آخر قد يكون أن تقوم روسيا بتصعيد أعمالها «الهجينة» مثل التخريب فى أوروبا أو التدخل فى الحملة الانتخابية الأمريكي
وفى السياق أكد مستشار كبير للرئيس الأمريكى جو بايدن إن الرئيس سيستخدم الأشهر الأربعة المتبقية من ولايته «لوضع أوكرانيا فى أفضل وضع ممكن لتحقيق النصر». كما سيلتقى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى أواخر سبتمبر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك لمناقشة المساعدات لأوكرانيا
وسيتم استبدال بايدن فى يناير المقبل إما بنائبة الرئيس كامالا هاريس، التى أشارت إلى أنها ستواصل سياساته الداعمة لأوكرانيا، أو بالرئيس السابق دونالد ترامب، الذى لم يقل فى مناظرة فى وقت سابق من هذا الأسبوع ما إذا كان يريد أن تفوز كييف بالحرب
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحرب النووية الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الروسي الصواريخ البريطانية حلف شمال الأطلسى فى ذلک
إقرأ أيضاً:
عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين
وضعت الحرب الفلسطينيين فى حالة استثنائية.
منحتهم شهورا من «القشعريرة» الوطنية لا تحدث فى حياة الشعوب المحتلة إلا نادرا.
فجرت مياه «التحرر» الجوانية فى أعماقهم وأضاءت قناديل العدالة فى نفوس كارهى الظلم فى الدنيا كلها.
دفع الفلسطينيون ثمنا غاليا يصعب تقديره ليعثر العالم على وعيه الضائع وضميره الغائب وذاكرته المنسية ويعترف بقضيتهم المزمنة ثم يعيد إليهم ما اغتصب منهم.
انتظر الفلسطينيون نهاية الحرب لتتسلم الدبلوماسية ملف القضية لتكافئهم بحلها على قدر ما حاربوا وعلى قدر ما ضحوا وعلى قدر ما استشهدوا أليست الحرب سياسة بأسلوب أشد.
وجاء من أقصى الغرب «رئيس» يسعى إلى إيقاف الحرب كما وعد العرب والمسلمين أربع مرات حين التقى بهم فى حملته الانتخابية.
وقبل أن يعود إلى البيت الأبيض فى يناير القادم ليصبح سيده سلم القضية للدبلوماسية مبكرا.
لكن الدبلوماسية خطفت القضية من أيدى أصحابها وأنصارها وصادرت بياناتها وأحلامها ومستقبلها وثيابها وطعامها وأرضها وتاريخها بل اسمها قبل أن تجلس على مائدة المفاوضات إذا حدثت مفاوضات.
اختار «دونالد ترامب» الذى نلقى بكل الرهان عليه «مايك هكابى» سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل لنجد أنفسنا فى صدمة وربما صاعقة.
كان مجرد إعلان الاسم وقبل أن يوافق الكونجرس عليه وقبل أن يتسلم عمله كفيلا بسقوط الستار على الفلسطينيين قبل أن يصلوا إلى خشبة المسرح بل ربما وضعوا فى الثلاجة حتى يصبحوا أسماكا متجمدة.
الرجل يعشق إسرائيل ويذوب فى هواها ويلثم التراب الذى تمشى عليه ولا يتخيل الحياة بدونها.
«ترامب» نفسه اختاره للمنصب لأنه حسب ما أعلن أنه «يحب إسرائيل وعلى نحو مماثل يحبه شعب إسرائيل «فلم يحرم العاشقين من رقصة «تانجو» طال انتظارها على الأرض المحتلة؟ لم لا يمنحهم فرصة المناجاة فى ليلة قمرية على شاطئ «تل أبيب»؟
والمثير للدهشة أن «هاكابي» ليس يهوديا ولكنه يموت فى هوى إسرائيل أكثر من كل السفراء اليهود الذين بعثت بهم الولايات المتحدة إليها منذ عين «جورج بوش» عام ٢٠٠٨ «جيمس كانينجهام».
فى ٥٢ سنة زار «هاكابى» إسرائيل ١٠٠ مرة فى رحلات جماعية مدفوعة حاملا «الإنجيل» فى يد «والتوراة» فى اليد الأخرى.
وهو لا يرى إسرائيل بعيون سياسية وإنما يراها بعيون دينية.
يراها «مشيئة الرب» التى جمعت شعبه «المختار».
يراها أمة «داوود» الذى حارب «جوليات» وأنقذ اليهود من غزوات الكنعانيين.
ولد «هاكابى» فى مدينة «هوب» (ولاية تكساس) يوم ٢٤ أغسطس عام ١٩٥٥(٦٩ سنة) وبسبب بيئته المتواضعة المحافظة اتجه إلى الكنيسة لتعلمه وتأويه وتطعمه وتدربه على التبشير بمعتقداتها.
