كيف يمكن لبوتين أن يستخدم السلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
نشرت صحيفة "صنداي تايمز" تقريرا توضح فيه الكيفية التي يمكن أن تنفذ بها روسيا ضربة نووية تكتيكية في أوكرانيا، والمصاعب التي تواجهها، ناقلة عن خبراء عسكريين اعتقادهم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يستخدم هذا السلاح.
وقالت الصحيفة إن الخبراء عزوا اعتقادهم إلى أن جيشه يفتقر إلى قوات النخبة والمركبات المدرعة لتنفيذ أي ضربة.
وكان بوتين قد حذر الأسبوع الماضي من أن منح أوكرانيا الإذن بإطلاق صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى سيضع الغرب في حالة حرب مع بلاده. وقال إن "هذا سيغير بشكل كبير طبيعة الصراع".
وأشارت الصحيفة إلى أن الغرب كان قد واجه مثل هذا التخويف من قبل، مضيفة أن احتمال إطلاق كييف صواريخ كروز الأنجلو-فرنسية على روسيا أثار مرة أخرى مسألة الحرب النووية بعد أشهر من التهديدات "المتزايدة" من روسيا.
وقالت موسكو هذا الشهر إنها تغير عقيدتها النووية ردا على ما تعتبره "تصعيدا" غربيا في الحرب في أوكرانيا. وفي يوليو/تموز الماضي، أجرت موسكو تدريبات على الأسلحة النووية التكتيكية بالقرب من أوكرانيا وفي مارس/آذار، وحذر بوتين من أن روسيا مستعدة لحرب نووية "من وجهة نظر عسكرية تقنية"، في إشارة إلى نشر أسلحة نووية تكتيكية مصممة لاستخدامها في ساحة المعركة.
كيف تعمل النووية التكتيكية؟وعن كيفية عمل الأسلحة النووية التكتيكية، وهل ستنشرها موسكو حقا؟ تقول صنداي تايمز إنه وعلى عكس الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ذات الرؤوس النووية والتي يمكنها تدمير مدن بأكملها، فإن الرؤوس الحربية التكتيكية مخصصة للاستخدام في المعارك فقط. فهي أقل قوة من الرؤوس النووية التي تدمر المدن ويمكن أن يكون لها رأس متفجر أقل حجما قد يصل إلى كيلوطن واحد (القنبلة التي أسقطتها أميركا على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية كان حجمها 15 كيلوطن).
وأضافت أنه من غير المعروف على وجه التحديد عدد الأسلحة التكتيكية التي تمتلكها روسيا، لكن التقديرات تشير إلى أن مخزونها يبلغ حوالي ألفي رأس جاهز، أي حوالي 10 أضعاف العدد الذي تمتلكه الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يمكن نقل الرؤوس الحربية التكتيكية بهدوء وإطلاقها باستخدام أنظمة الأسلحة التقليدية التي نشرتها روسيا بالفعل في أوكرانيا.
ومن الناحية النظرية، لن يتم استخدام هذه الأسلحة ضد مدن كبيرة مثل كييف أو لفيف ولكن لإحداث ثقب في خط المواجهة الأوكراني، كما هو الحال في منطقة دونباس، حيث تركز روسيا الكثير من جهودها العسكرية.
ومع ذلك، فإن عواقب التفجير التكتيكي للأسلحة النووية ستكون أرضا محروقة ومباني مسواة بالأرض وربما الآلاف من القتلى والأنهار الملوثة والإشعاع المستمر الذي من شأنه أن يترك المنطقة المتضررة غير صالحة للسكن.
ويعتمد التأثير على حجم الرأس الحربي المستخدم. فمن شأن قنبلة تزن 10 كيلوأطنان أن تتسبب في أضرار بالغة وتسمم بالإشعاع لأي شيء داخل دائرة نصف قطرها 800 متر، ولا تترك أي ناجين أو قليلا من الناجين، وتتسبب في أضرار تصل إلى 16 كيلومترا، وفقا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية.
ووفقا لجورج باروس من معهد دراسة الحرب، فإن ما يفترض حدوثه بموجب العقيدة السوفياتية هو تحريك قوات المشاة الآلية، ووضعها في بدلات واقية، داخل دبابات، ثم سيارات لتقتحم سحابة الفطر النووية.
صعوبات جمة
ويعتقد باروس أن جنود النخبة الذين يتمتعون بالمهارات اللازمة لمثل هذه العملية قد ماتوا منذ فترة طويلة، وقتلوا في المراحل الأولى من الحرب، في حين أن المركبات المدرعة للكرملين تدهورت إلى درجة أنها غير فعالة.
ويوضح باروس أن العقيدة الروسية تنص على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية لتدمير هدف مركزي كبير مثل المناطق التي توجد بها طائرات ودبابات ومشاة ومعدات وذخائر عسكرية كثيرة العدد.
لذلك، يقول باروس إنه مع كون الجيش الأوكراني لامركزيا للغاية وتنقصه الموارد، فلا يوجد هدف كبير ومغري لتبرير مثل هذه الضربة، مضيفا أن استخدام سلاح نووي تكتيكي في هذه الأوضاع يعني أنه سيكون بلا فائدة ولا ميزة عسكرية.
لن يستخدمه بوتينوأكد باروس أنه وعلى الرغم من خطاب بوتين الناري، فمن غير المرجح أن تستخدم روسيا السلاح النووي في حالة استخدام أوكرانيا الصواريخ الغربية داخل الأراضي الروسية. وأضاف باروس "لا أعتقد أن هذا هو نوع التصعيد الذي يشعر المسؤولون الغربيون بالقلق بشأنه".
كذلك، يضيف باروس، يُعتبر الضغط الجيوسياسي وخطر فقدان روسيا للدعم من حلفائها عاملين آخرين يمنعان الصراع من التحول إلى نووي، مشيرا إلى أن حديث بوتين عن الحرب النووية قد أزعج في السابق الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وكلاهما أبدى خشيته من هذا الخيار.
وقال ويليام كورتني -المفاوض الأميركي السابق مع اللجنة التي نفذت معاهدة حظر التجارب مع الاتحاد السوفياتي– إن تجاهل هذه المناشدات بالاعتدال لن يؤدي إلا إلى زيادة عزلة روسيا الدولية، وجلب التوبيخ وفقدان التعاون المحتمل من شركائها.
ماذا يحدث الآن؟وأضاف كورتني أنه في الوقت الذي تطلق فيه موسكو التهديدات، ستقوم كييف بتحديد الأهداف العسكرية التي ستضربها داخل روسيا والتي تقع ضمن نطاق مغرٍ لصواريخ ستورم شادو. وأشار خبراء عسكريون إلى أن الكرملين سيكون حاليا قد نقل بالفعل العديد من أصوله الأكثر قيمة، لتكون بعيدة المنال.
ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي لا يمكن نقلها مثل المطارات ومراكز إصلاح المركبات ومصافي النفط ومقر القيادة. والضربات المباشرة على هذه المنشآت ستعطل بشكل كبير آلة حرب بوتين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات النوویة التکتیکیة فی أوکرانیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
بوتين يبدي انفتاحاً على الحوار مع إدارة ترامب بشأن أوكرانيا
الجديد برس|
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده منفتحة على الحوار مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بشأن الحرب في أوكرانيا.
وبحسب وكالات الأنباء الروسية قال بوتين، خلال اجتماعه مع أعضاء مجلس الأمن ” القومي الروسي نحن منفتحون على الحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن الصراع الأوكراني”.
وأضاف: إنّ “الأمر الأكثر أهمية هو القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة”.
وحدّد بوتين بشأن تسوية الوضع في أوكرانيا أنّ “الهدف يجب أن لا يكون هدنة قصيرة، ولا أي نوع من الاستراحة لإعادة تجميع القوات وإعادة التسلح بهدف مواصلة الصراع لاحقاً”، إنما “سلام طويل الأمد قائم على احترام المصالح المشروعة لجميع الناس، الذين يعيشون في هذه المنطقة”.
وذكر بوتين أنّ روسيا لم ترفض الحوار أبداً.. قائلاً: “كنا دائماً على استعداد للحفاظ على علاقات سلسة وتعاون مع أي إدارة أمريكية”.
وأشار إلى أنّ بلاده “تنطلق من حقيقة أن الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية سيتم بناؤه على أساس المساواة والاحترام المتبادل”.
وأكد أنّ موسكو تلاحظ تصريحات ترامب حديثاً وأعضاء فريقه بشأن الرغبة في استعادة الاتصالات المباشرة مع روسيا.. معتبراً أنّ هذه الاتصالات قطعتها الإدارة المنتهية ولايتها “من دون أي خطأ من جانبنا”.
ورحّب الرئيس الروسي بموقف ترامب وكلماته بشأن “ضرورة القيام بكل شيء لمنع حرب عالمية ثالثة”.. مُهنئاً ترامب بتوليه منصبه.
واعتبر بوتين أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية كان “مقنعاً، والفترة التي سبقت الانتخابات كانت صعبة عليه من جميع النواحي”.