وفى سن الخامسة عشرة ألقى أول موعظة على منبرها.
درس «الإلهيات» فى جامعة «أواشيتا بابتيست» المعمدانية التى شكلت أفكاره وتوجهاته التى نشرها بسهولة بعد أن أصبح قسا فى ولاية «أركنساس» التى توجد فيها الجامعة بالتحديد فى مدينة «أركدلفيا».
قدم برنامجا تليفزيونيا حمل اسمه «هاكابي» ساهم فى انتشاره حتى أصبحا نجما يمشى وراءه المتشددون.
على الشاشة رفض الإجهاض حتى ولو كان سبب الحمل الاغتصاب أو زنى المحارم.
رفض أيضا الجنسية المثلية وطالب بتعديل دستورى يحظر زواجهما من بعضهما البعض.
ودعا إلى عزل مرضى الإيدز بعد سنوات من تأكيد الطب أن المرض لا يمكن أن ينتشر من خلال المعايشة الاجتماعية.
وعارض الرعاية الصحية الشاملة التى يستفيد منها الفقراء.
واعتبر أبحاث الخلايا الجذعية الجينية التى عالجت أمراضا مستعصية نوعا من الكفر وتدخلا فى مشيئة الرب.
ووصف نظرية «داروين» فى النشوء والارتقاء بأنها رجس من عمل الشيطان.
وفيما بعد رأس قناتين تليفزيونيتين تروجان لما يسمى «المسيحية الصهيونية» التى تؤمن بأن قيام إسرائيل عام ١٩٤٨ كان ضرورة سماوية سامية لأنها تكمل نبوءة الكتاب المقدس بقدوم المجيء الثانى للمسيح إلى الأرض ملكا منتصرا بعد حرب سيخوضها ضد الشر فى العالم.
وتعتقد «الصهيونية المسيحية» أنه من واجب أتباعها الدفاع عن الشعب اليهودى بشكل عام والدولة العبرية بشكل خاص ويعارضون انتقادها ويعتبرون جزءا من اللوبى الذى يؤيد إسرائيل.
ويتبع المؤمنون بها «هاكابي» فى كتابة قصائد تعبر عن لوعة الحب الذى يحرق قلوبهم على إسرائيل.
لا نجرؤ بالطبع أن نلوم عاشقًا على ما يحب ولا على ما يكره فالعواطف قناعات داخلية يصعب تجنبها أو السيطرة عليها أو التحكم فيها.
هو حر فى حبه وهو حر فى كرهه وليس من طبيعتنا العربية أن نفرض على أحد حبا لا يريده ومشاعر لا يحس بها.
لكن عواطف الحب عنده ليست عواصف صوفية أو رومانسية وإنما هى عواطف سياسية وعملية وواقعية تقوم على السيطرة المطلقة سواء فى جلسات الحب الإسرائيلية أو جلسات المفاوضات العربية.
على أن العاشق الخرافى الذى بدا مستعدًا أن ينتحر حبا فى إسرائيل استفاد منها كثيرا.
بأصوات اليهود الذين انتخبوه أصبح حاكما لولاية «أركنساس» فى الفترة ما بين عامى ١٩٩٦ و٢٠٠٧ وجمع للمرة الأولى بين السياسة والموعظة وفيما بعد ستتولى ابنته «ساندرز» المنصب نفسه وتصبح ابنته الأخرى «سارة» متحدثا رسميا باسم البيت الأبيض خلال رئاسة «ترامب» الأولى.
المثير للدهشة أن «ترامب» لم يعجبه فى البداية ووصفه بأنه «ديكتاتور» لا يقل تسلطا عن «هتلر» بل رشح نفسه ضده فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى لاختيار مرشح الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٦ لكنه فشل كما سبق أن فشل فى عام ٢٠٠٨.
على أنه وقع فى هوى «ترامب» بعد أن قرر فى ٦ ديسمبر ٢٠١٧ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وفى ١٤ مايو ٢٠١٨ بدأت السفارة الأمريكية عملها من القدس فى ذكرى إعلان «مناحم بيجن» المدينة المقدسة عاصمة موحدة وأبدية للدولة الصهيونية.
لم يكف «هاكابي» عن دعم «ترامب» وحشد أتباعه فى الكنائس ومتابعيه فى التليفزيون لانتخاب «ترامب» بل رافقه فى زيارته الدعائية للسبع ولايات المتأرجحة التى تحسم عادة الانتخابات.
ورد «ترامب» الجميل باختياره سفيرا للولايات المتحدة فى إسرائيل والمؤكد أن اختيار «ترامب» اختيارا تماما فهو يعرف مسبقا أن «هاكابى» سيخدم إسرائيل برموش عينيه أكثر من اليهود المتشددين الذين سبقوه فى تولى المنصب.
كل تصريحات «هاكابى» تثبت ذلك.
حسب شبكة «سى. إن. إن.» الإخبارية الأمريكية فإنه يرفض استخدام مصطلح «المستوطنات».
ويقول: «إن إسرائيل لديها سند ملكية ليهودا والسامرة» وهما الاسم التوراتى الرسمى الذى يطلق على الضفة الغربية.
فى عام ٢٠١٥ قال:
«إن مطالبة إسرائيل بضم الضفة الغربية أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن» أشهر منطقة فى مدينة نيويورك.
وفى عام ٢٠١٧ زار مستوطنة «معاليه أدوميم» ليعلن:
«لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية. إنها يهودا والسامرة. ولا يوجد شىء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات وأحياء ومدن. ولا يوجد شىء اسمه احتلال (إسرائيلى) فاليهود هم أصحاب الأرض منذ ثلاثة آلاف سنة».
لم يكتف بذلك وإنما أعلن فى بداية شهر نوفمبر ٢٠٢٤ معارضته القوية لـ «إٌقامة دولة فلسطينية» مضيفا: «لا يوجد شىء اسمه فلسطين».
وعندما نفذت عملية «طوفان الأقصى» حتى سارع بالسفر إلى إسرائيل ليزور تجمع «كفار غزة» الذى هاجمه مقاتلو حماس قائلا:
«إن هذه الزيارة ضربة قوية عززت تصميمه على التعبير عن تضامنه مع الشعب الإسرائيلى».
بل أكثر من ذلك انتقد «جو بايدن» بسبب ضغطه على إسرائيل قائلا:
«إذا كنت شخصا مؤيدا لإسرائيل فكيف يمكن أن تكون مؤيدا لبايدن الذى أوضحت إدارته أنها ستقدم تنازلات لحماس».
هكذا تحدث سفير «ترامب» فى إسرائيل.
قطعا سيوافق الكونجرس عليه لوجود أغلبية للجمهوريين.
لكن المهم أن الرجل واضح وصريح ومباشر فى تصريحاته وتوجهاته وأهدافه ونحن نشكره على ذلك حتى لا نضيع وقتنا فى تمنيات طيبة بالتغييرات.
يجب أن تصل رسالة جديدة إلى «ترامب».
صدقنا أنك ستوقف الحرب وتأتى بالسلام ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب القضية الفلسطينية.
لو نفذت سياسة سفيرك «هاكابي» بشطب فلسطين من على الخريطة فإن الفوضى ستضرب المنطقة ولن تكون إسرائيل بعيدة عنها.
إن الاستقرار الذى تتحدث عنه لن يأتى بالسيطرة الإسرائيلية وإلا ستتكرر عملية طوفان الأقصى وسبعة أكتوبر سيواصل العد حتى ثلاثين أكتوبر.
لكن فى الوقت نفسه لم لا تخرج من المنطقة مبادرة جماعية (عربية وتركية وإيرانية) لمواجهة مخططات ومؤامرات باتت معلنة.
ألم يخرج «نتنياهو» على الجمعية العامة للأمم المتحدة بخريطة جديدة ليس فيها فلسطين؟
ألم يعد الحديث من جديد إلى امتداد دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات؟
إن الحكومة الإسرائيلية القائمة حكومة دينية يمينية متطرفة تؤمن بتحويل النصوص التوراتية إلى نصوص سياسية.
وفى التوراة (سفر التكوين) عباراة تشير إلى أرض إسرائيل الكبرى:
«فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبراهيم ميثاقا قائلا: لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير فى الفرات».
حسب هذا التصور فإن حدود إسرائيل تشمل كل أراضى فلسطين التاريخية بما فيها الضفة الغربية وغزة إلى جانب مرتفعات الجولان.
وهناك من يرى أن النص يسمح بالتمدد إلى أراضى دول أخرى.
ومن ثم فالوقوف فى وجه التهام فلسطين هو خطوة ضرورية لحماية دول أخرى حسب المثل الشائع:
«أكل الثور الأبيض يوم أكل الثور الأسود».
نتنياهو وسفير ترامب الجديد فى إسرائيل
ترامب ومايك هكابى
خريطة نتنياهو تضم الضفة وغزة والجولان سفر إسرائيل الكبرى
من النيل إلى الفرات أصبح نصا سياسيا شطب القضية الفلسطينية سيفجِّر فوضى شاملة فى المنطقة لن تنجو منها إسرائيل
ترامب لفريق الأحلام الذى اختاره لإدارته: لنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى
عن «هآرتس» الإسرائيلية
لاحظ أن كل المرشحين كلهم يضعون نجمة داوود